رواية عشقت كفيفة الفصل الاول
فى حى من الاحياء الراقيه فى مدينه الاسكندريه تشرق الشمس باشعتها الذهبيه الجميله على جميع انحاء الاسكندريه ليستمتع بعض الناس بها وبعضهم الاخر يتمنون دوام الليل ...
لتدلف الشمس الى منزل راقى واسع المساحه يعيش به ثلاثه اشقاء.
(مالك وملك وسارة)
داخل غرفه واسعه رائعه الجمال بألوانها الكريميه الهادئه مع أثاثها الخشبي المريح من الطابع الفيكتور.
نرى بطلتنا الجميله تستيقظ من نومها تجاهد في طريقها للوصول الي الحمام لتتوضيء وتصلي فرضها حيث أخذت تتمشي بحرص وتضع ايديها علي الأثاث الموجود لتتفادي اي اصطدام فهي تعودت علي ذلك وأصبحت تلك حياتها.
توضات وذهبت حيثما كانت وارتدت اسدالها وفردت سجاده الصلاه وشرعت في بدأ صلاتها وكلما سجدت دعت ربها وفاضت عيناها بالدموع وعندما انتهت وجدت من يتحدث...
ملك بهدوء ورقه:
_ تقبل الله
سارة بابتسامه:
_ منا ومنكم
جاءت لتنهض من مكانها فأسرعت ملك لاسنادها فابتسمت سارة وقالت برقه:
_ لسه بتخاف عليا يا ملك زى اول ما اتعميت
ملك بجدية حنونه:
_ وهفضل أخاف عليكي لحد ماموت
سارة بلهفه:
_ بعد الشر عنك ربنا يخليك ليا انتى ومالك... هو فين مالك مش سامعه صوته ليه
ملك وهى تتجه ناحيه خزانه سارة:
_ مالك صحى بدرى وراح الشركه عشان عنده شغل وورق لازم يسلمه.. ويلا غيرى هدومك عشان هنروح النادى نفطر هناك ونغير جو
:حاضر
فى نفس التوقيت
فى قصر من افخم القصور فى مدينه الاسكندريه يكاد يكون متحف من المتاحف الاثاريه.
وفى غرفه المعيشه يدلف امير الشهاوى ليقابل جده عاصم الشهاوى..
عاصم الشهاوى من اكبر رجال الاعمال في الشرق الاوسط، يمتلك ثروه ضخمه جداً، تولى هو و زوجته تربيه امير حفيده من عمر ال 14 .. هو واخته تولين
بعد وفاه ابنه الوحيد احمد، وبعد ما توفت زوجته وحبيبته وشريكه حياته انعزل عن العالم فترة طويله جدا، وبعدا عاد للحياه مره اخرى لـ امير و عدى وتولين لانه هو من تولى تربيتهم.
نزل امير بسرعه من فوق الدرج متجها نحو جده يحيه ويقبل يده وجبينه
عاصم =ايه ي حبيبى مش فى العاده تصحى يوم الاجازه بدرى خير .
امير بابتسامه بسيطه
=لا بس متفق مع عدى اننا هنتقابل فى النادى.
عاصم =تمام ي حبيبى تروح بالسلامه .
من ثم ذهب امير بعد توديعه لجده فهو رغم قسوته و بروده مع الناس الا انه يختلف تماما عندما يكون مع جده او صديقه عدى يكون امير فقط وليس امير الشهاوى صاحب الشركات
بعد ان وصل امير النادى كان يسير بثقه وكبرياء غير جديد عليه وكانت نظرات البنات تنصب عليه بالاعجاب لهذا الوسيم لكنه لا يبالى بهم فقد اعتاد على ذلك.
جاءت له رساله عبر تطبيق الواتساب فاخرج هاتفه من جيبه واكمل سيره وهو ينظر الى الهاتف غير منتبه لتلك الفتاه التى تسير بحرص شديد وبطئ.
الا انه ولسوء حظ تلك الفتاه قد صدمت به ولتخبطها وارتباكها دعست على هاتفه الذى سقط عندما اصتدم بها مما جعل امير يستشاط غضبا وعصبيه.
امير بعصبيه وغضب ووجه احمر
:"انتى عاميه ما تفتحى مش شايفه قدامك.
=اسفه اسفه انا فعلااا----
:"اسكتى خلاص متتكلميش كسرتليى الفون وليكى عين تتكلمى اشكال تقرف .
=انا اسفة ------
لكنه ذهب مباشرة دون ان يستمع اليها وذهب وهو يشتم جميع الفتيات فى سره فهذه الفتاة قامت بكسر هاتفه المحمول الذى يحمل جميع متعلقاته بالعمل واخذ يفكر كيف يحل تلك الازمه.
افاق على صوت صديقه
عدى: "اميييير.
التفت امير بسرعه وتفاجئ
: "هاا بتقول حاجة؟؟ معلش سرحت شويه.
عدى بتريقه
:" شويه بس!! خير سرحت فى ايه كده.
امير وهو يتذكر تلك الفتاة التى صدمته وكسرت له الهاتف
: "دى بنت من بتوع اليومين دول اللى بيمشوا يلزقوا فى خلق الله كسرتلى الفون بتاعى.
عدى بهدوئه المعتاد
: "استغفر الله العظيم يا بنى مش يمكن تكون مش واخده بالها.
امير بنرفزة
:" عدى متعصبنيش.. الفون وقع من ايدى تيجى الهانم تدوسى عليه لما اوطى عشان اخده.. لا ولبسه نظارة شمس ومش عارفه ايه.
عدى بهدوئه وهو يعلم اهمية الهاتف عند صديقه
:" خلاص يا سيدى حصل خير وبعدين مش انت كنت رايح هتجيب واحد جديد النهاردة.
: "ايوة بس مش عشان اجيب واحد جديد اكسر القديم بعدين ده عليه كل شغلى ".
ثم استرسل حديثه وهو يأخذ نفس عميق حتى يهدأ
:" خلاص قفل على السيرة ويلا بينا من هنا لنا اتخنقت.
بينما على الجانب الاخر
كانت تقف تلك الفتاة مكانها تبكى بصمت على حالها والى ما وصلت اليه تتردد كلمات ذلك الشخص فى عقلها وكأنها تعويذه
:"انتى عاميه ما تفتحى مش شايفه قدامك.
اخذت تتردد تلك الكلمات فى عقلها، نعم هى عمياء تعلم ذلك وتقبلت وضعها ووحدتها وسط الظلام الذى يحيط بيها
افاقت على صوت اختها وهى تصرخ باسمها
ملك: "ساااااااره.
وقفت سارة مكانها دون حركه لكنها كانت ترتعش ومازالت دموعها تتساقط رغم عنها
ملك بانفاس لاهثه
" :سارة خلى بالك فى درج.
سارة باقتضاب وهى تمسح دموعها بعنف
": عاوزه اروح يلا بينا بسرعة
في منتصف الليل في غرفه سارة كانت نائمه علي فراشها ويبدوا عليها الخوف والانزعاج وجبينها المتعرق الذي يدل علي انها تحلم حلما مزعجا...
الي أن فاقت وهي تطلق صرخه فاق علي اثرها ملك ومالك اخويها
وتوجهوا الي غرفتها وعندما دخلوا وجدوها تجلس فوق الفراش تبكي بكاء حار وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
فتوجهوا إليها وجلسوا بجانبها...
ملك وهى تملس علي شعرها =أهدي يا سارة دا مجرد كابوس
سارة ببكاء =كل..يوم..أحلم بالحادثه..
مش قادره استحمل..كل ما افتكر ان الحادثه مات فيها بابا وماما....
ثم ازداد بكاؤها
مالك =ربنا يرحمهم يا سارة،ادعيلهم بالرحمة والمغفره
سارة ببكاء =ربنا يرحمهم،أنا حاسه اني السبب في موتهم
ملك =متقوليش كدا..الحادثه كانت قضاء وقدر انتي ملكيش ذنب في الي حصل..كل شيء مكتوب
سارة = قد هدأت قليلا واستغفرت ربها
وبعد قليل تحدث مالك
= نامي كويس علشان بكره ان شاء الله تييجي معايا الحفله
سارة باستغراب =حفله ايه؟!!
مالك =نسيت اقؤلك معلش
بكره يا ستي زمايلي عاملين حفله صغيره بمناسبه اني بقيت مدير القسم وانتي لازم تكوني موجوده
سارة بخرج =بس يا مالك أجي ازاي وانا كدا..
ملك باستغراب=هو ايه الي كدا؟
سارة وهى تخفض رأسها =أنا عاميه..ازاي عايزاني أجي معاكى هناك وسط الناس
ملك بضيق من تفكيرها =في ايه يا سارة انتي من ساعه الي حصل وانتي مش بتخرجي من البيت خالص غير النادى...
ليه كدا؟!
سارة بصوت مهزوز =أنا مش عايزه اعطلكم وتنشغلو بيا
مالك هو يسحبها بين ذراعيه يحتضنها
= يا حبيبتي انتي اختنا واغلي حاجه عندنا في الدنيا دي وإذا مكناش ننشغل بيكي هنشغل بمين
سارة بإبتسامه =ربنا يخليكم ليا
مالك بمرح كى يخفف عنها =كدا ملكيش اي حجه
ملك بمزاح =فيها عجه..هههه
قام مالك بضربها بالوساده قائلا: ايه خفه الدم دي..ياختي بطه
قامت ملك متصنعة الغضب
=لا مسمحلكش انا الدكتوره ملك يتقلي بطه..شوف انت بتكلم مين
مالك وقد هم بالقيام .. فخافت ملك وهربت الي الخارج
فعاد مالك الي مكانه
كل هذا وسارة غارقه في الضحك
مالك بضيق مصطنع =عجبك كدا عمايل اخوتك الكبيره المفروض انها عاقله
في تلك اللحظه دخلت ملك وقالت بدراما
=مش عجبك طلقني
سارة بضحك =هههه مش قادره
سعد الاخوان بسعاده اختهما الصغيرة وتوجه كل واحد منهم الي غرفته بعدما اطمأنوا عليها
في مكان هاديء وجميل وسط الورود وأصوات الطيور تغني بلحن عذب تجلس فتاه تغطي اعينها بقماش اسود..ترتدي فستانا ابيض وكأنها ورده بيضاء نقيه وسط أجمل الزهور
كان امير يراقبها من بعيد وأراد أن يقترب ليراها عن قرب ولكن كان هناك ما يمنعه لقد ثبتت قدمه في مكانها ولم يعد يستطيع التحرك
وفجأه سمع صوتا من خلفه...صوتا يبغضه بشده يقول
=شايف مش هخليك توصلها ابدا،هههههه
وأخذ يعلو صوت ضحكاتها...
قام امير من نومه واستعاذ بالله من الشيطان
وبعدما هدأ أخذ يفكر من تلك الفتاه التي تأتي إليه في احلامه؟!! ولما يراها مغطاه العينين؟!!
استطرد افكاره وقام يتوضأ ليصلي لعله يشعر بالراحه
فى اليوم التالى
وصل مالك وملك وسارة حيث الفندق واتجهوا إلي المكان المقام فيه الحفل،
دخلت سارة مع اخويها وهي تشعر بالرهبه والقلق لكونها وسط أناس كثيره وهي بينهم عاجزه
بعد قليل اضطر اخويها لتركها وحيده في مكان منعزلا قليلا عن الاخرين
في أول الأمر اضطر مالك إلي الذهاب لاصدقاؤه وبقيت مع ملك..
كانت ملك كالعاده تمازحها إلي أن فجأه تشبست بها سارة خائفة...
ملك بقلق =في ايه يا سارة؟
سارة بخوف =في حاجه جنب رجلي
نظرت ملك في الأسفل فوجدتها قطه صغيره فأبعدتها عنها
وضحكت ملك قائله
=متخافيش يا سمسم دي قطه مش هتعملك حاجه
تركتها سارة واطمأنت..
وأثناء ذلك وصل امير بسيارته إلي مكان الحفله ومعه اخته
وبينما وهو يلتفت إذ يري ذلك المشهد من بعيد....
فتاه يضايقها بعض الشباب فخرج من سيارته قاصدا الدفاع عنها
وعندما اقترب منها اعتلت وجه ملامح الدهشه ثم تبدلت بسرعه إلي الغضب الشديد وكاد يقترب أكثر
إلا انه لاحظ أحدا آخر توجه اليها ليساعدها
وقد دافع عنها ذلك الشخص ورأها تحتضنه وتبكي بشده..
فلم يستطع الاقتراب واتجه إلي سيارته وانطلق مسرعا وعيناه بهما لهيب الحقد والكره الشديد
أثناء حديث سارة وملك .. جاء ملك اتصالا هاتفيا ولكن كانت الشبكه في تلك المنطقه سيئه لذلك لم تستطع الاستماع إلي المكالمه لذلك اضطرت إلي الذهاب بعيدا لكي تتمكن من سماع المتكلم...
ملك =معلش يا رورو هسيبك ثواني أرد علي المكالمه وهجيلك علطول
سارة ببعض الخوف لكونها ستبقي وحيده ولكنها تحاملت علي نفسها وقالت
=ماشي...بس تعالي بسرعه
تركتها وحيده ولكنها تفاجأت بأصوات بعض الشبان من حولها يتهامسون...
أحد الشبان =ايه الجميل واقف لوحده ليه؟!
احد اخر =هههه العصفور طار ولا ايه،بس متخافيش احنا موجودين
ضحكوا جميعا بطريقه استفزازيه،
بينما هي تشعر بالخوف وتدعي ربها سرا حتي ياتي أحد اخويها...
وكاد أحد هؤلاء الشبان الطاءشين بالاقتراب منها إلا انه بفضل الله جاء مالك وانقذها
وأخذ يدافع عنها إلي ان فروا هاربيين...
توجه مالك اليها وقد كانت ترتجف من الخوف
فأخذها في احضانه ليهدأها حتي استكانت
مالك بعصبية طفيفه =أنا مش سايبك مع اختك ... هى فين الاستاذه لما تيجي
سارة بهدوء و رقه =تزعقلهاش..هى اضطرت تسيبني جالها مكالمه ومكانتش عارف ترد
مالك بشبه ابتسامة =دايما كدا تدافعي عنها
ابتسمت سارة وقد هدأت وأطمأنت
أما عن ملك عندما ذهبت لتجيب علي المكالمه
وبعد انتهائها من المكالمه التفت حتى تعود الى اختها وأثناء سيرها اصطدم احد بها ...
الشخص وهو ينظر إلي من اصطدم به ليعتذر
=آسف جدا مأ...
وكاد ان يكمل إلا انه توقف عندما راى ملك ...
كان عدى يسير يبحث عن صديقه وإذ فجأه يصطدم بشخص
وعندما نظر إليها تملكه السرور الشديد وتذكر انها نفس الفتاه طالبه لديه فى الجامعه التى يعمل بها معيد ... التى خطفت انفاسه منذ ان رأها اول مرة
عدى بابتسامه لم يستطع اخفائها =انا اسف جدا ماخدش بالى
ملك بخجل =ولا يهمك يا دكتور عن اذنك
وفرت هاربه من خجلها ولم تنتبه لذلك العقد الذي تركته يسقط منها بدون انتباه
لاحظ ذلك عدى وانحني واخذه
وكاد ان ينادي عليها...
عدى =يا آنسـ...
إلا أنها اختفت في لمح البصر
فأحتفظ به في جيبه لحين تجمعهما الصدفه
مره اخري
كان يقود سيارته بعصبيه شديده ويضرب بيده بشده علي عجلة القيادة..
كان يحدث نفسه بغضب: وانا زعلان ومتعصب انا مالى انا لا أعرفها ولا تبقى من بقية عيلتى .. هى شكلها بت من بتوع اليومين دول عند كل واحد شويه .. بس دى اسمها مسخره حضنين بعض وسط الناس .. اووف و انا مالى يكش يولعوا
عادت ملك حيث وجدت مالك يجلس مع سارة
فمازحهتم قائله
=شكلكوا ولا اتنين حبيبه
ابتسمت سارة بينما نظر مالك إليها بحده قائلا
=ليكى عين تهزرى
ملك بدهشة =في ايه عملت ايه انا
سارة بهدوء =خلاص يا مالك
ملك باستغراب =خلاص ليه .. في ايه إلي حصل
مالك بحده =حضرتك سيبتى اختك لوحدها وفي شباب دايقوها
شعرت ملك بالندم وتوجهت اليها وجلست علي ركبتيها امامها وقالت
=آسفه يا سارة كل دا حصل بسببي علشان سيبتك لوحدك...
سارة مقاطعه اياها بإبتسامه عزبه =ماحصلش حاجه لكل دا وربنا سترها وجه مالك
ملك بحزن =أنا عارفه إني غلطانه و...
قاطعتها سارة مرة اخرى بجدية =خلاص يا كوكى احنا نحمد ربنا علي كل حال
ملك بهدوء =الحمد لله .. ثم قرصت خدودها وقالت:
يسلملي الغالي والتفتت بنظرها إلي مالك قائله:
مش شبه ناس
مالك بضيق مصطنع = يارب صبرني
ضحكت سارة وملك وبعد انتهاء الحفل قرروا الذهاب للبيت
فى قصر الشهاوى...
غرفه يسودها الظلام وامير مستلقى فوق الاريكه .. يفكر فى تلك الفتاه التى يراها فى النادى .. فلم تكن المرة الاولى التى يراها عندما اصطدمت به فهو دائما ما يراها هناك تجلس وحدها او مع فتاه اخرى بجانبها ..
ولا ينكر انه غضب وتعصب منها عندما اصطدمت به فقد كانت تبدو له وكأنها كانت تقصد الاصطدام به فهو قد تفاجأ بأنها هى من صطدمت به
لكنه كان يتمنى عندما اصطدمت به لو كانت تنزع تلك النظارات السوداء التى دائما ما تحجب عنه عينها ..
لكن مالبث وظهرت على معالم وجهه الغضب و الضيق وهو يتذكر عندما رأها فى حضن رجل وتبكى وهى تتمسك بذلك الرجل
واخذ يفكر بصوت هامس لنفسه
=انا لسه عمال افكر فيها وافكر مين اللى كانت بتحضنه كده انا مالى اصلا .. قوق يا امير فوق
يتبع الفصل الثانى اضغط هنا
الفهرس يحتوي علي جميع فصول الرواية كامله"رواية عشقت كفيفة" اضغط علي اسم الروايه
تعليقات
إرسال تعليق