رواية في طاعه الله الفصل التاسع
لكمة حديديه أصطدمت بوجهه تبعها صراخ حذيفة بغضب: غبي يا صهيب كنت اتأكد انها اختك مش تمسك ايديها و تقرب منها بالشكل دا كدا علي طول.
بينما هو تلقي اللكمة بثبات بالرغم من قوتها و اجاب بهدوء برغم الألم في وجهه:
انا مقدر وضعك و عارف اني غلطان بس و الله يا حذيفة ما كنت اعرف انها مش اختي، انت عارف ان قبل ما اعمل اعتبار لـحد براقب ربنا في تصرفاتي، و متأكد انك متأكد اني مكنتش اعرف انها حياء.
حذيفة بصراخ: خلااص بقا متفكرنيش، يلا نرجعلهم علشان مينفعش نسيبهم كدا، المغرب هيأذن.
صهيب بتذمر: ايدك طرشه يا زوز.
حذيفة بشماته: تستاهل عشان متتسرعش كدا تاني.
تذمر صهيب بطريقه طفوليه و هو يتحسس مكان اللكمه، فرمقه حذيفه بأبتسامه متشفيه و ما زال بداخله يود لو قضي علي صديقه الغبي.
عند حياء و سِدرة
أعتذرت سِدرة كثيراً لـحياء التي ما زالت تتمتم بالأستغفار حتي ادمعت عينيها خوفاً من الله، هي تعلم انها لا إثم عليها و انه خطأ غير مقصود و لكن تخشي الله، تراقبه في الصغائر قبل الكبائر.
سِدرة بعبوس: خلاص يا حياء ردي عليا، ايدك بتترعش كدا ليه؟
حياء بهدوء: اتوترت جامد يا سِدرة، يلا الحمدلله علي كل حال.
ابتسمت سِدرة تحت نقابها و ظلت تمزح معها لتخرجها من هذا التوتر حتي قاطعهم حضور صهيب و حذيفه فودعت كلاً منهما الاخري و ذهبا.
ــــــــــ
معتصم بصراخ غاضب: هنآاااااااااااااااا.
ركضت هنآ من الصالة لغرفتها لتتجنب بركان غضب اخيها الآن.
الحاجه سعاد بأستغراب: بتزعق ليه يا معتصم.
معتصم بغضب: هنآ اخدت الجاكيت الجديد، مالها و مال هدومي مش فاهم اناااا، نص هدومي في دولابها.
هنآ بتهدأه و هي مطله برأسها من باب غرفتها: بقيسهولك يا عصومي يا حبيبي و اختبره ، مش يمكن يطلع نوعه وحش و مش ابن ناس؟.
معتصم و يكاد الدخان يخرج من أذنيه: هو متقدملي عشان تشوفيه ابن ناس ولا ابن ابو قردان ، انتي مالك يا بت انتي.
هنآ بهدوء مستفز: تؤ تؤ اعصابك يا عص يخويا مشكدا، و بعدين لونه مش عاجبني اصلاً كنت هات لون بينك هيبقي فظيع عليا في البيت.
معتصم بأعصاب مشدوده: مصرة تحبسني في جريمة قتل،أستعنا ع الشقا بالله.
و ركض لغرفتها فصرخت بتفاجئ و حاولت إغلاق الباب و لكن حالت قدمه دون ذالك
أمسكها من مؤخرة ثيابها كـ فأر المجاري، و نظر لها بغضب و تشفي.
قابلته هي بأبتسامه ساذجه قائله بتوسل مضحك : اي يا عصوم يحبيبي معقوله تقتل اختك عشان جاكيت لا راح و جه، متعصبش نفسك عيله و غلطت، انت الكبير.
معتصم بسخريه غاضبة : بقيتي عيله و بقيت كبير دلوقتي، هتمشي قدامي علي دولابك و تطلعي كل هدومي دلوقتي مفهوم
أشارت برأسها إيجاباً و عينيها علي عينه بخوف و توسل و ما زال ممسكاً بها بتلك الطريقه المضحكة .
تذمرت هنآ قائله: طب سيب الشاكيت كدا يابا عشان كوياه.
معتصم بقرف: الشاكيت؟! الله يكون في عونه حذيفه هيتجوز بومه.
هنآ بفخر و تكبر مصطنع: دا مامته دعياله في ساعة اجابه، كفايه شياكتي و أناقتي.
نظر لها معتصم من اعلاها لأسفلها بقرف: شياكة مين بالشراب اللون و لون اللي صابعك الصغير طالع من ناحيه منه و لا بنطلون توم و جيري دا و جاكيت بيجامه بابا المقلمة اللي انتي لابساه و غرقانه فيه اصلا؟ لا و مدخلاه في البنطلون كمان، جتك القرف امتي وتمشي عشان ارتاح منك.
كادت هنآ ان تتكلم و لكن رُفع الأذان فـ صفعها معتصم علي مؤخرة رأسها سريعاً «قفاها»، و غادر للوضوء لأداء الصلاة.
« مستحيل تلاقي بنت علي وجه البسيطه ملبستش هدوم اخوها، دا أسلوب حياه و تتوارثه الأجيال دا»
تذمرت هنآ و دبت الارض بقدمها گ الاطفال و لكنها أبتسمت بخبث فـ لو كان فتح خزانتها سيجد ملابس ظن انه اضاعها ولكنها تحتفظ بها منذ زمن.«خبيثه هنآ مبتتقفش »
ارتفع الأذان و هم في طريق العودة فترك حذيفه الذي لم تتبدل ملامح العبوس من علي وجهه حياء تعود لمنزلهم القريب من المسجد و دخل هو لأداء الصلاة ، وجد معتصم يؤدي ركعتي تحية المسجد فأدي ركعتين و جلس مع معتصم حتي إقامة الصلاة.
أدت حياء فريضتها
ارتفع هاتفها بأسم هنآ
أجابت حياء بهدوء علي غير العادة فتعجبت هنآ هدوءها، و سألتها فـ قصت حياء عليها ما حدث.
هنآ بهدوء: محدش غلط يا حياء هو مكنش يعرف لان انتي و سِدرة لابسين اسود في اسود، لا انتي غلطانه و لا هو و انتي عارفه حذيفه بيغير ازاي، متزعليش منه هيصالحك ان شاء الله.
حياء بهدوء حزين: ان شاء الله
هتفت هنآ بتذكر: صحيييح فاضل شهر ع الفاينل عايزين نذاكر بقا و نحضر كل المحضرات.
حياء بموافقه: كنت ناسيه و الله يبت يا هنون، لازم نحل الشيتات الاول و نسلمهم نكون خلصنا و نبدأ بقا مذاكرة.
و ظلوا يتحدثون و يثرثرون في كل شئ و اي شئ.
قاطع ذالك طرق علي باب غرفة حياء فصاحت أذنه للطارق بالدخول.
دخل حذيفه، تطلعت به حياء بحزن، فهو قد رفع صوته عليها.
جلس بجانبها علي الفراش و احتضنها معتذراً
حذيفه بأعتذار: متزعليش مني، انتي عارفه طبعي حامي محبش حد يقرب لأهل بيتي، انتو خط احمر، انا عارف صهيب و ان دا مش قصده بس غصب عني اتعصبت عليكي و عليه.
بكت حياء فهي لا تحب ان يغضب منها و لا تحب ان تراه حزين
حياء ببكاء: و الله يا حذيفه انا كنت واقفه لقيت نفسي بتشد و واحد مسك ايدي اتشليت مكاني معرفتش اتحرك و لا ابعده حتي من الخضه.
حذيفه بمرح: خلاص عدت علي خير و مقتلتوش الحمدلله
ضحكت حياء من بين دموعها، و احتضنته بشده، بادلها العناق ملياً ثم ابعدها برفق
و اخرج قطعة من الشيكولاته من جيبه، و رفعها امامها فقفزت حياء بسعادة و التقطتها من يديه هاتفه:
شوكولاته، الله، بحبك يا زوز ثم ارتمت في احضانه مره اخري، فقهقه حذيفه علي طفولتها،
ثم قاطعه صوت ضاعف وتيرة انفاسه.
هنآ بمرح: طب اقفل انا و اجي وقت تاني بقا.
التقط حذيفه الهاتف سريعاً و هتف: انت تحضر في اي وقت يا معلم، وقتي كله فداك.
خجلت هنآ و هتفت حياء بقرف: محن كلاب.
صفعها حذيفه علي مؤخرة رقبتها و تركها مغادراً الغرفه مكملاً حديثه مع هنآ
صاحت حياء من خلفه بتذمر : اااه يا بياع يا بتاع هنآ، هات الموبيل ياض دا موبيلي، استدار لها حذيفه مخرجاً لسانه ثم غلق باب غرفته عليه.
تذمرت حياء و لكنها سرعان ما ابتسمت بحنان و دعت الله ان يسعد قلب اخيها و رفيقة دربها و ان يرزقهم بذرية صالحه.« حياء مش حربايه »
مرت الأيام عليهم ما بين مشاغبات حياء لـ هنآ و حذيفه، و عشق حذيفه لهنآ، و توطدت العلاقات بين حياء و هنآ و سِدرة كثيراً و اقتربت الأمتحانات ،
زاد الضغط علي معتصم فقد اقتربت امتحاناته و هو في اهم سنواته الدراسيه بالصف الثالث الثانوي.«ربنا يوفقهم و يعينهم جميعاً يارب و يجبر قلب اهلهم فيهم »
في منزل الحاج محمد، رحب بالحاج صالح و حذيفه، و بعد كلام كثير.
قال الحاج صالح بهدوء: انا يا حاج محمد جاي علشان عايز احدد معاد الفرح ، ياريت يكون بعد امتحانات البنات.
الحاج محمد برزانه: مفيش مشكله يا حاج، بس نخليه بعد نتيجة معتصم يكون افضل.
ظلوا يتشاورون الي ان قرروا ميعاد الفرح بعد ظهور نتيجة معتصم.
توترت هنآ بقدر سعادتها بهذا الخبر، و كان حذيفه محلقا من السعاده.
مرت الايام و بدأت الاختبارت لـ هنآ و حياء، و ما زال معتصم في دوامة المزاكرة و الدروس.
«وفق الله معتصم»
كان منتصف الامتحانات قد مرت،
تقابل حذيفه و صهيب فقد عرض عليه صهيب ان يشتروا هدايا للفتيات كـ شئ يسعدهم في فترة امتحاناتهم.
في منزل الحاج محمد، طرق معتصم باب غرفة هنآ معلناً عن وصول حذيفه.
توترت هنآ زيادة علي توترها فلماذا لم يخبرها؟
ارتدت حجابها دون نقاب «زوجها بقا»
و خرجت لملاقته
تركهم معتصم و الحاج محمد،
تحدثوا قليلاً ، ثم أخرج حذيفه صندوق مزين بطريقه جميله هاتفاً: مش هعطلك اكتر من كدا، جبت دا ليكي ، عارف انك متوتره و مضغوطه،ثم غمز بمرح ربنا يوفقك يا هنايا ، اتفضلي.
اتسعت عينيها بفرحة و دهشة، ثم قفزت مكانها محتضنه حذيفة بسرور.
«ابعدي عنه يا اللي تتشكيييي بغييييير
تعليقات
إرسال تعليق