رواية عشقت كفيفة الفصل الواحدو الثلاثون
لقد واجهت في حياتي العديد من المشكلات التي لم تحدث، والمخاوف التي بنيتها داخِلي و رتبتُ لها كي لا تحدث وقد حدثت في النهاية،حتى أنني أصبتُ بحمى التفكير، تلك التي ذكرها ديستوفيسكي " أفكر في ما حدث، وما سيحدث، وما قد يحدث، أفكر في الأشياء التي لن تحدث وماذا سيحدث لو حدثت فعلاً "
فهل عليّ أن أعتذر لأنني حزين، لأنني خائف،
هل علينا أن نعتذر عندما نشعر بالوحشة ولا نعرف ماذا نفعل، ولأي وجهة نذهب، هل علينا أن نعتذر لأننا نتألم؟
هل أصرخ فى ذلك الذى يقود السيارة بجانبي؟ غير أبهًا ببكائي ولا نحيبي ولا ارتجافت جسدي من الخوف!
يا الله ماذا قد فعلت بحياتي لأبتلى بتلك الآلام التي تنهشى بقلبي، يا الله انا راضية بكل ما تبتلني به فقط كل ما أريده هو أن تعطيني الصبر وأن أستطيع تحمل ما يحدث معى..
كانت تناجي وتتحدث مع خالقها ودموعها تسيل كالشلالات بلا توقف، وتتمسك بيدها بباب السيارة من شدة سرعتها، بينما الاخر يقود السيارة بغضب وسرعه شديدة، وجهه احمر من شدة الغضب، يمسك بعجلة القيادة بقوة وكأنه يفرغ بها غضبه من كل شئ يشعر بأنه ساذج وبأنها قد استغفلته، وعقله يصور له أكثر من سيناريو لها وهى تخطط مع مصطفى كيف لهم أن يلتقوا سويًا وهو كالأبله لايفقه شئ، ليزيد سرعة السيارة اكثر ينطلق بقوة، ليجعل من رأسها تصدم بالكرسي من الخلف لتصدر صرخة متألمة سرعان ما وضعت يدها فوق فمها تكتم شهقاتها وأنينها خوفًا منه، بينما هو لم يكترث لها ولم يلتفت لها على الاقل بل واصل القيادة بنفس السرعة ..
بعد مرور 3 ساعات وأقل من ذلك..
كان امير يقف بالسيارة امام البوابة الرئيسية للقصر، ليأمرها بنبرة قاسية
=انجزى انزلى من العربيه
لتتحس سارة الباب تحاول فتحه وعندما استغرقت وقتًا طويلاً، اطلق هو سباب لاذع بعصبيه ينزل من السيارة يتجه اليها يفتح الباب من جهتها يسحبها منه بقسوة وهو يضغط على ساعديها بقوة كانت تريد ان تصرخ من شدة الآلام التى بيدها وايضا قدمها فهو من شدة سرعته بالسير كادت ان تسقط اكثر من مرة لكنها يسحبها بقسوة قبل ان تسقط فوق الأرض..
حمد أمير ربه بداخله انه لم يكن احد متواجد فى القصر، ليصعد بها فورا الى غرفته وهو مازال يسحبها خلفه، يترك يدها باحتقار وهو يغلق الباب بقوة خلفهم من ثم يلتفت أليها قائلا بجنون
=بتعيطى صح، زعلانه عشان مشينا قبل ما تقولى لحبيب القلب انك ماشيه ولا عشان ملحقتيش تشبعه منه ها .. ردى عليا مش كدا؟ للدرجة دى كنتِ مستغفلاني، ايه فاكرة انى مش هعرف أن القرية بتاعته وانكم كنتوا عاوزين تجوزوا فيها، مش القرية دى اللى اسمها على اسميكم انتم و ولادكم مش كدا، وانا المغفل اللى فى النص انا الشرير اللى جيت وفرقتكم عن بعض مش كدا .. انطقى
كان يصرخ بجنون وهو يدور فى الغرفة ذهابًا وإيابًا أمامها، بينما هى لا تفعل شئ سوى البكاء فقط، لتحاول الدفاع عن نفسها قائلة بتلعثم
=أمير... والله العظيم.. ما فيش حاجه من... اللى انت .. بتقولها .. دى صح.. والله العظيم
ينظر لها بغضب يريد ان يصرخ، قلبه يؤلمه وبشده من اجلها لكن عقله رافض كل شئ يراها مخادعة كونها لم تخبره عن حقيقة المكان بالنسبة لها..
ليبحث عن هاتفه فى سترته الى ان وجده يقوم بالعبث به قليلا من ثم يضعه فوق اذنه متحدثا فورا ما ان جاءه الرد من الطرف الاخر
=إيمان جهزى السفرية لألمانيا النهاردة انا اللى هسافر.
ليغلق الخط فورا بعد ذلك ولم يستمع لرد إيمان من الجهة الاخرى، بينما سارة ما ان سمعت سفرية لألمانيا بكت بحرقة اكثر تتقدم خطوة للأمام قائلة بتوسل ودموعها تسيل
=لا يا امير بالله عليك بلاش المانيا، وحياة أغلى حاجة عندك بلاش اى حته غير هناك، مش عاوزة حرام عليك ظلمتنى والله ما عملت حاجة ولا كلمت حد ولا اتفقت مع زفت ولا اى حاجة، عشان خاطرى بلاش المانيا، طب ودينى عند مالك اخويا واعمل اللى انت عاوزه بلاش المانيا حرام عليكم
صراخها وتوسله يؤلمه بشدة لكنه لا يريد ان تضحك عليه امرأة اخرى بعد تلك المدعوة بميادة، ليدفعها بقسوة يخرج من الغرفة بسرعه صافعا الباب خلفه بقوة
ولم ينتبه اليها وهى تسقط بقسوة على وجهها فوق الدرجة التى ترفع الفراش عن الارضيه، تاركه كل شئ تسحبها تلك الغيمة السوداء التي لم تقاومها بل كانت تتمنى أن تأتي وتاخذها لكن قبل أن تسقط فى بحر الظلام همست باسم والدها قائلة بألم ودموع
=بابا..
إجعل علاقتك سطحية مع الجميع التعمق مؤذي !
كان يقف كلا منهما فى الشرفه يرتشفون القهوة، ينظرون الى المارة، ليتحدث مالك قائلا بشرود
=يعنى انت عاوز تقنعنى ان مراد وافق أن ديما تيجى معاك من غير اعتراض
ليجيبه الياس قائلا بجديه وهى يرتشف من فنجان القهوة الذى بيده
=انا عن نفسى اتفاجأت زيك كدا، بس لما فكرت شوية لقيت انه وافق عشان معندوش الحق انه يرفض ولو رفض مش عنده الحجة المقنعه.
ليحرك مالك رأسه بالنفى قائلا وهو يعقد ما بين حاجبيه قائلا بشك
=لا الشخصية اللى زى مراد دى محدش يتوقعها، وكونه أن وافق أن ديما تيجى مصر كدا بالساهل يبقى وراه حاجة او ناوى يعمل حاجة
ليردف الياس وهو يمط شفتيه بضيق قائلا
=مش عارف يا صاحبى، بس اللى عرفته أن فيه حد هنا بينقله اخباركم وحد قريب كمان بس مين هو؟ دا اللى انا بحاول اوصله
لينظر له مالك بصدمه يحاول ان يفكر فى كل الاتجاهات ويبحث عن شخص من الممكن ان يكون على علاقة بعمه مراد ويعرف قصتهم
=ازاى دا محدش يعرف عننا حاجة ولا حد يعرف بموضوع مراد ولا حقنا دا
ليضيق الياس ما بين حاجبيه قائلا بتفكير
=امم طب فكر كدا تكون حكيت لحد وناسى
ليصمت مالك للحظات يحاول ان يتذكر مع من تحدث او ان يكون أحد يعرف بحقيقتهم لكن ما لبث الا وقد جحظت عينيه من اثر المفاجأة قائلا بخفوت وصدمه
=مفيش حد يعرف ان احنا المانين غير تولين بس هى كمان متعرفش عن موضوع عمى
ليبتسم الياس ضحكه صفراء فى وجه الاخر قائلا بسخرية
=بس عمك يعرفها، و sorry يعنى شخصية كتولين عمك يقدر يضحك عليها بكام كلمه
ليحرك مالك رأسه بنفى قائلا بقوة
=لا ايه اللى انت بتقوله دا؟ لا طبعا تولين عمرها ما تطلع سرى برا، وبعدين هى لما بتعرف اى حاجة بتيجى وتسألني، لأ طبعا مش تولين لأ
ليضحك الياس على تعبير وجه صديقه عندما يدافع عن زوجته، ليمازحه قائلا بمرح
=خلاص يا شقر زعلت كدا ليه
ليزمجر مالك بغضب مصطنع قائلا
=ولا بلاش اشقر دى اسمى مالك
ليطلق الياس ضحكه قوية وهو يقول باستفزاز
=خلاص يا لوكه بهزر معاك الله
جاء ليجيبه مالك لكن قاطعه هو دخول تلك المجنونه الصغيرة قائلا بسخرية مصطنعه
=اللى يشوفكم وانتوا بتهزروا دلوقتى مع بعض مش يشوفكم وانتم بتتخانقوا على البنات زمان....
لقاطعه مالك قائلا بحده مفتعله وهو ينظر خلفها حتى لا يرى ان كانت تولين تقف وتسمع ما تقول تلك المجنونه
=بت اتلمى بدل ما المك ايه اللى انتِ بتقوليه دا؟ دى كانت ايام وراحت لحالها خلاص.
ليكمل الياس بضيق من بعده وهو ينظر بسخط الى ملك التى تقف وتضع يدها فوق خصرها وتنظر لهم بخبث
=بت انا مش طايقك اصلا من ساعة ما جيتى....
لتقاطعه هى قائلة بصوت عالى نسبيا قائلة
=الله يعنى عاوزني اشوفك انت والبنية عاملين تتهمسوا فى الصالة واسكت ولا ايه؟ دا فعل فاضح فى الصالة يا حضرة رجل الأعمال.
ليردف الياس قائلا بتساؤل منهدهش وهو يرفع احدى حاجبيه
=انتِ عندك عم اهبل يا بت؟
جاءت لتجيبه لكن قاطعها هو دخول تولين تنادى على مالك، ليخرج لها مالك لكن قبل أن يخرج اردف قائلا لكلا الاثنين الآخرين
=اوعى كدا دا انتم اللى يقف معاكم يجن
ليخرج لتولين التى وقفت فى الداخل حتى يخرج لها وما ان وقف امامها وجاءت هى لتتحدث قاطعه صوت رنين هاتفه، ليعتذر منها وهو يخرجه من جيبه
=معلش ثوانى يا تولين
لتردف قائلة بهدوء =ولا يهمك حبيبي
لينظر هو على شاشة الهاتف باستغراب يمط شفتيه قائلا
=دا جدك
لتردف هى قائلة بلهفة =طب رد بسرعه ليكون تعبان ولا حاجة
ليوما لها يستقبل المكالمه قائلا
=وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا عاصم بيه
ليستمع الى عاصم وهو يقول من الطرف الاخر بنبرة حزينه
=والله يا بنى مش عارف اقولك ازاى اللى حصل ؟
ليشعر مالك بالتوتر وقد ازدادت ضربات قلبه ليردف قائلا بتلقائية
=سارة مالها يا عاصم بيه
ليجيبه عاصم من الطرف الاخر قائلا بحزن
=سارة فى مستشفى *** وقعت وجبنها على هنا
ليزمجر مالك بقسوة قائلا
=قسمًا بالله لو كان حفيدك عملها حاجة ليشوف منى الويل
ليغلق الخط فورا دون الاستماع إلى رد عاصم ليجد الجميع ينظر لها بتساؤل، ليردف قائلا وهو يسير باتجاه غرفته فى الاعلى ليغير ملابسه بسرعه
=سارة فى المستشفى
ليصدر الجميع شهقة مفاجأة، تتبعه تولين التى ركضت خلفه، بينما ملك امسكت بمرفق الياس قائلة برجاء
=الياس تعالى نسبقه على هناك يلا
ليوما لها برأسه =اطلعى هاتى تلفونك والجاكيت بتاعك وهاتي لديما معاكى بسرعه بس، لتنطلق سريعا الى غرفتها بالأعلى، بينما الياس يتجه ليغلق الشرفه والانوار بعجل .. ولم تكمل 5 دقائق الا ونزل ثلاثتهم مالك، تولين وملك ليخرجا جميعا وهم يدعون لسارة بأن تكون بخير، تسير معهم ديما وهى لا تفقه شئ، لتذهب تولين ومالك بسيارة الاخير بينما ملك وديما بسيارة الياس معه، لتخبر ملك ديما بأن سارة بالمشفى وانهم فى طريقهم اليها، لتظهر دموع الاخرى فورا تدعوا لها بلهجتها الالمانيا كونها لا تجيد العربيه..
بينما فى سيارة مالك، كان الوضع اكثر توترا وقلقا فكان مالك يقود بأقصى سرعته لتحدثه تولين قائلة بلطف علها تهدئه
=ان شاء الله خير يا مالك وميكونش فيه حاجة
لم يجيبها لانه بالفعل كان سيور عليها فهو كان يشعر منذ يومان بأخته لكنه كان يرجع هذا بكونها بعيده عنه لكن احساسه كان حقيقى اخته تحتاجه وهى الان بالمشفى وحدها.. صوت واحد بعقله يخبره بأن امير هو من تسبب يأذية اخته، وانها لم تسقطت كما قال عاصم لكنه لا يريد ان يحكم قبل ان يعرف الحقيقة لكن يقسم بداخله انه ان كان له يد بأن تكون اخته بالمشفى لن يرحمه وسيعرفه من هو مالك الصياد. *
أعرف الآن أن الطاقة التي خلقت فيها الأعذار كانت مهدرة، والصبر الطويل كان في غير محلّه، والمحبة العمياء دون فائدة، والمشي المستمر إليك لم يفضِ إلى شيء، والكلام الذي حاول أن يزرع رمحه في خاصرة صمتك، كان سهامًا صغيرة وتافهة، وأني أخيرًا تعلمت كيف يحب المرء أحدًا حتى يظن أنه ابتلاء •
يتبع الفصل الثاني والثلاثون اضغط هنا
الفهرس يحتوي علي جميع فصول الرواية كامله"رواية عشقت كفيفة" اضغط علي اسم الروايه
تعليقات
إرسال تعليق