رواية بنت الرواى الفصل الثاني عشر
فى شركة الحسينى ....
نظرت فاطمه الى عمر تحاول ان تدرك مقصده من جملته الاخيره فما ادركت ..
فاطمه : ايه معنى السؤال دا لو سمحت ؟
عمر : سؤالي واضح ..هل كل البنات مفترض تحافظ على نفسها ولا فى استثناءات وانت من الاستثناءات دى ؟
فاطمه : لا أنا ولا غيرى .كلنا سواسيه
عمر بنبره ساخره : ممم وايه اللى البنت مفترض تحافظ عليه ؟
فاطمه بهدوء: نفسها .
اقترب عمر اكثر قائلا: وايه تفسير نفسها دى عندك؟
فاطمه بتمهل : يعنى نفسها ،ملهاش معنى اوضح من الكلمه دى .
عمر وقد اقترب حتى بات ماثلا امامها تماما لا يكاد يفصله عنها الا القليل من السنتيمترات : لا عاوز افهم اكتر .
تراجعت فاطمه بكرسيها فى حده قائله : ممكن حضرتك لو مفيش حاجه تخص الشغل تسيبنى اكمل شغلى .مش معقول دا والله كده .
نظر عمر اليها لحظ ثم تركها ودخل مكتبه .
......
فى منزل ادم بيومى ..
يقف متأنقا امام المرآه ..
ادم : طيب وربنا عريس لقطه ..
دخلت امه عليه مبتسمه : زى القمر يا ادم .بس لو تقصر دقنك دى شويه .
نظر ادم الى ذقنه فى المرآه ثم خاطب امه قائلا : يا ست الكل دا ستنا عائشه رضى الله عنها قالت ( سبحان من زين الرجال باللحى ) اجى انا واقصرها ..عيييب ..
والدته: يا اخويا اهم حاجه يكون الواحد راجل كده والست تعتمد عليه .
ادم وهو يغمز لها :لا معلش بأى .احنا مش زى اى رجاله يا قمر .
والدته :ربنا يباركلى فيك ويجعلها توافق وتكون من نصيبك قادر يا كريم يااارب .
ادم : انا خايف يرفضونى عشان الماديات وكده .
امه : يبأوا هم اللى خسروك ،هو انت فى زيك فى الدنيا كلها.شاب ودكتور وفى الجامعه وزى القمر .
ادم : وهيأجر شقه بدل ما يشترى ملك .
والدته : يوه يا ادم ،متعقدش الدنيا .وعموما يا ابنى لو رفضوا والله يابنى هم الخسرانين .بس انت فكها واضحك كده متخليش العروسه تقول عليك قفل .
ادم : طيب متيجى معايا ؟
والدته : لا النهارده لا .النهارده مجرد تعارف ،انت بس خليك واثق فى ربنا وربنا حاشاه انه يخذلك يا بنى .
امسك ادم يديها يقبلها قائلا : دعواتك يا أمى .
..................
فى منزل الراوى ...
يوسف : منورنا يا دكتر والله .
ادم: الله يكرم اصلك يا بشمهندس .ثم استطرد بعد تردد: معلش لو اتأخرت شويه بس المواصلات كانت وحشه ثم اردف بنبره خاصه : اصلى مش عندى عربيه بصراحه .
فهم يوسف تلميح ادم فابتسم قائلا: ولا انا يا دكتر .يا سيدى احنا رجاله اوى ودا المهم .سيبك من العربيات واللى بيركبوها .اسماء شكرت فيك جدا وقالت كلام بصراحه حلو جدا عليك ودا يشرفنا طبعا .
ادم بفرح : هى فين العروسه ..
.....
تقف اسماء امام المرآه فى أوج توترها .
يارا: والله قمر قمر قمر .
اسماء: لا هغير الخمار دا .
فاطمه : بقلك ايه يا اسماء بطلى ،دا تالت خمار تغيريه ،فى ايه ؟؟
اسماء: انا خايفه اوى .طيب هلبس الخمار الرصاصى .
فاطمه : لا دا حلو .واجمدى كده .
كادت اسماء أن ترد عليها لولا دخول يوسف الذى لم يكن حادثها هى ويارا منذ ان ابرحهما ضربا ..
صمتت اسماء تماما عند دخول يوسف الذى وقف امامها ونظر اليها بهدوء ثم لاح شبه ابتسامه على شفتيه ..
يوسف بابتسامه بسيطه: والله وكبرتى وهييجى اللى ياخدك منى .
نظرت اسماء اليه ولمعت عيناها بالدموع ثم ارتمت فى حضنه تبكى قائله: والله العظيم لو عاوزنى اطلع ارفض هطلع بس ترضى يا اخويا .
شد يوسف عليها بذراعيه قائلا: بس يا هبله ،دا يوم المنى اما اشوفك فى حضن جوزك .وادم واضح انه محترم اوى بصراحه .
نظرت فاطمه اليه ثم تصنعت غيره خادعه وهى توجه حديثها لاختها : يلا يا اسماء يا بختك .اخوكى هيموت ويجوزك يا ستى ويشوفك متهنيه.
يوسف بعتاب مازح : اشوفكم انتم الاتنين يا بطه ها بلاش نظام الارشانات دا مش لايق عليكى .بس يا ريت والله يا رب ربنا يرزقك بواحد زى ادم دا ،قمه فى الاخلاق .
ابتعدت اسماء قائله : بس معهوش .
يوسف بتحفز وهو يرفع حاجبيه : نعم يا اسماء ؟ سمعينى كده قلتى ايه .
تدخلت فاطمه قائله : بتهزر يا جو منتا عارف اختك ،ثم غمزت لاسماء بطرف عينيها .
نظر يوسف الى اسماء محاولا معرفة اذا كانت تمزح ام لا ثم قال لها امرا : يلا قصادى عشان الراجل اللى بره دا .
خرجت اسماء مع يوسف فى حين قالت يارا: شايفه، ولا عبرنى ازاى ..
اشفقت فاطمه عليها ولكن لم تبد تلك الشفقه واجابتها قائله : يا يارا دا انتى مراته يعنى اقرب واحده ليه حاليا .ثم اتبعت غامزه : اما تدخلوا الاوضه جننيه بأى .
يارا بغيظ : مش اخوكى يا ابله .دا اما بيزعل بيبأى لوح تلج والله فى سماه لو عملت ايه مش بيتحرك .
فاطمه بشفقه: الله يصلح حالكم يا رب.
.....
متوتره ويظهر ذلك جليا فى حركة يديها المستمره والتى لاحظها كلا من اخيها وادم .اراد ادم ان يطمئنها قليلا فمازح يوسف قائلا : ايه يا بشمهندس انتوا منبهين على الدكتوره متتكلمش ولا ايه ؟
التقط يوسف طرف المزاح فبادله قائلا : هم بيقولوا يعنى السكوت علامة الرضا .
رفعت اسماء رأسها الى اخيها فى صدمه من جملته الاخيره وصدمها اكثر ما اجاب به ادم حيث قال: حيث كده يلا يا دكتتره بأى تعالى معايا والحاجه اول ما تشوفك هترحب بيكى جدا ..
يوسف : هى مشرفتناش معاك ليه ؟
ادم ببساطه: هى قالتلى روح انت ولو الجماعه ارتاحوا نروح سوا المره الجايه .
يوسف : احنا ارتحنا جدااا طبعا وشرفتنا بزيارتك يا دكتر ادم .
ادم بفرح : الله يعزك .دا من كرم اصلك .طيب ويا ترى رأى دكتوره اسماء ايه ؟
اسماء بعد عناء وهى تجاهد ليخرج صوتها: الحمد لله .
يوسف بعبث : هو بيقلك دور البرد اخباره ايه .ايه يا سمسمه.......
اسماء بتوتر: نعم يا يوسف .
يوسف بهزار: طيب وعهد الله ما بتنادينى غير جو وبتدلعنى .
اسماء بتوتر: لو سمحت يا يوسف كده مينفعش .اشفق ادم على اسماء فبادر قائلا قبل ان يرد يوسف: اخبار مذاكرتك ايه ؟
اسماء : الحمد لله .
ادم : لو احتجتى اى حاجه انا تحت امرك .
اسماء: جزاك الله خيرا .
ادم : احم احم ،طيب فى اى اسئله تحبى تسأليها ؟
اسماء بتردد: هو حضرتك عايش مع مين ؟
ادم: مع والدتى .انا مليش اخوات ووالدى رحمة الله عليه كان موظف بسيط بس انا بفتخر انى ابنه وانه هو اللى ربانى .
يوسف : الله يرحمه .،فعلا مش بيفضل غير السيره الطيبه .
اسماء بهدوء: طبعا والدتك مع حضرتك بعد الجواز برده
.ادم بهدوء : اكيد يا دكتوره ،امى وجزمتها فوق رقبتى وراسى .
توتر الموقف جدا بعد سؤال اسماء لادم عن والدته فتدخل يوسف قائلا: تمسكك بوالدتك يا دكتر لو دل على شي انما يدل على اصلك الطيب وتربيتك الصالحه ودا اهم ما فى الامر .
احس ادم بطمأنينه شديده بعد جملة يوسف الاخيره وإن كان لمح فى حديث اسماء عدم راحة .
ادم: انا معنديش شقه كمعظم شباب جيلى ولو اتجوزت هستقر مؤقتا اما فى شقة والدتى ايجار قديم او هأجر شقه ايجار حديث مؤقت لحد ما ربنا يفرج .
يوسف : متشغلش بالك يا دكتور ،اهم حاجه الاخلاق وبعدين الكل كده .دى مشكلة جيل.
قام ادم وان لمح فى نظرات اسماء امتعاض .قام قائلا: انا هنتظر منكم رد يا بشمهندس وكفايه انى اتشرفت بيكم.
يوسف بامتنان: الشرف لينا يا دكتر ثم اردف بنبره خاصه : واكيد مش هتكون اخر زياراتك لينا ان شاء الله ..
.........
فى حجرة اسماء..
فاطمه: انت غلطانه يا اسماء .ايه الضروره انك تسأليه عن والدته هتقعد فين ومش فين .
اسماء: يا سلام ومسألش ليه .منا من حقى اكون فى شقه لوحدى .
يارا باستنكار: يا سلام طب منا واخده اخوكى وواخداكم معاه .
اسماء: لا الامر يختلف يا يارا ،انت عارفه مكانتك عندنا .واننا عمرنا ما كنا هنزعلك ولو فرضا حصل يوسف جد ويقدر ينصفك طول ما معاكى الحق .
فاطمه:مهو برده يا اسماء دكتر ادم واضح جدا انه حد جد جدا وعمره ما هيظلمك .وكمان لابد نحسن النيه فى والدته بلاش نبدأ بسوء الظن .
اسماء: دا حتى معندوش شقه تمليك .
قاطع حديثهم يوسف بعدما قام بتوصيل ادم للخارج .
يوسف : شوفى يا اسماء مش انت اختى ،بس انت غلطانه.فيها ايه انه مامته تكون معاكم .
اسماء بحذر : انا متكلمتش .
يوسف وهو يرفع حاجبيه عاليا: لا والله ،مكنتيش محتاجه تتكلمى يا اسماء .كفايه السؤال اللى سألتيه .
فاطمه: وبعدين تعالى هنا هو عنده كام سنه عشان تقولى شقه تمليك وشقه مش تمليك .
اسماء: مهو معلش مبقاش واحده طفحت الدم فى الكليه واتعينت معيده عشان اتجوز فى شقه ايجار .
فاطمه بانفعال: يا سلام هو يعنى الللى متقدملك دا ميعرفش يفك الخط .دا مدرس مساعد زى الفل واى بنت تتمناه .
يوسف: شوفى تصدقى بالله ،انا لو مكان ادم دا ما هعبرك تانى بعد سؤالك السخيف دا .عامة استخيرى وعرفينى ردك عشان الراجل يشوف مصلحته .
اسماء بصوت منخفض: ربنا ييسر.
خرج يوسف من الحجره فقالت يارا : شايفين كأنى كرسى قاعد ،اشمعنى صالح اسماء وانا لا .
فاطمه: قومى وراه اعتذريله يا يارا واسترضيه ..
يارا: مين دى ؟ انا استحاله استرضيه ولا حتى افتح معاه اى حوار .انا عندى كرامتى بالدنيا وما فيها وبعد كرامتى الطوفان .انا هروح انام وهو اللى مهما عمل مش هسأل فيه ...........
فاطمه بشك: هو انا للصراحه مش مصدقه ولا كلمه من كلامك بس انتي حره .
.........
فى منزل ادم...
والدة ادم: يعنى هى مش موافقه يا ادم ؟
ادم: بصى يا امى انا مش عارف احدد،مش عارف فعلا .
والدة ادم: ربنا يجعلها ليك يا ابنى ويجعل فيها الخير.
ادم وهو يقبل يد والدته : تسلمى يا امى ،ربنا مايحرمنى منك ابدا .
.....
فى حجرة اسماء ...
:يارا: انتى استهتارك اتجاوز الحد فعلا ،هو انت اصلا ازاى تحاولى تتصلى بيه بعد اللى حصل
.انت هبله والله ومش طبيعيه ولا عندك كرامه .
اسماء: يوووه يا يارا .
يارا: يووه ايه وزفت ايه؟ انت مش داريه خالص بتصرفاتك .
اسماء: انا غلطانه انى بفضفض معاكى .
يارا: اسماء متضيعيش واحد زى ادم من ايدك عشان خاطر واحد زى حازم .حازم ملوش امان .
اسماء: افهمينى يا يارا،حازم رغم عيوبه بس كان له تأثير ،كاريزما معينه، كان سهل جدا يعجب اى بنت ، لكن ادم قفل فى نفسه كده ،انا مش متخيلاه جوزى .
يارا : اه لكن متخيله الفاشل اللى مش بيركعها صح .كل دا عشان فلوسه وشكله .بجد الله يهديكى .
اسماء: بصى يا يارا الامر اكبر من كده كتير .الامر ان حازم فعلا له كاريزما .لكن ادم قفل اوى .
يارا: ادم مش قفل ،ادم محترم ، ادم زى يوسف ،يوسف انا كنت فكراه كده واكتشفت انه بعد الزواج حاجه تانيه خالص .قلة الادب بتنط من عنيه يا اختى والله .
اسماء: ازاى ها ازاااااى ؟
يارا: انتى طلعتى تافهه كده ازاى؟هو انا بقلك كده عشان نسيب ادم ونمسك فى يوسف .
اسماء: يارا قومى اطلعى برده يلا، قومى بره بدل ما احدفك من الشباك دا ..
....
بعد عدة ايام كان الوضع كما هو بين يوسف ويارا فلم يتنازل اى منهما ويبدأ بالحديث للاخر .
كان يوسف مع فاطمه فى حجرة المعيشه يشاهدان احد البرامج التلفزيونيه عندما دخلت اسماء تخاطب يوسف قائله: يوسف انا استخرت فى موضوع دكتر ادم وموافقه .....
يتبع الفصل الثالث عشر اضغط هنا
تعليقات
إرسال تعليق