رواية جبران العشق الفصل السادس
صمت حل علي الجميع توقف جميع الأصوات حل السكون حل السكون علي المكان حتي أصوات العصافير توقفت صمت لا يسمع منه حتي صوت الهواء الجميع يقف جمدتهم الصدمة أوقفت الدماء في عروق الجميع صوت الصفعة لا زال يتردد في أذانهم ، الجميع خائف مترقب نهاية تلك الجريئة صاحبة اليد الطويل التي ستُقطع علي أقل تقدير أن لم يقتلها جبران ، أما فتحية فلطمت خديها تنظر لوتر مذعورة تتمني ان تنشق الأرض وتبتلعها هي وابنتها ، منظر جبران كان حقا مرعب عينيه الحمراء كالدماء أنفاسه العالية المتسارعة ... عروق يديه ورقبته ووجه جميعها تصرخ غاضبة ... في حين لم تهتز عيني وتر حتي هي ليست مخطئة لتخاف هو الوقح عديم الحياء والأدب كلماته سامة مقززة تشبهه .... ولكن رغما عنها ارتجف جسدها خوفا حين بدأ يصدح بصوت الغاضب يصيح فيها :
- أنا المعلم جبران السواح ، اللي رجالة بشنبات يخافوا يعدوا جنب ضله تيجي حتة بت زيك بنت امبارح تديني أنا بالقلم
ارتجفت حدقتيها خوفا مما قد يقدم علي فعله في حين تقدمت والدتها وقفت امامها تتوسله حرفيا أن يعفو عن ابنتها :
- حقك عليا يا معلم امسحها فيا انا ، البت هبلة وعشيمة ودلع أبوها فيها خليها مش عارفة هي بتعمل أيه ... حقك عليا أبوس أيدك سامحها ..
- ايه اللي انتي بتقوليه دا يا ماما
صرخت بها وتر محتدة من توسل والدتها المهين له ... التفتت فتحية لها ترميها بنظرة حادة تصرخ فيها خوفا عليها :
- اخرسي ما اسمعش صوتك لهضربك باللي في رجلي
توسعت عيني وتر في ذهول تنظر لوالدتها مصعوقة تشعر بالإهانة مما قالت لها أمام جميع أهل الحي في حين ابتسم جبران في سخرية أزاح فتحية من طريقه يقترب من تلك الواقفة تكاد تنصهر من الغضب كتف ذراعيه أمام صدره يتمتم بالتواء :
- بس قانون السواح اللي بحكم بيه اللي غلط لازم ياخد جزائه، أنا راجل ابن بلدي عمري ما أرفع ايدي علي واحدة ست وما ينفعش بردوا أكسر قانوني يا بنت الذوات ... عشان كدة هيكون حسابك أنك تنضفي الورشة بتاعتي هخرج الرجالة يريحوا ساعتين وهقعد بنفسك أشرف علي ايديكي الناعمين دول وهما بيكنسوا ويمسحوا ، وأظن كدة عداني العيب وازح وايييه وازح
توسعت عينيها في ذهول تنظر لوالدتها التي تنفست الصعداء وكأن حكم الموت رُفع عن ابنتها توا ... في حين بعض السيدات يرمقنها بنظرات احتقار وتشفي والرجال بدأوا يؤدون ما قال :
- عداك العيب يا معلم
- اللي غلط لازم ياخد جزائه
- طول عمرك راجل ابن بلد ، بس بنات اليومين دول بقوا معدومين الرباية
تدلي فكها في ذهول هي الجانية ، المخطئة الآن كيف يفكر هؤلاء الناس هل جنوا جميعا
_____________
صوت زقزقة عصافير عالي بشكل مزعج جعل النوم ينسحب رويدا رويدا كشفت عن جفنيها لتظهر عينيها العسلية ... تشعر بألم بشع يطرق ثنايا رأسها بعنف يبدو أنها نامت أكثر من اللازم بعد ما حدث ليلة أمس لها كامل في أن تنم ليلتين بالكامل ... انتصفت جالسة تمسح وجهها من أثر النوم انزلت قدميها من الفراش تشعر بذلك البساط ذو الخيوط الناعمة وكأنه يدغدغ قدميها ابتسمت رغما عنها تتحرك إلي المرحاض ،تسع خطوات تحسست بيدها الباب أمامها إلي أن وصلت إلي المقبض ... توجهت إلي الداخل تغسل وجهها بحثت بيديها إلي أن وجدت فرشاة أسنانها والمعجون الخاص بها لتقطب جبينها في عجب ذلك الرجل أخذ كل متعلقاتها حتي فرشاة الأسنان ؟ .... انتهت لتخرج من المرحاض تلف شعرها بمنشفة توجهت إلي مرآة الزينة تحسست بيديها إلي شعرت بالمشط الخاص بها لتبتسم امسكته تنفض المنشفة عن رأسها تمشط خصلات شعرها بخفة ، في تلك اللحظات دق هو الباب سمحت للطارق بالدخول ليخطو للداخل يبتسم بخفة ما أن رآها تتحرك عينيه علي قسمات وجهها توقف عند عسل عينيها ينظر للمعانها وابتسامتها البسيطة التي تعلو ثغرها ... اجفل من شروده بها حين سمعها تغمغم ساخرة :
- البحلقة في الناس عادة غريبة جداا
توسعت عينيه في ذهول وشكه يزيد أن تلك الفتاة تري وتخدع الجميع حمحم يسألها مستنكرا :
- أنتِ عرفتي منين أن أنا ببصلك ... أنتِ بتشوفي صح ؟
ابتسمت في بساطة تحرك رأسها بالنفي التفتت له بجسدها بالكامل تكتف ذراعيها تردف مبتسمة :
- أنت عارف فين المشكلة أن الأفلام والمسلسلات والروايات بردوا صدرت فكرة أن الكفيف دا شخص عاجز معاق ذهنيا ما بيعرفش يعمل حاجة لوحده ، وهو زيه زيك بالظبط ما يفرقش عنك حاجة ، أنت بس زايد عنه بحاسة البصر ، هو بيقدر يستخدم باقي حواسه ... الصوت ، الريحة ، التركيز ، الشعور في الطبيعي لو بصيت لحد لفترة طويلة وفضلت مركز معاه هيحس بيك ولا ايه
حرك رأسه بالإيجاب يهمهم متفهما يبدو أنه كان يحمل صورة خاطئة تماما وصاحبة أعين العسل صححتها له ... اقترب منها يمسك في يده باقة من الياسمين ، ما أن بات بالقرب منها مد يده لها بالباقة ليراها تغمض عينيها تستنشق
رائحة الياسمين لترتسم علي شفتيها ابتسامة جميلة ، تعشق ورد الياسمين لا زالت تتذكر شكله جمال أوراقه الصغيرة رائحته المميزة ... فتحت عينيها تقطب ما بين حاجبيها تسأله مدهوشة :
- أنت عرفت منين أن أنا بحب الياسمين
ابتسم يضع الباقة في كف يدها رفع كف يده يبعثر خصلات شعره يشعر بالحرج وكأنه فقط مراهق صغير حمحم يتمتم متوترا :
- نجلاء قالتلي أنها دايما بتجيبلك ياسمين الصبح
زادت دهشتها حيرة ذلك الرجل كيف يكون خاطفها وهو يعاملها بذلك الشكل الغريب ... ارتسمت ابتسامة متوترة علي شفتيها كادت أن تقول شيئا حين غزا أنفها رائحة شهية ، رائحة تعرفها جيدا ابتسمت تتمتم مدهوشة :
- بان كيك ! ... نجلاء بتعمل بان كيك ، هو احنا مخطوفين في فندق خمس نجوم
ضحك بخفة عاليا مد يده ليمسك بكف يدها فسحبت يدها من يده احتدت عينيها تردف متضايقة :
- أنا متجوزة ، أنا لو في ايدي ما اخلكش حتي تدخل اوضتي ، لأن دا عدم إحترام لجوزي .. حتي لو هو ما بيحبنش
سمعت زفرة حادة غاضبة تخرج من بين شفتيه ، دخلت نجلاء في تلك اللحظة تحادثها مبتسمة :
- رُسل يلا يا حبيبتي عشان تفطري
تحركت تمر من أمامه ليختلط عطرها مع الياسمين يعطي مزيج خاص ضرب كيانه بالكامل .... تحرك خلفها إلي طاولة الطعام ليراها تجلس علي الطاولة وضعت نجلاء طبق الطعام أمامها تحادثها مبتسمة :
- أنا عملتلك أربعة لو عوزتي تاني قوليلي عشان عرفاكي بتحبيها سخنة وغرقتها عسل زي ما بتحبيها
رأي ابتسامتها الساخرة التي احتلت ثغرها لتردف متهكمة :
- بان كيك وياسمين واوضة بحمام خاص وسرير بمفارش حرير ، احنا مخطوفين ولا في منتجع سياحي ... دا أنا لما اعوز اهدي أعصابي هبقي اتصل بيه يخطفني تاني
ضحك رغم عنه يضع يده علي فمه حتي لا تسمع صوت ضحكاته القصيرة صاحبة حس فكاهي جيد ... اقترب يجلس علي الناحية الأخرى من الطاولة يراقبها مبتسما وهي تأكل لتنظر نجلاء له في تعجب تقطب ما بين حاجبيها ، ذلك الرجل غريب يحتجزهم هنا رغما عنهم ويجبرها أن تخبره بالأشياء التي تحبها رسل ... حين أخبرته أن رُسل تحب تلك الكعكات جلب الكثير من العلب من العلب سريعة التحضير ومعها شراب العسل الخاص بها ... جلب فاكهة البرتقال بكمية كبيرة يخبرها :
- اعملي لها عصير برتقال فريش طالما بتحبه مفيد أكتر ليها من المعلب !!
_______________
انتهت من امتحانها أخيرا كان سهلا وربما هي فقط من رأته ذلك لأنها كان تأكل الكتب الفترة الماضية، وقفت في باحة المدرسة تتنهد حانقة ذلك الحسن ينتظرها خارجا ... كيف ستتخلص منه وهو يقف لها بالمرصاد كالغراء يلتصق بها ولا مفر منها ...اجفلت علي يد وُضعت علي كتفها لتجدها أحدي زميلاتها تحادثها مبتسمة :
- ايه يا أمل واقفة كدة ليه يا بنتي .. مش هتمشي
تنهدت حانقة للمرة الألف تقريبا أرادت أن تسألها أن كانت تعرف مخرج آخر غير ذلك حين بادرت الفتاة تقول من جديد :
- بقولك ايه ما تيجي معايا هنخرج من الباب اللي عند الحمامات اللي ورا في محل في آخر الشارع بيبع هدوم عاجبني فيه طقم وكنت عايزة اقيسه وتقوليلي رأيك فيه
ابتسمت فَرِحة وكأنها وجدت النجدة التي ستنقذها فوافقت دون أن تدري أن خلف تلك النجدة فخ الموت !
تحركت بصحبة يمني زميلتها علاقتهم ليست صداقة صحيح ولكن الفتاة الآن تساعدها دون أن تدري وهي حقا تمتن لذلك ... خرجت معها من ذلك الشق الغريب عند المراحيض القديمة لم تأتِ لهنا قبلا ، لم تكن تعرف بوجود ذلك المكان ... خرجت منه علي زقاق جانبي ضيق للغاية رائحته مقززة ، مظلم وكأن الشمس لم تطئه يوما ... نظرت ليمني لتلمح طيف ابتسامة خبيثة علي شفتيها لم تفهم لها سببا في لحظة شعرت بأحد ما يتحرك خلفها وقبل أن تلتف يد كممت فمها والاخري قيدتها رفصت بجسدها بعنف تنظر ليمني مذعورة لتقترب الأخيرة منها تغمغم كارهة شامتة :
- أنا بكرهك بشكل ما تتخيلهوش يا أمل ، عاملنا فيها الطالبة المثالية وبعمل معادلة وهدخل الجامعة وحاطة مناخيرك في السما وأنتِ حتة بياعة علي عربية كبدة .. أنا مش هسمحلك تكوني أحسن مني
تلوت بجسدها بعنف تنظر للواقفة أمامها مذعورة تحرك رأسها نفيا حاولت الصراخ فلم يخرج منها سوي أنين عالي بعض الشئ ... ذلك الشاب الذي يمسك بها مال يهمس جوار اذنيها بصوت مقزز ارجف جسدها :
- أنتي حلوة اوي يمني ورتني صور ليكي كتير أوي ... عارفة أنا هعمل فيكي ايه
- هرجعك بطن أمك زاحف يا روح أمك
صدر صوت حسن بالقرب منهم يصدح عاليا غاضبا مما نظرت له لتجده يخرج من ذلك الباب عند المرحاض القديم نظرت يمني له مذعورة ... في حين تنفست أمل الصعداء صحيح أنها تكره حسن حد الموت لكنه لن يترك في أيديهم ... في لحظة كان كف حسن يهوي علي وجه يمني بصفعة قوية للغاية صرخت من الألم وسقطت أرضا علي وجهها ... تحرك بخطي سريعة ناحيتهم ليدفعها الشاب ناحيته يحاول الفرار ... الا أن حسن وصل إليه أمسكه من تلابيب ملابسه من الخلف يدفعه لأحد الجدران يغرز وجهه في الجدار بعنف يصيح فيه محتدا متوعدا :
- بقي حتة عيل *** زيك يحط ايده عليها دا أنا اقطعلك إيديك ورجليك وامشيك تزحف علي وشك
ارتجف الشاب فزعا ليلمح بعينيه يمني هناك كانت علي وشك الركض إلا أن أمل وقفت امامها تمنعها من التقدم خطوة أخري مدت أمل يدها تقبض علي خصلات شعر يمني بكل ما يعتمر في قلبها من خوف مما حدث جذبتها بعنف رفعت يدها الاخري تصفعها علي وجهها بقوة تصرخ فيها :
- أنا اديتك الأمان ، لا عمري اذيتك لا بقول ولا بفعل ، رايحة فين انتي فاكرة انها هتعدي ببساطة كدة ، فكراني هقعد اعيط ... دا احنا هحطك تحت رجلي
وبالفعل ذلك ما حدث دفعتها أمل بعنف تسقطها أرضا خلعت حذائها جثت فوقها تضربها بعنف ، ويمني تصرخ من الألم تتوسلها أن ترحمها
ارتسمت ابتسامة كبيرة علي شفتي حسن ينظر لها متفاخرا تلك الفتاة حقا ستكون زوجة رائعة ... التفت برأسه لتختفي ابتسامته اقترب برأسه منه يهسهس متوعدا :
- اللي بيغلط عندنا لازم يتعلم عليه عشان كل ما يفكر يغلط تاني يفتكر اللي حصل ويرجع تاني زي الكلب
اخرج حسن ماديته في حركة خاطفة فتح نصلها الحاد في لحظة كان جرح طويل يقسم ظهر الفتي نصفين جرح يؤلم ولا يقتل من يد خبيرة تعرف جيدا ما تفعل صرخ الشاب من الألم صرخاته مع صرخات يمني جعلت كل من في المدرسة يخرج إليهم ومنهم المدير الذي صرخ غاضبا ما أن رآهم :
- ايه اللي انتوا عاملينه دا وقعتكوا سودا ، طل واحدة جيبالي بلطجي وبتضربوا بعض ، أنا هوديكوا القسم وهما يتصرفوا معاكوا يا شوية غجر
أشار للعمال أن يمسكوا بهم إلي أن تأتي الشرطة ... أمسكت أحدي العاملات بأمل تجذبها بعنف من فوق يمني التي أمسكت بها أخري يجذبهن بعنف إلي داخل المدرسة
في حين ألقي حسن الشاب أرضا يتلوي من الألم تحرك في هدوء إلي داخل المدرسة وقف في الباحة بالقرب منها ، أشعل سيجارة ينفثها ببطئ اقترب منه أحد المعلمين يصيح فيه :
- يا بجاحتك اطفي ياض السيجارة دي
رفع حاجبه الأيسر مستهجنا ساخرا مما قال ، أبعد السيجارة عن شفتيه ينفث دخانها التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة يلف حلقة المادية حول سبابته يسراه يغمغم بالتواء :
- بتقول حاجة يا أستاذ
نظر الرجل للمادية في يده متوترا ليتركه ويرحل يغمغم مع نفسه :
- شوية بلطجية ما شافوش تربية
التفت حسن برأسه ينظر ناحية أمل ليراها تنظر أرضا تقبض كفي يدها ، رفعت وجهها تنظر إليه ، رأي في عينيها نظرة كره ونفور واتهام كأنه تصرخ دون صوت إن ما حدث بأكمله بسببه هو !
ها هي تقف هناك في ورشة النجارة الخاصة بها تمسك في يدها عصا مكنسة قديمة أمامها سطل ممتلئ بالماء وقطعة قماش قديمة ، وأمامها يجلس جبران علي مقعد من الخشب يضع ساقا فوق أخري بجواره بجواره النارجيلة ( الشيشة ) ينفث دخانها بتلذذ أشار برأسه لها أن تبدأ ، ابتسم يردف ساخرا :
- ايه يا بنت الذوات واقفة ليه ، يلا إبدئي عايز أشوف الورشة مراية ، نشوف وشك الحلو دا فيها
وقفت ثانية اثنين ثلاثة يمر أمام عينيها حياتها بالكامل في منزل والدها كيف كانت أميرة بحق والآن ها هي هنا تحت رحمة بلطجي رد سجون
اعتصرت يديها عصا المكنسة تسارعت أنفاسها غضبا لن تسمح له بأن يذلها ابدا القت المكنسة بعيدا تدفع السطل بقدمها بعنف ليسقط أرضا بما فيه من مياة يغرق الأرض اندفعت ناحيته تدفع النارجيلة أرضا لتنكسر هي الأخري وقفت تصرخ فيه دون خوف :
- أنت فاكر نفسك مين عشان تحط قانون وأحكام وثواب وعقاب ... رئيس ولا حاكم ... أنت بلطجي رد سجون تاجر مخدرات .. ما بتعملش حاجة في حياتك غير أنك بتأذي الناس اللي عمالة تسقفلك دي ، فوق لو هما خايفين منك أنا لاء ... لو أنت فاكر نفسك حاجة فأنت ولا حاجة ... صفر علي الشمال صفر مؤذي لازم يتمسح من الدنيا كلها
طفح كيله رغم أنها لم تقل سوي الحقيقة كما يعرف هو والجميع الا أنه غضب احمرت حدقتيه تكاد تنفجر من الغضب في لحظة كان يقبض علي ذراعها يجذبها خلفه وهي تصرخ فيه أن يتركها الجميع يراقب خائف مدهوش متعجب توجه بها إلي العمارة التي يقطن فيها لتلطم فتحية خديها فزعا :
- يالهوي يالهوي دا هيموتها منك لله يا وتر
ركضت خلفهم تصيح فزعة :
- أبوس ايدك يا معلم أنا هخدها ونمشي من الحتة كلها ، أبوس ايدك أنا اتحرمت منها سنين ما تأذيهاش
جلمود صخر لم يهتز لتوسلاتها أكمل طريقه دون أن ينظر خلفه يكاد يخلع ذراعه في يده تلك الصغيرة تمادت كثيرا اهانته مرتين في يوم واحد صفح مرة أما الثانية فلا أبدا لن يفعل .... جذبها خلفه إلي شقته يدفعها للداخل ، دخل يصفع الباب خلفه !!
______________
جاءت سيارة الشرطة واخذت الجميع إلي اقرب قسم من المنطقة التي توجد فيها المدرسة .... في غرفة الضابط المسؤول عن التحقيق وقف الأربعة فُتح الباب ليدخل الضابط المسؤول عن التحقيق يتحدث للعسكري الواقف خلفه :
- هو كريم فين يا ابني
ليرد العسكري سريعا :
- جه بلاغ يا باشا عن جريمة قتل وكريم باشا راح هناك
التفت الضابط برأسه ينظر لهم ليعاود النظر للعسكري :
- والبهوات دول جايين في اي
مرة أخري عاد العسكري يجيب سريعا :
- محضر شغب يا باشا في مدرسة التجاري البنات القريبة من هنا كانوا بيضربوا بعض وواحد منهم عور التاني بمطوة
زفر الضابط أنفاسه حانقا ... دخل إلي الغرفة خلع سترة حلته يضعها علي حافة مقعده يجذب رابطة عنقه يتمتم حانقا بصوت خفيض للغاية :
- أنا اصلا ما بحبش الجرفتات دي بتخنقني
رفع وجهه ينظر لهم يغمغم ساخرا :
- اهلا بالشباب المكافح ، ايه يا حبايبي دي عيلت أوي ... واضح أن بابا وماما ما ربوش وجايني أنا أربي بقي ... وماله نبدأ التربية من أول السطر ... بطايق البهوات والهوانم
وضع كل منهم بطاقته علي سطح المكتب أمام الضابط ... نظر لها واحدة تلو الأخري أمسك احداها يدق بها علي سطح المكتب بخفة يغمغم ساخرا :
- حلو أوي .. يعني كلكوا عيال ما عدا حسن بيه ما شاء الله راجل بيعرف يضرب ... ايه بقي اللي حصل بدل ما ارميكوا كلكوا في السجن
هنا تدخلت أمل تحادث الضابط :
- هتصدقني يا باشا
ابتسم الأخير ينظر لها في هدوء اشار لنفسه يتمتم :
- هصدقك
بدأت أمل تقص عليه ما حدث كاملا وهو يتابع عن كثب حركات يديها انفعالها يتفرش ملامح وجهها يتأكد من صدق كلامها ظل صامتا حتي بعد أن انتهت فقط انتقل بعينيه إلي الفتاة الواقفة جوارها يسألها :
- الكلام اللي قالته دا حقيقي
ارتجفت عيني يمني فزعا تحرك رأسها بالنفي سريعا تصيح متلعثمة :
- كذذابة ، دي كذذابة ... أنا شوفتها هي والراجل بيبوسوا بعض كنت ماشية أنا وابن خالتي مروحين زعقنا فيهم فراحت هي قعدت تضرب فيا وهو ضرب سمير واحنا مالناش ذنب ... مش كدة بردوا يا سمير
حرك الفتي رأسه بالإيجاب سريعا يصدق علي كذبتها
في حين ابتسم الضابط في هدوء همهم يحرك رأسه بالإيجاب يردف ساخرا :
- لاء صادقة ، صادقة ... أنتِ عارفة اللي يضحك ايه ، أن أنتِ فاكرة نفسك تقدري تضحكي علي لوا !! ... يا بنتي أنا الشيب اللي في رأسي دا شاف من عينتكوا أشكال وألوان
قام من مكانه يلتف حول المكتب وقف أمام ذلك المدعو سمير يدس يديه في جيبي سرواله يغمغم في بساطة :
- هي بقي كانت عيزاك تغتصبها عشان تكسر مناخيرها مش كدة
نظر الفتي له مذعورا يبتلع لعابه الجاف كالصحراء يحاول أن يكذب ولكن هيبة الرجل مخيفة أكثر من اللازم وجد نفسه تلقائيا يحرك رأسه بالإيجاب ليلتف الضابط برأسه ناحية يمني يرفع كتفيه لاعلي يشير بيسراه إلي سمير ينظر لها ساخرا كأنها يخبرها انظري لقد أعترف بكل شئ ... رفع يده يربت علي وجه الفتي بعنف مرة تليها اخري ... توجه ناحية حسن الواقف جوار الفتي وقف أمامه يقطب ما بين حاجبيه يسأله :
- أنا شوفتك في حتة قبل كدة ، شوفتك فين ... فين .... مش فاكر بس أنا واثق اني شوفتك قبل كدة في قضية في سجن في مصيبة ... ما هو أصل الجرح اللي علي ضهره ما يعملوش غير فنان محترف
نظر لحسن في حدة لينظر الأخير له متوترا ، لما يشعر بالقلق منه قد قضي أغلب حياته بين الأقسام أساسا ولكنه لا يعرف شئ بداخله يحثه بأن يعترف بكل جرائمه ما أن ينظر لوجه الرجل الواقف أمامه إحساس مخيف ينبعث منه حمحم يريد أن يقول شيئا حين انفتح الباب فجاءة ودخل كريم يلهث بقوة يوجه حديثه للواقف أمامه مدهوشا يشكره بكل أدب :
- خالد باشا ! يا نهار أبيض هو حضرتك اللي بتحقق معاهم بنفسهم ما كانوا اترموا لحد ما اجي ، تعبنا حضرتك والله يا باشا
ابتسم خالد في هدوء توجه يلتقط سترة حلته اقترب من الضابط يغمغم مبتسما :
- لا أبدا ما فيش حاجة ... الواد المتعور والبت اللي معاه هما اللي عملوا المشكلة علي العموم المساعد بتاعك سجل كل أقوالهم ... خش كمل شغلك
القي سترته علي ذراعه التفت برأسه ينظر لحسن قبل أن يغادر ليبتلع الأخير لعابه متوترا ما به ذلك الرجل ينظر له هكذا ؟!
يتبع الفصل السابع اضغط هنا
تعليقات
إرسال تعليق