رواية غيث بقلم الكاتبة دينا صابر للقراءة و التحميل pdf
رواية غيث الفصل الثامن
كنت جسد فارغ بُثت فيه الروح عند رؤيتك.
غيث عقد حاجبيه عندما راي ابتسامة يحيى وتحدث بضيق ملحوظ من نبرة صوته : تروح هناك متتكلمش مع جوهره نص كلمه مفهوم
عقد يحيى حاجبه : نعم !؟!
غيث مردفا بضيق : زي ما انت عارف اني متقدم لها للجواز وهتبقى زوجتي وانا راجل شرقي ودمي حامي ومحبش انها تقف تتكلم مع اي راجل غيري حتي انت يا يحيى اتقي شر غضبي
أوما يحي راسه مطمئنه انه لا وجود للخوف والقلق منه وتحدث بثبات : متقلقش يا بشمهندش غيث جوهره زي اختي منه بالضبط وانا لا يمكن اتعدي حدودي في الكلام او التصرف معاها
غيث بهدوء : تمام دلوقتي تقدر تتفضل
هزر راسه وبيده الملفات خارجًا من المكتب تاركًا غيث يبتسم فعند ذكر اسمها تغلل شعور مريح الي روحه فتلك المتمرده تثير فضوله لمعرفة المزيد عنها، توسعت ابتسامته عندما حل طيفها امام عينيه وهي تستشيط غضبا لمعرفتها بأمر الزواج به وغضبها وزمجرتها لاعتراضها علي تلك الزيجه قهقههه متمتمً بصوت عالي وهو يفتح حاسوبه : عنيده بس حلوه وشقيه
كانت ممدده علي السرير ممسكه بهاتفها تنظر له بوجهه خالي من التعبير فقد أخبرها اخيها عن قدوم يحيى وبحوزته الملفات يريد توقيعها زمجرت بضيق فهي لا تريد مقابلته ولو في محض الصدفه مرهقه وغير قادره علي الدخول معه في مناقشه قد تستنزف طاقتها فهو مستفز يستفز هدوئها وثباتها الانفعالي لا تريد ان تظهر امام احد بهيئتها تلك مريضه ضعيفه غير قادره علي الحراك فهي دايما ما تظهر بالمراه القويه قادره علي اي شيئ وكل شئ
تنهدت مره اخري عند سمعت طرقات علي باب غرفتها فأذنت للطارق بالدخول
جوهره وهي تدخل الغرفه بهدوء ورسميه : استاذه مها يحيى تحت مستني حضرتك بيقول انه جاي عشان ياخد ت...
قاطعتها مها بإقتضاب : تمام نازله
هزت جوهره راسها وخرجت وعلامات الحزن مرسومه علي وجهها متوجهه للمكان الجالس به يحي لتخبره بقدومها بعد دقائق
لاحظ ذلك يحيى فهو يعرفها حق المعرفه فتحدث مشيرا بيده علي وجهها وعلي وجهه ابتسامه مشاكسه : مالك يا جوهره مكشره كدا ليه زي الست الي مطلقه
جوهره وعلامات التذمر باديه علي وجهها : متكبره وشايفه نفسها اوي
يحيى عاقد حاجبيه بعدم فهم ولكن سريعا تبدلت ملامحه وجهه الي ضحكه رجوليه تجذب من يسمعها وهو يحاول كتم ضحكاته عندما فهم مقصد كلماتها متحدث بضحك : علي نفسها يا مامااا هي اي نعم متكبره ومغروره حبتين تلاته اربعه بس عندي ومفيش الكلام دا انا محدش يقدر يتكبر عليا
جوهره وهي تنظر خلفه بعينين مفتوحتين علي اخرهما وتحاول ان تسكته : هووش
يحي مكمل حديثه : انا مش فاهم هي شايفه نفسها على اي
جوهره وهي تلكزه في كتفه : اخرس بقا وبص وراك
امسك كتفه مكان ضربتها ناظر خلفه وابتسم ببلاهه : مش تقولي من الاول ان استاذه مها نزلت
جوهره بهمس : وسمعت كلامك كله
يحيى وهو يحك راسه : كله كله؟!
جوهره هزت راسها دليل موافقه وتركتهم بمفردهما
نظر يحيى الي الواقفه امامه عاقدة يديها امام صدرها وتنظر له والنيران تكاد تخرج من مقلتيها تلقي عليه نظرات حاده تكاد تسحقه بنظراتها
يحيى بغباء وتأتاه : انا...
مها بضيق وعصبيه : انت بنى ادم مش محترم
عقد يحيى حاجبيه وكاد ان يتحدث ولكن قاطعته
مها بنرفزه وتتحدث سريعا : انت ازاي تسمح لنفسك انك تغلط فيا وتقول عليا الكلام دا انت نسيت نفسك ولا اي انت مجرد موظف بتشتغل عندي انت نسيت انا ابقي مين وبنت مين، يعني باشاره مني اقطع اكل عيشك وانفيك، بس هستغرب ليه ما هو دا مستوى اشكالك مجرد كلام بق علي الفاضي حقودين وبس
يحيى وقد شعر بكلماتها كالسهام تقطع روحه نظر لها بضيق وألم وتحدث بمكابره : انا مش بحقد علي حد وكمان انتي متقدريش تعمليلي اي حاجه والشغلانه انا مش عايزها انا مستقيل من ام الشغلانه الي هتجيب لي الذل والاهانه دي
وبرضوا انت مغروره ومتكبره بصي علي نفسك في المرايه وانتي تعرفي ان عندي حق ( سىريعا ترك الملفات وخرج وهو يستشيط غضبا وضيق يتمتم بكلمات تدل علي بغضه لما حدث )
في ذلك الوقت كانت تنظر الي فراغه تراجع كلماته ايعقل انها بكل ذلك الغرور؟! لما الكل يقول عنها ذلك اخذت الملفات وصعدت غرفتها وهي غاضبه : سكة السلامه علي اساس الدنيا هتقف لو استقال يعني، انسان بارد
تافأف وهو ممسك بهاتفه، نظر حوله بضيق فهو يتصل بها من امس وهي لا تعير اي اهتمام الي مكالماته والدته حدثته تريد ان تلتقي بها لذلك يلح عليها حتي تجيب ولكن تلك البلهاء لا يعلم ماذا يفعل معها دخل الغرفه علي والدته مبتسم : عامله اي يا ست الكل
نظرت له الام بحب وحنان : الحمد الله يا مراد قولي يا حبيبي قالت لك اي هتيجي ؟!
نظر لها بتلعثم ثم تحدث مدعيا الثبات : ايوا طبعا يا امي قالت انها متشوقه جدا انها تجيلك دا حتي قالت انها هتجيلك بكرا في معاد الزياره بس انتي ارتاحي يا امي ومتتعبيش نفسك انت مسمعتيش الدكتور وهو بيقول الكلام الكتير غلط عليك
تنهدت الام برتياح وهزت راسها علامه علي موافقتها اغمضت عينيها مقرر ان تاخذ قسطًا من الراحه
_ بطلي اكل بطاطس بقا
منه بشهقه : اي يا ماما دا في حد يخض حد كدا
نظرت لها الام بعصبيه : روحي غيري هدومك عمر خطيبك قاعد مع باباكي في الصالون انجزي وانا هحضر عصير
منه تعجب بهمس وهي تدخل غرفتها : ودا اي الي جابه دا يلا مش مهم اما البس واخرج اشوفه عايز اي
دخل بخطوات متزنه الي ساحه المنزل مقرر ان يجلس مع جده فقد اشتاقه اليه ولكن ابتسم بخبث واتجهه الي المطبخ وهو يتفقده وابتسامته اتسعت عندما راها : بتعملي اي كدا
شهقت بفزع ونظرت نحوه بضيق : مبعملش
غيث وهو يقترب نحوها : الجميل ناوي يدي موافقته علي الجواز امتي
جوهره وهي تنظر اليه : انت بجد ناوي تتجوزني يعني مش ناوي تقنع جدك اننا مينفعش نتجوز
غيث وهو يعقد حاجبيه : لا طبعا مش هقنع جدي بحاجه احنا هنتجوز يا جوهره
جوهره بنرفزه : بس انا مش عايزه اتجوز
غيث : وهو انتي هتلاقي حد زي تتجوزيه
جوهره : انا لا عايزه اتجوزك ولا تجوز غيرك انا عايزه اكمل حلمي عايزه ابني لنفسي طريق
غيث بلامبالاه : تمام وهو حد قالك اني هقتل حلمك
جوهره : وانت ليه مصمم اننا نتحوز
غيث بهدوء : قلت لك قبل كدا انا مبحبش ازعل جدي
جوهره : بس..
غيث بمقاطعه : صدقيني مش هتخسري بالعكس دا انتي هتبقي حرم غيث العطار يعني اسم ليه وزنه ومكانته في المجتمع، وبعدين جربي هتخسري اي ؟! المهم انا مش هصبر كتير هديلك مهله يومين تفكري وبعد كدا وافقتي تمام موافقتيش يبقي تلمي هدومك انتي ومامتك وتخرجوا من هنا لاني هبقي وقتها مدايق ومتعصب وانا غضبي وحش فأحذري .
جوهره بعقدة حاجب : انت بتهددني ولا بتطردنا
قاطع حديثهم دخول والدتها داده فطيمه مبتسمه لهم
غيث وهو يبادلها الابتسامه : اهي داده فطيمه جت كلميها يا داده وعرفيها الصح اي عشان انتي عرفاني صبري بيخلص بسرعه
داده فطيمه : حاضري يا ابني
غيث وهو يُقبل راسها : تسلميلي ممكن بقا تحضريلي فنجانين قهوه ليا ولجدو من اديكي الحلوين دول
داده فطيمه بضحكه : من عنيا
غيث وهو يخرج من المطبخ : تسلم عنيكي
جوهره باستهزاء وهي تردد كلماته : ننننن تسلم عنيكي اي البني ادم الرخم داااا
داده فطيمه : دا غيث دا طيب وابن حلال انتي بس الي متعرفيهوش
جوهره : ولا عايزه اعرفه يا ماما البُعد عنه غنيمه
داده فطيمه بهدوء : لا يا جوهره القرب منه نعمه ونعمه كبيره اوي انتي متعرفيش قيمتها اسمعي كلامي وريحي قلبي عشان خاطري ارضي بالجواز ووافقي
جوهره بتذمر : والكليه يا ماما وحلمي ومشروع الرسم ؟!
داده فطيمه برزانه وعقلانيه : هو هيموتك يا بنتي حد قالك انه هيحبسك في البيت ومش هتخرجي منه ما انتي ممكن تكملي كل دا وانتي متجوزه عادى
سمر بهدوء : انا نفسي افهم انت ليه بتحب ترخم عليها كدا دي يا عيني هتعيط من الي بتعمله فيهاا
أدهم بضحكه وهو ينظر لها : انتي مش متخيله كم الضحك الي بضحكه لما برخم عليها هي وخطيبها وبعدين دي اختي يعني فاهمها وانا شاطر بعرف امتي افصل
سمر بفضول : طب بيبقي رد فعل خطيبها ايه لما ترخم عليه في المكالمات والخروجات وكدا
ادهم وهو يشرب من كوب قهوته ويبتسم علي فضولها تحدث بحب : اشربي العصير الاول وقوليلي عملتي اي النهارده في الكليه ومش مهم خطيبها دا خالص الوقتي ما انا مش جاي متذنب جمب بوابه الكليه عشان نقضي الخروجه كلها علي اختي وخطيبها
سمر بخجل ومشاكسه : طيب اي السبب في انك تيجي ؟!
ادهم بضحكه رجوليه وهو يغمز لها : يعني انتي مش عارفه
سمر : تؤ
ادهم بنبره مضحكه : عشانك انت يا جميل جاي واقف قدام الكليه بقالي نص ساعه وسايب شغلي بس عشان اشوفك واطمن عليكي واعزمك علي الغداء ونشرب قهوه وعصير زي ما عملنا كدا بالضبط، او بمعني ادق عشان وحشتيني
اسدلت سمر وجهها ناظرة الارض بحياء مبتسمه بحب
ادهم بحنان : هنكتب الكتاب امتي
رفعت سمر وجهها للاعلي سريعا باستغراب : اشمعنا ؟!
ادهم بجديه : عشان اعرف اخد راحتي معاكي وكله يبقي في الحلال
سمر بقلق : تقصد اي، تاخد راحتك ازاي
ادهم وهو يضرب راسها بخفه : اتنيلي انتي وتفكيرك اوعي يروح بعيد، انا اقصد ان قعدتنا مع بعض تكون صح حلال تبقي باسمي قدام ربنا لو مسكت ايدك يبقي في الحلال منبقاش بنعمل حاجه تغضب ربنا
سمر بتوتر : والامتحانات يا ادهم بص خلي الموضوع دا بعد الامتحانات خلينا مخطوبين كدا لحد ما اخلص امتحانات عشان ابقي متفرغه للمذاكره .
ادهم بتنهيده : طيب انتي هتخلصي امتحانات امتي ؟!
سمر بابتسامه : بعد شهر بالضبط
ادهم بتذمر : شهر يا سمر ؟! كتير دا انا كنت عايز نلبس الشبكه وكتب الكتاب في يوم واحد دا انتي متعرفيش انا عملت اي عشان باباكي يوافق انك تخرجي معايا دا مرضاش الا لما قلت له ان ريهام هتيجي معانا الا فين ريهام دي كل دا بضبط طرحتها في الحمام !!
سمر بضحكه : لا انا عارفه هي هتلاقيها قصده تتلكع علي اساس ناخد راحتنا ومتبقاش عزول صاحبتي هبله وانا عارفاها
ادهم بضحك : طلعت بتفهم البت دي، المهم سيبك انتي وحشتيني
سمر بخجل : أدهم اتلم
ادهم بحب : يا روح ادهم انتي
سمر : ادهم اتضبط وبعدين انت مش لسه قايل منتعداش حدودنا
ادهم بابتسامه : ايوا صح عشان ربنا ميبعدناش عن بعض احم هتلم حاضر، بس دا ميمنعش اني بحبك اوك
سمر وهي تضحك علي كلماته : اوك
دخلت وبيدها العصير
مراد نظر لها بعدما تركه يحيى حتي يتحدث في الهاتف
منه وهي تضع العصير وتجلس بهدوء علي الكرسي المقابل له وتنظر له بأستفزاز مردده : اهلا وسهلا جاي ليه بقا
مراد بغيظ : برن عليكِ مبترديش ليه
منه : وارد ليه
مراد : نعم ؟!
منه : ايوا يعني ارد بصفتك اي في اي بينا عشان ارد علي اتصالاتك !؟
مراد: هو مش احنا الوقتي في حكم المخطوبين
منه : دي مسرحيه عشان يوم الحفله تيجي علي انك خطيبي وبعد كدة كل واحد يروح لحاله
مراد وهو يحاول التحكم بغضبه: احنا بينا اتفاق يا منه ومينفعش نخلف بيه دا مش لعب عيال انا حكيت لك ظروفي واني محتاج مساعدتك زي مانت كنتي محتاجه مساعدتي عشان متطلعيش كذابه قدام صحابك فالمفروض تحترميني وتردي عليا لما اتصل بيكي
منه بهدوء : عندك حق فعلا... خلاص انا متاسفه قولي بقا كنت بتتصل ليه
مراد وهو يتنهد : أمي طالبه انها تشوفك وبتقول عايزه تدردش معاكي شويه وحابه انك تروحيلها الزياره الجايه
منه بتسأل : زياره ؟! ليه هي في المستشفي ولا اي ؟!
مراد بإيجاب : ايوا في المستشفي من اسبوع تعبت شويه والدكتور قال ان الافضل لها تقعد في المستشفي فتره
منه بحزن : انا اسفه اني مرديتش عليك عندك حق انا اتصرفت تصرف عيال صغيرين بس وعد هطلع جدعه معاك زي. مانت طلعت جدع ويلا تعالي نمشي يلا
مراد باستغراب : نمشي فين ؟!
منه بابتسامه : نروح نزور مامتك في المستشفي هي مش طلبت تشوفني
مراد بتعجب : ايوا طلبت تشوفك بس انتي هتروحي الوقتي
منه : ايوا هو مش معاد الزياره لسه مفتوح
مراد وهو ينظر الي ساعته : ايوا قدامنا لحد ٧ المغرب
منه وهي تخرج ذاهبه لغرفتها : كويس اوي هنلحق هروح بقا اجيب شنطتي واجي تكون انت استأذنت من يحي
خرجت بسرعه لتحضر حقيبتها وهو ينظر الي اثرها بدهشه من تلك المتسرعه طيبه القلب وحنونه ايضا ابتسم فكيف لها ان تكون بذلك التناقض جاء في قمة عصبيته وغضبه والان بكل بساطه تبخرت كل تلك النيران المشتعله وكان شي لم يكن ذهب ليتحدث مع شقيقها ويأخذ منه الاذن حتي يذهبا لوالدته، ووافق يحيى .
صوت اصطدام جعلها تصرخ بفزع وتذهب سريعا الي نافذة غرفتها لتري ماذا حدث وضعت يدها علي فمها من هول ما راته وارتدت روبها ونزلت سريعا عتبات السلم وبسرعه البرق خرجت من بوابة المنزل نحوه ظلت تردد اسمه بفزع وهو ملقي علي الارض والناس حوله متجمعه صرخت بهستيريا : انتوا بتتفرجوا علي اي اتصلوا بالاسعاف بسرعه نظرت له بهلع وهي تراه ينزف؛ تبكي بخوف، ها هو صوت الاسعاف قادم وفي غضون دقائق صعدت سيارة الاسعاف لتري ما سيحدث له وهي لا تعير لما ترتديه اهميه تبكي بهدوء خوف وفزع وتدعو الا يحدث له شي
غيث عقد حاجبيه عندما راي ابتسامة يحيى وتحدث بضيق ملحوظ من نبرة صوته : تروح هناك متتكلمش مع جوهره نص كلمه مفهوم
عقد يحيى حاجبه : نعم !؟!
غيث مردفا بضيق : زي ما انت عارف اني متقدم لها للجواز وهتبقى زوجتي وانا راجل شرقي ودمي حامي ومحبش انها تقف تتكلم مع اي راجل غيري حتي انت يا يحيى اتقي شر غضبي
أوما يحي راسه مطمئنه انه لا وجود للخوف والقلق منه وتحدث بثبات : متقلقش يا بشمهندش غيث جوهره زي اختي منه بالضبط وانا لا يمكن اتعدي حدودي في الكلام او التصرف معاها
غيث بهدوء : تمام دلوقتي تقدر تتفضل
هزر راسه وبيده الملفات خارجًا من المكتب تاركًا غيث يبتسم فعند ذكر اسمها تغلل شعور مريح الي روحه فتلك المتمرده تثير فضوله لمعرفة المزيد عنها، توسعت ابتسامته عندما حل طيفها امام عينيه وهي تستشيط غضبا لمعرفتها بأمر الزواج به وغضبها وزمجرتها لاعتراضها علي تلك الزيجه قهقههه متمتمً بصوت عالي وهو يفتح حاسوبه : عنيده بس حلوه وشقيه
كانت ممدده علي السرير ممسكه بهاتفها تنظر له بوجهه خالي من التعبير فقد أخبرها اخيها عن قدوم يحيى وبحوزته الملفات يريد توقيعها زمجرت بضيق فهي لا تريد مقابلته ولو في محض الصدفه مرهقه وغير قادره علي الدخول معه في مناقشه قد تستنزف طاقتها فهو مستفز يستفز هدوئها وثباتها الانفعالي لا تريد ان تظهر امام احد بهيئتها تلك مريضه ضعيفه غير قادره علي الحراك فهي دايما ما تظهر بالمراه القويه قادره علي اي شيئ وكل شئ
تنهدت مره اخري عند سمعت طرقات علي باب غرفتها فأذنت للطارق بالدخول
جوهره وهي تدخل الغرفه بهدوء ورسميه : استاذه مها يحيى تحت مستني حضرتك بيقول انه جاي عشان ياخد ت...
قاطعتها مها بإقتضاب : تمام نازله
هزت جوهره راسها وخرجت وعلامات الحزن مرسومه علي وجهها متوجهه للمكان الجالس به يحي لتخبره بقدومها بعد دقائق
لاحظ ذلك يحيى فهو يعرفها حق المعرفه فتحدث مشيرا بيده علي وجهها وعلي وجهه ابتسامه مشاكسه : مالك يا جوهره مكشره كدا ليه زي الست الي مطلقه
جوهره وعلامات التذمر باديه علي وجهها : متكبره وشايفه نفسها اوي
يحيى عاقد حاجبيه بعدم فهم ولكن سريعا تبدلت ملامحه وجهه الي ضحكه رجوليه تجذب من يسمعها وهو يحاول كتم ضحكاته عندما فهم مقصد كلماتها متحدث بضحك : علي نفسها يا مامااا هي اي نعم متكبره ومغروره حبتين تلاته اربعه بس عندي ومفيش الكلام دا انا محدش يقدر يتكبر عليا
جوهره وهي تنظر خلفه بعينين مفتوحتين علي اخرهما وتحاول ان تسكته : هووش
يحي مكمل حديثه : انا مش فاهم هي شايفه نفسها على اي
جوهره وهي تلكزه في كتفه : اخرس بقا وبص وراك
امسك كتفه مكان ضربتها ناظر خلفه وابتسم ببلاهه : مش تقولي من الاول ان استاذه مها نزلت
جوهره بهمس : وسمعت كلامك كله
يحيى وهو يحك راسه : كله كله؟!
جوهره هزت راسها دليل موافقه وتركتهم بمفردهما
نظر يحيى الي الواقفه امامه عاقدة يديها امام صدرها وتنظر له والنيران تكاد تخرج من مقلتيها تلقي عليه نظرات حاده تكاد تسحقه بنظراتها
يحيى بغباء وتأتاه : انا...
مها بضيق وعصبيه : انت بنى ادم مش محترم
عقد يحيى حاجبيه وكاد ان يتحدث ولكن قاطعته
مها بنرفزه وتتحدث سريعا : انت ازاي تسمح لنفسك انك تغلط فيا وتقول عليا الكلام دا انت نسيت نفسك ولا اي انت مجرد موظف بتشتغل عندي انت نسيت انا ابقي مين وبنت مين، يعني باشاره مني اقطع اكل عيشك وانفيك، بس هستغرب ليه ما هو دا مستوى اشكالك مجرد كلام بق علي الفاضي حقودين وبس
يحيى وقد شعر بكلماتها كالسهام تقطع روحه نظر لها بضيق وألم وتحدث بمكابره : انا مش بحقد علي حد وكمان انتي متقدريش تعمليلي اي حاجه والشغلانه انا مش عايزها انا مستقيل من ام الشغلانه الي هتجيب لي الذل والاهانه دي
وبرضوا انت مغروره ومتكبره بصي علي نفسك في المرايه وانتي تعرفي ان عندي حق ( سىريعا ترك الملفات وخرج وهو يستشيط غضبا وضيق يتمتم بكلمات تدل علي بغضه لما حدث )
في ذلك الوقت كانت تنظر الي فراغه تراجع كلماته ايعقل انها بكل ذلك الغرور؟! لما الكل يقول عنها ذلك اخذت الملفات وصعدت غرفتها وهي غاضبه : سكة السلامه علي اساس الدنيا هتقف لو استقال يعني، انسان بارد
تافأف وهو ممسك بهاتفه، نظر حوله بضيق فهو يتصل بها من امس وهي لا تعير اي اهتمام الي مكالماته والدته حدثته تريد ان تلتقي بها لذلك يلح عليها حتي تجيب ولكن تلك البلهاء لا يعلم ماذا يفعل معها دخل الغرفه علي والدته مبتسم : عامله اي يا ست الكل
نظرت له الام بحب وحنان : الحمد الله يا مراد قولي يا حبيبي قالت لك اي هتيجي ؟!
نظر لها بتلعثم ثم تحدث مدعيا الثبات : ايوا طبعا يا امي قالت انها متشوقه جدا انها تجيلك دا حتي قالت انها هتجيلك بكرا في معاد الزياره بس انتي ارتاحي يا امي ومتتعبيش نفسك انت مسمعتيش الدكتور وهو بيقول الكلام الكتير غلط عليك
تنهدت الام برتياح وهزت راسها علامه علي موافقتها اغمضت عينيها مقرر ان تاخذ قسطًا من الراحه
_ بطلي اكل بطاطس بقا
منه بشهقه : اي يا ماما دا في حد يخض حد كدا
نظرت لها الام بعصبيه : روحي غيري هدومك عمر خطيبك قاعد مع باباكي في الصالون انجزي وانا هحضر عصير
منه تعجب بهمس وهي تدخل غرفتها : ودا اي الي جابه دا يلا مش مهم اما البس واخرج اشوفه عايز اي
دخل بخطوات متزنه الي ساحه المنزل مقرر ان يجلس مع جده فقد اشتاقه اليه ولكن ابتسم بخبث واتجهه الي المطبخ وهو يتفقده وابتسامته اتسعت عندما راها : بتعملي اي كدا
شهقت بفزع ونظرت نحوه بضيق : مبعملش
غيث وهو يقترب نحوها : الجميل ناوي يدي موافقته علي الجواز امتي
جوهره وهي تنظر اليه : انت بجد ناوي تتجوزني يعني مش ناوي تقنع جدك اننا مينفعش نتجوز
غيث وهو يعقد حاجبيه : لا طبعا مش هقنع جدي بحاجه احنا هنتجوز يا جوهره
جوهره بنرفزه : بس انا مش عايزه اتجوز
غيث : وهو انتي هتلاقي حد زي تتجوزيه
جوهره : انا لا عايزه اتجوزك ولا تجوز غيرك انا عايزه اكمل حلمي عايزه ابني لنفسي طريق
غيث بلامبالاه : تمام وهو حد قالك اني هقتل حلمك
جوهره : وانت ليه مصمم اننا نتحوز
غيث بهدوء : قلت لك قبل كدا انا مبحبش ازعل جدي
جوهره : بس..
غيث بمقاطعه : صدقيني مش هتخسري بالعكس دا انتي هتبقي حرم غيث العطار يعني اسم ليه وزنه ومكانته في المجتمع، وبعدين جربي هتخسري اي ؟! المهم انا مش هصبر كتير هديلك مهله يومين تفكري وبعد كدا وافقتي تمام موافقتيش يبقي تلمي هدومك انتي ومامتك وتخرجوا من هنا لاني هبقي وقتها مدايق ومتعصب وانا غضبي وحش فأحذري .
جوهره بعقدة حاجب : انت بتهددني ولا بتطردنا
قاطع حديثهم دخول والدتها داده فطيمه مبتسمه لهم
غيث وهو يبادلها الابتسامه : اهي داده فطيمه جت كلميها يا داده وعرفيها الصح اي عشان انتي عرفاني صبري بيخلص بسرعه
داده فطيمه : حاضري يا ابني
غيث وهو يُقبل راسها : تسلميلي ممكن بقا تحضريلي فنجانين قهوه ليا ولجدو من اديكي الحلوين دول
داده فطيمه بضحكه : من عنيا
غيث وهو يخرج من المطبخ : تسلم عنيكي
جوهره باستهزاء وهي تردد كلماته : ننننن تسلم عنيكي اي البني ادم الرخم داااا
داده فطيمه : دا غيث دا طيب وابن حلال انتي بس الي متعرفيهوش
جوهره : ولا عايزه اعرفه يا ماما البُعد عنه غنيمه
داده فطيمه بهدوء : لا يا جوهره القرب منه نعمه ونعمه كبيره اوي انتي متعرفيش قيمتها اسمعي كلامي وريحي قلبي عشان خاطري ارضي بالجواز ووافقي
جوهره بتذمر : والكليه يا ماما وحلمي ومشروع الرسم ؟!
داده فطيمه برزانه وعقلانيه : هو هيموتك يا بنتي حد قالك انه هيحبسك في البيت ومش هتخرجي منه ما انتي ممكن تكملي كل دا وانتي متجوزه عادى
سمر بهدوء : انا نفسي افهم انت ليه بتحب ترخم عليها كدا دي يا عيني هتعيط من الي بتعمله فيهاا
أدهم بضحكه وهو ينظر لها : انتي مش متخيله كم الضحك الي بضحكه لما برخم عليها هي وخطيبها وبعدين دي اختي يعني فاهمها وانا شاطر بعرف امتي افصل
سمر بفضول : طب بيبقي رد فعل خطيبها ايه لما ترخم عليه في المكالمات والخروجات وكدا
ادهم وهو يشرب من كوب قهوته ويبتسم علي فضولها تحدث بحب : اشربي العصير الاول وقوليلي عملتي اي النهارده في الكليه ومش مهم خطيبها دا خالص الوقتي ما انا مش جاي متذنب جمب بوابه الكليه عشان نقضي الخروجه كلها علي اختي وخطيبها
سمر بخجل ومشاكسه : طيب اي السبب في انك تيجي ؟!
ادهم بضحكه رجوليه وهو يغمز لها : يعني انتي مش عارفه
سمر : تؤ
ادهم بنبره مضحكه : عشانك انت يا جميل جاي واقف قدام الكليه بقالي نص ساعه وسايب شغلي بس عشان اشوفك واطمن عليكي واعزمك علي الغداء ونشرب قهوه وعصير زي ما عملنا كدا بالضبط، او بمعني ادق عشان وحشتيني
اسدلت سمر وجهها ناظرة الارض بحياء مبتسمه بحب
ادهم بحنان : هنكتب الكتاب امتي
رفعت سمر وجهها للاعلي سريعا باستغراب : اشمعنا ؟!
ادهم بجديه : عشان اعرف اخد راحتي معاكي وكله يبقي في الحلال
سمر بقلق : تقصد اي، تاخد راحتك ازاي
ادهم وهو يضرب راسها بخفه : اتنيلي انتي وتفكيرك اوعي يروح بعيد، انا اقصد ان قعدتنا مع بعض تكون صح حلال تبقي باسمي قدام ربنا لو مسكت ايدك يبقي في الحلال منبقاش بنعمل حاجه تغضب ربنا
سمر بتوتر : والامتحانات يا ادهم بص خلي الموضوع دا بعد الامتحانات خلينا مخطوبين كدا لحد ما اخلص امتحانات عشان ابقي متفرغه للمذاكره .
ادهم بتنهيده : طيب انتي هتخلصي امتحانات امتي ؟!
سمر بابتسامه : بعد شهر بالضبط
ادهم بتذمر : شهر يا سمر ؟! كتير دا انا كنت عايز نلبس الشبكه وكتب الكتاب في يوم واحد دا انتي متعرفيش انا عملت اي عشان باباكي يوافق انك تخرجي معايا دا مرضاش الا لما قلت له ان ريهام هتيجي معانا الا فين ريهام دي كل دا بضبط طرحتها في الحمام !!
سمر بضحكه : لا انا عارفه هي هتلاقيها قصده تتلكع علي اساس ناخد راحتنا ومتبقاش عزول صاحبتي هبله وانا عارفاها
ادهم بضحك : طلعت بتفهم البت دي، المهم سيبك انتي وحشتيني
سمر بخجل : أدهم اتلم
ادهم بحب : يا روح ادهم انتي
سمر : ادهم اتضبط وبعدين انت مش لسه قايل منتعداش حدودنا
ادهم بابتسامه : ايوا صح عشان ربنا ميبعدناش عن بعض احم هتلم حاضر، بس دا ميمنعش اني بحبك اوك
سمر وهي تضحك علي كلماته : اوك
دخلت وبيدها العصير
مراد نظر لها بعدما تركه يحيى حتي يتحدث في الهاتف
منه وهي تضع العصير وتجلس بهدوء علي الكرسي المقابل له وتنظر له بأستفزاز مردده : اهلا وسهلا جاي ليه بقا
مراد بغيظ : برن عليكِ مبترديش ليه
منه : وارد ليه
مراد : نعم ؟!
منه : ايوا يعني ارد بصفتك اي في اي بينا عشان ارد علي اتصالاتك !؟
مراد: هو مش احنا الوقتي في حكم المخطوبين
منه : دي مسرحيه عشان يوم الحفله تيجي علي انك خطيبي وبعد كدة كل واحد يروح لحاله
مراد وهو يحاول التحكم بغضبه: احنا بينا اتفاق يا منه ومينفعش نخلف بيه دا مش لعب عيال انا حكيت لك ظروفي واني محتاج مساعدتك زي مانت كنتي محتاجه مساعدتي عشان متطلعيش كذابه قدام صحابك فالمفروض تحترميني وتردي عليا لما اتصل بيكي
منه بهدوء : عندك حق فعلا... خلاص انا متاسفه قولي بقا كنت بتتصل ليه
مراد وهو يتنهد : أمي طالبه انها تشوفك وبتقول عايزه تدردش معاكي شويه وحابه انك تروحيلها الزياره الجايه
منه بتسأل : زياره ؟! ليه هي في المستشفي ولا اي ؟!
مراد بإيجاب : ايوا في المستشفي من اسبوع تعبت شويه والدكتور قال ان الافضل لها تقعد في المستشفي فتره
منه بحزن : انا اسفه اني مرديتش عليك عندك حق انا اتصرفت تصرف عيال صغيرين بس وعد هطلع جدعه معاك زي. مانت طلعت جدع ويلا تعالي نمشي يلا
مراد باستغراب : نمشي فين ؟!
منه بابتسامه : نروح نزور مامتك في المستشفي هي مش طلبت تشوفني
مراد بتعجب : ايوا طلبت تشوفك بس انتي هتروحي الوقتي
منه : ايوا هو مش معاد الزياره لسه مفتوح
مراد وهو ينظر الي ساعته : ايوا قدامنا لحد ٧ المغرب
منه وهي تخرج ذاهبه لغرفتها : كويس اوي هنلحق هروح بقا اجيب شنطتي واجي تكون انت استأذنت من يحي
خرجت بسرعه لتحضر حقيبتها وهو ينظر الي اثرها بدهشه من تلك المتسرعه طيبه القلب وحنونه ايضا ابتسم فكيف لها ان تكون بذلك التناقض جاء في قمة عصبيته وغضبه والان بكل بساطه تبخرت كل تلك النيران المشتعله وكان شي لم يكن ذهب ليتحدث مع شقيقها ويأخذ منه الاذن حتي يذهبا لوالدته، ووافق يحيى .
صوت اصطدام جعلها تصرخ بفزع وتذهب سريعا الي نافذة غرفتها لتري ماذا حدث وضعت يدها علي فمها من هول ما راته وارتدت روبها ونزلت سريعا عتبات السلم وبسرعه البرق خرجت من بوابة المنزل نحوه ظلت تردد اسمه بفزع وهو ملقي علي الارض والناس حوله متجمعه صرخت بهستيريا : انتوا بتتفرجوا علي اي اتصلوا بالاسعاف بسرعه نظرت له بهلع وهي تراه ينزف؛ تبكي بخوف، ها هو صوت الاسعاف قادم وفي غضون دقائق صعدت سيارة الاسعاف لتري ما سيحدث له وهي لا تعير لما ترتديه اهميه تبكي بهدوء خوف وفزع وتدعو الا يحدث له شي
يتبع الفصل التاسع اضغط هنا .
تعليقات
إرسال تعليق