رواية في طاعه الله الفصل السادس
فين حذيفة يا حاج صالح يا دوب نروح البيت علشان الناس دي تاخد واجبها و نلبس الدبل.هتف الحاج صالح و هو يلتفت يبحث عن حذيفة: اكيد هنا ياحاج محمد هرن عليه اشوفه.
هتف صهيب القادم من بعيد: حذيفة جاي دلوقتي يا عم صالح انا كلمته.
ــــــ
حياء بضحك و لكن تبدل الي استغراب :انت مشوفتهاش في الرؤية ولا اي؟.
حذيفه بهدوء و هو يتطلع لـ هنآ: لا انا اخترتها بدينها و اخلاقها مفرقش معايا بقا شكلها، و طالما انتي بتحبيها اوي كدا انا كنت متأكد ان قلبها جميل، ثم اكمل و هو يمسكها من اعلي ثوبها و دلوقت بقا يلا هوينا.
بينما نظرت له هنآ بحب، حباً خالص، فهي سابقاً جذبها إلتزامه لم ترا منه شخصيتة المرحه تلك، و لم تكن تتخيل ان يرزقها الله برجل صالح متفهم خلوق، الآن تشعر بقلبها يتضخم بحبه يا الله لك الحمد.
حياء بغيظ و هي تلوح في الهواء كي يترك ثيابها فهو يمسكها گ حرامي الغسيل: خلاص يابا متزوقش الله، و يلا علشان الشبكة يا نحنوح.
تذكر حذيفة لتوه امر الشبكة و لكن صفع حياء علي مؤخرة رقبتها «اداها بالقفا» : نحنوح يا جعفر انا نحنوح، يلا يختي قدامي.
ثم ألتفت الي هنآ و وقف امامها و امسك يديها فشعر برجفتها، فيديها منذ ان ألتزمت و علمت ان السلام علي غير المحارم لا يجوز عذراء لم يمسسها اجنبي عنها، قبل حذيفة يدها بحب قائلاً بهدوء : يلا يا منجتي نزلي النقاب .
نظرت هنآ ارضاً بخجل فلا طاقة لها به، كيف لتلك المسكينه التكيف مع ذالك الوضع، تركته لله فرزقها الله به حلالاً طيباً، و الآن يغازلها تقسم انها تكاد تفترش الأرض خجلاً ففضلت الصمت و أومأت برأسها إيجاباً.
قطع ذالك الجو الشاعري «اللي ملناش دعوة بيه احنا ناس هتتعلم و تسافر »
حياء أس المصائب هادمة اللذات و مفرقة الجماعات و هي تتنهد بحالمية قائلة: هييييييح اوعدنا ياااااااارب.
حذيفة بقلة حيلة: عملي الأسود، يلا ياهنآ انجري قدامي يلا يا جعفر.
ضحكوا جميعاً و انصرفوا.
ـــــــــــــــــــ
داخل منزل هنآ المتواضع اجتمع الاقارب و الاحباب.
نُصبت الموائد و تناولوا الطعام بعد ان عُزلت النساء عن الرجال، و بعد الانتهاء خرج الرجال للجلوس علي الكراسي المنصوبه في الشارع .
و في الداخل اتت حياء حامله علبة مخملية و ناولتها لـحذيفه الجالس بجوار هنآ علي كرسي و بجانبهم جميع النساء مما اجبره علي وضع نظره أرضاً.
حياء بهدوء مستفز: يلا يا هنونه مدي ايدك لجوزك علشان يلبسك الشبكة يا عرووسه.
لعنت هنآ تحت أنفاسها ألا يكفيها خجلها و توترها تأتي تلك الـ حياء تزيد توترها تــباً لـحياء و تباً لـخجلها و تباً للشبكة و خاتم الخطبه تبا و تبا.
شغلت حياء انشوده تعشقها هي و هنآ كثيراً «هيا دي اللي اخترتها، جميلة اوي اتمني تسمعوها بس من غير موسيقه طبعا »
فتح حذيفة علبة الذهب الذي سبق و اختاره هو وحياء و هنآ و اهلهم.
مدت هنآ يدها علي خجل، مسك حذيفة يدها و وضع تلك الحلقة المعدنيه صك ملكيته بها علي يدها، تربطه بها كما يربطه بها ميثاقاً غليظاً الآن، الآن فقط هو قد أثبت لنفسه انه استحقها، رأها، اعجب بها تركها لله، بني نفسه، تعب و اجتهد ثم طلبها من الله في سجداته و من والدها في جلسة و الآن هي له، هي ملكيته الخاصه، هي هناه بإذن الله.
ارتفعت الزغاريد و الضحكات و المباركات و التهاني، يا لتلك الأعين الصافيه التي تحيطهم، و يا لتلك القلوب البيضاء و يا لكرم الله و رحمته.
امسكت هنآ بدبلة حذيفة و البسته إياها بسرعه علي استحياء.
زغردت حياء و احتضنت هنآ بشدة تبسمت هنآ مبادلة إياها العناق بعناقاٍ أحر، بكت هنآ و بكت حياء، تقدمت سِدرة التي اصبحت مقربه منهم مؤخراً قائلة بهزار: اوعي يا حياء هتخلصيها كلها سيبيلي حبة.
ضحك الجميع و ابتعدت حياء و عانقت الفتيات هنآ متمنين لها السعادة.
غادر حذيفة و نزل لرفاقه للأحتفال.
انشغل الفتيات بالاناشيد «الحلال طبعا اللي بالدف، اي واحده عايزة تبعتلي و انا معايا كتير، مش هبعتهملها صدقوني »
رن هاتف سِدرة برقم والدتها فأجابت و بعد كلمات مختصرة خرجت مسرعة تهرول، لاحظتها حياء و ندي، نادت حياء عليها فلم تلتفت فأستقروا علي ان تتبعها ندي و من ثم تُطمئنهم .
ــــــــــــــ
هرولت سِدرة في طرقات المستشفي تتساقط دموعها، تيتمت في الماضي، عانت الأمرين، كُسرت، ذُلت، لا لا لن تفقدها فهي والدتها، هي عالمها، كيف تعيش بدونها، ستكسر حتماً، يااا الله لا تختبرني فيها لا طاقة لي بمعاناتها، لن تعيش في ظلام مرة اخري.
وصلت للغرفة القابع بداخلها والدتها دفعت الباب و دخلت مهروله تجاه تلك الساكنة علي سرير المستشفي.
سِدرة ببكاء: ماما، ماما ردي، ماما انا بنتك انا سماح، انا هنا، ماما بالله عليكي بصيلي ماما ردي.
دخلت الممرضه و هدأتها و طمأنتها انها ما زالت علي قيد الحياه و ستستفيق في خلال دقائق.
دخل شاب للغرفه، طويل و..... غضت بصرها، و استغفرت في سرها.
دخل الشاب و نظر لتلك المرأة المريضه التي خط الزمان خطوطه علي وجهها و ظهرت علامات الشقاء و الفقر و الهوان علي ملامحها.
أنين خافت هرب من شفتيها عقبه فتحها لـعينيها
تكلمت سِدرة بلهفه: ماما انتي كويسه.
قالت ام سماح بخفوت و تعب بادي عليها: انا كويسه يا بنتي متقلقيش، ثم نظرت للشاب و قالت تعالي يا ابني قرب.
اقترب ذالك الشاب منها فقالت متوجهه بحديثها لـ سِدرة «سماح»: طبعاً انتي بنتي و الأم اللي ربت مش اللي خلفت و انتي عارفه كل حاجه.
ثم توجهت لذالك الشاب بحديثها:
كنت شغاله مع ناس طيبين اوي بصرف علي بنتي اليتيمه، شقيت كتير و الزمن هدني و مرضت ، سبت الشغل بس الناس دي من طيبتهم اتكفلوا بمصاريفي انا و بنتي،
في يوم بنتي كانت تعبانه بتموت و جم الناس دول يشوفوني، و لما لقيوا بنتي تعبانه و بتموت و انا مش معايا فلوس اجيب لقمة العيش حتي اخدوها يكشفوا عليها و سابوا بنتهم معايا لاني كنت تعبانه و مشيوا، استنيت ساعه، ساعتين، تلاته، بنتي مجتش، استنيت يوم قولت يمكن اتحجزت في المستشفي و هما فضلوا معاها،
عدي يوم و مجتش بنتي، ايجي خبرها، ماتت في حادثه هيا و الراجل و الست الطيبين دول ماتوا معاها ، و بنتهم اللي معايا كانت لسه عندها 10 سنين معرفتش اعمل حاجه،
معرفتش استلم بنتي و لا اودعها وداع اخير، مأخدتهاش في حضني، بدل ما تلبس فستان ابيض لبست كفنها،
معرفتش عشان عاجزة و مروحتش معاها، بعد اليوم دا عرفت انهم دفنوهم، و ابنهم اتنقل لشقتهم التانيه بس انا معرفش عنوانه، سألت في المنطقه و محدش يعرف عنه حاجه، ربيت البنت دي و عرفنا ان اخوها خلص الثانوي و سافر بره، ربيتها و علمتها و كبرتها و خدمتني و ان الاوان ترجع لأخوها، عرفت مكانه و رقمه، و كلمتك علشان تيجي.
نظرت للفتاه قائله: دا اخوكي يا سِدرة، دا صهيب.
يتبع الفصل السابع اضغط هنا
الفهرس يحتوي علي جميع فصول الرواية كامله" رواية في طاعه الله " اضغط علي اسم الروايه
تعليقات
إرسال تعليق