رواية عشقت كفيفة الفصل السابع عشر
يتجه نحوه بخطوات سريعه وتلك الابتسامه الواسعه التى ترتسم فوق ملامحه ما ان رأه، ليضع يده فوق كتفه وهو يقول بسعادة
=لوكه الاشقر.
ليلتفت الى مصدر الصوت وما ان راه صرخ باسمه بسعادة، يعانقة بحرارة ليقوم الاخر بضربه على ظهره من شدة اشتياقه، ليبتعد عنه مالك، يقول بسعادة وهو يمسك مرفقيه لالياس
=جيت امتى؟ وليه ما كلمتنيش اول ما وصلت؟ بتعمل ايه هنا اصلا........
قاطعه الياس بضحك وهو يقول =براخة (براحة) اخى، انا جيت من شخر (شهر)، بس انت خنا (هنا) ليه؟
ليجيبه مالك بابتسامه ساخرة =بتجوز
ليردف الياس باستنكار وهو يرفع احدى حاجبيه
=تتجوز
ليكمل بعدها بتذكر وعلامات الذهول مرتسمه فوق وجهه وهو يقول بصدمه
=ثانية، هو انت نفسه اللى الكلام طلع عليه؟
ليقول مالك بغضب وهو يضغط على فكه
=الحيوان اللى اسمه طارق التهامى هو اللى نشر الكلام الفارغ دا، لولا ان سارة فى الموضوع كنت........
قاطعه الياس بجديه وهو يقترب منه خطوة
=خد (حد) فى السفارة اعرف (عرف) باللى حصل.
ليحرك مالك راسه بالنفى وهو يزفر الهواء بتعب
=لا محدش يعرف حاجة عننا من ساعة ما جينا هنا اسكندريه من بعد الحادثه، وانا بحاول بقدر الامكان اننا نبعد عن الحياة هناك، والحمدلله بقينا مستقرين احنا التلاته.
ليقول الياس باستغراب وهو يعقد ما بين حاجبيه
=مش فاخم (فاهم) ليه مش أوز (عاوز) ترجخ (ترجع) المانيا من تانى، دا انت كنت أيش (عايش) فيها انت واخواتك لما اونكل وطنط عايشين تيجى دلوقتى (تعيش) انت واخواتك هنا فى اسكندريه لما يموتوا.
ليجيبه مالك بجديه =لا انت عارف ان انا وسارة وملك مكناش ناوين ان احنا نفضل هنا، بس بعد موت بابا وماما الله يرحمهم ... كل حاجه اتغيرت.
ليردف الياس بضجر وهو ينظر خلف مالك
=حياتكم كلها اسرار.
تجاهل مالك ما قاله وتظاهر بعدم سماعه له، ليستئذن منه بعد لحظات يذهب باتجاه السيد عاصم الذى كان يستقبل الحضور..
ليميل مالك على اذنه من الخلف =عاصم بيه بعد اذنك
ليلتفت عاصم ينظر اليه ويوما له براسه قائلا بابتسامه وهو يسحبه معه لمكان بعيد بعض الشئ
=فى ايه يا بنى؟ فى حاجة ناقصة؟
لينفى مالك قائلا بجديه =لا حضرتك، بس ياريت لو نسرع شويه، ساعة ونص عدت فى الهوا، انا ملك قالت ليا ان سارة وتولين مخلصين من بدرى ليه الوقت دا كله؟
ليجيبه عاصم وهو يعقد ما بين حاجبيه
=والله يا بنى ما اعرف دا هى الشركه بتاعة التنظيم اللى بتعمل كل حاجه، واللى محددة الوقت
ليردف بعده مالك بجديه وثقه كعادته
=تمام انا هبلغهم، بس انا هسلم سارة لامير الاول، بعدها حضرتك تسلملى تولين
ليمسكه عاصم من مرفقه قائلا بجديه يغلفها الحنان فى نبرته قائلا
=خلى بالك من تولين، اوعى تزعلها او تكسر بخاطرها لانى انا اللى هكون قدامك، اتقى الله فيها.
ليبتسم مالك ابتسامه جانبية واثفة وهو يقول بجديه وهدوء واثق من حديثه متميز بنبرته المميزة
=اسف لحضرتك، بس الكلام دا تقولوا لواحد معندوش اخوات بنات وعارف يعنى ايه اختك اللى انت معتبرها بنتك تسيبك وتروح بيت تانى، عاصم بيه انا اللى اقدر اقوله لحضرتك انى هعامل حفيدتك زى ما اتمنى ان اجواز اخواتي يعاملوهم، وخصوصا حفيد حضرتك عشان اقسم........
قاطعه عاصم بابتسامة ودودة وهو يقول
=من غير حلفنات انا مش عاوزك تقلق على سارة مع امير، انا طبعا مش هشكر فيه لان لو فضلت امدح فيه عارفك مش هتصدق، اما بالنسبة لتولين انا عارف انك راجل وهتصونها.
ليبتسم له مالك وهو يوما براسه، من ثم يذهب تاركا اياه ذاهبا باتجاه العمال الخاصة بتنظيم الحفل، ليقوموا بالفعل بالاستماع اليه وتسريع من مدة الفقرات، ليبدا بالفعل الحفل..
يقوم مالك اولا بالنزول مع اخته سارة الى الاسفل لتسليمها الى امير الذى يقف بالاسفل، ينظر اليها ببلاهه وكانه لاول مرة يراها، نعم بالفعل هو اول مرة يلاحظ جمالها وتلك العيون الخضراء التى تشبه الغابة فى خضرتها بالاضافة الى تلك اللمعه التى بها، للحظه ظن انها عدسات لكن بريقها طبيعيا، ليصدر صوت بداخله وكانه يذكره
"سبحان الله عيون بالجمال دى ومش بتشوف"
ليفيق من افكاره عندما وقفت مع اخيها امامه ليفتتن امثر بجمال عيونها، ليحمحم له مالك ليفيق وبالفعل نظر الى مالك باستغراب ليشير له مالك براسه بغضب نحو سارة، ليقوم امير بتحريك راسه بالنفى متجاهلا له يقوم بسحب يد سارة يرفعها الى فمه يقبلها برقة ليشعر برجفته عندما لامست شفتيه بشرتها، ليقترب منها يقبل راسها ايضا ... ليذهب بها بعد ذلك الى مكانهم المخصص بالقاعه.
بعدها بدقائق هلت تولين ممسكة بمرفق جدها، تريد ان تركض وتذهب الى حبيبها ومالك قلبها الان سيعقد قرانها عليه .... لتقف امامه هى وجدها ليقوم بنفس ما فعله امير مع ساره
ولكن قبل ان يتحرك بها انتبه اخيراً الي مظهرها انحبست انفاسه داخل صدره فور رؤيتها فى الفستان الذى جعل منها كالاميرات...
ابتلع الغصه التي تشكلت بحلقه شاعراً بقلبه يتضخم داخل صدره و دقاته تتسارع بشدة حتي ظن ان قلبه سوف يغادر صدره من قوة دقاته .. اخذ يتفحصها باعين متلهفه متشرباً تفاصيلها بشغف مركزاً انظاره عليها فقد جعلها الفستان بيباضه اللامع كأحدي الاميرات الخياليه مبرزاً جمالها الخلاب الذي يخطف الانفاس و بياض بشرتها الحريريه الرائعة مضيفاً عليها براءة فوق برائتها..
مرر عينيه ببطئ فوق شعرها الذي كان منعقداً في تسريحه انيقه خلابه اظهرت جمال ملامح وجهها و عنقها
تنفس بعمق محاولاً تهدئت النيران التى ضربت جسده...
همست تولين بخجل بينما تمرر يدها بارتباك فوق فستانها
=زوقك حلو اوى ايه رايك فيه عليا....؟!
ليجيبها بابتسامة مرتعشة =انتِ اللى محليا للفستان.
ليتحركان معا الى مكانهم المخصص بالقاعه ياتى الحاضرون للمباركة لهم، هم وامير وسارة ... وبعد انتهاء التهنيات وصل المأذون اخيرا.
ليعقد قران امير وسارة اولا، وبعدهما مالك وتولين، الشخص الوحيد الذى كان يشعر بالسعادة من قلبه بينهم هم الاربعة هى تولين التى كانت الفرحة تكاد تخرج من عيونها .... بينما سارة كانت تكتفى بتلك الابتسامه البسيطة التى ترسمها، بينما مالك يشعر بالضيق منذ ان اتم عقد القران واخيرا امير الذى لا يكترث لاى شئ.
ظل كلاً من مالك وتولين يتلاقيان التهنئه من الجميع..
كانت تولين تشعر بالسعاده تغمرها حيث كان حفل الزفاف كما كانت تتمنى دائماً وما زاد فرحتها عندما تقدم كلاً من عدى وجدها يقدمان التهنئه اليهم
بينما كانت سارة جالسة بجانب امير فى المكان المخصص لهم بالقاعه عندما اقترب منها قائلاً بحنان وهو يتناول يدها بين يده مشبكاً اصابعهم ببعضها البعض
=مبسوطة ؟!
هزت سارة رأسها بالايجاب وعلى وجهها ترتسم ابتسامة مرتعشة ليبادلها الابتسامة باخرى واثقة.
لتصدر بعض دقائق صوت النوسيقى الصاخبة ويطلب رجل الدى جى من الجميع ان يقفوا فوق المكان المحدد للرقص لتذهب ملك وتقوم بسحب سارة .... لتبدأ الناس بالرقص والمرح
لن أنسى الأحداث والمواقف التي جبرتني على أن أعيش اليوم على غير طباعي اللينة لن أنسى كيف تعلمت أن أقسو .
فلا تُحدثهم عن أحزانك العميقة، ولا تستخرج لهم من هناك محار روحك الصلب، فهُم لن يفهموا لؤلؤ نواياك. ولا تقُل لهم إنك إبن السرديات التي تنتهي بالإنتظار. لا تشرح لهم كيف أنك تطورت لتُصبح لا أحد. لا تفسر لهم كيف دهنت ساق العزلة بزيت المشي في الأحلام. لن يدركوا أن كل هذا التشنج مرونة. لا تُخبرهم عن أي شيء يجعلهم يشكّون بقدرتك على جر عربة الحاجة، يجب أن تجرها بسعادة. و أبداً لا تُخبرهم أن الطريق مسموم، جِد لك أي جرح ونظف دم الرحلة بصمت .
كان يقف وحيداً ينظر إليها من بعيد يراها وهى تبتسم فى وجه الجميع ابتسامتها الخجولة تورد وجنتيها عندما تخجل. يتساءل بداخله
"هل يوجد احد يعشق احد بتلك الطريقة وحبيبه لا يشعر به؟ هل حبها ابتلاء ليعذبه ويقتل روحه؟ لما لا يستطيع نسيانها؟ هى نسته وتزوجت من رجل اخر وهو مازال لا يستطيع تخطى حبها الذى يسكن فؤاده منذ أن رأتها عينيه "
لم يستطع الصمود اكثر من ذلك وهو يرى رجل غيره يمسك بيديها ويهمس لها بين الحين والآخر لتخجل وتتورد وجنتهيها، ليخرج خارج القاعة وهو يشعر بأن روحه ستفارقه من شدة الآلام التى تعصف داخل قلبه تؤلمه الغيرة لكن يطمئن قليلاً عندما يرى أنها سعيده مع غيره يتسأل بداخله
"هل أستطاع غيرى أن يمنحك ما كنت أعجز أنا عن منحه لك؟ ".
فلا بأس بالصمت لا بأس بالعزله ولا بأس بالبكاء وحيداً لا بأس في بعض السوادِ أسفل عيني، لا بأس في الاستمرار بالتمني دون فائده ،
لا بأس.
هذه المرة لم يبكى كما قبل فمنذ معرفته بخبر زواجها وانهياره صباح امس ونقله للمشفى، وهو يحاول عدم الحزن فهو يعلم ان الله يتولى أمر دمعة أودعها في قلبه، يتولى الله أمر حطامه الذي مشوا من فوقه ليسمعوا صوت فتاته، يتولى الله أمر الكلمة التي طحنت كبده وأرقت مضجعه وسرقت كل لذة من مشاعره، يتولى الله أمرك الذي لا حول لك فيه ولا حيلة لمقاومته ."
ليفيق من شروده على رنين هاتفه ليجد المتصل صدسقه آسر ليستقبل المكالمه
بيتر : انت فين يا بنى ابوك عمال يسأل عليك
مصطفى وهو يحاول إخراج صوته طبيعيا بقدر الإمكان
:تمام انا جاى مش هتأخر.
نهض ريان من مكانه وهو يحاول ان يستجمع قوته ليدلف مرة اخرى الى القاعه ليجد رجل الدي جي يطلب من أصحاب العروستان ان يرقصوا معهم.
كان يقف ينظر لها بشوق واضح وهي كانت ترقص بمساعدة اختها ملك، كانت ترسم الضحكة ببراعة شديدة كانت تتمايل مع الأغاني ببراعة
لينضم إليها امير وهو يجذبها من يدها لترقص معه بدلا من ملك، لتقول بشهقة وتساؤل
_ انت مين؟!
امير بسعادة لا يعلم مصدرها وهو يقول بصخب من اثر الموسيقى الصادعة بالمكان : انا امير يا سارة جوزك
لتوما له سارة بابتسامة وهى تشعر بتلك الرجفة بداخلها عندما نطق بلفظ (جوزك) لا تعلم ما سببها لكنها لم تكترث بل كانت تتحرك معه، بل هو من يحركها معه لتتفاجأ به وهو يقوم بجعلها تتدور معه.
امير بهمس وهو يترك يدها التى كانت تجذبها اليه ويميل براسه نحو اذنها يقول برقه تفاجأت هى بها، بل هى متفاجأة من مجيأه للرقص من الاساس
: حاولى تسترخى انا مش هاكلك.
كان هذا تحت انظار مصطفى الذى كانت عينيه تشتعل بنيران الغيره وهو يرى حبيبته تقف هكذا مع رجل غريب فهو رغم حضوره لعقد قرانهم الا انه الى الان لا يتقبل فكرة ان تكون لرجل غيره ... ليغادر القاعه سريعا وكان شياطين تلاحقه.
بعد انتهاء حفل الزفاف
يقف الجميع امام بوابه القاعة فتلك الليلة سيقضوها هنا بالفندق، ليقترب عاصم من امير قائلا
=خلى بالك منها
نظر له امير له وامأ براسه
ليربت عاصم على كتفه قائلا بحنان
= يلا يا حبايبي ادخلو عشان ترتاحو ..
اومأ له امير وانحنى حاملا ساؤة بين يديه ودخل بها جناحهما واغلق الباب بقدمه وانزلها برفق... يلتفت فى الغرفه الواسعه يجد فوق الفراش موضوع منامه بيضاء بجانبها اسدال صلاه بنفس اللون، ليأتى بهم ويقف امامها لسارة
تنحنح قائلا :
= احنا حاليا فى الاوتيل، هتعرفى تغيرى ولا ا.......
وقبل ان يكمل جملته قاطعته هى بتوتر وارتباك قائلة
=لا لا هعرف، بس لو ينفع بس تقولى فين مكان الهدوم و التواليت توصلنى ليه
لم يعلق على ما قالته بل اقترب ووضع المنامه بين يديها لياخذها من يدها يدلف بها الى غرفة الحمام ليقول بجديه
=انتِ دلوقتى فى التواليت انا هخرج لو عوزتى اى حاجه نادى عليا انا هكون برا، خلى بالك عشان متتزحلقيش
لتوما له براسها وهى تشكره ليغادر هو المرحاض لتتاكد من اغلاقه بعد ان تبعت صوت اغلاق الباب
لتبدأ بحذر فى تغير ثيابها بدايه وهى تضع المنامه فوق كتفها تجتبا لعدم سقوطها فوق الارضيه... لتنجح وبصعوبه فى نزع الفستان عنها بعد ما يقارب النصف ساعه لتبدا بعدها فى ارتداء المنامه لتبدأ فى لمس المنامه لتعلم اين هى (عدلتها) لتنجح اخيرا فى ارتدائها بعد معاناة لتشعر بالسعادة بعد اتمامها لتلك المهمه فدائما ما كانت تساعدها ملك والان هى من قامت بذلك بمفردها.
بينما هو كان قد ارتدى بنطال قطني من اللون الاسود وتيشرت من اللون الابيض بيرز عضلات جسده القويه مصفف شعره بنظام و رائحه عطره تملأ المكان
طرق باب غرفة الحمام، يعلم انها تستغرق وقت اكثر من اللازم لكنها بالداخل فيما يقارب الساعه، لتقوم بفتح الباب لتطل هى بتلك المنامه التى برزت تفاصيل جسدها، لياخذ بيدها مرة اخرى يخرجها من الحمام بصمت ليقف بها فى منتصف الغرفة لتردف هى بتساؤل قائلة
=هو فى ايه؟!
ليجيبها ببساطة =هنصلى
ليبدأ بمساعدتها لارتداء الاسدال، ليبدأ هو بالصلاه بها وهو الامام لها .. بعد دقائق انتهي من الصلاه ووضع يده على رأسها قائلا الدُعاء للمتزوجين ..
نهض من الارض ليجعلها تقف معه اقترب منها وجد جسدها ينتفض .. ضمها الى صدره لعلها تشعر بالامان .. وهمس لها :
-اهدي خالص .. مفيش داعى للخوف ..
-هو بالفعل يقدر حالتها بالاضافة الى ظروف زواجهما ليساعدها علي خلع الاسدال، اجلسها بجانبه وجلس هو جوارها .. ضمها الى صدره لتستشعر مشاعر كثيرة لم تستطع ان تخددها ولكنها ليست الخوف همس لها
=سارة انت عارفه من قبل ما نتجوز الظروف اللى خلتنا نتجوز
اومأت هي قائله :
ايوة عارفة..
امير بجدية وهو ينظر الى عينها مباشرة رغم انه يعلم انها لا تراه،هى بالاساس اتجاه راسها ليس له
= ومش مأثر عليكى .. انا عارف ان الجوازة قايمه على صفقه .. بس مش هتندمى في يوم من الايام ..
سارة بعقلانيه وهى تبتلع ريقها :
موضوع الصفقة دى مش حسبها لانها من وجهة نظرى غلط من الاساس .. اهم حاجه تكون انت زوج صالح ليا ..
نظر لها مبتسما ليرفع رأسها له ليقبلها برقه لتسترخى له وتتجاوب معه واضعه يديها حول عنقه ابتعد عنها رافعا زراعه لتصبح رأسها علي الفراش اسفله وهو فوقها وعاد تقبليها مره اخري بنهم شديد ..
صمت شهرزاد عن الكلام المباح
انت مش عايز تحب و تتحب انت عايز حد يعوضك عن كل الي حصلك في حياتك
رفعت وجهها يرتسم التوتر فوق وجهها حين فتح الباب تطالع القادم الان والذى لم يكن سوى عريسها المنتظر يقف بقامته الهائلة وجسده الصلب واكتافه العريضة اما وجهه فكان كصفحة بيضاء لها لا تظهر فوقه اى من المشاعر او التعبيرات حتى فى عينيه الزرقاء والتى طالعتها ببطء وتركيز جعلها تخفض وجهها خجلا منه ترتجف برهبة وهى تستمع الى صوت اغلاقه للباب و تقدم خطواته منها بهدوء حتى وقف امامها تماما فتطالع عينيها حذائه الملتمع للحظات ساد الصمت فيهم لا تسمع من خلاله شيئ سوى دقات قلبها والتى كادت تصم اذانها انتظارا لحركة منه ولكن وجدته يتحرك مرة اخرى مبتعدا عنها للطرف الاخر يصل بعدها صوته القوى الحازم اليها قائلا
= روحى غيرى هدومك فى الحمام وانا هستناكى هنا علشان علشان عندى كلام عاوز اقولهملك
رفعت عينيها سريعا باتجاه صوته بذهول ولكن اسرعت بخفضها مرة اخرى تهز راسها بالموافقة تلملم فستانها من حولها بيد وبالاخرى تمسك بقميص باللون الابيض كان موضوع فوق الفراش ثم تتجه ناحية الباب الوحيد الموجود داخل الغرفة باستثناء باب الدخول تفتحه ببطء تدلف الى الداخل ثم تغلق بابه خلفها بهدوء
استغرقت الكثير من الوقت داخل الحمام حتى استطاعت التعامل مع سحاب فستانها والتخلص منه ثم وقفت تنظر الى نفسها فى المرأة المعلقة تشعر بالغصة تملأ حلقها وهى تتطالع جسدها ذو القامة الصغيرة نسبيا المرتسم داخل هذا القميص وفوقه روب من نفس النوع والذى برغم احتشامه المعقول الا انها شعرت بانه لا يناسبها لا هو ولا شعرها المسترسل بكثافة حول وجهها المستدير بلونه البنى المائل للاشقر المطابق لعينيها
زفرت تغمض عينيها تحاول تحاول التنفس ببطء عدة مرات ثم تحركت تفتح الباب ببطء تخطو خارجه باقدام عارية مرتعشة ترفع عينيها باحثة عن مكان وجوده فتراه يجلس فوق الاريكة ذات اللون الازرق وقد بدل ملابسه لملابس بيتية مريحة امامه صنية الطعام المخصصة لليلة الزفاف يراقب تقدمها منه بهدوء ووجه خالى من التعبير ثم يحدثها بصوت هادئ وهو يشير الى ناحية صنية الطعام
= تعالى اتعشى الاول وبعدين نتكلم
هزت راسها برفض هامسة بارتجاف وصوت يكاد يسمع
= مش عاوزة ...انا مش جعانة
هز مالك راسه بتفهم قبل ان يقول بصوت واضح النبرات
= طيب تعالى انا عاوزك اتكلم معاكى
اتجهت ناحية المقعد المجاور للاريكة وهى تراه جالسا براحة فوقها وملامح وجهه مازالت على حالها من عدم الوضوح ينتظرها ان تجلس فاسرعت بالجلوس تحول لملمة اطراف ثوبها من حولها ثم يسود الصمت للحظة قبل ان يقول مالك بصوت جاد
= اسمعى يا تولين كلامى كويس وياريت يوصلك اللى عاوز اقوله
كانت هى تخفض راسها ارضا تفرك اصابعها بتوتر وهى تستمع الى صوت الجاد برجفة تتملكها وهو يكمل بهدوء
= الاول قبل اى حاجه احب تكون حياتنا من اولها على نور ... مش هضحكعليكى،ى احنا الاتنين مش صغيرين وعارفين جوازنا كان ليه وعلشان ايه .. انتى مراتى وليكى عندى احترامك وتقديرك بس اكتر من كده مقدرش اوعدك بحاجة مش هتكون فى يوم من الايام فياريت تفهمى كلامى ده كويس علشان بعد كده ما نرجعش نقول ونعيد ونستنى حاجة مش هتحصل
شعرت بغيمة الدموع تغشى عينيها مرة اخرى لكن هذه المرة تصحبها غصة كادت ان تخنقها لكنها حاولت ان تتماسك وهى تسمعه يتحرك من مكانه مقتربا منها يكمل وبنرات صوته تتغير للطف كما لو كان احس بقسوة كلماته السابقة عليها
= انا عارف انى كلامى ده لا وقته ولا مكانه بس انا حبيت كل حاجة بينا تبقى على نور من اولها علشان نقدر نكمل اللى جاى من غير ماحد فينا يستنى من التانى اللى مش هيقدر يعمله ..فاهمة كلامى يا ليله
انتظر اجابتها لكنها لم تستطع ان تخرج حرف واحد من بين شفتيها وكل ما استطاعت فعله هو هز راسها له بالايجاب ببطء وهى مازالت تخفض راسهاتخفى خصلات شعرها المتمردة عنه تعبيراتها المتألمة جاء ليرفع راسها ليرها لكنها نهضت راكضة نحو الحمام تخفى عنه دموعها من اثر كلماته السامه التى اصابت قلبها فى مقتل
لتدلف الى للحمام تغلق خلفها الباب تستند بظهرها عليها لتجلس فوق الارضيه الباردة تسند ظهرها على باب الحمام تضم ركبتيها الى جسدها وتحضنهما .. تبكى بحركة جسدها يتارجح للأمام و الخلف اثر كتمها لشهقاتها تشعر بالم حاد فى قلبها و كأن أحدا جاء بنصل سكين حاد ليغرزه بفؤادها ..
هو حبيبها من قام بغرز ذلك النصل بكلاماته المسومه تتسأل داخلها
اهكذا تمنت ان تقضى ليلتها مع حبيبها ؟!
أهذا هو من احبته و عشقته ؟! هو من وافقت عليه بدون لحظة واحده من التفكير؟!
اين حنانه ؟! اين طيبته و هدوئه و عقلانيته ؟!
هل هى داخل كابوس و ستفيق منه على حنانه و انه لم يجرحها بكلامه المسموم ؟!
لتحدث نفسها وهى مازالت تبكى
= ليه ؟! ليه يا حبيبى تعمل فيا كدا ليه تجرحني و تحسسني انى رخيصه اوى فى نظرك؟! ليه بتعاملنى وكانى عدوتك !! ليه محبتنيش لحد دلوقتى؟!
ليه انا اللى اتعذب بحبك وانت مش حاسس بيا ولا بالنار التى بتنهش فى قلبى من بعدك عنى .
بينما هو ذهب الى حجرة الملابس ليقوم بتغير ثيابه الى بنطال من الجينز الفاتح و (تيشرت) بيضاء بأكمام طويلة ضيقة تبرز عضلات صدره ثم خرج من الحجرة واتجه نحو باب الحمام اغمض عينيه بألم وهو يزفر الهواء بتعب لا يعلم بما يخبرها ليقوم بطرقه بهدوء بعدها
قائلا بنبرة هادئه قدر الامكان
= انا خارج علشان كدا متفضليش قاعده جوا كتير علشان متاخديش برد
فصاحت به من خلف الباب بصوت باكى مبحوح
= ملكش دعوة بيا .. انا مش عاوزة اشوفك ولا عاوزة اكلمك دلوقتى علشان كدا سبينى فى حالى
لتبدا بنوبة اخرى من البكاء تريد الصراخ هو حطم أحلامها التى كانت تبنيها .. فاجأها بحديثه الجارح وكلماته القاسية التى جعلت قلبها ينزف الما .
- أدركتُ مؤخراً أن الصمت أفضل من ردّ بارد وَأن العزلة رغم مرارتها أحن وَأن الأعذار كذبة وَحدها المواقف، وَلا طاقة لي لخيبة أخرى .
يتبع الفصل الثامن عشر اضغط هنا
الفهرس يحتوي علي جميع فصول الرواية كامله"رواية عشقت كفيفة" اضغط علي اسم الروايه
تعليقات
إرسال تعليق