رواية عشقت كفيفة الفصل الثالث والعشرون
رغم بشاعة أغلب المواقف إلا إنني شاهدت بكل ثبات طريق تحول الأشخاص المفضلين إلى غُرباء..
••
ليردف ببرود وهو على نفس حالته
=مشكلتك يا كارما انك عاوزة كل حاجة جاهزة ومن غير تفكير او مجهود
لتردف الاخرى بضيق =قصدك ايه
الياس ببرود =قصدى ان مراته لو عرفت انه مش مصرى وما عليكى من كدا دى لو عرفت سر واحد من اللى هو او اخواته عرفينه هتتسيبه
لتنظر اليه كارما بعدم فهم وهى تعقد حاجبيها بقلق مبهم تتسأل داخلياً كيف لهذا الذى امامها ويجلس ببرود هكذا ان يفشى بسر صديقه هكذا، لا بل ويتآمر معها على مالك ويحثها على أن تفضحه عند زوجته للأخير لتردف بتسأل
=وانت مستفاد ايه لما انا افضحه، دا انت اول واحد هتتضر
ليرفع رأسه ينظر اليها بعدما كان يقوم بالعبث بهاتفه، ينظر اليها بابتسامة جانبية ساخرة
=مش بقولك عاوزه كل حاجة من غير مجهود او تفكير..
ليكمل بعدها بحده قائلا بفحيح، نبرته وحدها جعلتها ترتعد خوفا وخاصة عندما تحولت عينيه للأزرق الداكن يحيطها اللون الأحمر
=لأنه هو السبب فى كل اللى انا فيه، كان زمانى دلوقتى رئيس مجلس ادارة شركات ديمرى الالمانيه بس بسبب ضميره الزيادة كانت ايه النتيجه.....
ليكمل بسخرية لاذعه : زى ما احنا شايفين عم.......
لتقاطعه هى بتوتر وقد لاحظت مدى كرهه لمالك
=وانت ليه ممثل عليه الطيبه طالما بتكره كدا ؟!
ليردف بجدية وهو ينظر الى اللاشئ امامه
=عشان مالك عنيد ومش هيرتاح غير لما يرجح حقه، ولما يرجعه لازم اكون انا اللى واقف جمبه ومعاه......
لتكمل هى بدلا عنه قائلة بصدمه من تفكيره وكيف له ان يمثل الصداقة على مالك بينما هو يعتبره عدواً له كيف لهذا ان يحدث لم تتخيل ان يكره مالك بتلك الطريقه
=عشان مالك يعرف انك كنت واقف معاه ومسبتوش لحد ما حقه يرجعله
ليومأ لها بتأكيد، لتكمل هى قائلة بجديه
=يبقى تساعدني وكل واحد عشان مصلحته انت عاوز اللى مع مالك وانا عاوزه مالك ليا، قولى اعمل ايه واخلص من مراته ازاى؟
ليرمش بعينيه دلالاة على الموافقه بينما ينهض من مكانه يخرج بعض الأوراق المالية فوق الطاولة وبعدها يودعها ببرود ويغادر المكان من بعدها، لتنظر هى الى اثره تفكر بشرود .. هى لا تريد الاذيه لمالك هى فقط تريده لها!. والياس لما يخبرها انه سيؤذى الاخر هو فقط يريد ما مع مالك ومالك أبدآ ما كان بخيلا على اصدقائه .. اذا فهذا أمرا عاديا .. هكذا ما اقنعت به نفسها وهى تتفاوض بينها وبين نفسها.
أصبحت الدنيا مجرد بحث عن المصالحِ على حسابِ قلوبٍ ومشاعر البشر !.
تعالى فجأه صوت صراخ شابة شديدة الجمال في اواخر العشرينات من عمرها تقول بغضب وذهول
=إتجوز .. امير إتجوز .. طيب امتى وإزاي ولما هو عاوز يتجوز مخترنيش انا ليه، انا بنت الانصارى الي بموت في التراب الي بيمشي عليه ليه خلاني اسيبه واهاجر من البلد كلها من كتر قهرتي على رفضه وصده ليا..
ثم تابعت بغل وكره شديد
= هي تفرق عني ايه .. احسن مني في إيه .. انا هموت يا ماما، اختار واحده عامية فضل العامية عليا هموت من قهرتى
ليزداد نواحها وهي تقول بغل وغضب
=اه يا ناري لو لسه انا فى مصر أو أشوف الكلبه الي اتجوزها كنت نهشت لحمه ولحمها بأسناني وقتلتهم وبردت النار إلي قايده جوايا
ليقاطعها صوت والدتها التي ترتدي فستان أسود أنيق يفصل تفاصيل جسدها بينما تضع زينة وجه (مكياج) كامل ليجعلها تبدو بسن أصغر من سنها
=إهدي يا سهيله وبلاش جنان خلينا نشوف حل
سهيله بجنون وهى تردف بغضب
= حل ..حل ايه الي بتتكلمي عنه يا ماما دا انا هفضحهم، واخليه يستعر منها ويسيبها
لتتابع بجنون
= انا سهيله هانم سمير يسيبني ويتجوز واحده تانيه ومين .. واحده عاميه جايبها من الشارع ملهاش لا اصل ولا فصل اه يا ناري .. لا وتاخد كل حاجه على الجاهز لا دا مش هيحصل أبدآ ومحدش هيرحمهم مني ومن الي هعمله فيه وفيها العامية بتاعة الشوارع....
صرخت كوثر هانم -والدة سهيلة- بغضب جعلت سهيله تلتزم الصمت وهي تتراجع للخلف بتوتر في حين قالت السيده بقسوه..
= سهيلة إوزني كلامك وإتحكمي في أعصابك و إعرفي ان الي انتي عاوزه تعمليه ده ممكن ينهينا ويخسرنا كل حاجه..
لتتابع بقسوه
=أنا بس هسامحك علشان عارفه انك مصدومه وعشان عارفه انك عاقله و تربية إيدي و إنك هتهدي وتسمعي الكلام
لتتابع بصرامه وقسوه
=مش عاوزه اسمع منك تاني الكلام الفارغ الي انتي بتقوليه
امير خلاص انسيه واي حاجه هتعمليها مش هتفيدك بالعكس هتضرك وهتخسرك، هتخسرك كتير أوي وانتي اكيد فهماني، فخلينا نشوف هنخلص من الزفتة اللى متجوزها دى ازاى؟
سهيله باستنكار وعيونها تطلق شرارات من الغضب والغل
=زفته ايه بس اللى نخلص منها انا خلاص خسرت كل حاجه امير اتجوز من بنت الصياد وخلف منها .. بنت الصياد ألد أعدائنا هتورث فلوسنا وتتربى في قصورنا وانا وبنتي وابنى هنتطرد بره ومش هنلاقي ناكل..
لتتابع بغل وعنجهيه
= البنت العاميه مستحيل تكسب مستحيل تورث فلوسنا وتتسمى بإسم عيلتنا.. مستحيل.. مستحيل اني اسمح ان ده يحصل او أقبل بيه
جلست كوثر هانم بهدوء على احد المقاعد وقالت بصرامه وهي تتجاهل غضب ابنتها..
= اقعدي يا سهيلة واسمعيني كويس.. وقبل اي كلام لازم تفهمي ان على جثتي ان اسيب اى بنت تاخد فلوس امير انتِ اللى هتاخدى كل حاجه يا سهيلة منصب وفلوس وسلطة وكل حاجة
لتتابع بقسوه وتكبر ..
=بنت الاصول والحسب والنسب مستحيل تتساوى مع بنت من الشارع لا وعامية ..دي غلطه وغلطها امير هو وعاصم ومفيش في ايدي حاجه اعملها غير اني احاول الم الفضيحه دي قبل ما تكبر وتبقى سيرتنا على كل لسان ..
ثم اعتدلت في جلستها وهي تقول بحسم
=وعشان كده عوزاكي تسمعيني وتنفذي الي هقولك عليه بالحرف الواحد..
ثم تابعت بصرامه اكبر وهي تشاهد علامات الرفض على وجه إبنتها
=اقعدي يا سهيله واسمعيني كويس
جلست سهيله بغضب ونفاذ صبر على مقعد امام والدتها في حين تابعت كوثر هانم تسألها باهتمام
=حد يعرف ان احنا هننزل مصر قريب؟
سهيله بتبرم
=لا مفيش حد يعرف عشان ماكنتش عاوزه انزل طول ما امير رافضنى
ثم تابعت بغل..
= بس ربنا اراد انه يكشف ستره ويفضحه واعرف انه اتجوز..
تجاهلت كوثر غضب إبنتها وغيرتها الغير طبيعيه وهي تضيق عينيها بتساؤل
= وانتِ عاوزة دلوقتى تنزلي مصر عشانه؟
انتفضت سهيله فجأه من مكانها وهي تقول بغضب
=اكيد، انا مش هخلى واحدة جربوعه زى اللى متجوزها تاخد المركب بما حمل، انا بفكر اعملها فضيحة واخليها عبرة لمن يعتبر
تراجعت كوثر هانم للخلف وهي تفكر وتقول بتوتر وقلق..
= الموضوع ده لو اتعرف عيلة الشهاوى مش هتكتفي انهم يموتها المصيبه اللى اسمها سارة
لا دول هينتقموا وهيحرقوا الكل بإنتقامهم ومش بعيد انتقامهم يطولني ويطولك انتِ لو حد عرف ان احنا عاوزين نعملها فضيحه ..
ثم تابعت بقلق اكبر
= دول اكبر عيله في البلد ونابهم ازرق ومبيسبوش حقهم خصوصآ بعد المشاكل والعداوه اللى حصلت بينا وبينهم بسبب ابوكى .. هيفتكروا اننا الي خططنا اننا عشان نخلى امير يسيب سارة.. يعني لو الموضوع اتعرف احنا كمان هنتضر ويمكن ينهونا خالص
سهيله بغضب وقد اعمت الغيره عينيها
=يعني عوزاني اسكت وكأن مفيش حاجه حصلت
ضربت كوثر هانم يدها فوق الطاولة
= انتي مش بس هتسكتي لاااا.. انتي كمان هتساعديني نخلص من المصيبه دي قبل ماتتسبب في دفننا كلنا..
سهير بتوتر..
=يعني عوزاني اعمل ايه ..
اغلقت كوثر هانم عينيها بتفكير ثم إبتسمت وهي تقول بهدوء..
=اسمعي ..اتصلي واعرفى امير فين دلوقتى واقامته فين وانا هكلم حرس خاصه بيا ترقبه وتعرف كل تحركاته
انتفضت سهيله واقفه بغضب
=انتي بتقولي ايه يا ماما مين ده اللى يتراقب ده امير عينه فى قفاه
وقفت كوثر وهي تواجهها بغضب وجبروت ارتسمت ملامحه على وجهها..
=الي بقوله يتنفذ وبالحرف الواحد ومتقلقيش محدش هيحس بحاجه وانتِ محدش هيشاركك فى فلوس امير الشهاوى ولا مكانته فى المجتمع
ثم تابعت بقسوه
=احنا هنقرص البت اللى مجوزها دى قرصه ودن بسيطه كده عشان تعرف مش ولاد الانصارى اللى يتفضل عليهم حد
ثم تابعت بقسوه..
=نفذي انتي بس الي بقولك عليه بسرعه
وقفت سهيله وهي تقول بغضب..
=حاضر يا ماما ..لما اشوف اخرتها ايه..
ابتسمت كوثر هانم بثقه..
=اخرتها هيحصل كل الي احنا عاوزينه.. و الورث كله هيبقى لينا وبكره تشوفي..
- ولكنني حين أنظر إليّك لاشيء يعني لي ، أتجرد من كل شي ، من ذاتي ، و ممن حولي ، و أكون عينًا تهوا النظر إليّك .
=امير انت واخدنى فين
نطقت سارة بتلك الكلمات وهى تتمسك بذراع امير بقوة تخشى ان تتعركل قدمها بشئ تسير بجانبه بحذر بينما هو يمسك يدها بيد واليد الاخرى يحيط بها خصرها بحماية، ليردف قائلا بهدوء مرح
=متخافيش مش هخطفك، هتيجى معايا بس اوضتى اخد منها حاجه وبس
لتردف سارة بتوتر يغلفه الخجل
=بس كدا هيقولوا علينا ايه وانت واخدنى كدا.....
قاطعه امير بهدوء وهو يدلف بها الى غرفته
=فى درجه ارفعى رجلك عشان متكعبليش
لتقوم بما قاله لها، ليكمل هو حديثه قائلا بنفس نبرته الهادئة
=وبعدين انتِ مراتى يعنى محدش هيقول علينا حاجة غير عرسان جداد و رياحين اوضتهم.......
قاطعته هى صائحة اسمه بخجل
=امير !.
ليضحك امير على خجلها يساعدها فى الجلوس فوق الفراش =خلاص متقلبيش فرولايه كدا، اقعدى على السرير لحد ما اجيب اللى انا عاوزه
لتومأ له براسها ليتجه هو نحو الخزانه بعد ان ساعدها فى الجلوس قد طبع قبله خفيفه فوق جبينها ليعم الصمت للحظات داخل الغرفة لتقاطعه هى بسؤالها الذى يشغل ما بالها
=امير هو انت هتجيب ايه؟.. امير !.
عندما لم يأتيها الاجابه منه نادت عليه ليجيبها بعد لحظات قائلا بجديه شديدة
=ثوانى يا سارة
لتصمت هى شاعرة بجديته عكس ما كان عليه منذ قليل فهو الان نبرته جديه ومنذ قليل كانت مرحه هادئة، تتسأل هل هذا الرجل لديه انفصام الشخصية ام ماذا؟ فرغم معاملته الطيبه معها والهادئة الا انها الى الان تخشى منه ومن تقلباته
قاطعها تفكيرها مع نفسها عندما شعرت به يجلس بجانبه فوق طوف الفراش ليتحدث بنفس نبرته الجدية قائلا بشئ من القوة او نبرة هى لم تحددها جيدا
=اخيرا لاقيتها ..
ليلتفت ينظر اليها بقوة من جانبها : دى بقى تذاكر حجز فى قرية "وسام" هنقضى هناك اسبوعين، انا عارف ان المفروض نسافر برا بس عشان الشغل بتاعى مش هنلحق......
كان يتحدث بينما هى اصبحت بعالم اخر من بعد ما قال اسم القرية التى حجز بها، هى نفسها التى ذهبت اليها مع مصطفى لا بل حبيبها السابق ليسألها قلبها سؤال "هل اصبح بالفعل حبيب سابق؟"
لتاتى الإجابة سريعا من عقلها منهرا قلبها
"مؤكد انه اصبح ماضى وكل شئ يدل على الماضى انتِ الان امرأة متزوجه ولا يجب أن تفكرى بأى رجل غيره حتى وان كان حبيبك"
حسنا هى تعلم تلك الكلمات لكن كيف لها ان تذهب إلى تلك القرية مرة اخرى؟! تلك القريه التى اختار هما الاثنين اسمها لتكون بداية كل حرف من اسمهما واسم أولادهم التى كانوا يحددوا اسمائهم..
تتذكر عندما قال لها انه يريد ان ينجب منها طفل ويُسمه "وليد" بينما هى كانت تريد ان تنجب فتاه منه وتسميها "ايلين" ليجعل هو اسم القريه التى كان يفتتحها باسم وسام حيث كل حرف يحمل بداية اسمائهم لكن كل هذا اصبح ماضى ليس له اى صلة بالواقع .. هى الان زوجه لرجلا اخر تحمل اسمه ولا يجب أن تفكر بغيره، بينما هو هو من تركها ورحل ولم يسأل عنها .. لتفيق من حديثها الداخلى وشرودها على صوت امير
=سارة انتِ معايا .. سارة !.
لتنزل دمعه واحده من عينيها مسحتها سريعا لكن استطاع امير ان يراها ليقترب منها يحيط بوجنتيها قائلا برقه وقلق
=سارة مالك فى ايه؟ ان قولت حاجة زعلتك؟ سارة بعد اذنك ردى عليا؟
لتمد يدها الى ان شعرت بملامحه تحت اناملها لتمررهم فوق ملامح وجهه الرجوليه ليقوم امير بإغلاق عينيه مستمتعا بملمس اناملها الرقيقة الباردة ولم تمر لحظات الا وقد فتحهم باستغراب وتساؤل عندما سمع همسها الضعيف وهى تقول
=انا اسفة يا امير .
لا شيء أشدُّ وجعًا من أن تشعر بالندم على نفسك، على أمور حدثت لم تكن تستحق حدوثها، على ثقتك العمياء بالأشخاص، على مغفرتك الدائمة لمن أساء إلى روحك، على تمسكك بمن لم يدركوا يومًا قيمتك .
يتبع الفصل الرابع والعشرون اضغط هنا
الفهرس يحتوي علي جميع فصول الرواية كامله"رواية عشقت كفيفة" اضغط علي اسم الروايه
تعليقات
إرسال تعليق