رواية ورد الشام الفصل الرابع عشر
اغمض حسام عينيه وهو يفتكر كل ذكرياته التي يحاول عدم تذكرها ليخرج صوته مهزوز حزين : امي ق*تلت ابويا
فتحت ورد عنيها علي اخرها بذهول بتحاول تستوعب الي هو قالو
ليكمل هو بضعف : ق**اتلتو هي وعشي*قها قدام عنيا
لتضع ورد يدها علي فمها تكتم صرختها الفزعه وتكشر حاجبيها بزعر لتهتف بتعجب : ده بجد ازاي يعني كده
ركز حسام عنيه علي نقطه في الفراغ وابتسم بحزن وكأن كل المشاهد بتتعاد قصادو من تاني
ليتنهد بحزن ويهتف بحنين للماضي : بابا كان احسن راجل ممكن تشوفيه في حياتك كنت بحبو اوي هو الي حافظني القران هو كان حافظو كلو وكان لسه بيكمل معايا
ليكمل بكره : بس هي مكانتش بتحبو وعلطول في خناق معاه مع انو عمرو في يوم مزعلها وبيحاول يرضيها باي شكل كانت بتقول انها بتحبني بس هي كدابه الي زيها ميعرفش يحب حد غير نفسو انا سمعتها سمعتها بوداني وهي بتتكلم مع الكل*ب الي عملت عملتها معاه وهي بتتفق هي وهو انو هيجلها عند بيتنا ويس*رقو خزنه المكتب مهي كانت عارفه كل اسرار بابا
ليبتسم بحسره ويهتف بسخريه : مهو كان فاكرها مراتو وهتحافظ عليه ميعرفش انها خاي"نه وزب*اله تخيلي عيل عنده 15 سنه يسمع امو بتكلم راجل غير ابوه وكمان بتتفق انها تس*رقو كنت هعمل ايه وقتها كل الي جيه في دماغي ساعتها اني اجري اكلم بابا واقلو يجي البيت بسرعه بس مقلتلوش ليه كنت عايزو بس يجي علشان يمنعها وميخليهاش تمشي مكنتش اعرف ان كل ده هيحصل
فلاش بااااك
يسرا والدت حسام بتتكلم في الهاتف : ايوه ماشي فهمت فهمت هفتحلك باب الجنينه دلوقتي وانتا نص ساعه وتكون هنا بس متتاخرش علشان الزف*ت قرب يرجع من بره عايزين نلحق قبل مايتني"ل ويرجع
ماشي سلام ياحبيبي
خلصت كلامها لتتجه ناحيه الباب لتنفيذ خطتهم الدنيئه
ليسمع حسام الواقف امام باب اوضتها خطواتها ناحيه الباب ليفر سريعا الي اوضته قبل ماتشفو
دخل اوضته وقفل الباب ومسك الهاتف ليتصل بوالده
حسام بخوف وصوت مهزوز : ايوه يابابا انا عايزك تيجي البيت بسرعه
لا يابابا انا كويس بس عايزك في حاجة مهمه ارجوك تعالي بسرعه
طيب متتاخرش لوسمحت
وقعد في اوضتو مستني مجئ والده بفارغ الصبر رايح جاي في الأوضه بقلق
بس هو اتاخر اوي
وبعد مرور ساعه ونص سمع حسام صوت عالي جاي من تحت توقع ايه الي حصل
نزل جري علي السلم والي توقعو حصل والده جيه متاخر وكعادتو بيدخل اوضه المكتب الاول يشيل حاجته المهمه في الخزنه وشافهم ودار بينهم شجار عنيف
وبعد دقيقه سمع صوت إطلاق ناري لسرع الي الاوضه ويفتح الباب بقوه ليري ابش*ع منظر شافو في حياتو
والده يسقط أرضا غارق في دم"ائه ولا يصدر اي حركه
وهي مصدر تعاسته تقف جوار جث*ته وفي ايدها المسدس الخاص بوالده تنظر له بفزع وبجوارها يمسك يدها الرجل خاصتها
حسام جري علي والده الملقي أرضا ونزل جنبو ويربط علي وجهه بخفه يحاول افاقته ويحركه بقوه ويصرخ باسمه علي امل ان يرد عليه
حسام يصرخ من بين دموعه : بااابا قوم ارجوك يا بابا رد عليا يا بابا متسبنيش انا اسف يارتني مكنت كلمتك ولا قولتلك تعالي ياريتك ماجيت
ليرفع وجهه اليهم ويصرخ فيهم بغضب : عملتو فيه كده ليه ليه حرام عليكم عملك ايه علشان تعملي فيه كده
ليرد عليه ذالك الرجل بجمود : انتا الي خليتو يجي يعني انتا السبب في كل الي حصل احنا كنا هنسيبو وماشين بس ابوك هو الي حاول يقت*لنا واحنا دافعنا عن نفسنا
لينظر له حسام بغضب ويريح جس"د والده علي الارض ويهب واقفا بسرعه ويهتف بغل : الي ابويا مقدرش يعملو انا هعملو وهق**تلك انتا وهي والله العظيم ماهسيبكم
وهجم عليه بغضب ولكن لصغر سنه وقتها فهو لم يقدر عليه ولا علي ضرب*ه ولا حتي الدفاع عن نفسه ولكن لم يتركه وظل يصدد لهو لكم*ات طائشه
ولكنه سقط أرضا فاقد للوعي نتيجه خبط*ه قويه علي راسه من الخلف
باااااااك
ليكمل حسام ودموعه تساقط بغزاره كالامطار وكأنه شايف المنظر قدامو من تاني : فوقت لقيت نفسي في المستشفى
وجنبي عمي ناصر الطباخ بتاعنا وقتها ولما سالتو علي بابا قالي انو مات وقالي كلام كتير طبعا يصبرني بيه وكان شاف كل حاجه حصلت وشافهم وهما بيهربو بس انا طلبت منو ميجبش سيره بالي حصل لحد وفي التحقيق يقول انو حرامي واننا مشفنهوش ولحالتي وقتها هو اقتنع وحب يريحني
ليكمل بكره : بس اقسمت جوايا ان مش هسيبهم ولا هرتاح غير وانا جايب الاتنين قدامي واق**تلهم بايدي واشوف في عنيهم نظره ال*ذل والكسره الي عيشوني فيها سنين بقالي سنين بدور عليهم في كل حته كل الي قدرت اوصلو انها مات*ت مات*ت وراتاحت من الي كنت هعملو فيها كان نفسي موت"ها يكون علي ايدي بس ربنا رحمها مع انها متستاهلش الرحمه بس الي متاكد منو الي الكل*ب الي معاها هو الي ق**تلها زي مهي عملت في ابويا هو عمل فيها
وبعدها هو اختفي ولغايه دلوقتي مش قادر اعرف هو فين بس ورحمت ابويا ماهسيبو ولا هسكت غير لما اجيبو واخلص منو عذاب السنين الي انا عيشتها اه لو ايدي تطولو
ورد كانت بتسمع كل كلامه في ذهول مش قادره تصدق ان فيه ناس ممكن تعمل كده بجد ووحده تعمل كده في جوزها وابنها دموعها نزلت غصب عنها من تاثرها بكلامه ودموعه الي هي اول مره تشوفها كميه الضعف الي في صوته
مسكت ايده بهدوء لتهتف : متبقاش زيو ياحسام انا مش هقولك سيبو علشان هو يستاهل القت**ل الف مره بس بلاش انتا الي تق**تلو اعرف مكانو وبلغ عنو و
ليصرخ فيها بغضب : ابلغ عنو جايه بعد السنين دي تقوليلي بلغ عنو منا لو عايز اعمل كده كنت عملت كده من زمان بس انا عايزو اق**تلو بايدي ومفيش قوه في العالم هتمنعني من ده
ليكمل بدموع : ده ق**اتل ابويا قدامي وبكل برود بيقولي انتا السبب انا السبب ياورد انا الي ق**اتلتو ردي عليا انا السبب
هزت راسها سلبا وهتفت بهدوء : ده نصيبو ومكتبلو والمفروض انك تصبر وتسحمل مش انتا كنت لسه بتقولي كده وبتقولي ازاي من اول خبطه تقعي وتعملي كده ليه مش بتقول الكلام ده لنفسك ليه بقيت كده
بصلها بنظرات حزينه والدموع تغطي عينيه كسحابه تحجب ضوء الشمس ليهتف بانكسار : ومين قالك اني محاولتش اعيش حياتي طبيعي ومبقاش زي منتي شفتيني بس زي ميكون الدنيا كلها بتمشي ضدي وعايزه تكسرني حاولت اكمل واعيش طبيعي
لتظهر علي وجهه شبح ابتسامه حزينه للذكري مؤالمه اخري في حياته : مكنش ليا بعد موت ابويا غير مالك صاحب عمري كان بيهون عليا وملازمني في خطوه نصي التاني كبرنا سوا وشغلنا سوا بس هو كان ملاك في صوره بشر طيب جدا عكسي تماما حب واتجوز ده مش بس حب ده عشق لحد الجنون وقرر يعمل اسره معها الي اخترها تبقا شريكه حياتو وكنت فرد من الاسره دي بعتبرو هو ومراتو اهلي وناسي منا مليش غيرهم بس هي طلعت شيفاني حاجه تانيه خالص
ليضغط علي اسنانه بغل لمجرد تذكره كلامها
ويهتف بكره من بين اسنانه: الحقي*ره جايه تقولي انا بحبك ومش بحب مالك وانها اتجوزتو هو علشان تقرب مني انا وفكاراني اني هسيتجيب للوساخ*ه الي في دماغها او اني ممكن ابصلها اصلا ضرب*تها وشتمت"ها وقولتلها تبعد عني
ومقدرتش اقولو علشان كنت عارف هو بيحبها ازاي كنت عايز اقلو اختيارك غلط انتا حبيت وحده متستاهلش بس مكنش ينفع كنت عارف ان دي صدمه هو مش اد ان يستحملها وقررت اني ابعد عنهم ومروحش بيتو ولا حتي اخليهم هما يجو عندي بس هي مسكتتش وفضلت تبعت في مسيجات لغايه ما هو في يوم شاف مسج منهم
وزي متوقعت مستحملش حاجه زي دي انتحر قت*ل نفسو وقتل*ها ياورد عمري ماهنسي
لينهار حسام كليا عند تذكره لكل الي حصل ليبكي وينتحب كالاطفال
ويكمل من بين دموعه بصوت مبحوح : مش قادر انسي منظرو مش قادر وهو كمان كان بيلومني هو كمان قالي اني انا السبب ليه قالي كده ليه وانا والله العظيم ماتكلمت معاها وصدتها وكنت بعتبرها زي اختي ليه هو قالي انتا السبب ليه انا اشيل ذنبوب معملتهاش دي هي السبب اني اخسرو هي خلتني ابقا وحيد في الدنيا من تاني خلتني اجرب نفس الاحساس مرتين هي السبب مش انا انا المظلوم ودايما ببقا في دور الاتهام كنت عايز اقلو انا الي خسرتك ياصاحبي هي متساهلش الي انتا عملتو انا الي هبقا تايه من بعدك وحيد أزي هونت عليه يسيبني كده وانا مليش غيرو ليه اختارها هي ليه مكتوب عليا افضل طول عمري لوحدي عايز اقلو وحشتني اووي ياصاحبي اوي
وبداء بكائه يعلي ويشهق كاطفل صغير يبكي علي فراق امه
مع كل حرف ينطقه كانت تذيد دهشت ورد غير قادره علي استيعاب هذا الكم من المفاجآت في وقت واحد ايعقل يوجد بشر بهذه الحق*اره والانحطاط وكأنها في فيلم سينما وتندهش بمشاهده في كل لحظه دلوقتي بس فهمت سبب كره حسام ليها ولغيرها فمهت ليه هو عدو لاي امراه اخري
فما راه منهم ليس بهين ابدا كانو سبب في تدميره وهدم حياته وغصب عنها مع كل كلمه منه تتساقط دموعها بحراره علي وجنتيها فحياته بقسوتها مشابه لحياته في كتير هي اكتر وحده فاهمه كلامو كويس وحاسه
ومع انتهائه من الكلام كان انهار كليا لتضمه ورد الي حضن*ها بتلقائيه كاام تحضن طفلها لتشعره بالأمان وتبثه حنناها
شدد حسام من قبضته ليها وبيخبي وجهه في حض*نها يعتص*رها بين يديه عايز يقربها ليه لاقرب حد ممكن
وهي مستجيبه معاه ويمكن كانت محتاجه الحضن ده اكتر منو واخذت تربط علي ظهره بهدوء وخفه حتي هداء وتوقف عن البكاء وانتظمت انفاسه
لتسمع صوته يهتف باسمها بهدوء وهو لسه علي نفس وضعو وكأنو خايف لتهرب منو محاوطها باديه : ورد متسبنيش قوليلي انك هتفضلي معايا
بلعت لعابها بتوتر لتهتف بتردد : انا .. انا
يتبع الفصل الخامس عشر اضغط هنا
الفهرس يحتوي علي جميع فصول الرواية كامله"رواية ورد الشام " اضغط علي اسم الروايه
تعليقات
إرسال تعليق