رواية جبران العشق الفصل الثامن
عايز اتجوزك !!
جملة سمعتها اذنيها ولم يصدقها عقلها من الذي يريد الزواج ممن ، خاطفها يريد أن يتزوجها ... خاطفها الذي حماها من أن تكن سلعة رخيصة تُباع لمجنون والدها كان علي وشك بيعها عقلها لا زال يرفض استيعاب ما سمع وتأكد ، وآلان يأتي هو يريد الزواج منها ارتسمت ابتسامة ألم تعتصر شفتيها تحرك رأسها بالنفي بعنف خرجت من بين شفتيها ضحكة ساخرة مشبعة بالألم لتصيح بحرقة قلبها :
- عاوز تتجوزني !! ... أنت خاطفني هنا وحابسني ، أنا ما بحبكش البني آدم الوحيد اللي حبيته مات
ما إن نطقت كلمتها الأخيرة ارتجفت شفتيها بعنف سكبت عينيها الدمع بحورا ، جملة واحدة تتردد في صدع كيانها الممزق :
- بيجاد مات
اخفت وجهها بين كفيها تنهمر الدموع منها جسدها يرتجف بعنف من شدة بكائها .. تجمعت الدموع في مقلتيه هو تنزلق الي وجهه الشاحب تبلل لحيته المبعثرة حمحم يحاول إقناعها بالموافقة :
- أنا ما اذتكيش يا رُسل لأني اتاكدت أن مستحيل يكون ليكِ ذنب في اللي أهلك عملوه ، مجدي حاول يبيعك مرة عشان مصلحته ومش بعيد يكررها تاني وتالت وعاشر ، اللي باع قلبه للشيطان ما يعرفش لا ضمير ولا رحمة
عند تلك الجملة رفعت وجهها فجاءة عن كفيها تتسع حدقتيها في دهشة تملكت كيانها مما قال توا ! .... ليكمل هو :
- أنا لو أضمن أنك هتبقي في امان لو رجعتك ليه صدقيني اقسملك مستعد ارجعك دلوقتي حالا ... رسل جوازنا مش هيبقي اكتر من حبر علي ورق ... ورقة تمنع مجدي من أنه يحاول يلعب بيكِ
اضطربت حدقتيها تهتز بعنف تنفي برأسها مرة بعد اخري ليتنهد هو ياسا زفر أنفاسه تهدلت نبرته يقول :
- فكري يا رسل أنا هسيبلك مهلة لحد بليل واللي أنتِ عيزاه أنا هعمله
قام من مكانه متجها ناحية باب الغرفة ليسمع صوتها تسأله قلقة :
- هي نجلاء فين مش سامعة صوتها
نجلاء ليست هنا ولن تأتي ارسلها إلي منزل بعيد بصحبة أطفالها حتي تكن في مأمن من شر مجدي ورجاله تنهد يتمتم بحذر :
سافرت تشوف ولادها وهترجع قريب ، عن إذنك
فتح باب الغرفة وخرج بهدوء يجذب الباب خلفه ، رفعت يديها تضعها فوق رأسها لا تفهم لما يحدث لها كل ذلك ، بأي ذنب تُعاقب
___________
استيقظت صباحا علي صوت الباعة الجائلين متي سيتنهي ذلك العذاب تأففت بعنف تضع الوسادة علي رأسها علها تحجب عنها لحن أصواتهم الشاذ المنفر البغيض دون فائدة قامت بعنف تفرك عينيها بعنف تتثأب ناعسة الا ينام أهل ذلك الحي وقعت عينيها علي ساعة الحائط لا تزال التاسعة لما كل تلك الضوضاء مدت يدها تلتقط هاتفها تتصفح سجل المكالمات ، الرسائل جميع صفحات التواصل الاجتماعي التي تملكها لا شئ لم ترسل لها اي من صديقتها ولو رسالة واحدة ابتسمت ساخرة ذلك ما كانت تتوقعه حقا ... قامت تلملم خصلات شعرها بيديها توجهت إلي المرحاض بالخارج اغتسلت رغما عنها بالدلو والكوب الصغير خرجت من المرحاض إلي غرفتها تبدل ثيابها إلي أخري لتذهب لجامعتها تبتعد عن ذلك الحي المقزز ولو ساعات .... ما إن خرجت من غرفتها رأت والدتها تدخل من باب المنزل ابتسمت فتحية ما أن رأتها في حين اعطتها وتر نظرة واجمة كانت تحلم أن تري والدتها ولكن بعد ما حدث منها لا تحلم سوي أن تعود لبيتها بين أحضان والدها ، والدها وحده يكفي .... حملت حقيبة يدها تتوجه إلي الخارج دون أن توجه لوالدتها ولو كلمة واحدة لتزفر فتحية أنفاسها حزينة تناديها سريعا :
- وتر استني يا بنتي مش هتفطري
لم تلتفت لها حتي فقط غمغمت بجفاء :
- لاء شكرا هبقي اكل في الجامعة ، عن إذنك
تحركت من جديد لتغادر لتسمع صوت والدتها تحادثها من جديد بنبرة أكثر حزما وقلقا :
- ابعدي من طريق جبران خالص يا وتر
ابتسمت في سخرية دون اجابة تحركت للخارج تسرع خطاها إلي خارج العمارة السكنية توجهت تتحرك سريعا ناحية الشارع الرئيسي لا ترغب في أن تري طيفه من بعيد حتي ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، وقفت حين ظهر أمامها فجاءة من العدم وكأنه شبح تجنبت النظر إليه في حين كان يتفرس هو النظرات إليها ارتسمت ابتسامة كبيرة علي ثغره يتشدق بسماجة :
- يا صباح الفل ، ايه الزبادي رايح فين الصبح كدة
تنفست بعنف تكور قبضتها تشد عليها تُخرس لسانها قصرا عليها أن تتجنبه حتي يمل من مضايقتها ويتركها ظلت تنظر بعيدا فقط قالت بلامبلاة :
- رايحة جامعتي .. ممكن تعديني لو سمحت
رفع حاجبيه في دهشة يبتسم ساخرا باتت القطة وديعة وأخفت اظافرها الآن ... تلك القطة لا تعلم أنها جاءت له في الوقت المناسب ليعقد مع اسم والدها أكبر صفقة في تاريخ حياته ... سيفوز عاجلا أم آجلا ... افسح لها الطريق لتتحرك يبتسم كرجل نبيل ما أن مرت من جواره سمعته يهمس لها بمكر خبيث :
- فاضل علي الحلو تكة !!
ابتلعت لعابها مرتبكة لتسرع في خطاها إلي الشارع الرئيسي استقلت سيارة أجري تخبر السائق بعنوان جامعتها ... فتحت دفتر صغير تنظر لما كتبت فوق صفحاته تحديات قديمة خاضتها مع ذاتها وأصرت علي النجاح فيها استلت قلم رقيق من حقيبتها تفتح صفحة بيضاء تكتب فوق سطحها ( التحدي الجديد جبران ) كطالبة
في قسم يهتم بعلم النفس ودواخل الذات البشرية قسم اختارته رغم أن أبيها كان علي اتم استعداد أن يرسلها لجامعة في الفضاء أن أرادت ولكن شغفها بعلم النفس وخاصة علم الجريمة جعلها ترغب وتصر علي الالتحاق بقسم علم النفس لتصبح فيما بعد طبيبة نفسية رسمت دائرة كبيرة حول اسم جبران يتفرع منها عدة خطوط تحاول أن تفهم لغز شخصيته شكله الخارجي لا يليق تماما مع شخصيته هل هو مصاب بانفصام في الشخصية ربما ؟! ، لا يجب أن تستبق الأحداث عليها أن تصبح أقرب من شخصية جبران بحذر تخترق دواخله في الأيام الماضية اكتشفت عنه عدة جوانب في شخصيته أولهم أنه شخصية سريعة الغضب ردود أفعاله لا تتناسب مع شدة انفعاله حين اخذها قصرا إلي شقته توقعت الكثير من رد فعله الغاضب ولكن التهديد فقط كان حليفه وكأن جزءا يصارع آخر داخله ، ثانيا أنه شخص نرجسي يحب التحدث عن نفسه والتفاخر بما انجز ،وأخيرا شخص متناقض يبيع المخدرات ويرفض بيعها لأبناء حيه معادلة لا تفهمها مما يزيد شكها أنه فعلا مصاب بانفصام في الشخصية ... اجفلت علي صوت السائق يخبرها :
- وصلنا يا استاذة
رفعت وجهها تنظر بدهشة إلي باب جامعتها كم مر من الوقت وهي تحاول تحليل شخصية جبران حتي سرقها الوقت ولم تشعر بالطريق ... أعطت السائق نقوده لتنزل من السيارة تضع نظاراتها الشمسية السوداء فوق عينيها تمشي بثقة ... ما حدث معها هي ووالدها لم يُكتب عنه ولو خبر واحد لذلك لا أحد يعلم دخلت الي جامعتها تتوجه إلي قاعة المحاضرات رآها طارق من بعيد لترتسم ابتسامة ماكرة علي ثغره يبحث عن ماهي لغاية خبيثة في نفسه !!
_________________
ما حدث بالأمس لن يتم أبدا ما قاله جبران لن يحدث لن تصبح زوجة ذلك البلطجي الجاهل الأحمق يريد منها أن تصدق أن حسن لا يعاونه في بيع المخدرات نعم نعم ستصدق لأنها بلهاء ساذجة كما يظنها .. يكفي أن والدتها رفضت نزولها إلي( عربة الكبدة ) حتي لا يتعرض لها حسن من جديد ارتمت بجسدها علي الأريكة في منزلها تمسك بمذكرات المادة القادمة تنظر للأحرف شاردة حين دُق الباب القت الأوراق مة يدها ذهبت إليه تفتح النافذة الصغيرة في الباب القديم العتيق ليظهر طفل صغير من أطفال الحي يمسك في يده حقيبة هدايا قطبت جبينها تفتح له الباب تسأله :
- عايز ايه يا حمادة
مد الطفل يده لها بالحقيبة يغمغم مبتسما في براءة :
- طنط أمل عمو حسن بيقولك أنه بيرمي التماسي وباعتلك دي
ترك الحقيبة أمام باب منزلها وركض ينزل لأسفل صاحت باسمه عدة مرات ولكنه لم يلتفت لها حتي اخذت الحقيبة تعد للداخل اغلقت الباب تنظر إلي ما تحوي لتجد ما يلي بضع قطع من الشوكولاتة الذائبة ، ولعبة صغيرة علي دب وبضع من أكياس التسالي ... ابتسمت ساخرة هل يظن أن بهداياه السخيفة تلك يستطيع شراء موافقتها ... القت الحقيبة بعيدا تعود إلي الاريكة من جديد ما أن جلست سمعت صوت الباب يدق مرة أخري لتتأفف حانقة قامت من مكانها تغمغم مغتاظة :
- مش هنخلص بقي باعت ايه المرة دي لب وسوداني
توجهت تفتح النافذة الصغيرة من جديد للتتوسع عينيها في دهشة حين رأت حسن تلك المرة هو من يقف أمامها كم أرادت أن تغلق وجهه علي النافذة تدق عنقه في الباب أحلام تمنتها خاصة مع ابتسامته الواسعة التي تعلو شفتيه وصوته وهو يتشدق يستفزها :
- صباح الفل يا فل أنا قولت اطلع اطمن علي خطيبتني ... وبعدين ما تفتحي هتسيبي خطيبك واقف برة دي الأصول بردوا يا بنت الأصول
استفزتها كلماته الوقح الأحمق عديم الأخلاق لا يملك خلية عصبية واحدة تُرسل إشارات لمخه اليابس أنها لا تطيقه كتفت ذراعيها أمام صدرها تغمغم محتدة :
- كاك خبطة في نفوخك يمكن تحس يا بعيد بقولك ما بطيقكش تقولي خطيبك أنت فاكر بهداياك الرخيصة إني هوافق علي الجواز منك
القي ما تبقي من السيجارة في يده أرضا يدعسها بحذائه بعنف اعتدل واقفا يقترب من حديد الشرفة التهبت عينيه غضبا يحادثها محتدا :
- تعرفي أن أنا اقدر دلوقتي اكسر الباب اللي أنتي مستخبية وراه دا واجيبك من شعرك واكتب عليكِ سواء برضاكِ أو غصب عنك واقصلك لسانك يا مراتي يا حلوة ، فابلعيه احسن ما ابلعهولك أنا
خافت من نبرة التهديد المخيفة في صوته ولكنها ظلت واقفة ثابتة تحاول إلا تظهر أنها ترتجف حرفيا رغم عنها ارتعش صوتها حين اردفت تحادثه بهدوء عله يقتنع محاولة يائسة للمرة الأخيرة :
- يا حسن ارجوك افهمني أنا حاولت اتكلم معاك كتير بالعقل وأنت رافض حتي تسمعني ، أنا مش عايزة اتجوز علي الأقل مش دلوقتي أنا اكمل تعليمي واشتغل وأعيش حياتي برة الحارة عايزة احقق أحلامي ... صدقني فئ بنات كتير يتمنوا أنك تشارولهم حتي .. أنا لاء ارجوك افهمني بقي !
انتهت تنظر إليه لتري الصمت والسكون يحتل قسمات وجهه للحظات طويلة ظل صامتا هادئا بشكل مخيف ارتسمت ابتسامة صغيرة علي ثغره ليدب الأمل قلبها ربما هناك بصيص نور في قلبه تأثر بما قالت إلا أن سقف احلامها سقط فوقها حين ابتسم يغمغم ساخرا :
- آخر الشهر يا أمل ما تنسيش تجيبلي بيجامة الفرح علي ذوقك سلام يا حبيبتي
تحرك ونزل تاركا إياها تقف كلوح جليد لم يتأثر كالعادة وكأنه حائط من فولاد ترتد الكلمات كالرصاصات دون أن تحدث ولو خدشا واحدا فيه !!
_______________
انتهت من محاضراتها إلي مقهي الجامعة المعتاد جلست علي احدي الطاولات تضع سماعتي اذنيها تنظر للأوراق أمامها عن كثب يجب أن تنتهي من البحث قبل موعده اجفلت علي حركة جوارها لتنزع احدي سماعتيها بحركة تلقائية نظرت للفاعل لتجدها ماهي تقف أمامها تبتسم كعجوز شمطاء حاولت إجراء عملية للتجميل ففشلت ... تكتف ذراعيها أمام صدرها تنظر لوتر من أعلي لأسفل تبتسم ساخرة :
- اهلا اهلا بوتر هانم الدالي بنت سفيان الدالي النصاب الحرامي اللي خد من البنك مليارات وهري برة البلد ورماكِ هنا يا حرام .. يا تري بقي يا وتر بتمحسي سلالم ولا بتغسلي عربيات عشان تصرفي علي نفسك زي الأفلام
حية لا ترغب في شئ سوي أن تضايقها ابتسمت في هدوء ترمقها بنظرات مشمئزة من أعلي لأسفل تغمغم ساخرة :
ماهي بليز شغل التعابين دا قدم أوي ، أنا عارفة أنك بتكرهيني و Guess what أنا كمان مش بطيقك كل اللي بتعمليه دا عشان تحاولي ترضي غرورك المريض أنك انتصرتي عليا لأنك عارفة من جواكِ إني أحسن منك في كل حاجة ... ولو زي ما بتقولي بابا حرامي ونصاب كانت الصحافة والسوشيال ميديا ت
اتقلبت بطلي فبركة اخبار يا حبيبتي تلمي بيها لايكات
وقامت التقطتت نظاراتها الشمسية تضعها فوق عينيها تتحرك إلي الخارج حين سمعت صوت يصيح باسمها بلهفة :
- وتر استني يا وتر
توقفت مكانها عن الحراك تنظر هناك لتجد طارق يأتي مهرولا اليها وقف بالقرب منها يلتقط أنفاسه يغمغم مبتهجا :
- كويس اني لحقتك ... أنا عامل حفلة بإذن الله بعد ما ارجع من السفر وأنتِ لازم تكوني أول الحضور أنتِ لازم تيجي يا وتر صدقيني مش هقبل أي أعذار مهما كانت
ابتسمت له طارق شخص لطيف ربما تهوره إلا أنه شخص لطيف اومأت بالإيجاب تتمتم مبتسمة :
- أكيد هاجي ابعتلي رسالة باليوم والمكان وأنا هاجي طبعا .. عن إذنك عشان متأخرش
ودعها بحرارة صاحبتها ابتسامة كبيرة إلي أن اختفت من أمام عينيه اقتربت ماهي منه وقف امامه وجهها يشتغل غيظا وغضبا تهمس لها حاقدة :
- طارق أنت لازم تاخدلي حقي من البت دي ، أنا ماهي هانم حتة بتاعة زي دي تهزقني
ارتسمت ابتسامة خبيثة علي شفتي طارق يدس يديه في جيبي سرواله الجينز يغمغم متوعدا :
- ما تقلقيش يا بيبي ، الحفلة قربت هي يادوب نقطتين في اي كوباية عصير ومش هتدري بالدنيا وكاميرا حلوة في أوضة النوم توثق اللحظة الجميلة وسفيان وبنته وفلوسهم هيبقوا بين إيديا !!
________________
عادت إلي الحارة بعد ساعة تقريبا تمشت بين طرقاتها إلي أن وصلت للفرشة الصغيرة التي يترص فوقها الخضار ابتسمت والدتها ما أن رأتها تدفع اليها بمقعد عالي قليلا عن الأرض لتجلس عليه الاخيرة تنهدت متعبة تنظر للناس حولها تشعر بأنها غريبة في بلد لا مكان للغرباء فيها .... تنهدت مرة بعد أخري اجفلت علي صوت والدتها تسألها :
- عملتي ايه في كليتك
اعطتها ما يشبه ابتسامة جافة تومأ لها دون كلام تنهدت تتمتم تعبة :
- هاتي المفتاح لو مش هتطلعي عشان أنا تعبانة وعايزة أنام
اعطتها فتحية المفتاح كادت وتر أن تقوم لتبادر والدتها تردف سريعا بتلهف :
- وتر خليكِ معلش يا حبيبتي قاعدة جنب الفرشة خمس دقايق ما تبعيش حاجة أنا هتفق بس مع الواد برعي اللي بيجيب من التجار يجبلي معاه بكرة ملوخية عشان خلصت
لم تفهم حرفا مما قالت والدتها ولكنها فقط اومأت لها بالإيجاب ظلت مكانها تنظر لحزم الخضراوات الصغيرة تتسأل في نفسها حزينة كيف استطاعت أن تعش والدتها ببضع قروش من تلك الفرشة ! اجفلت علي صوت امراءة حاد مزعج تتشدق بعلكة ضخمة تسألها :
- اومال فين الست فتحية ، بقولك يا حبيبي عايزة رابطة شبت ورابطة بقدونس ورابطة كزبرة عشان المحشي بس استنضفي ما تجبيش حاجة ورقها أصفر
نظرت للسيدة ليتوقف عقلها عن العمل للحظات كيف تستطيع تحمل ذلك الكم الضخم من مساحيق التجميل علي وجهها دون أن يتآكل ما العبث الذي تريده هي حتي لا تعرف ما الفرق بينهم كادت أن تخبرها أن تنتظر والدتها حين ظهر هو أمامها من جديد زفرت أنفاسها تلعنه بكل ما تعرف من لغات داخل نفسها ...
توجه بانظاره إليها يتشدق مبتسما :
- ايه دا معقولة بنت الذوات بقت بتبيع بنفسها، دا أنا اشتري الفرشة كلها عشان عيون الست فتحية
- أزيك يا معلم
اردفت بها تلك السيدة بنبرة بها خلاعة لم تعجبها شعرت بأنها تحاول تقليد صوت جرس إنذار مزعج
ابتعد برأسه عن وتر ينظر للسيدة الواقفة أمامه
تتشح بعبائتها السوداء التي التصقت بها كجلد ثاني علي رأسها حجاب اسود يأتي هدية مع العباءة ولكن لم تكن من طريقة استخدامه أبدا أن يخرج نصف شعرها المصبوغ بتلك الصفرة الزاهية خارج الحجاب ، تشدقت بابتسامة واسعة تنظر للواقف لتهتف بقلق :
- الا صحيح يا معلم سمعت عن المرض الجديد دا اللي ظهر في الصين بيقولوا اسمه كورنا ... كورونا ... الواد محمود قالي اسمها بس نسيته
ارتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة يرمق تلك الجالسة ارضا بنظرة جانبية متهكمة ... نفض يديه يدسها فيها جيبي بنطاله الجينز يهتف :
- كورونا ايه يا ولية دي كلها إشاعات انتي بتصدقي ولا ايه
انفعلت تلك الواقفة لتحرك يدها بانفعال ليدوي صوت اساورها الذهبية العريضة تهتف سريعا محتدة :
- لا يا معلم الخبر حقيقي ... أصل بعيد عنا وعن السامعين الصين دول عالم معفنة ... دول بياكلوا فيران وخفافيش ...آه والله .... بيقولك ايه بقي تاني قال ايه البتاع دهو اللي اسمه الفيروس بيقف علي السطوح الصلبة ... أنا سمعتها كدة في التلفزيون ...
ارتسمت ابتسامة واسعة عابثة علي شفتي جبران ينظر للواقفة أمامه ليغمغم بصفاقة :
- طب وانتي خايفة ليه من الكورونا دي الكورونا هي اللي تخاف منك يا ولية !!!
تعالت ضحكات تلك السيدة بطلاقة كأنها اجراس مزعجة بينما اتسعت عيني الجالسة ارضا تراقب ما يحدث بذهول لا تصدق وقاحة ذلك الرجل الواقف امامها وتلك السيدة علي ما تضحك تحديدا ماذا يحدث في حي المجانين ذاك رأت والدتها تأتي ناحيتهل لتقم سريعا لم تنتظرها لتظل أسرعت الخطي إلي منزل أمل لتخبرها بخطتها التي فكرت فيها الليل بطوله !!
__________
وكما وعد اوفي تركها النهار بالكامل تفكر بين أمواج البحر تصارع ذكريات الماضي وشعور الألم ومرارة الفقد وحرقة القلب الحزين
ستوافق لا خيار لها سوي ذلك تتمني إلا تكن فقط تستجير من النار بالرمضاء ... تنهدت بعمق حين سمعت صوت دقات علي باب الغرفة لترتسم علي ثغرها ابتسامة ساخرة خاطفها ذو خلق عالي يدق الباب قبل أن يدخل ولا يدخل قبل أن تسمح له تنهدت بعمق تستعد للقادم سمحت له بالدخول تستمع إلي خطواته تقترب من فراشها قبل ان ينطق بحرف بادرت تقول هي بغصة مريرة :
- أنا موافقة اتجوزك بس زي ما قولتلي جوازنا مش هيبقي أكتر من حبر علي ورق
وافق سريعا دون تردد اقترب منها يمسك بكف يدها لتسحب كفها سريعا فحمحم يقول :
- هاتي ايدك انتي لسه ما تعرفيش المكان ، المأذون برة
توسعت عينيها في دهشة !!! كان يعلم أنها ستوافق لم يكن لها خيار آخر علي كل حال ولكن كيف سيتم الأمر بتلك السرعة ارتجف كفيها رأي كيف اضطرب حدقتيها ليتنهد يردف في هدوء :
- أنا مش بغصب عليكِ صدقيني لو مش عايزة ارفضي اللي أنتي عيزاه أنا هعمله
تنهدت قلقة لتقم سريعا من الأفضل الطرق علي الحديد وهو ساخن قبل أن تجن من التفكير !! وافقت تحركت معه للخارج يمسك بكف يدها تشتم رائحة يود البحر في كل مكان توجه بها إلي أحد المقاعد جلست هناك في صمت في حين تحرك هو ليعقد قرانه بها بعد قليل ستصبح زوجته !!!!
وثيقة الزواج ووصمتها بإبهامها وهي تجلس مكانها علي المقعد سمعت صوته يودع الحضور أصوات الاقدام تبتعد وصوت باب فُتح فدخل كالنسيم كالعليل قبل أن يغلق من جديد ابتلعت لعابها خائفة مرتبكة باتت زوجته معه تحت سقف واحد تتمني فقط أن يوفي بعهده معها فلا حيلة لها في مقاومته زاد وجيب نابضها حين شعرت بحرارة جسده قربها
ارتجف جسدها برعشة ظاهرة جف حلقها فكرت في أسوء ما يمكن ما أن يحدث لتشد بأصابعها في ذراع الكرسي الخشب تحفر فيه بأظافرها كل ذلك الرعب توقف فجاءة حين سمعت صوته يحادثها بنبرة هادئة كلماته وكأنها تبتسم لها :
- تحبي تتمشي علي البحر شوية
توسعت حدقتيها في دهشة ما به ذلك الرجل يعاملها بطريقة أفضل من ذويها والديها لم يحنوا يوما عليها لم يكن يعاملها بشكل جيد سوي وليد أخيها الذي مات غدرا ليأتي الغريب الخاطف يعاملها بشكل كانت قد نسته من الأساس ... اومأت برأسها في صمت لتشعر بيده تمسك بكفها سرت رعشة خفيفة في جسدها ، رعشة شعرت بها قديما ونسيتها فيما بعد تنهدت متوترة تتحرك معه تخلصت من حذائها تتحرك حافية القدمين علي الرمال الندية تسمع صوت أمواج البحر تشرع بنسيمه البارد يتغلغل في كيانها ... تركت كف يده ليقطب جبينه قلقا يراقبها وهي تتوجه صوب البحر تتحرك إلي أن لامست المياة قدميها ليري ابتسامة صغيرة مشرقة تحلق علي سطح عناب شفتيها ... خصلات شعرها تتطاير مع الهواء .... حورية البحر باتت لديها قدمين وها هي خرجت من بين موج البحر لتقف أمامه تبتسم في حزن يوجع قلبه تنهد بعمق اقترب منها لا يحيد بعينيه عنها إلي أن بات علي بعد خطوات بسيطة منها حمحم يردف في هدوء :
- خليكِ مكانك هجبلك جاكت عشان الدنيا برد وراجع علي طول
كانت تود أن ترفض ولكنه أسرع في خطاه إلي الداخل لتتبدل ابتسامتها بأخري مريرة تنسكب الدموع من عينيها كانت تريد ذلك الحنان منه بيجاد ، كانت تريد أن يعانقها ولو لمرة واحدة كانت ترغب في حبه كم عشقه قلبها ولم تحصل علي شئ سوي الخسارة وطعنات الخيانة ومِن مَن أبيها ... دوامة سوداء سوداء تغرق فيها تجذبها لأن تكمل طريقها بين أمواج البحر إلي الخلاص وبالفعل سمعت صوت حزنها وقلبها المنفطر تحركت إلي الداخل أكثر فأكثر تشعر بالمياة تتوحد بها ينسجمان كالروح والجسد تحثها أن تكمل طريقها واطاعتها تكمل سيرها حتي ما عادت قدميها تلمس الأرض حركت ذراعيها تصارع أمواج الظلام الداخل تغرق بملئ إرادتها ابتسمت تغلق عينيها آخر ما سمعته صوت خاطفها وهو يصرخ باسمها مذعورا !!
______________
في شقة أمل في غرفتها تجلس علي فراشها ووتر أمامها تقنعها بخطتها علها توافق وتنفذها لتضع حدا لذلك البلطجي عديم الأخلاق تنهدت بقوة تزفر أنفاسها حانقة :
- يا أمل مش هيحصل حاجة مش هيقدر يأذي لا باباكي ولا مامتك وزياد معانا ... حسن والبلطجي التاني ممشين كلامهم ولا كأنه أمر إلهي دول عالم مجانين
قطبت أمل ما بين حاجبيها تتعجب من شخصية الجالسة أمامها كانت تظنها شيئا آخر عن ما هي عليه ... حمحمت تردف محرجة :
- معلش سامحيني لو هضايقك بكلامي بس أنا بصراحة ما كنتش فكراكي كدة خالص ، أنا كنت فكراكي بنت راجل غني مدلعة وشايفة نفسك وباصة للناس بقرف يعني من لبسك وطريقة كلامك مع جبران في الحتة تحت
ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتي وتر تومأ بالإيجاب ضحكت بخفة تردف :
- علي فكرة كل الناس بتفتكرني كدة مع اول وتاني معاملة لينا ، أنا عارفة أن ستايل لبسي غريب بس دا ما يمنعش إني مش شخصية مستهترة ومش شخصية جد أوي
نظرت أمل لها متعجبة لم تفهم ما تقول وفهمت وتر أنها لم تفهمها لتبتسم تشرح لها :
- أنا قصدي أن ستايل لبسي هو اللي الاستايل السائد في البيئة اللي كنت فيها .. وقصدي بردوا اني بعرف ابقي أمتي وتر هانم المدلعة بنت الناس الاغنيا وامتي ابقي زي ما أنتي شايفة ... أنا علي فكرة بحب علم النفس جدا ومتفوقة في دراستي جداا واحيانا كتيرة بنزل تدريب فئ مستشفيات تبع أصحاب بابي
ابتسمت أمل تصدق علي تلك المقولة الشعبية أنه يحب أن تعرف الشخص جيدا قبل أن تحكم عليه تنهدت بعمق تردف مبتسمة :
- صدق اللي قال تعرف فلان آه اعرفه عاشرته لاء يبقي ما تعرفوش ، خلاص أنا موافقة علي خطتك ... كلمي زياد وربنا يستر وهو يوافق
ابتسمت وتر في حماس تعتدل في جلستها التقطت هاتفها تطلب رقم زياد تفتح مكبر الصوت لحظات معدودة وسمعت صوته يقول مبتهجا :
- آنسة وتر كويس أنا كنت لسه هكلمك ، أنا لقيتلك شقة كويسة في منطقة محترمة
ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتي وتر تحادث زياد :
- تعبتك معايا والله يا زياد باشا ، بس سامحني معلش أنا غيرت رأيي المكان هنا مش بطال بس محتاج تتعود عليه ، أنا طالبة من حضرتك خدمة تانية لو ينفع
أردف سريعا دون تردد :
- آه طبعا ينفع اتفضلي
نظرت أمل لوتر في تعجب ما به ذلك الرجل يسعي لخدمتها بأي شكل كان تنهدت وتر تردف بحذر :
- بس ارجوك ما تفهمنيش غلط أنا فعلا محتاجة مساعدتك ، أنت طبعا عارف جبران ودراعه اليمين حسن
احتدت نبرة زياد في اللحظة التالية يردف محتدا متوعدا :
- لو عملك اي حاجة قوليلي وأنا ارميهم في الحجز هما الاتنين
هنا تملكت الدهشة من أمل تماما توسعت عينيها وفغرت فاهها بشكل مضحك وضعت وتر يدها علي فمها حتي لا تضحك حمحمت تردف :
- لاء الحكاية مش كدة بص أنا هشرحلك ، حسن عاوز يتجوز بنت في الحارة اسمها أمل ، تقدر تقول أنا وهي أصحاب رغم محاولاتها المستميتة لرفضه إلا أنه مصمم يتجوزها حتي لو غصب عن الكل ، لو حبسته أو شديته زي ما بتقول هيعند أكتر وهيحطها في دماغها اكتر واكتر فاحنا لازم نحط بينه وبينها حاجز
همهم زياد متفهما ما تقول ليردف بنبرة هادئة :
- ايوة ايوة فاهمك ولو اني افضل أنه يتحبس بصراحة ويتعمله محضر عدم تعرض ، ايه هو بقي الحاجز دا
- أنت قصدي حضرتك
أردفت بها وتر فجاءة دون مقدمات ليسود صمت مخيف من ناحيته توترت نظرت كل من أمل ووتر لتردف وتر بحذر :
- زياد باشا حضرتك سامعني ... أنا عارفة أنه عرض غريب بس لو حضرتك خطبت أمل ولو لفترة مؤقتة لحد بس ما نلاقيلها حل ونبعدها عنه أحسن دا بيرتب أنه يتجوزها خلاص آخر الشهر غصب عنها ، لو حاضر رافض الفكرة ما فيش اي إحراج خالص والله
وصمت مرة أخري ما به ذلك الرجل مع الصمت تبادلت مع أمل نظرات قلقة من رفضه خطتها بالكامل تقوم علي موافقة زياد بعد صمت طويل اخيرا اطلق رصاصة الرحمة :
- ماشي يا آنسة وتر أنا موافق ولو إني افضل اننا نمشيها قانوني بس عشان خاطرك انتي
شقت ابتسامة كبيرة شفتيها كادت أن تصرخ من فرحتها لتحمحم سريعا تردف سعيدة ممتنة :
- أنا متشكرة جدا جدا جدا حقيقي في انتظارك في اي وقت عشان تيجي تتقدم لأمل بجد مش عارفة اشكر حضرتك ازاي
أنهت معه المكالمة تنظر لأمل تغمغم سعيدة :
- هيجي بكرة ، بكرة حسن هيخاف حتي أنه يرفع عينه فيكِ دا شخص سمج ولزقة
حركت أمل رأسها بالإيجاب سريعا تؤيد ما تقول وتر ، داخلها تتمني أن يمر الأمر علي خير
__________
لهث بعنف وهو يحملها بين ذراعيها يدخل بها إلي المنزل نابضه علي وشك أن ينفجر قلقا عليها حين رآها في المياة علي وشك أن تغرق هرع اليها يركض قفز في المياه انتشلها في اللحظة الأخيرة قبل أن تغوص ويبتلعها البحر
وضعها علي الفراش ملابسه تلتصق به تغرق في المياة تماما كثيابها وقف للحظات حائرا لا يعرف ما يفعل هرع إليها يربت علي وجهها يتمتم مذعورا :
- رسل ، رسل فوقي يا رسل ، فوقي أنا آسف سامحيني ارجوكي ما تسبنيش يا رسل ... رسل
تنفس الصعداء حين شهقت بعنف تسعل بعنف تخرج ما اقتحم رائتيها من مياة وهو يسندها بين ذراعيه إلي أن استطاعت أن تتنفس من جديد وقبل أن تدرك اي شئ كان يجذبها لأحضانه يطوقها بذراعيه يشدد علي كونها حية بين ذراعيه ... أما هي شيئا فشئ بدأت تعي ما يحدث ما أن شعرت به يعانقها صرخت فيه تدفعه عنها بعنف ليتركها نظر لها قلقا ليري دموعها تنهمر بحرقة ومن ثم صاحت تصرخ فيه :
- ما سيتنيش اموت ليه ، أنا مش عايزة أعيش ... أنا ما عنديش حاجة اعيش عشانها
أنا عايزة أموت ، أنا ما عنديش حتي حد يطبطب علي وجعي ... حتي ماما هي اللي رمتني قالت أنا مش عايزة العامية تقعد في بيتي عشان منظري قدام صحباتي
شيرين الحية لا قلب لها وهو يعرف ولكن تلك ابنتها كيف لم يرق قلبها لها ...قاطع صرخاتها صوته حين صاح محتدا :
- بس كفاية ... مش أنتِ اللي لوحدك اللي اتظلمتي أنا شوفت ظلم ما يتحملوش بشر لو شوفتئ ربعه ما كنتيش هتقدري تعيشي يوم كمان .. قومي لو سمحتي غيري هدومك وتعالي نامي شكلك تعبانة محتاجة تنامي
لم تستمع إلي ما قال ارتمت بجسدها للخلف تكورت حول نفسها تغمض عينيها انتفض سريعا ما أن رآها تفعل ما تفعل ليصيح :
- انتي بتعملي ايه قومي يا رسل مش هتنامي بهدومك وهي غرقانة كدة هتتعبي
لم تهتم بما يقول فقط لم تفتح مقلتيها حتي ليتنهد حانقا وضع يديه علي خاصرته تلعب دور الطفلة العنيدة هو ملك اللعب هنا ارتسمت ابتسامة ماكرة علي شفتيه تحرك من مكانه ناحيتها يمد ذراعيه شهقت بعنف حين حملها بين ذراعيه تجمدت للحظات جحظت مقلتيها تحاول أن تعي ما فعل الآن توترت قسماتها تحادثه متوترة :
- لو سمحت نزلني ما ينفعش كدة ، احنا في بينا اتفاق
ضحك بخفة ينزلها أرضا يحتفظ بها بين ذراعيه تخبت بين يديه بعنف لتسكن فجاءة حين سمعته يهمس عابثا :
- ما تقلقيش أنا عمري أبدا ما هكسر الاتفاق اللي بينا يا حورية البحر
- حورية البحر !
همست بها متعجبة مذهولة كانت تحب شخصية حورية البحر وهي صغيرة تتمني أن تحصل علي زعنفة جميلة مثلها كانت أحلام طفلة لم ترغب في الكثير زادت دهشتها اضعافا حين سمعته يهمهم يكمل عابثا :
- أيوة مش أنتي بردوا وأنتي صغيرة كنتي بتحبي الحورية ونفسك يبقي عندك ديل زيها عشان تروحي لمدينة اطلانتس وتقابلي الملك شيبان
شهقت بعنف من سيل المعلومات المخجلة التي تخرج من بين شفتيه كيف حصل عليها تلعثمت الأحرف من بين شفتيها تسأله مدهوشة :
- أنت عرفت الكلام دا كله إزاي مين قالك عليه
فك حصار ذراعيه من حولها ابتسم بالتواء يغمغم ضاحكا بخفة :
- دا سر الخلطة يا حورية البحر ، يلا روحي غيري هدومك مش هتنامي بالشكل دا
مال برأسه في اللحظة جوار أذنيها يهمس لها بنبرة عابثة :
- ولا تحبي أجي اساعدك
توسعت عينيها فزعا ارتدت للخلف خطوتين تحرك رأسها بالنفي سريعا ... حمام الغرفة أين كان استخدمته اليوم مرتين من الصعب أن تنسي مكانه تخبطت بضع لحظات تحاول استعادة تركيزها وصلت الي مقبض الباب قبل أن تدلف سمعته يغمغم عابثا :
- علي فكرة أنا علقتلك هدومك جوا يا حورية البحر
دلفت إلي المرحاض سريعا تغلق الباب عليها استندت بظهرها إلي الحائط تتنفس بعنف ذلك الرجل ما به لما تغير في لحظات ما بال كلماته باتت جميعها عابثة ماكرة كيف عرف تلك الذكري القديمة مع من أوقعت نفسها يا تري !!
________________
انتصف الليل في غرفة مكتب لا يمكن أن تراها سوي في الصور وربما يحالفك الحظ لتراها مرة واحدة في العمر لمحة خاطفة غرفة مكتب في جحم شقة يسكن فيها عائلة من خمسة أفراد .... السيراميك الذي يغطي الأرضيات ربما رأيته قبلا في احدي أفلام هوليوود .. مكتب ضخم من خشب الزان فوقه جهاز حاسب محمول ( لاب توب ) يجلس مجدي التهامي يحادث صديق عمره ورفيق دربه منذ أعوام واعوام عت طريقة مكالمة ( فيديو )
صدح صوت سفيان من جهاز الحاسب يحادث مجدي في ثقة :
- ما تقلقش يا مجدي الصفقة خلاص فاضل فيها ابيات وتم القصيدة وهنبقي ملوك السوق السودا مش في مصر بس في الوطن العربي كله
ارتسمت ابتسامة قاتمة كابتسامة ابليس علي شفتي مجدي يهمهم سعيدا رفع كأس النبيذ الخاص به يغمغم متلذذا بانتصاره :
- في صحة ملوك العالم السفلي ... في انتظار رجوع الجوكر
علي الجانب الآخر في غرفة مظلمة لا يظهر منها سوي كرسي من الجلد أحمر اللون فخم يسلط الضوء عليه يجلس سفيان فوقه يضع ساقا فوق أخري تجلس علي أحدي اذرعه المقعد عاهرة بفستان أحمر قاتم لا يستر منها شيئا يلف يسراه حول خصرها في حين يده الأخري تمسك بكأس من النبيذ يرتشف ما فيه باستمتاع اختفت ابتسامته فجاءة يحادث مجدي محتدا :
- مجدي ، ابعد طارق ابنك عن وتر عمال يحوم حواليها مش معني إني بعيد إني مش زارع ألف عين وسلاح حواليها اللي هيفكر يقرب منها هنسفه حتي لو كان ابنك يا مجدي ، زي ما اشتركنا سوا في قتل وليد وبعده بيجاد
ما تزعلش بقي لو قتلتك طارق
لم تتبدل قسمات وجه مجدي لم يظهر عليها لا خوف ولا قلق وكأن لا مشاعر يعرفها لا عقله ولا قلبه فقط ابتسم يغمغم ساخرا :
- أنا قتلت ابني وبعده ابن اخويا لما فكروا يقفوا قدامي ... بس طارق لاء يا سفيان دا وريثي الوحيد دلوقتي ، أنا اوعدك أنه هيبعد عن وتر نهائي
تمايلت العاهرة بشكل فج تحاوط رقبة سفيان بذراعيها ليضحك عاليا يوجه انظاره لمجدي يتشدق في خبث :
- طب يا ميجو نكمل بعدين وسيبني اشوف شغلي مع بنت رئيس المافيا الروسي
تعالت ضحكات سفيان الماجنة قبل أن يمد يده يغلق جهاز الحاسب ... عاد مجدي بظهره إلي ظهر المقعد يمسك كأس النبيذ في يده يضحك بخفة يغمغم ساخرا :
- طول عمرك شيطان يا سفيان !
لحظات فقط وسمع صوت صرخات تأتي من الخارج تنهد بسأم شيرين من جديد تلك السيدة يرغب في إطلاق احدي الرصاصات علي رأسها وينتهي منها ومن مشاكلها ... وضع الكأس علي سطح المكتب يتحرك للخارج ليجد زوجته الحبيبة تمسك بأحدي الخادمات الصغار تكيل لها بالصفعات تنهد حانقا من أفعالها تقدم يستل الفتاة من بين يديها يصيح فيها محتدا :
- شيرين أنا خلاص جبت اخري منك مش كل شوية جننوتك تطلع لو سمعت صوت جنانك دا تاني مش هرميكي في مصحة تتعالجي من القرف اللي بتضربيه لاء ، هضربك بالنار انتي عارفة أنا ما عنديش عزيز ولا غالي
نظرت له السيدة الجميلة صاحبة الشعر الأشقر المصبوغ عينيها الخضراء صاحبة العدسات الصناعية وجهها النضر المحقون بمواد تجميل
جسدها الرشيق المنحوت بعملية جراحية باهظة الثمن ! ... ابتسمت تكتف ذراعيها تتمتم ساخرة :
- جري ايه يا مجدي أنت ما بتزعقش أوي كدة غير وأنا بضرب الخدامات ولا عشان بيشوفوا مزاجك وبعدين بدل ما تزعقلي كدة روح شوف الواد اللي اختفي برسل كان زمانك دلوقتي كسبان من وراها صفقت بملايين
أحمر وجهه غضبا من سخريتها اللاذعة بقسم أن يجد رسل وذلك الحشرة الذي فكر في أن يتحداه ويريده قتيلا بعد أن يريه العذاب الوانا ... التفت يعطي شيرين ظهره يمسك برسغ يد الخادمة يجذبها خلفه إلي أعلي يحادثها :
- بقولك يا شيري أنا مشغول ، ما تطلعيش الأوضة دلوقتي !!!
ابتسمت في سخرية اعتادت علي رغباته المريضة المقززة مع الخادمات وخاصة القاصرات !!
___
الساعة تجاوزت الثانية ليلا ومع ذلك النوم لم يعرف طريقه لعينيها تفكر في الغد بحماس شخصية لازالت تحيرها ذلك الرجل لغز عليها حله تنهدت بعمق تتحرك من فراشها إلي الشرفة الصغيرة خرجت إليها تنظر للحارة الفارغة قطبت جبينها متعجبة لما ورشة جبران مفتوحة في اللحظة التالية رأته يخرج من باب ورشته المفتوح ينظر هنا وهناك بحذر يحمل حقيبة سوداء كبيرة من القماش تشبه حقائب السفر بالطبع بها المخدرات نزلت تجلس أرضا حتي لا يراها تراقبه من بين اعمدة سور الشرفة وهو يتحرك ناحية شارع جانبي ، وأكثر ما تكرهه في نفسها هو الفضول قامت سريعا تلتقط هاتفها تسللت علي أطراف أصابعها تأخذ المفتاح تهرول سريعا علي سلم البيت تكمل ارتداء حذائها علي السلم .... خرجت من العمارة لتلمح طيفه هناك بعيدا عند نهاية الشارع ها هو جبران هناك تحركت بخفة تترك مسافة بينهما تتبعه في الظلام تقبض علي هاتفها بعنف تحرك إلي تقاطع جانبي مظلم لتقف عند بداية التقاطع تطل برأسها للداخل ضوء ضعيف من كشف يمسك به الرجل الآخر لم تنتظر اخرجت هاتفها تصور ما يحدث تسمع حديثهم بدأ الرجل الآخر الحديث :
- معلم جبران الفلوس أنا سيبتها كاملة مع رجالتك ... فين البضاعة بقي
القي جبران الحقيبة ناحية الرجل يغمغم :
- فلوسك تمام يا سيد ودول ال10 كيلو اللي طلبتهم حشيش أصلي فرز أول افتح وعاين
لم يفتح الرجل الحقيبة فقط قبض علي ذراعيها يغمغم سريعا :
- من غير ما افتح يا معلم هي أول مرة نتعامل مع بعض .. حشيش المعلم جبران نوع فاخر
من الآخر
ضحك جبران بخفوت يحمل الكثير من الثقة كانت محقة اذا حين اجزمت أن ذلك الرجل نرجسي يحب من يمجد فيه ... راته يودعه لتحفظ المقطع سريعا التفتت خلفها حين شعرت بحركة جوارها لم تجد شيئا فقط قطة صغيرة تركض حين عادت تنظر ناحية جبران رأته امامها مباشرة !!!!! يشق ثغره ابتسامة شيطان مخيف يغمغم في خبث :
- رايحة فين يا بنت الذوات !!
يتبع الفصل التاسع اضغط هنا
تعليقات
إرسال تعليق