رواية في طاعه الله الفصل الثامن
بعد أن ألبس حذيفه هنآه الشبكة استأذن و غادر ليحتفل مع رفاقه، فعلم بمغادرة صهيب لأمراً طارئ، اطمئن عليه واكمل احتفاله مع باقي الرفاق.
لم تستطع ندي اللحاق بسِدرة لانها لم تجد تاكسي لتلحق بها، فنحن لسنا في فيلم عربي «اي حد عايز يلحق حد يطلع وراه جري فيلاقي التاكسي جاهز قال، فوقوا يجماعه انا بخلل ع الطريق و مبلاقيش مواصلات، الكوتشي بيلزق في الرصيف من كتر الركنه »
قبل اذان الفجر بـ ساعتين، كان حذيفة يقف في غرفة حياء گالعادة لإقاظها لصلاة القيام
حذيفة بصراخ: حياااااااااااااااااااااااء، يااااااا حياااء قوم يا جعفر يا اخويا القيام هيفوتنا.
و كأنه يخاطب تمثال حجري من زمنِ بعيد! او أله حديديه صدأه
لم تستجيب.
هزها برفق لم تستجيب، هزها بعنف لم تستجيب صرخ و ذهب و اتي و جاء و راح و صعد و نزل و اتشقلب و لم تستجب بعد!
حذيفة بملل: لازم اعمل زي كل يوم، كوباية المايه لازم تنزل ترخ علي دماغك اللي فيها بطاطس دي.
ذهب للمطبخ سريعاً ملء الكوب و اتجه لغرفتها، فهو لا يريد ان تضيع الصلاة عليها، يتذكر انه ذات مرة لم يوقظها قاطعته ليومين و هذا ما لا يطيقه فهي مؤنسته و اخته و بئر اسراره «حسناً ربما تجعله يكاد يشق ثوبه للديل أحياناً، و لكن، تظل حياء، صغيرته ».
سكب الماء علي وجهها
انتفضت حياء صارخه: بغراااااااق الحقوناااااي يا أبااااااااا الحج، البحر بيقلب....
قاطع صراخها ضحك حذيفة عالياً عليها.
نظرت له ببلاهه للحظات ثم هتفت بنعاس: طفيت ع البسله يا زوز؟.
حذيفه بضحك هستيري و هو يمسك بمعدته: يخربيت البسله اللي كل ما تصحي تسألي عليها، بسلة اي يا هبله يلا القيام فاتنا.
استعادت وعيها و ركضت للوضوء
بعد دقائق كانت تقف بين يدي الله خاشعة قائمة، وضعت قلبها بين يدي الله
و علي الجهة الأخري كان حذيفة يستقبل القبلة و يحمدالله علي ما اتاه، و دعي ان يسعده الله و يجعله سبب لسعادة زوجته، ثم دعي لأصدقائه، رجل احب الله فأقام ليله و لم يكن من الغافلين.
غادر حذيفه بعد ان انتهي من القيام برفقة والدة للمسجد،
ألتقي بـ والد زوجته و معتصم.
رفع معتصم الأذان، ثم طلب الناس من حذيفه ان يُقم الصلاة و يأمهم بمناسبة عقده،
وافق حذيفه و صلي بهم، رتل القرآن بصوته الرخيم العذب، بكي و أبكي المصلين، صوته من الجنة و خشوعة زاد الجمال جمال.
قُضيت الصلاة و انتشروا لبيوتهم و اشغالهم و مصالحهم، صلاة الفجر تخلوا من المنافقين فتجدها ساكنة، قريبة للقلب و توثق العهد «صلوا الفجر يا جماعه علشان تكونوا في ذمة الله ».
بكت هنآ و هي تستمع لصوت حذيفة فبيتها قريب من المسجد، تفاجأت بحلاوة صوته! حكت لها حياء عن صوته كثيراً لكنها لم تتخيله بهذا الجمال!
مضي الوقت و تجهزت كلاً من حياء و هنآ للذهاب للجامعه
فـ اليوم هو يوم العملي لهم «و التمريض مينفعش تغيب في العملي، اللي يغيب يوم العملي دا يبقي واكل ناسه، مش باقي علي الدنيا، او ابن عميد المعهد او الكلية غير كدا لا يجوز. »
مرت حياء علي هنآ و ذهبا لجامعتهم.
أستيقظ صهيب علي رنين هاتفه ، وجده اتصال من المستشفي فـ أجاب و علم بخطورة حالة دادة فاطمة فأنتفض و ايقظ سدرة و ذهبوا للمستشفي.
انهي حذيفة محاضراته و اتصل بـ هنآ و كانت تلك المره الأولي لهم فيها يتحدثون عبر الهاتف.
كلبشت هنآ يد حياء و ضغطت عليها استغربت حياء موقفها و تسائلت عن سبب توترها، و لكن زال استغرابها و حل محله ضحكة اخفاها نقابها بمجرد ان وجدت اسم حذيفة.
اجابت هنآ بثبات ذائف: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حذيفة بتنهيدة عاشقة: و عليكم السلام و الرحمة ، عامله اي يا هنايا، ازيك و ازي العيال.
تبسمت هنآ ضاحكة من قولة و اجابت بخجل: الحمدلله كويسه، انت اخبارك اي.
حذيفة برزانه و هيام: مش حلو من غيرك و الله.
بطل سهوكة يا زوز و عيب كدا البونيه لسه اول مرة تدخل دنيا و انت كدا هتوقف قلبها و بدل ما تدخل دنيا هتدخل في الحيطه.
كان هذا صوت هادمة اللذات و مفرقة الجماعات « اكيد عرفتوها، حد ياخدها و يديلنا بدالها كيس برسيل؟»
حذيفة بفزع : اعوذ بالله من الخبث و الخبائث، بتطلعي امتي يا بومه.
حياء بضحك: من اي حتة و في اي وقت يا زوز.
حذيفة بعصبيه و غيرة: انتي بتضحكي كدا في الشارع يا حياء! انتي مست.....
قاطعته حياء مبتسمة بحنان: انا في المسجد يا حذيفة، اهدي متقلقش.
تنهد براحه فهو يغار علي عرضه و اهل بيته و خصوصاً حياء و ضحكة حياء، فضحكتها تطرب الأذان و تلفت الانتباه رغم رقتها.
تمام انا جاي عليكم علشان هنتغدي بره انا استأذنت من حمايا و وافق، بلغي ست اطاطا اللي كل ما أبصلها تتكسف دي.
حياء بضحك: هي سمعاك اصلاً.
هنآ بغيظ: انا اطاطا يا حذيفة ربنا يسامحك و مش رايحه في حتة.
ضحك بملئ فاه علي طفوليتها و اكملوا حديثهم.
ـــــــــــــــ
امام غرفة العمليات، تنظر هناك للباب البعيد، خلف هذا الباب تقبع والداتها الروحيه، مربيتها، كفلتها بعد كفالة الله لها، ربتها رغم ضيق حالها، صبرت عليها، انفقت علي تعليمها و دراستها و هي الان تُختبر بها.
عانت شعور اليتم منذ سنين، و الآن يتكرر الأمر مع بعض الاختلافات، يتكرر المشهد لكن. الألم واحد!.
الفراق شعور لا يُطاق، لا يُحتمل، يضيق الصدر فما بالك بفراق الأم؟!
أقسي انواع الفراق.
احتضن صهيب صغيرته، يمدها بالأمان، يبلغها بدون كلمات انه هنا
انه بجانبها، انه لها.
تشبثت سِدرة بثياب اخيها كالطفل التائه.
مرت ساعة، ساعتان، ثلاث و اربع و هيا تحترق بالخارج.
هي من خلال دراستها تعلم ان تلك العمليات تأخذ وقت كبير، «عمليات القلب المفتوح، ربنا ما يكتبها علي حد و يهون علي اصحاب القلوب الرقيقه
مر الوقت عليها دهراً، بعد ساعات خرج أستف طبي من الغرفة
هرعت سِدرة لهم تتعثر من سرعتها بثيابها الفضفاضه.
تسألت عنها بلهفة، نظر لها الطبيب ملياً ثم ابتسم مطمئاً معلناً عن نجاح العملية.
تنفست الصعداء و هدأ جحيمٌ كان قد اشتعل بقلبها.
ركضت لغرفة فارغة و خرت لله ساجدة، باكية، شاكرة، معترفه بنعمته و فضله.
الآن هي علمت الله حق علم، علمته ، ستير «ستر معاصيها»، ممهل«امهلها و هي تحت جناح المعصيه و لم يقبضها عاصيه»، جابر «جبر قلبها و رد لها اخاها»، قادر، رحيم « ارجع لوالدتها روحها و ردها لها»، علمته بكل أسماءه فقد مَنّ الله عليها.
دخل صهيب عليها و احتضنها و قبل رأسها، بلغها بقرار الطبيب عن ان لابد لـ فاطمة ان تدخل العناية المركزة حتي تستقر حالتها، فوافقته لانها بدرايه بذالك.«ممرضة بقا »
مرت الأيام و تحسنت حالة الدادة فاطمة كثيراً.
اصر صهيب علي نقلها لـ فيلته التي كان قد جهزها لـ يتزوج بها و لكنه لم يسكنها لانها كانت بارده، خاليه عليه وحده، و هو بحكم مهارته في سوق الاعمال قد نجح و بأكتساح و جني ثروة كبيره، لكنها لم تسكن قلبه و ملء قلبه بالله.
رفضت فاطمة في البداية، لكن مع اصرارهم وافقت.
في الساعة الـ 4 عصراً كان صهيب و سِدرة يتجولون في المول ينتقون ملابس ل سِدرة و دادة فاطمة.
اشارت سِدرة علي محل و دخلت و انتظرها صهيب بالخارج
دقيقه اثنتين، ثلاث، عشر دقائق ، ربع ساعه لم تخرج سِدرة.
دخل صهيب للمحل وجدها تقف بجانب أستند الملابس
ذهب تجاهها و امسك يديها مقترباً منها قائلاً: يلا يا وردتي علشان اتأخرت و لس..
قاطعه صوت سِدرة من خلفة تنادي بأسمهم فتصنم موضعه، فإذا كانت هذة سِدرة فـمن تلك؟!.
حذيفة من بعيد بغضب: صهييييب.
خرج صهيب من صدمته، نفض يدها و هي نفضت يده كأن لدغتهم عقربه.
حذيفة بغضب: اي اللي حصل دا يا حياء؟.
تعليقات
إرسال تعليق