رواية عشقت كفيفة الفصل العشرون
صديقك ؛ هو الذي إن كنتَ سعيد لتمنيتهُ معك.
يجلس يتأمل فة صورتها التى بهاتفه وابتسامه عاشقه تزين ثغره ليأتى من خلفه صوت عابس ولم يكن غير صديقه حازم
=هى دى بقى اللى بعدتك عنى
لينتبه اليه مروان ينظر اليه بدهشة قائلا باستغراب
=حازم ازيك
ليردف حازم وهو يحلس امامه بمكان ملك التى كانت تجلس فوقه قبل ان ترحل =ادينى عايش ... المهم قولى المزة اللى بتتامل فيها دى ايه حكايتها شكلها داخله دماغك بس الحق هى وتكة........
ولم يكمل حديثه الا وقد قاطعه صوت مروان الذى اشبه بفحيح الافعى وعيناه تطلق الشرر
=جرب تجيب سيرتها تانى وقسماً بالله هنسى انك صاحبى يا حازم.
للحظه تجمد حازم مكانه وجحظت عينيه، هذا ليس صديقه الذى يعرفه لاول مرة يحدثه بتلك النبرة المهددة ومن اجل من؟ من اجل فتاة! من هى تلك الفتاة؟
ليتحدث بنبرة مندهشة =مالك يا مروان؟ من امتى بتفرق معاك جبت سيرة مين او البنات تفرق معاك؟!
ليردف مروان بنبرة حادة وعيون باردة مخيفة =كله الا دى يا حازم، البنات اللى عرفتهم حاجة ودى حاجة تانية
حازم بحاجب مرفوع وهو يقول باستنكار
=دا من امتى دا؟ وبعدين انت ايه اللى غيرك كدا؟ حتى مبقتش بتسهر زى الاول! ليه كل دا؟
ليتحدث مروان بشرود وهو يرجع ظهره الى الوراء وابتسامه جانبية تزين ثغره
=بنت غير كل البنات اللى عرفتهم، شقلبت حالى من ساعة ما شوفتها اول مرة، طول الوقت بفكر فيها وبفرح اوى لما اشوفها.
ليردف حازم بمرح حقيقى =العب والله وطبيت يا ميرو
ليلقى عليه الاخر زجاجة الماء بغضب مصطنع وهو يزمجر =ولا متقولش ميرو دى ولا مش هحكيلك حاجة
حازم بمشاكسة وهو يغمث لصديقه =لا يا عم احمى احكى بس مكنش العشم تقع وتطب فى الحب ومتقولش لحزوم صاحبك
مروان بقرف مصطنع =بقى بزمتك دا شكل دكتور، فى حد يسمى نفسه حزوم جتك القرف عيل ملزق
حازم بنفاذ صبر وهو يقلب عينيه بضجر فصديقه يلهيه بالحديث حتى لا يخبره الامور التى حدثت مع الاخر لكنه لن يتركه الا بعد ان يخبره
=لا متلفش عليا هتقول ايه اللي بيحصلك يعنى هتقول ايوة
ليتأفأف مروان بضجر ويبدأ فى السرد لصديقه منذ لقائه بملك لاول مرة عندما سقطت حتى رحيلها قبل مجئ حازم عندما سألها عن سبب لكنته وجمالها المختلفةهى واخواتها لينهى حديثه بسؤاله
=بس انا مش فاهم هر هربت من السؤال ولا ايه بالظبط
ليردف حازم وهو يرسم على وجهه تعبير التفكير ليقول بتفكير =هى جمالها ملفت بس عمرى ما فكرت انها تكون اجنبيه او انها مش مصريه اما موضوع اللغه او اللكنه دى زى ما بتقول انا عمرى ما كلمتها ولا اتعاملت معاها من الاساس!.. بس مش يمكن انت اللى مكبر الموضوع؟
ليجيبه مروان وهو يحرك راسه بالنفى ويمط شفتيه بسخط =مش عارف بس هو انا لما سألتها، حستها اتوترت وحاولت تقلب الموضوع
ليردف حازم بجدية عكس شخصيته =متشغلش بالك انت، هو لو فيه حاجه هتبان مفيش حلجة بتدارى .. المهم انا عاوز اخد رايك فى موضوع.
ليصدر مروان صوتا يدل على استماعه ليردف حازم بنبرة جاديه غير معهوده عليه =احم انا قررت ابطل صياعه وسرمحه وانتبه للدراسه، زهقت من الارف اللى بعمله دا وكمان بنات الناس اللى عمال العب بمشاعرهم دول.......
ليقاطع حديثه هو مروان عندما وضع كف يده على جبين الاخر وهو يقول بدهشة =انت كويس يالا
ليقول حازم بضيق وهو يبعد يد مروان عنه = مش بهزر يا مروان
ليردف مروان بابتسامة =خلاص يا عم ما تزعلش، تعالى نبدأ من جديد ونبطل سهر ولعب ونتعدل فى حياتنا واهم حاجه نقرب من ربنا
حازم بتأكيد وابتسامه تزين ثغره هو الاخر =خلاص يبقى بينا على محاضرة دكتور جمال
مروان بمرح وهو يعود للجلوس مرة اخرى بعد ان نهض ليذهب للمحاضره =انا بقول نتوب بعد ما محاضرة الراجل دى تخلص
ليضحك كلا منهما ويتجها الى محاضرتهما
رح تِتحاسبوا ع كسرة النفس إلي زرعتوها جوا شَخص كان بِيضحك قَبل ما يعرفكم ..!
بعد انتهائهم من تناول الطعام معا، اعتذر منها مالك قائلا بتهرب =انا اسف بس عندى شغل
تولين بلهفة قبل ان يغادر =تحب تشرب حاجه اعملهالك
ليردف الاخر وهو يخرج من المطبخ =لا شكرا تسلمى
ليغادر بعدها المطبخ بينما هى تقف مكانها تنظر فى اثره بحزن، تتلمس خاتم زواجها الذى قد اهداه لها عندما حضرتةهى وجدها واخيها فى منزله الاخر، لتشعر بتلك الدموع الغبيه تسيل على وجنتها، لم تهتم بمسحها او ان تمنعها من الهطول بل ظلت تبكى بصمت، لتقوم باعادة ترتيب المطبخ من جديد ودموعها مازالت تنهمر لتنهى من ترتيبه لتصعد الى غرفتها هى ومالك لتغير ثيابها الى منامه حريرية باللون الازرق، وترفع شعرها فى كعكه عشوائية لتتمرد بعض الخصيلات وتسقط على عنقها لم تهتم بلملتهم، لتعود الى الاسفل مرة اخرى تقدم قدم وتأخر الاخرى الى ان اقتربت من باب مكتبه لتتوسع عينها وتبدا الدموع فى الهطول عندما سمعته من خلف الباب يتحدث مع احد
=ايه اللى انتِ بتقوليه دا ازاى اصلا تفكرى بالطريقه دى دى واحده ملهاش رأى وانا هعرف اتصرف معاها كويس
ليصمت يستمع الى الطرف الاخر ليعود للحديث مرة اخرى قائلا بحده =قوبت متدخليش فى وانا هعرف اتصرف مع الاشكال دى كويس
دموعها تسيل بصمت فوق وجتتيها لتصعد الى الاعلى مرة اخرى لم تسطع ان تسمع نهاية ما يقوله هل يريد التخلص منها بتلك السرعه؟ هل هى بنظره بلا رأى؟ ماذا عليها ان تفعل؟
تجلس فوق الفراش بصمت وتنظر الى الارضيه تبكي بصمت ... لياتيها صوته من الاسفل وهو يناظى عليها قائلا =تولين انا هخرج مشوار واجى بسرعه مش هتاخر
تركها ورحل لتشعر هى انها بالفعل قد خسرته، لكن ماذا تفعل؟ هل تترجاه ليظل معها؟ لا تعلم كيف تفكر!
ليمر الوقت ولا تعلم مدته، نهضت لتأخذ حمام دافئ عله يهدئها ويريحها من كثرة التفكير، بعد انتهائها من الحمام وقفت امام المرأة، وكأنها تنظر الى احد غريب، هذه ليست شخصيتها، ليست بصورتها .. وبلحظة غيظ منها حطمت كل شئ امامها، اوقعت البرافانات وكسرت المراءة وكل ما هو قابل للكسر تكسره.
لتقف تبكى وصوت شهقاتها تملأ المكان قلبها يؤلمها، حبيبها لا يريدها ولا يشعر بها ما اسوء من ان تعشق شخص لا يراك بحياته ... جاءت لتخطوا لكنها دعست فوق قطعه من الزجاج لتدخل تلك القطعه بقدمها ليزداد بكائها اكثر وكأن كل شئ تجمع لتبكى كما لم تبكى من قبل، لتجلس على طرف البانيو تبكى بقوة، لتنظر حولعا تجد ان الارض بأكملها عبارة عن زجاج وملابسها بعيده عنها وايضا ليس معها نعل ترتديه بقدمها، لا تعلم ماذا تفعل ؟ قدمها تنزف اكثر واكثر وتؤلمها اكتر لتكمل بكائها
"سيعوضك لأنك رضيت في وقت لم يكن فيه الرضا عليك سهلاً."
افاق على صوت خافض متالم صادر منها لينحنى عليها هامسا برقة =زعاوزة حاجة يا سارة ؟
لتبكى بصوت ضعيف قائلة بألم=
راسى بتوجعنى اوى ...
لتكمل بصوت باكى = خلي الوجع يروح عشان خاطري
احس امير بقبضة تعتصر قلبه بألم وهو يراها تهذى من شدة الالم ليهمس لها برقة محاولا التخفيف عنها
= حاضر بس انتى حاولى تنامى وهتبقى كويسة
اخذت تتذمر بالم وتحرك جسدها من الوجع فوق الفراش فلم يجد امير امامه حل سوى ان ينخفض بجسده اليها يحتضنها برقة الى صدره يضع راسها فوق صدره بديلا عن الوسادة يهمس اليها بكلمات رقيقة مهدئة حتى هدئت حركاتها تماما تستغرق مرة اخرى فى النوم وهى تضع راسها فوق صدره باستلام لينحنى يقبل جبينها برقة يغلق عينيه هو الاخر بارهاق ليقع فى النوم سريعا بينما يلف ذراعه حولها بحماية
تمللت سارة فى نومها تشعر بالالم فى يدها لتفتح عينيها ببطء تشعر بالعطش و بفمها جاف بشدة لتحاول النهوض بضعف من الفراش ولكنها وجدت نفسها مكبلة بذراعين من حولها لتعلم انه امير من رائحة عطره المميزة، بينما هو كان مستغرق فى النوم بجوارها حاضنا اياها بقوة اليه بدفن رأسه فى حنايا عنقها
حاولت التحرك ببطء تسحب نفسها من بين ذراعيه لكن عند اول حركة منها فتح امير عينين مغشتين بالنوم يهتف بقلق
= رايحة فين؟ متتحركيش قوليلى عاوزة ايه وانا اجبهولك
اتسعت عينيى سارة بخجل من سماعها نبرته القلقة لكنها قالت بتوتر
= مش عاوزة حاجة ولو سمحت ممكن تفك دراعك من حوليا
قام امير بفك ذراعيه من حولها ببطء ينظر اليها تبتعد بسرعة عنه ولكنها فى سرعتها لابتعاد قامت
بخبط رأسها بظهر الفراش ناسية جرحها تماما لتصرخ عاليا تقفز دموع الالم من عينيها ليسرع امير بالجلوس فوق الفراش على ركبتيه يمسكه رأسها بين يده يقول بلهفة =ورينى راسك الجرح حصله حاجة؟
لينظر الى الرباط حول الجرح باهتمام ليرفع راسه بعد حين قائلا براحة = الحمد لله محصلش حاجة والجرح كويس
قطع كلماته حين رأها تبكى بصمت من المها لتغشى عينيه مشاعر غامضة يهمس اليه بحنان
= طيب معلش انا عارفة انها وجعتك متعيطيش بقى انا هقوم اجيبلك المسكن اللى كتبته الدكتوره والوجع هيروح حالا
ليتبع كلماته فعلا بالنهوض من الفراش يتجه الى الطاولة الصغيرة امام الفراش ليحضر اليها الدواء
احضر لها الدواء يناوله لها مع كوب من الماء اسرعت بتناوله سريعا عله يهدئ من المها المتزايد هذا لكن كادت ان تبصق الماء خارج فمها حين سمعته يتحدث بهدؤء
= انا هنزل احضرلك حاجة تاكليها انا عارف انك متعشتيش امبارح ثوانى ورجعلك عشان خاطرى متتحركيش من مكانك
لتومأ له برأسها بتعب راسه ياد ان ينفجر من للصداع الذى تشعر به ووجعه ينزل الى عينها لا تعلم هل تخبره ان ان الوجع سيزول عند بدأ مفعول المسكن لكنها اختارت الصمت لن تخبره حتى لا تشغل باله بها منذ اليوم الاول، هى تخجل من نفسها بكونها باول يوم وقعت بارضيه الحمام هكذا.
جلست تفمر،وتعاتب نفسها والام رأسها يزداد لتتفاجئ بالباب يفتح ليدخل امير الى الغرفة لتهمس باسمه مستفسرة
=امير دا انت؟
كان حاملا بين يديه صينية فوقها طبق كبير عليه الكثير من السندوتشات وكوب كبير من اللبن، ليجيبها بهدوء
=ايوة انا امير، بضى طلبتلك سندويتشات ولبن انا كنا طالب شوربة خضار بس قولت ممكن تكونى مش بتكليها
لتشعر برعشة تسري بجسدها حين سمعته يقول لنه قد احضر لبن فهى لاتكره شيئ في حياتها اكثر من اللبن لكنها ليست طفلة صغيرة حتى يتم اغصابها على تناوله تستطيع بكل بساطة الرفض كما سترفض تناوله
وضع امير الصينية فوق الطاولة ليلتفت اليها قائلا بهدوء
=عاملة ايه دلوقت لسه حاسة بوجع
لتجيبه بهدوء ورقه =لا الحمدلله الصداع بدأ يقل
لم تخبره الحقيقة فراسها يكاد ينفجر من قوة الصداع الذى تشعر به بالاضافة الى وجع عينها التى اصبحت تحرقها، بينما امير ابتسم ابتسامه بسيطه يأخذ احدى السندويتشات ويعطيها اياه بيدها ليردف بحنان
=كلى يالا انتِ مأكلتيش حاجه من امبارح
لتومأ له بطاعه وما ان قضمت اول لقمه عرت بالجوع فهى بالفعل منذ صباح الامس وهى لم تأكل شئ وبالفعل تبدء بتناول الطعام بنهم وتطلب من امير ان يشاركها ايضا بالطعام، ليفتح امير مواضيع مختلفة يتحدثون بها الى ان انتهوا من تناول الطعام ليحمل امير الصنيه يضعها فوق الطاولة ليسمع صوت تأوه ساؤة وهى تضع يدها فوق راسها بالتحديد مكان جرحها ليقترب منها بلهفة يتحدث بصوت قلق وهو يحيط راسها بكفيه
=ساؤة مالك فى حاجه وجعاكى، الجرح تعبك ولا حاجه
لتردف سارة بالم وبريق الدموع تلتمع فى مقلتيها
= انا اسفه والله بس الوجع بقى جامد ومش قادرة استحمله، هو الصداع بيزيد مش بيقل وغينى بتحرقنى انا اسفه والله انا قولت لما اخد المسكن الوجه هيقل والصداع يروح بس بيزيدوا
ليشعر امير بغثه بقلبه وهو يرى دموعها التى سالت فوق وجنتيها ليمد انامله لا اراديا يمسح دموعها يجلس امامها ليسحبها بين ذراعيه يأخذها بأحضانه يمسد فوق ظهرها بحنان يهمس لها بنبرة رقيقة
= ما تتاسفيش انا السبب مكنش ينفع اسيبك، انا هقوم اغير هدومى واخدك وننزل المستشفى بس بلاش دموع احنا كبار مش كل حاجه نعيط عليها
لتوما هى براسهو ليربت على ظهرها يحنان يطبع قبلة رقيقة فوق جبينها من ثم ينهض من مكانه وما كاد ليتحرك من مكانه حتى صدع رنين هاتفه لينظر الى اسم المتصل باستغراب لأنه كان احد العاملين لديهم بالقصر وهو لا يهاتفه الا نادرا جدا ليستقبل المكالمه ليأتيه على الفور صوت العامل وهو يقول بهلع
=الحقنا يا امير بيه عاصم باشا جاتله الازمه من تانى....
الحياة الهادئة هي كل ما أطمح إليه في الحقيقة، عمل هادئ أتطور فيه ببطء ودون نفاذ صبر، صداقات هادئة دون أحداث درامية أو مواقف بطولية، علاقة هادئة دون أعباء، روحي ترنو إلى الهدوء في كل جانب.
يتبع الفصل الحادي والعشرون اضغط هنا
الفهرس يحتوي علي جميع فصول الرواية كامله"رواية عشقت كفيفة" اضغط علي اسم الروايه
تعليقات
إرسال تعليق