رواية عشقت كفيفة الفصل السادس والعشرون
لم تكن ﭑنثى كانت زهرهَ مّلونه كأجنحة فراشه
وصل كلا من امير وسارة الى تلك القريه السياحيه التى انبهر امير من روعه وجمال تصميمها المعاصر، بجانب كونها من أكبر القرى السياحيه فى مصر إلا أنه لم يزورها قط، لكنه رسم ابتسامه ساخرة عندما رأى تمثال لاسم القريه "وسام" فى مكان يبدو وكأنه خاص بالتصوير بسبب تجمع الناس حوله هكذا، بجانب تلك الازهار والأشجار النادرة.....
اخرجه من شروده هو همس سارة باسمه التى كانت تجلس بجانبه فى المقعد الخلفى، ليلتفت امير إليها مجيبا اياها بهدوء =نعم يا سارة !
لتجيبه بتوتر تحاول ان تبدو هادئه قدر الامكان لكنها بالفعل تشعر بالتوتر والارتباك ليس خوفا من المكان او الذكرى فهى قد قررت أن تقضى مع امير تلك الشهور القادمه وان لا تهتم بهم بالماضى، لكن ما يوترها هو كونها بذلك المكان الواسع، تتذكر عندما حضرت الى هنا من قبل برفقة مصطفى فى السابق عندما كانت تبصر ورغم ان المكان فى ذلك الوقت مازال جديد الا انه كان مزدحمًا وكان مصطفى يفعل ما يشاء بالقريه لأنها له وبالتالي هى لانها كانت خطيبته فى ذلك الوقت، لكن الان هى لا تبصر ولا تعرف امير جيدا هى بالأصل لا تعرف طباعه فهو شخصيه متقلبه لأبعد الحدود...
تفيق من شرودها وافكارها عندما همس امير باسمها قائلا بنبرة هادئه
=سارة .. فى ايه؟ انتِ كويسه؟!
لتتنفس بقوة وتزفر الهواء بتعب قائلة بضعف
=لا مفيش بس تعبت شويه، هو فاضل كتير؟!
ليتحدث امير بلهفه بعد ان اغلق الزجاج الذى يفصلهم عن السائق ويعتدل بجلسته
=حاسه بأيه فى حاجة وجعاكى؟ تحبى نطلع على مستشفى......
لتقاطعه سارة قائلة برقه وابتسامه بسيطة وهى تسحب يديه التى كانت تحيط بوجنتيها
=مفيش حاجه صدقنى انا كويسه هو بس إرهاق
ليوما لها امير برأسه وعندما تذكر انها لا تراه تحدث وهو يسحبها ليحيط كتفيها ويجعلها مستلقيه فوق صدره = طب تعالى، ارتاحى كدا شويه واحنا شويه ونوصل
لتتجمد هى انفاسها ما ان لامست رأسها صدره الصلب ليميل يهمس باذنها بخفوت
=اهدى يا سارة انا جوزك
تلك الكلمه المكرونه من اربعه أحرف لم تزيدها الا توترا وارتباكا لكنها حاولت ان تشغل بالها بأى شئ اخر..
لتمر الدقائق الى ان توقفت السيارة امام مدخل القريه الاساسى الذى يوجهه الى الاستقبال، ليترجل هو اولا بعدها يساعد سارة بالنزول من السيارة لتتمسك سارة بمرفقه بقوة ليربت هو على كفها بهدوء، ليدلف كلا منهما ويبدأ امير بالإجراءات اللازمه .
الأحلىُ من الحبَ . . إنك حبيّبيُ
كانت مشغولة بإعادة ترتيب الغرفه بعد ان جاءت الغرفه التى كانت قد اختارتها من قبل ليصبح المكان فوضوي حيث افرغت الغرفه من متعلقاتها هى ومالك .
لتاتى تلك المجنونه تدلف كالصاروخ تهتف باسمها لتولين =تولين أين انتِ يا فتاة
لتقف محلها عندما رأت تولين بين كومة من الملابس تعيد ترتيبها الى الخزانه، لتقول بتهرب
=طب يا تولين شكلك مش فاضيه اجيلك وقت تاتى ياقلبى باى
لتردف الاخرى قائله بلهفه
=لا ملك بليز تعالى ساعديني عشان اخلص قبل ما مالك يرجع انتِ معندكيش جامعه النهاردة مش هعطلك
لتلتفت ملك اليها وهى ترسم فوق ملامحها الجديه والتفكير لتردف بغطرسه مصطنعه
=انا عارفه انك مش هتعرفى تعملى حاجة من غيرى افصحى المجال يا بنتى
لتلقى عليها تولين احدى الحقائب الخاصه التى كانت امامها بها قائله بغضب
=دا انتِ بارده
لتجيبها ملك بخوف مصطنع وهى تتجه لتربت التسريحه
=الله خلاص يا رمضان بهزر ايه مش بتهزر
لتحرك تولين رأسها بالنفى على يأسها من تلك المجنونه ليستمر الصمت للحظات تقطعه ملك قائلة بفضول
=قوليلى بقى مالك عامل معاكى ايه ؟!
لتتنهد تولين بتعب وهى ترتب حقائبها داخل الخزانه
=الحمدلله بقى احسن من اول يومين جواز بس...
لتحرك رأسها بالنفى لا تريد ان تفكر بسلبيه فيكفيها انه يعاملها بحنان واحترام رغم عدم وجود الحب والشغف من جهة هو، لتردف ملك قائلة بهدوء وجديه عكس ما كانت عليه
=بس ايه يا تولين...
لتردف تولين بنبرة قريبه للبكاء وضعف
=بس هو بعيد بعمل زى ما قولتى وبحاول أقرب بس هو بيبعد، مالك مش خايف من بدايه العلاقات زى ما بتقولى مالك مش عاوزني انا، انا .. انا خايفه يسيبني ويطلقنى بعد 6 شهور زى ما اتفقوا
لتقترب منها ملك محتضنه اياها قائلة بنبرة رقيقه حنونه وهى تربت فوق ظهرها
=شيلى الأفكار دى من دماغك خالص، صدقينى هو زى ما قولتلك دا غير ان الايام اللى فاتت كنتى انتِ بتروحي عند جدك وهو مشغول عشان البطولة يعنى مفيش وقت تتجمعوا فيه مع بعض..
لتبعدها قليلا قائلة بمرح حتى تخفف عن تولين
=وبعدين ياستى دا انتِ المفروض تهيصى دا انتِ طالعه الغردقه معاه يعنى المفروض تظبطيه
لتنهى حديثها بغمزه لها وهى تبتسم ابتسامة خبيثه مضحكه، لتضربها تولين بخفه وقد توردت وجنتيها من الخجل لتردف ملك قائلة
=ايوة كدا اضحكى خلى الشمس تضحك
تولين وهى تمسح دموعها بكفيها
=نفسى افهم ازاى بتبقى جد وفجأة تقلبى كدا
ملك بغرور مصطنع وهى ترفع رأسها للأعلى
=دى قدرات لا يعلمها غيرى
=مجنونه
همست بها تولين وهى تغلق الخزانه بعد ان انتهت من توضيبها، لم تسمعها ملك عندما همست الاخرى بكلمتها لتردف قائلة =هو مالك هيتأخر
لتردف تولين قائلة بهدوء =مش عارفه بس هو هيتصل بيا اول ما يقرب يوصل
لتردف ملك بضيق مصطنع قائلة بحنق
=مش عارفه انا رجالة ايه اللى بتتصل قبل ما تيجى بيتها.....
=وانتِ فاكرة الناس كلها زى حالاتك بطب زى القضى المستعجل؟
تجمدت بمكانها وكأن دلو من الماء المثلج سكب فوقها تبتسم ابتسامة بلهاء تشير الى الخلف وهى تنظر الى تولين متحدثه بكلام غير مفهوم
=ه..ههو ابن.. دالي.. داليا
بينما تولين كانت تحاول ان تكتم ضحكاتها على شكل ملك وهى مذعوره بتلك الطريقه المضحكه، لتحاول ملك استجماع شجاعتها الضائعة قائلة بقوة غير حقيقيه وهى تلتفت لتصبح بمواجهة مالك
=ايوة بقى المفروض تيجى من غير استئذان دا بيتك ولا هو بس عشان ست تولين تستعد ما انت طول عمرك بتطب علينا
ليقترب مالك من تولين ليقف بجانبها ميحيطا كتفيها بذراعه اليسار يقربه منه، لتضع هى رأسها فوق صدره بحركه لا ارادية منها تتشبث بملابسه من الخلف
ليردف مالك قائلا مغيظا اياها
=هى مراتى وحبيبتى انتِ مالك...
لتقاطعه ملك قائلة بخبث وهى تغمز له بمرح
=قول بقى انك عاوز تسمع صوتها كل شويه ماشى يا عم الله يسهلك
ليردف مالك بهدوء ونبرة مستفزة
=ايوة، انتِ اصلا غيرانه عشان محدش معبرك
لتردف ملك بضيق مصطنع وهى تقف أمام الباب فى استعداد للخروج
=راعى مشاعرى شويه، هو مفيش غيرك انت واختك ودلوقتي مراتك، ارحموا نفسكم شويه هو هناك وهنا
لم يهتم بما قالته بل اردف قائلا ببرود وهو يقبل رأس تولين
=متنسيش تاخدى الباب وراكى
لتضيق ملك عينيها وهى تنظر اليه قائله بتوعد كاذب
=ماشى يا ابن داليا ..
وما ان جاءت لتخرج من الغرفه الا أنها عادت قائلة بنبرة جديه غير ما كانت عليه فهى كما قالت تولين تتحول من دقيقه الى اخرى
=اه صح خالتو حاولت تكلمك كتير بس انت كنت غير متاح وقالت انها عايزك ضرورى ابقى كلمها عشان مش ناقصه زن ومتنساش فرق التوقيت
ليجيبها مالك بتاكيد = هكلمها حاضر كويس انك فكرتينى
ملك بفضول =هو فى ايه صح
مالك ببرود =ميخصكيش
ملك ببكاء مصطنع وهى تمثل الملامح الحزينه فوق وجهها قائلة
=هو انا مرات ابوك يا مالك فى ايه يا حبيبى، اكيد مراتك هى اللى غيرتك عليا كدا، انا قولت سيبها وجوزك بنت عمتك........
قاطعها مالك بقوة قائلا بصوت عالى وقد جن من تلك المجنونه
= برا ولما تعرفى عيلتك ابقى اكلمى
لتغلق الباب خلفها بقوة، ليردف مالك وهو يحرك رأسه بالنفى =مجنونه
لترفع تولين رأسها عن صدره سأله اياه بنبرتها الرقيقة
=متصلتش ليه عشان اجهز الاكل
مالك وهو يخرج هاتفه من جيب بنطاله
=اول ما جيت اتصل بيكى فصل شحن، بس شطوره خلصتى بدرى انا فكرت مش هتلحقى
لتبتسم تولين له قائلة بحماس
=عيب عليك، دا انا خلصت الدولاب ورجعت ورجعت شنطك فى الصندوق الجديد بس كانوا تقال اوى بصراحه فحطيت واحد والتانى مقدرتش
ليوجهها مالك ناحية الفراش يجلسها فوقه قائلا بلهفه حنونه
=وليه شلتيها يا تولين، وبعدين كنت عاوز افرزهم عشان الحاجات اللى ملهاش لازمه
لتجيبه تولين برقه =مفهاش حاجه يعنى، بس هو ينفع اسأل سؤال
ليجيبها مالك وهو يخلع الجاكيت الذى يرتديه قائلا بجديه =اسألى
لتردف بارتباك قائلة =هو انت عندك عمه وخاله ... انا مقصدش حاجة والله بس هو اصل.... انا قصدى فى الفرح مكنش فيه غير صحابكم فبسأل
ليبتسم مالك بخفه على ارتباكها يقترب ليجلس بجانبها قائلا بهدوء
=مش بالظبط انا عندى خاله واحده وعم واحد بس لكن معنديش لا عمه ولا خاله هى بس ملك كانت بتستظرف مش اكتر وبالنسبه لما قالت هنا ولا هناك عشان احنا كنا عايشين فى المانيا .....
لتقاطعه تولين قائلة بصدمه
=يعنى انتوا اجانب بجد؟ ايوة ما هو مش معقول انتو التلاته تكونوا شقر.....
لتقاطعها صوت ضحكة مالك الرنانه لتشعر بالسعادة وهى تسمع صوت ضحكته اخر مرة رأته بها يضحك كانت عندما كانا يشتريان فستان زفافها وكانت عندما اشتبكت مع العاملة هناك حيث كانت الاخيرة تلقى له بنظرات غير بريئه ...
اخرجها من تفكيرها عندما سمعته قائلا
=مين اللى قالك كدا وضحك عليكى، ملك دى ازاى اجنبيه بس...
لتقاطعه معترضه =طب ولكنتكم
ليردف مالك بجديه وهو ينهض من مكانه
=لو تحبى هحكيلك قصة حياتى كلها بس دلوقتى ادخل اخد شاور تكونى جهزتى لينا الاكل عشان ميت من الجوع
لتنهض قائلة بلهفه
=بعد الشر عليك ادخل وانا هحط لبسك على الاكرة بتاعة الباب وهتطلع الاكل يكون جاهز... اجبلك الاكل هنا لو مش هتقدر تنزل
ليبتسم مالك وهو يراها تتحرك بخفه فهو كان لا يريد بمثاليه الجسد او الكمال فيكفي أن يكون قلبها لن ولا يَغُرها أكثر منه جمالاً او منصباً وها هو قد حظى بها لكن الان معه الاثنين فتاه حنونه وجميلة
البَال مش فاضي، البال مليان شوق الك
عند المقابر التى اصبح كل من يراها يظن انها قطعه من الجنه بسبب كثرة الورود التى بها !
7 سنوات وهو على عادته ما ان يأتى لزيارتها يزيّنها بالورود، الى ان اصبحت كحديقه من كثرة الورد الذى بها .
لنجده يقف امام القبر بحزن محفورا بقلبه وبيده سلسال به اسم "عهد" .
عدى بصوت مبحوح ضعيف
= عهد، انا بموت خلاص بقيت مش قادر حقيقى انا آسف بس خلاص عارفه إنى من يوم ما سبتينى و انا مسبتش بيتنا يوم واحد، بس دا هيكون ظرف مؤقت عشان مش انساكى أنا لو فضلت هنا اكتر هخونك مش هقدر اسيب بيتنا اللى فاضلى منك وفيه حياتنا اللى انا عايش عليها و بتنفّسها زى الهوا؟ طب ازااى؟
قلبى الغبي عاوز يقرب من حد غيرك واتجوزها !
مش ممكن ابقى لغيرك مستحيل ! مش كفايه سيبتينى ف الدنيا كمان اسيب ذكراكى اللى بقيلى!!
ليصمت عدى لمدة لا بأس بها يحاول ان يخرج صوته ليخرج مرتعش
= كان نفسك نجيب بنت واسميها ملك .. شوفتى قلبى بقى اختار ملك بس مش هتاخد مكانك أنا خلآص قررت يا عمرى انتى يا بعد عُمرى، كان نفسى تبقى احسن مهندسه، كنت بحلملك بكده،. كان زمانك اتخرّجتى يا قلبى عارفه انا مرضتش اتجوز ليه او أقرب من ملك عشان مخلّفش .. عشان مجيبش عيال يشاركوا حلمك انك تكونى ام لولادى افضل عايش بس على كلمه بابا اللى كان نفسك ولادنا يقولها
لتختلط دموعه وهو يتحدث بمرارة : الايام وحشه اوى من غيرك أنا بموت والاسم انى عايش أنا محتاجلك اوى يا عهد حلمت بيكى تاخد عزايا و انا اللى خدته فيكى كنت مستنيكى تقفى على قبرى و تدعيلى و ادينى انا اللى واقف، كنت عايزك ضهرى و سيبتنى و كسرت ضهرى اووى ببعدك !
ظل عدى بمكانه لمدة طويله امام القبر
سنوات كثيرة و هو لا يتوقف عن عادته، يأتى اليها حينما يمتلك الوقت .
لينهض ببطئ من مكان جلوسه وهو يعلم اين هى وجهته القادمه فهو قد قرر الاستسلام، سيضرب احتجاج قلبه بعرض الحائط سيهرب لا يريد ان يفكر بفكرة انه يخون عهده ومن اجل من من احل طالبه لديه لا والف لا سيدعث على قلبه بلا رحمه تاركا كل شئ من خلفه .
لا تقترب مني فأنا شخصًا بائس، كثیر الأحزان، مُتھالك رمادي یحترق بسرعة، كثیر الخدوش حیاته سوداویة لا ینام إلا بعد أن یبكي كثیرًا، یعشق الحزن، یضجر ویتحسس سریعًا، یعاني من العیش، كثیر الأرق ومليء بالإكتئاب، ثمًلا في الفراش، لا ینام إلا في ساعات اللیل المتأخرة قلبه مكسور و وجهُ بائس، قبیح المنظر یكرههُ الجمیع، ومنعزل في غرفته وحید بھا فماذا ترید مني فأنا عدیم الفائدة لذا لا تقترب.
أنت من جعلتني أشعر أني أمتلك حظا لأول مرة
حملت الصينيه الممتلئة بالطعام للتوجه به نحو غرفتهما فى الاعلى، لتضعها فوق الطاولة الوحيدة بالغرفة، وما ان خرج زوجها من الحمام سألته
=هتاكل هنا ولا تحت يا مالك؟!
ليرفع مالك رأسه له حيث كان يجفف شعره بإحدى المناشف، وما ان رأته تولين وهو بتلك الوسامة حيث كان يرتدى ترينيج رياضى باللون الأسود الذى يعكس بياض بشرته بالاضافه الى قطرات الماء التى تتساقط من شعره لتظل محلها تتأمله للحظات، لتفيق من تأملها على صوت ضحكته وهو يقول بمرح
=انتِ بتسألينى يا تولين بعد ما طلعتى الاكل خلاص، كل دا ياستى عشان احكيلك
لتجيبه تولين ببراءة قائلة بلهفه
=لا مقصدش قصدى عشان متتعبش .. لا قصدى انه
لتشعر بالخجل انه ادرك مخطتطها فهى صعدت بالطعام حتى يكون بالحديث ارياحيه عن الاسفل، ليقترب هو منها قائلا بمرح
=خلاص يا فراولتى هحكيلك تعالى ناكل بس وهحكيلك
ليسحب لها مالك الكرسى مر تجلس عليه بينما هو جلس امامها ليبدأ فى تناول الطعام
جلست تولين بتأهب تنظر اليه باعين متسعه مترقبه بينما تراقبه يضع اول قطعه من من المعكرونه بفمه
اطلق تنهيده تلذذ فور ان ذاق المكرونه فقد كانت ألذ مكرونه بشاميل قد اكلها بحياته رفع نظره اليها ليراها علي حالتها من الترقب تلك ليقرر مشاغبتها قليلاً همس بينما يتصنع ابتلع الطعام بصعوبه راسماً الاشمئزاز فوق وجهه
=ايه ده يا تولين ؟!
همست بصوت مرتجف بينما تهز رأسها وعينيها تنتقل من وجهه الي طبقه الممتلئ بالطعام
=اييه ؟!
اجابها و لايزال الاشمئزاز مرتسم فوق وجهه
=استني ما ادوق الفراخ المشاويه يمكن يكون فيها الامل شويه
قطع قطعه من الفراخ واضعاً اياها بفمه برغم جمال مذاقه الا انه هتف بغضب مصطنع
=ايه ده يا تولين فحم الفراخ عامله زي الفحم
همست بصوت مرتجف بينما امتلئت عينيها بالدموع فقد صنعت هذا الطعام له خصيصاً من اجل اسعاده لكن لقد خربت الامر تماماً
=انا .. انا
لكنه لعن بصوت مرتفع بينما ينتفض واقفاً جاذباً اياها من فوق مقعدها عندما رأها علي وشك الانفجار بالبكاء احتضنها بين ذراعيه مقبلاً رأسها بحنان لاعناً نفسه علي فعلته الحمقاء تلك لكنه كان يرغب بالمزاح معها فقط
=بهزر معاكى و الله يا تيتو الاكل جميل و تحفه
ليكمل عندما هزت رأسها المندس بصدره رافضه تصديقه
=و الله العظيم كنت بهزر المكرونه روعه و عمري ما اكلت في حياتي مكرونه في حلاوتها
همست بتردد بينما ترفع رأسها من فوق صدرهذ
=بجد؟!
اومأ برأسه قائلاً بحنان
=بجد
تنفست بقوه مزيله دموعها بيدها قبل ان تتجه نحو الطاوله قائله بهدوء غريب يعاكس حالتها السابقه
=تمام يلا ناكل
وقف مالك يتطلع اليها بشك فاستسلامها بتلك السهوله دون ملامته علي خداعه لها لم يريحه راقبها بينما تعود الي مقعدها مره اخري بهدوء شارعه في تناول طعامها بتلذذ
=تصدق فعلاً عندك حق المكرونه تحفه
جلس علي عقبيه امام مقعدها محيطاً وجهها بيده مديراً اياه نحوه بلطف
=زعلانه؟!
ابتسمت قائله بمرح
=هزعل من ايه يا حبيبي انت كنت بتهزر عادي
لتكمل بينما تمرر يدها بحنان فوق وجنته
=يلا كل قبل ما المكرونه تبرد انا عارفه انك بتحبها سخنه
امسك بيدها التي فوق خده طابعاً عليها قبله عميقه فوقها قبل ان ينهض مغمغماً بمرح
=وانتي بقي عرفتي كل الاكل اللي بحبه ده ازاي؟!
اجابته بخجل بينما تتناول طعامها بهدوء
=من ملك قعدت معها النهارده وعرفت منها كل الاكل اللي بتحبه المكرونه بشاميل، والفراخ والكفته المشويه والحمام المحشي ،وورق العنب
لتكمل بحماس بينما تضع قطعه من الطعام بفمها
=ان شاء الله المره الجايه هعملك الحمام المحشي وورق العنب
كان يراقب تحدثها بهذا الحماس شاعراً بقلبه يكاد يقفز من صدره من شدة دقاته فاهتمامها هذا مس مكان بقلبه لم يصل اليه احداً من قبل مد يده عبر الطاوله متناولاً يدها بين يده ضاغطاً عليها بحنان هامساً بصوت اجش ممتلئ بالعاطفه
=شكرا جدا يا تولين
ضغطت علي يده هي الاخري وقلبها يرقص من الفرح داخلها فبرغم عدم نطقه بحبه لها الا انها تراه دائماً في عينيه و نظراته لها وفي كل شئ يفعله من اجلها
بعد انتهائهم من الطعام ساعدها بلملة الاطباق وبعد انتهائهم جلست بجانبه فوق الفراش تنظر اليه بترقب ليبتسم هو على شكلها الطفولى يعتدل بجلسته ليكون امامها قائلا بهدوء مرح
=مستعجله تعرفى انتِ اوى مش كدا
لتجيبه بلهفه قائلة
=اوى نفسى اعرف انا اصلا معرفش حاجة عنك خالص ونفسى اعرف اوى
ليردف مالك بهدوء قائلا =طب ياستى قولى عاوزه تعرفى ايه وانا هجاوبك
لتجيبه تولين بدون تفكير وسرعه
=كل حاجة من الول خاص وبالذات لكنتكم عشان حلوة اوى بصراحه
انهت حديثها بنبرة خجله وهى تنظر الى عينيه الزرقاء التى تأثرها، ليجيبها هو بضحك معلقا على حديثها الاخير
=عاجبك لاكنتنا بتاعة العربى
ليحمحم بعدها بجديه قائلا
=اوكِ بصى يا فراولتى انا واخواتى ملك وسارة مصريين عادى بس مولودين فى المانيا ومعانا الجنسية الألمانية وعايشين هناك معظم حياتنا دا لو مكنش كلها على الأغلب..
ليصمت للحظات يحاول تذكر شئ =بس بابا وماما الله يرحمهم رجعوا مصر وانا وسارة كنا فى ثانوى ومكنش ينفع ننزل مصر عشان الدراسه
لتساله تولين ياندهاش =وكنتم عايشين لوحدكم انتوا التلاته بس
ليتنهد مالك تنهيدة طويلة يجيبها
=لا كان عمى وخالتي جمبنا للأسف
لتسأله تولين باستفسار وهى تلاحظ عبوس وجهه عندما اردف بحديثه الاخير
=ليه للأسف وليه التنهيدة دى هو فيه حاجة
مالك بتهرب =لا عادى بس كانت مسؤليه عليا وكنت خايف انى مكنش قدها
لتبتسم له تولين ابتسامه عاشقه تمسك بيده تضغط عليها بحركه مشجعه
=انت دايما قد المسؤليه يا مالك، قولى بقى ايه سر لكنتكم وانكم جمال اوى
ليضحك مالك على حديثها الطفولى قائلا من بين ضحكاته
=والله انتِ اللى جميله، بصى يا فراولتى بابا المانى وماما هى المصريه وانا شبه ماما الله يرحمها بس بينى وبينك هى احلى منى بكتير، فيه جملة كتير اوى بسمعها انه الاصل احسن من التقليد وهو كدا، هبقى اوريكى صورتها بعدين
تولين بفضول وطفوليه وهى تقترب بجلستها منه
=طب مامتك عارفه إنى زنانه بس ملك دايما تقول ابن داليا ونفسى اسمع عنها
ليتنهد مالك بطول يضع يده فوق موضع قلبه ليتنهد بطول قائلا بشرود
=امى دا كانت اعظم حاجة فى حياتى مش كانت هى فعلا امى احلى حاجه كنت متعلق بيها جدا، كانت صاحبتى وكل اسرارى واسرارها مع بعض كنت بعتبرها بنتى اكتر من امى، وكنت رافض فكرة ان هم ينزلوا مصر عشان منتفرقش، المختصر يعنى كنت متعلق بماما اكتر وهى كانت متعلقه بيا اكتر من سارة وملك وعشان كده ملك بتقولى يا ابن داليا
كانت نبرته حزينه يحاول صبغها بالبرود لعدم إظهار حزنه لها لكنها ميزتها لتقترب منه تجلس بجانبه بدلا مما كانت تجلس امامه، تسندت برأسها فوق صدره عاقده ذراعيها حول خصره متشبثه بظهر قميص ترينجه من الخلف بينما تستنشق بعمق رائحته التي تعشقها قائلة برقه وحنان
=ان شاء الله اول بنت تجيبها سميها داليا
نظر اليها مالك بشغف وامتنان قائلا
=ان شاء الله يا تولين، تعرفى نفسى يكون عندى بنات كتير اوى
لتشعر تولين بألم بقلبها عندما قال حديثه الاخير حيث انه لم يذكر غير انه يريد أطفال ولم يذكر ان يكونوا منه لتحاول رسم ابتسامه خرجت منها ضعيفه مرتعشه، ليرفع هو رأسها ينظر اليها بنظرات لم تفهمها..
لينحني برأسه متناولاً شفتيها في قبله رقيقه وبذات الوقت عميقة انصدمت تولين فى بادئ الأمر لكن ما لبثت لحظات الا وتجاوبت معه بخجل، عندما لاحظ مالك تجاوبها الخجول تعمق اكثر بقبلته..
استمر الحال بينهم كما هو لوقت لا بأس به لتشعر تولين بانقطاع انفاسها لتفصل تولين قبلتهم تلك هامسه بانفس ثقيله لاهثه متلعثمه
=مالك ... لا ... تعالى... اوريك حا..جه فى البل..كونه
زمجر باعتراض بينما يخفض رأسه متناولاً شفتيها يقبلها بلهفه وشغف ومازال تحت تأثير قبلتهما
=شش مش عاوز
فصلت تولين قبلتهم تلك بصعوبه ابتعدت عنه بينما تهتف بلهاث خجول
=لا مينفعش
زفر مالك بضيق بينما يفرد يده علي جانبيه باستسلام
سحبت تولين يده تتجه به نحو الشرفه وابتسامه خبيثه فوق وجهها لتجعله يقف بالشرفه قائلة بهدوء وهى تحاول منع ابتسامتها
=هدخل اجيبها بس خليك هنا ماتطلعش
ثم التفت سريعاً مغلقه باب الشرفه الزجاجي بالمفتاح من الداخل شاهدت مابك بينما يستوعب اخيراً ما فعلته فقد قامت بحجزه داخل الشرفه
هتف من خلف الباب الزجاجي
=افتحي يا تولين
هزت كتفيها بالرفض هاتفه بصوت مرتفع حتي يصل اليه
=لا خاليك عندك علشان تبقي تهزر معايا براحتك
هتف بحده بينما يضرب الباب بقبضته
=قولتلك افتحي يا تولين تخلني اتجنن عليكي
هتفت مجيبه عليه وهي تبتسم ببرود
=اتجنن براحتك وريني هتعمل ايه
سمعت زمجرته الغاضبه التي وصلت اليها عبر الباب الذي احتجزها و وصلت اليها كزمجره شرسه فماذا اذا ستكون تلك الزمجره المرعبه اذا كان الباب لا يفصل بينهم.
اتجهت نحو الفراش ببطئ جالسه فوقه مربعه القدمين اسفلها تراقبه و هو يدور في الشرفه كأسد محتجز في قفصه تناولت صحن المقرمشات الموضوع فوق الطاوله ثم بدأت تتناوله وهي تشاهده باستمتاع كما لو كانت تشاهد فيلماً مسلياً.
لكن تشددت يدها بعصبيه عندما رأته يمسك باحدي المقاعد ويرفعها بالهواء ويهوي بها فوق الباب الزجاجي محاولاً كسره لكن فشلت محاولاته العديده فقد كان الزجاج غير قابل للكسر مما جعل تولين تنفجر بالضحك القي بالمقعد بغضب بينما يتنفس بحده وعينيه المسلطه عليها تنبثق بالشراسه.
جلس باستسلام اخيراً فوق الاريكه التي بالشرفه وعينيه مسلطه عليها مراقباً اياها وعينيه تعصفان بالغضب وهي تتناول المقرمشات باستمتاع وبرود مرر ابهامه فوق خط رقبته بالعرض كاشاره لها بانه سوف يقتلها، هزت كتفيها ببرود كاجابة علي حركته تلك مخرجه لسانها له باستفزاز.
مرت ساعه وهم علي وضعهم هذا حتي نهضت تولين وذهبت الي الحمام وعند عودتها رأته قد استلقي فوق الاريكه نائماً يضم ذراعيه فوق صدره دلاله علي شعوره بالبرد، شعرت بقلبها يخفق بشده مؤلمه عندما شاهدته نائماً بهذا الوضع.
فتحت الباب سريعاً متجهه نحوه انحنت فوقه تهز كتفه برفق هامسه باسمه لكنها صرخت فازعه عندما قبض علي يدها جاذاً اياها فوق من ثم استدار جاعلاً اياها تستلقي اسفله هتفت بغضب طفولى
=بتضحك عليا وانا اللي فاكراك نايم وصعبت عليا والله ما تستاهل ان...
ابتلع باقي جملته في فمه حيث اخذت شفتيه تلتهم شفتيها بنهم وقسوه تأوهت متألمه عندما بدأ بقضم شفتيها بقوه وعنف مؤلم افرج عنها اخيراً حتي تستطيع التقاط انفاسها...
همس بصوت اجش بالقرب من شفتيها
مما جعل رجفه حاده تسري بسائر جسدها عندما شعرت بانفاسه الدافئه تمر فوق وجهها اخذت تنظر اليه بعينين متسعه بينما صدرها يعلو وينخفض بشدة وهي تكافح لالتقاط انفاسها
=ده جزء من عقابك، علي الجنان اللي عملتيه فيا
ليكمل عندما رأها تهم بالرفض
=ما هو لا ده لأما اكسرلك دماغك تختاري ايه..
ضربته في كتفه بخفه هاتفه بينما تضحك
=مالك انت اتجننت....
همهم بينما ينحنى حاملا اياها بين ذراعيه قائلا بمرح هو يدلف بها الى الداخل
=مش انتي اللي قولتي اتجنن براحتك واديني بتجنن
ليضعها فوق الفراش برفق يستلقى بجانبها، يأخذها بين ذراعيه لتدفن هى نفسها داخله وكأنها قطة صغيرة تختبئ من الهواء البارد داخل احضانه
- "أعتقد أن أبشع ما يمر به المرء هو أن يدفع ثمن صدقه وعاطفته، يدفع ثمن أنه كان حقيقي أكثر من اللازم في يومٍ من الأيام."
كان جالساً بغرفة المكتب الخاصه به بقصره يراجع بعض الاعمال عندما سمع طرقاً فوق الباب امر بصوت حاد الطارق بالدخول دون ان يرفع رأسه عن الملف الذي بيده .
دلفت الخادمه الي الغرفه قائله بهدوء
=مراد بيه في واحد برا اسمه شادى الزيان عايز يقابل حضرتك.
عقد حاجبيه قائلاً بينما يرفع رأسه من فوق الملف الذي امامه
=مين ده؟ عايز ايه؟ واسمه شادى؟
اجابته بهدوء بينما تحرك رأسها
=معرفش حضرتك كل اللي قاله انه عايز حضرتك في موضوع مهم جداً بس شكله مش أجنبى
هز مراد رأسه قائلاً بهدوء بينما يغلق الملف الذي امامه
=خليه يدخل.
اومأت رأسها يينما تنصرف بهدوء ليدخل بعدها رجل في الخمسينات من عمره غمغم بهدوء بينما يجلس علي الكرسي الذي اشار نحوه مراد لكي يجلس وتعمد الرجل الحديث بالعربيه قائلا
=ازي حضرتك يا مراد باشا
هز مراد رأسه مجيباً اياه بصمت
اكمل الرجل قائلاً بهدوء
=حضرتك متعرفنيش بس مدام حضرتك تعرفني كويس.
ليكمل بينما يضع ورقه امام مراد الذي تأهب جسده فور سماعه كلماته تلك
=انا شادى الزيان اللي مراتك متفقه معايا فى انى اساعدها انها ترجع مصر هى وبنتها دينا او ديما مش متذكر بالظبط والموضوع الاساسى انها لحد دلوقتى مدفعتش باقى العربون
اهتز جسد مراد بعنف كمن ضربته الصاعقه شاعراً بالدماء تنسحب من جسده فور سماعه تلك الكلمات التي هزت كيانه باكمله
كانت تجلس هى وابنتها الوحيده يتحدثان بشتى المواضيع لتقاطعهم نفس الخادمه التى استقبلت ذاك الضيف ألذ يجلي برفقه مراد لتغمغم بتوتر
=منى هانم مراد بيه عايز حضرتك في مكتبه..
نهضت منى واقفه وعلي وجهها ارتسمت ابتسامه هادئة فور سماعها هذا توجه حديثها الى إبنتها قائلة بالالمانيا
"ساذهب ال بابا حبيبتى"
ثم اسرعت بمغادرة الغرفه دون ان تنتظر اجابتها غافله عن نظرات ابنتها المتحسرة هما يحدث بين ابويها، التي كانت تتبعها حتي ان اختفت عن مجال نظرها ...
دلفت منى غرفة المكتب بعد ان طرقت الباب وعلي وجهها لازالت تلك الابتسامه الهادئه مرتسمه لكن تلاشت ابتسامتها تلك ببطئ عندما وجدت انه لم يكن بمفرده كان يوجد شخص اخر معه.
تراجعت للخلف بقوه وقد دب الذعر بداخلها عندما رأت ذلك الرجل ينتفض واقفاً يهتف بحده بينما يندفع نحوها محاولاً مهاجمتها فور ان رأها تدخل الغرفه
=فين باقى فلوسي يا نصابه يا حراميه...
شعرت بالخوف يشل اطرافها فور سماعها تلك الكلمات اسرع مراد نحوهم واقفاً امام ذاك الرجل دافعاً اياه بقسوه بصدره مانعاً اياه من الاقتراب منها هاتفاً بشراسه بثت الرعب بداخل ذلك الرجل
=انت اتجننت عايز تمد ايدك علي مراتي ده انا ادفنك حي قبل ما تلمس شعره منها
غمغم الرجل بارتباك بينما يفرك صدره مكان ضربة مراد له
=معلش يا مراد باشا مقدرتش امسك نفسي لما شوفتها قدامي.
قاطعه مراد الذي كان علي حافة ان يهدم هذا البيت فوقه و فوق تلك الملتصقه بالباب و جهها شاحب من شدة بخوف
=اترزع اقعد مكانك.
اومأ الرجل بصمت بينما يتجه نحو مقعده يجلس فوقه مره اخري، التف اليها ليجدها واقفه بجسد مرتعش و اعين محتقنه قاوم رغبته بجذبها نحوه واحتضانها حتي يختفي خوفها هذا لكنه لا يستطيع فعل هذا حتي يفهم ما يدور حوله زمجر بقسوه لها
=تعالي.
ظلت مكانها تنظر اليه بتردد لكنها تحركت بالنهايه مقتربه منه بخطوات بطيئه متردده حتي اصبحت تقف بجانبه احاط كتفيها بذراعه مقرباً اياها منه
=كنت بتقول ايه بقي يا استاذ شادى
هتف مرتضي بينما يرمق منى بقسوه
=من حوالي 3سنين او سنتين ونص جالي وسيط وقالي ان فيه واحده عاوزه تهرب من جوزها وانه هو شخصيه كبيرة وله اسمه فى البلد وانها حتى لو معاها الجنسيه الالمانيه فهى بردوا غريبه عن البلد المهم الست جاتلى ومعاها شاب كدا طول بعرض الله اكبر وهو اللى كان تعاملى معاه وفى تانى مقابله الراجل اللى معاها جه لوحده ومعاه نص الفلوس وقالى ان الست هتبعتله باقى الفلوس تانى يوم ولحد الان ماعرفش عنه حاجة ولا شوفت خلقته ابن×××
كانت منى تستمع الي ذلك شاعره بالدماء تنسحب من جسدها ببطئ همست بصوت بينما تتراجع الي الخلف بعيداً عن يد منى التي اشتدت بقسوه حولها
=و الله العظيم مش انا ... انا ماتفقتش
لتكمل بهستريه اكبر عندما رأت مرتضي يخرج من جيبه هاتفه الخاص ويعرض عليه فيديو يبينها وهي تتفق معه علي أوراق ومستندات
صاح الرجل بغضب بينما يشير بالهاتف الذي بين يده امام وجهها
=انتي هتستعبطي والفيديو ده ايه هااا ايه...
لم يدعه مراد يكمل جملته واندفع يقبض علي فكه يعتصره بقوه مزمجراً بشراسه و قسوة
=قولتلك صوتك ده ميعلاش عليها.
ليكمل بقسوه دافعاً اياه الي الخلف ليسقط فوق مقعده
=فلوسك هتاخدها ومش عايز اسمعلك نفس تاني فاهم
اومأ شادى برأسه بصمت بينما يعتدل في جلسته علي المقعد
امسكت منى بذراع مراد عندما وجدته يتجه نحو مكتبه مخرجاً دفتر شيكاته من جيبه لتفهم علي الفور ما ينوي فعله
=بتعمل ايه يا مراد والله ما اخدت منه ولا عطيته حاجه صدقني
قاطعها بقسوه مزمجر من بين اسنانه بقسوه
=مش عايز اسمعلك صوت .. فاهمه
ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها بصعوبه بينما ترتمي جالسه فوق الاريكه التي باقصي الغرفه تتابع ما يفعله باعين متسعه محتقنه شاعره بان عقلها قد اصيب بالشلل من شدة الخوف والصدمه في ذات الوقت
بدأ مالك يكتب فوق دفتر شيكاته
مغمغماً بقسوه بينما يلقي الشيك نحو شادى
=ده شيك ب2 مليون جنيه، مليون باقى فلوسك ومليون علشان بوقك ده يتقفل ومسمعش صوتك تاني
نهض ملتفاً حول مكتبه حتي اصبح يقف امام شتدى الذي كان يتفحص الشيك الذي بين يده بلهفه قام بنزع هاتفه من يده الاخري قائلاً بينما يعبث بهاتفه حتي وصل الي الفيديو الخاص بمنى قام بارساله لنفسه من ثم قام بحذفه
= الفيديو ده معاك نسخه منه تانيه
هز شادى رأسه قائلاً
=لا يا مراد باشا النسخه دي بس
اومأ مراد برأسه قائلاً بينما يضرب فوق كتفه بقسوه بثت الرعب بداخله
=تمام كده تقدر تمشي بس عايزك بقي اول ما تخرج من باب الاوضه دي تفقد الذاكره يعني اسم مراتي تلغيه من عقلك كأنك مسمعتوش قبل كده لو نطقت به حتي بينك وبين نفسك همحيك من علي وش الدنيا.
ابتلع شادى الغصه التي تشكلت بحلقه بخوف
=اطمن يا مراد باشا .. عمري ما هفتح بوقي.
اشار له مراد بيده صارفاً اياه ليجمع الاخير اشياءه ويفر هارباً من الغرفه...
جميعنا نحاول التعافي من شيء بات ملازم لنا ، شيء لا احد يعلم عنه شيء
كانا يجلس كلا منهما بإحدى المطاعم فى تلك القريه التى تشبه الخيال بكل شئ بها، اراد امير وبشدة ان يساعد سارة بتناول الطعام لكنها رفضت وبشده طالبه منه ان يكون غذائها عبارة (سندويتشات) حتى يسهل عليها أكلها والا ينشغل بها رفض امير فى بادئ الأمر لكنه وافق مع اصرارها القوى، كان يستغرب حالتها منذ ان وصلا وهى جامده لا تتحدث كثيرا دائما شارده، حسنا هو يعلم انها قليلة الكلام لكن ليس لتلك الدرجه لا يعلم ماذا اصابها ولا يربد ان يسألها حتى لا تظن بأنه مهتم، ليحاول بدأ الحديث معها قائلا بدون تفكير للحظة واحده
=سارة هو انتِ ازاى بقيتى عاميه؟ ولا انتِ مولوده كدا
لتبتلع بصعوبه تلك الغثه التى تشكلت بحلقها وتبدأ الدموع بالظهور لتحاول منعها من الظهور أو ان يراها، لتفكر بيأس انها اذا بكت لن يلاحظ فهى ترتدى تلك النظارات السوداء والماسك الطبى [الكمامه] فلن يلاحظ احد لتقول بضعف وصوت مرتعش وهى تنهض من مكانها
=انا اسفه بس انا عاوزه ارجع بعد اذنك
ليستغرب هو حالتها قائلة باستغراب وهو يمسك يدها حتى يعيدها للجلوس مرة اخرى
=سارة انا قولت حاجة زعلتك فى ايه؟ زعلتى ليه؟
لترفض الجلوس ترجع خطوة للوراء ليسقط الكرسى مصدرا صوتا عالى، لتطلق هى صرخة فزع تضع يدها فوق اذنها وهى تخفض رأسها وتدور حول نفسها وكأنها تحاول ان تخرج نفسها من تلك الدوامة، لينتفض امير بفزع خوفا عليها جاذبا اياها اليه يحتضنها لتتشبت هى به ما ان علمت هويته من رائحة عطره التى نبهته على أن يضع منها بكثرة حتى يسهل عليها ان تتعرف عليه وهو بعيد عنها، لتتشبت به وكأنها طفل يختبئ من العالم بحضن امه، ليردف امير سائلا اياها بلهفة وقلق ويده تمر فوق ظهرها بحركه مهدئه
= سارة فى ايه مالك؟ انتِ كويسه طيب ؟
لتردف هى ببكاء،وضعف بينما تتشبت هى بقميصه من الخلف
=ماشينى من هنا يا امير عشان خاطرى بلاش هنا، انا عاوزه امشى ارجوك
ليستمع اليها يحملها بين ذراعيه بخفه ويسير بها بثقه بين الناس الى ان وصلا الى الجناح الخاص بهم ولم ينتبه امير الى تلك العيون التى تراقبه منذ ان نهضت سارة من مكانها الى ان صعد بها امير الى جناحهم..
بينما امير ما ان حملها بين ذراعيه اختبأت هى برأسها فى كتفه، ليشعر بعدها بلحظات بانتظام انفاسها ليعلم انها قد استغرقت بالنوم، ليضعها برفق فوق الفراش يأخذ نظارتها ويسحب عنا ذلك الماسك الذى ترديه لينصدم من دموعها التى رأها ما ان ازال عنها النظارات والماسك لتبدا التساؤلات داخل عقله
"ستقتلني يومًا هذه المزاجية، سأقع يومًا وأنا أتأرجح بين السعادة و التعاسة، بين الإكتراث و اللامُبالاة.. الشعور واللاشعور.. سأتلاشى في المُنتصف."
يتبع الفصل السابع والعشرون اضغط هنا
الفهرس يحتوي علي جميع فصول الرواية كامله"رواية عشقت كفيفة" اضغط علي اسم الروايه
تعليقات
إرسال تعليق