رواية حب مستحيل بقلم سارة اللومي
رواية حب مستحيل الفصل الثالث 3
المهم كانت السنين بتعدي و امي كانت بتلاحظ نظرات الحسرة لابوي و اخواني و كانت بتشجعني عشان اختلط بيهم و اروح له و اسأله و ألعب معاه زي ما هما بيعملوا و ابطل انطواء على نفسي ، كانت بتحاول تكسر الحاجز اللي اتبنى بيني و بين ابوي طول السنين اللي فاتت كانت بتقولي هما أصغر منك و مع كدة هما اشطر منك و أجرأ ، ليه ما تتعامليش معاه بجرأة زيهم ؟ يعني هي من كل عقلها بتسالني ليه ؟ و هي اللي طول عمري بتقولي اجري استخبي باباكي جاي تعبان و منرفز اوعي يشوف وشك او يسمع نفسك!!
المهم ..كنت بأحاول اسمع كلامها و اختلط بيهم بس اول ما كان بيشوفني جاية ناحيتهم أو بلعب معاهم بيبتدي يتريق عليا و هما بيضحكوا" شوفو مين جاي! الزرافة! ( كانوا بيتريقوا عليا كدة عشان طولي) فاكرة نفسها لسة صغيرة و جاية تلعب ! تكونش غيرانة منكم ؟ لما شاب دخلوه الكتاب !" و عبارات ثانية كان هدفه وقتها أنه يضحكهم بيها بس مكانش عارف أنه كان بالكلام ده قاعد يقتل لي فاللي كان باقي من شخصيتي و بيحطمني اكثر ما انا كنت محطمة ..و وصلت لمرحلة ما بقيتش لا أحاول اتقرب منه ولا اسأل عنه و كل وقتي مقضياه في القبو ، مكاني الوحيد المظلم الهادي اللي كنت بأحس فيه بالأمان و اقعد مع اوراقي و خواطري ..
الوقت ده انا كنت قربت على 12 سنة و بدأت تظهر عليا أثار الانوثة و اتحولت في عطلة الصيف من البنت النحيلة السمراء لبنت جذابة جسمها ممتليء لونها قمحي طويلة بتلفت الانظار نحيتها وين ما راحت او جات ، على فكرة انا الوحيدة اللي كنت بأشبه أمي اخواني كلهم كانت بشرتهم بيضة و بيشبهوا بابا ، يمكن عشان كدة كان بيحبهم و مكانش بيحبني زيهم ، يمكن كنت دايما بافكره بأمي .
المشكلة أن أمي كانت بتحاول جهدها تقربني من بابا بعد ما شافت اني طول الوقت تعيسة ، لكن عمرها ما حاولت تقرب هي مني ، مش فاكرة ولا مرة في طفولتي انها حضنتني او باستني ، كنت محتاجة تهتم بيا و تعطيني حنان الام اللي طول عمري محرومة منه ، بس للأسف كنت طول عمري بحس اني انا اللي كنت أم لبنت كبيرة هي أمي.
عدت السنين و مفيش حاجة اتغيرت غير ان عمتي بطلت تدايق ماما و بقت تدايقني انا ، كانت غيرتها مني شديدة و كرهها أشد ، مع انها كانت بتحب اخواتي كلهم بس مشاعرها دي كانت معاي انا بس و كأنها كانت بتنتقم من ماما عن طريقي انا، كانت بتستفزني و بتفتري عليا و بتهينني و بتحاول بكل الطرق تأذيني، نسيت اقولكم ان عمتي اكبر مني تسع سنين .
انا في الوقت ده كنت بحاول اركز على دراستي كان عندي أمل انها هي الحاجة الوحيدة اللي ممكن تطلعني من الحياة التعيسة اللي انا كنت عايشاها، كنا عايشين في شقة ضيقة و كنت بنام انا و عمتي و أحمد اخوي في الصالون، أحمد مكانش بيحب الدراسة و لا عايز يكمل تعليم، بس انا كنت شاطرة و بحاول دايما اكون متميزة في دراستي عشان كدة كنت باسهر لوقت متأخر ادرس في المطبخ، لما ارجع انام الاقيها قفلت بالمفتاح عشان ما ادخلش، ارجع انام في كرسي المطبخ للصبح ، اول واحد كان بيصحى هو جدتي و كانت بتلاقيني هناك و مع كدة ما كانتش بتجيب سيرة و تتستر على بنتها ماهي متأكدة انها عمايلها كنت دايما بقول لماما و كانت بتواجهها و كل مرة بطلع انا كدابة و لو عليت صوتي او اصريت انهم بيكدبوا كنت باخد علقة ما خدهاش حمار في مولد و اطلع مش متربية و تتضرب ماما بسببي لانها ما عرفتش تربيني، ده مثال بسيط على معاناتي مع عمتي، مثال واحد من عشرات الامثلة .
كانت امي بتخاف من العين زي ما كانت بتقول جدتي " اوعي تخرجيهم كلهم لمكان واحد بناتك حلوين زي القمر و العين حق" عشان كدة كانت والدتي كل ما تكون فيه عزومة او خروجة او فسحة بتاخذ واحدة و تسيب الباقيين عند الدادة اللي هي انا، و طبعا مستحيل افكر اني اطلع معاهم لانها ساعتها بتحتاس تحط الاولاد عند مين عشان كدة كنت تقريبا مش معروفة الا اقرب الناس لينا او جيراننا المباشرين اللي عايشين معانا في نفس مدينتنا و ما عداهم مكانش حد يعرف اني موجودة اصلا لأني ما اتعمليش عقيقة زي اخوي .
كان عندنا قرايب بيجو يزورونا من البلد: أبن اخت جدتي ، عنده سبعة بنات فيهم اللي من دوري و كانوا بيجو عندنا كثير في الإجازات عشان كانت عمتي بتطلعهم و بتفسحهم و بيبقوا منبهرين اوي عشان احنا ساكنين في مدينة كبيرة مقارنة ببلدتهم الصغيرة ، اقربهم لقلبي "حياة" اكبر مني اربع سنين ، كانت صحبتي اوي و افكارنا قريبة من بعض و تقريبا هي الوحيدة اللي كانت بتعرف تخليني اطلع من حالة الكآبة و الحزن اللي انا فيها ، و طول ما هي عندنا كنت بابقى مبسوطة اوي و بضحك و بهزر و كانت ماما بتلاحظ التغيير ده ، و بتنبسط لما بتيجي حياة عندنا كل اجازة ، حتى أن عمتي بقت بتتضايق من مجيها عندنا بسبب قربها مني، و بقت بتضايقها و مش بتكلمها ولا تطلع معاها و ده ضايق حياة اللي بقت تتجنب تيجي عندنا في مرة من المرات حياة عرضت عليا ان انا اللي اروح عندهم بدل النكد اللي نشوفه من عمتي كل اجازة طلبت منها تترجى ماما.
حياة: ارجوك يا طنط فاطمة عايزة انا كمان اخذها لبيتنا تقضي اجازتها و اهي تتعرف ببلدتنا هي كمان بدل ما تقضي كل اجازة في نكد كدة "
ماما اصلا بتخاف موت من بابا و مستحيل تفتح السيرة دي معاه، اما انا فكنت متحمسة جدا لما عرضت عليا حياة الفكرة " يااااه أخيرا هطلع من البيت !! مش مصدقة نفسي!
ماما رفضت " بنتي مستحيل يسمح لها ابوها تسافر و تقعد برة البيت ما تحاوليش يا حياة"
- يعني اشمعنه انا يا طنط فاطمة انا باجي عندكم كل اجازة!! هو انا مليش اب يعني !؟
- لا يا بنتي ما اقصدش ، بس بسمة باباها شديد شوية مش زي ابوكي ما هو قريبكم هو انا هعرفكم عليه !
- لا يا طنط معليش بقى انا لو مجاتش معاي بسمة المرة دي مش هاجي هنا تاني اصلا سعاد بقت بتطهقني بس انا باتحمل عشان تقضي بسمة أوقات حلوة " قالتها بجد و بزعل كمان ، بصراحة أمي حست بالاحراج ماهو مش معقول كل مرة هما بس اللي بيزورونا عمرنا احنا ما روحنا عندهم، قامت وعدتها تفاتح بابا في الموضوع .
و فعلا فضلت تتحايل عليه ثلاث ايام خصوصا اني كنت نجحت في الاعدادية بمجموع ممتاز و لا فكر حتى يجيبلي هدية ، ماما قالتله اعتبر الخروجة ديا هديتها و بعدين كلها 15 يوم و ترجع تاني البيت و تبتدي ثانوية و مش هتعرف تخرج تاني و هي اصلا عمرها ما خرجت ولا اتفسحت طول عمرها محبوسة بين البيت و المدرسة ، المهم أخيرا وافق بابا بس بشرط ، و انا كنت مستعدة اوافق على كل حاجة المهم اطلع بس من البيت اللي فيه عمتي ، كان بابا مصر اني ما اطلعش قدام محمد ابن خالته لأنه كان يعرف ان الواد داه بتاع بنات و كدة فأنا وافقت من غير تفكير عشان انا اصلا كنت محجبة من سن 11 من لما بدأت تظهر مفاتني .
وصلنا بابا البلد ، و هناك كانت فيه مفاجأة مستنياني: أروع شعور احسه في حياتي : هناك بدأت قصة حبي مع "محمد"
يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية حب مستحيل ) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق