رواية جنى بحر الفصل الثاني
رواية جنى بحر الفصل الثاني
|2|
فسمعت حد بيقول ' مفكرتيش تبصى فى البحر ' اتصنمت لوهلة و بعدين بدأت أقرب راسى من الحافة ببطئ و توجس لحد ما شوفت راجل وشه تحت الماية و طلعها فجأة فقولت تلقائيا : أنت مجنون ، حد ينزل البحر بليل و فى الشتا !
فرد عليا مستسخرا بكلامى ' و حد يقعد على صخرة لوحده بليل و فى الشتا '
فقومت من مكانى و انا بقول : انشالله تموت انا مالى
بدأت امشى على الصخرة براحة و انا قايدة كشاف الموبايل و سامعة صوت حركته فى الماية و هو بيعوم فى نفس اتجاهى ، فاتعصبت و قلت : انت ماشى ورايا ليه
فرد ببرود ' انا مش ماشى انا عايم ! و البحر مش ملكك و مالك و مالى خليكى فى حالك
اتحرجت كنت تكة و هعيط انا أصلا مبعرفش اتعامل مع الناس ، يقوم كمان يحرجنى اللى هو ودونى جزيرة بسرعة لوحدى ، من غيظى بقيت بمشى بسرعة و تقريبا نسيت انى على صخور فوق البحر و اتزحلقت و الشمسية وقعت فى الماية و كنت هقع انا كمان بس لحقت نفسى فى اللحظة الأخيرة و لقيت الغريب بيقولى بقلق ' أنت كويسة حصلك حاجة '
فرديت و انا دموعى بتنزل على خدى : اه تمام ، هات الشمسية بتاعتى و خلينى اروح
حاولت اقوم من مكانى براحة ، رجلى كانت وجعانى من الوقعة بس حملت على نفسى و استنيته يدينى الشمسية بس ببص عليه ملقتوش فص ملح و داب هو و الشمسية خوفت ليكون عفريت ولا حاجة و روحت على البيت و انا مستغربة الليلة العجيبة و المريبة ده و قررت ان مش هروح هناك تانى أبدا ....احم هو انا قولت مش هروح لا انا قولت مش هروح بكرة بس و روحت بعد بكرة عادى جدا و قعدت على الصخور من التانى لكن مش معايا الشمسية بتاعتى و قررت اسمع حاجة غريبة و جديدة هى مش غريبة اوى بس بالنسبالى جديدة و سمعت اغنية شيروفوبيا مسار أجبارى و انا مندمجة جدا و خلصت القهوة و الدنيا بدأت تمطر قومت و لفيت علشان أروح لقيت الشمسية بتاعتى على صخرة ، اخدتها و فتحتها علشان تحمينى من المطرة و بصيت حواليا و انا بدور على أى حد فى المكان و زى ما توقعت ما لقيتش حد فبصيت للبحر بشكر و روحت و لكن كان جالى برد شديد و قعدت فى البيت أسبوع و لما خفيت نزلت الشغل بالمناسبة انا بشتغل جرافيك ديزاينر و بما اننى كنت فى أجازة و الشغل ما بيرحمش كان فى project مفروض اسلمه أول ما أرجع و بما أننى كنت تعبانة موت و مش شايفة قدامى مطلعش التصميم perfect زى ما بيقول المدير و هزقنى قدام كل الشركة و لأن انا مبعرفش أرد بس كرامتى غالية عندى ، اخدت ورقة من على المكتب و كتبت جملة واحدة و عينى مدمعة و هى ' أنا استقيل ، لأننى لا أعمل مع الذين لا يعرفون الرحمة ' و أخدت شنطتى و مشيت و روحت على البحر عند الصخور بس كنت لسة معدتش السور و كانت الدنيا هوا جامد و شكلها هتشتى لكن مهتمتش بسبب زعلى و دمى المحروق ، فضلت اتنفس بصوت عالى و اقول اهدى متعيطيش ، يغور الشغل اللى يدايقك و كلام يهدينى و من حظى ان ما كانش فى أى حد فى المكان غيرى بسبب سوء الجو و لما هديت شوية و بصيت للبحر بتركيز و اتفاجأت بشخص على الصخرة بتاعتى لا ده مش انسان ، بس مش عارفة يكون ايه ، كان راجل مدينى ضهره نصه الفوقانى انسان و نصه اللى تحت ديل سمكة ، سمعت عن عروسة البحر بس أول مرة أشوف عريس بحر ، ممكن يكون زى تنكرى او مقلب بيتعمل فى حد مثلا بس مفيش ناس هنا ، فضولى اخدنى اشوف ايه الكائن ده و مشيت ببطأ على الصخور و الموج كان شديد و بيخبط فى الصخور و ماية البحر بطرطش على رجلى و بهدلة البنطلون ، بس مش مهم فضولى أكبر من كل ده ، وصلت و كان منظر ديله مزهل و لونها خطير كان بيحركه بين الماية و الصخرة ، كنت مزهولة و عاوزة اشوف وش الكائن ده ، حمحمت علشان أجذب انتباه و يلف و ده اللى حصل و اتفاجأ انه الغريب اللى شوفته عايم فى البحر بليل ، مطلعش مجنون طلع عريس بحر ! قولت و انا مصدومة و بشاور على ديله _ أنت مش إنسان ، أنت سمكة
فرد عليا و قال بتذمر ' متقوليش سمكة بس انا جنى بحر ' فقولت له _ لا سمكة عندك خياشين زيها هو أنت بجد يعنى... ده مش حلم
رد و هو بينط فى البحر ' لا حقيقة ' و بعدين خرج نصه الفوقانى بس و كمل ' انا جنى بحر و اللى بيشوف ديلى بحقق له تلت أمنيات ، اطلب و اتمنى مع الجنى مجيب مفيش مستحيل '
فقلت بتريقة _ اعلان أوكسى ده ولا ايه
كشر و قال ' خلصتى ....ايه الشغلانة المهببة ده بس ارحمنا يارب ...لولا ان الجنى سامى ممكن يخصملى من الأكل بتاعى كنت ما اتحوجتش ليكوا '
ضحكت و قلت _ حتى السمك عنده ضغوطات حياة و بيجرى على أكل عيشه و بعدين الطابع المصرى وصل للسمك ازاى
رد ' قلت ان انا مش سمكة ده أولا ثانيا انا عايش فى أعماق البحر ده اللى موجود فى اسكندرية طبيعى اتأثر من كلامكوا و لككوا اللى مبيخلصش '
فقلت _ طب غور بقى لأكلك مشوى
فرد بقلة حيلة و قال ' مضطر انفذلك امنياتك طالما شفتى ديلى ده القواعد ...مش هياخد الموضوع وقت بس تأنى و فكرى فى العواقب '
قلت _ طب افرض مش عاوزة اتمنى دلوقتى
قال ' تعالى بليل وقت ما بتيجى و قولى مع الجنى مجيب مفيش مستحيل و هاجى '
فقلت _ انا اقول العبط ده لا مستحيل
قال ' معلش اعصرى على نفسك لمونة '
فقلت _ النهاردة بليل هطلب أول امنية و لفيت علشان أمشى و لكن بصتله تانى و قلت _ شكرا على الشمسية و روحت و انا عقلى مشغول بأول أمنية هتمناها و ان ازاى ده حقيقى و لسة مش مصدقة و حساه مقلب ، أول ما روحت عملت سيرش عن الموضوع كل اللى لقيته أفلام و كلام عن الجن العادى أما حوار جنى بحر ده جديد ، قعدت افكر لو حقيقة هتمنى ايه ، مثلا يبقى عندى صحاب كتير طب دى حاجة أقدر اعملها لوحدى ، شغل ثابت مثلا أقدر اجتهد و اعملها برضو لازم اتمنى حاجة مقدرش اعملها...عرفت انا هطلب ايه...
يتبع الفصل التالي اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية "رواية جنى بحر" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق