رواية بنت الراوي الفصل السابع
بعض الأخطاء ندفع ثمنها ليس لكونها أخطاءنا بل لكونها أخطاء من نحب ...
ظلت فاطمه مشدوهه لعدة دقائق فور تلقيها لرسالة حازم والذى بعثها ظنا منه أن الخط مازال مع أسماء ..
فاطمه بهمس: اه يا حيوان ..تنهدت ثم نظرت الى باب الحجره فمن حسن الحظ وربما من سوءه انها بمفردها فى الحجره وان كل من اسماء ويارا ومها قد ذهبوا للتسوق لان فاطمه ليست من هواته ..
اسرعت فاطمه لغلق الباب بالمفتاح من الداخل ثم ذهبت الى شرفة الحجره وقامت بالضغط على زر الاتصال ..
كان حازم فى حجرته يشاهد ما نهى الله عنه عندما وجد رقم اسماء يضئ شاشته بالاتصال ..
حازم محدثا نفسه : ههه يا حرام اترعبت .ثم قام بالرد ..
حازم : حبيبة هارتى من جوا .
فاطمه بتماسك : اتق الله بأى .عاوز ايه تانى ؟
لم يفرق حازم بين صوت اسماء واختها حيث انهما يشبهان بعضهما بدرجه كبيره فى الصوت كمعظم الاخوات ..
حازم : تؤتؤ .هى دى وحشتنى يا سمسمه .
ادركت فاطمه ان حازم لم يتعرف صوتها وقررت أن تكمل معه المكالمه على هذا الاساس ..
فاطمه : لا محدش وحشنى .وابعد عنى
حازم : ابعد عنك ازاى .دا انا من وقت ما عرفت ترتيبك وانك هتتعينى في الكاست بتاع الجامعه وانا حاسس بالفخر
فاطمه بتحفز : على اساس ان حضرتك كنت بتشرحلى
حازم بضحكه عاليه : ااه هو من ناحية كنت بشرحلك فانا فعلا كنت بشرحلك اللى اهم من المنهج .
لم تتوقع فاطمه ان يكون حازم بمثل هذا المجون ولكنها تماسكت قائله : لو سمحت .هو كان أمر وانتهى .ارجوك ملوش لزوم لاى اهانه .
حازم ببراءه مصطنعه : اهانه ايه بس يا سمسم .دا انت اللى فى القلب .
فاطمه بفارغ صبرها : اللهم طولك يا روح .سيبينى فى حال. بأى .انا تبت .افهههم
لم تدرك فاطمه أن صوتها وجملتها قد اخترقت اذن عمر فى الحجره المجاوره والذى كان يتناول قهوته بينما حلا نائمه ....
اقترب عمر من النافذه وهو مصدوم ليخترقه صوت فاطمه وهى تقول : اه اديتك صور بجسمى وشعرى لكن دلوقتى خلاص انا عرفت انى كنت غلط .
حازم : بقلك ايه قلتلك اخدتى التمن .
فاطمه : تمام .اخدت التمن .خلاص خلصنا الصفقه .
حازم : هو انا عاوز منك حاجه .انا بمسى بس .
فاطمه : ولا تمسى ولا تصبح .ثم حالفها سوء الحظ عندما وجدت نفسها لااراديا تقول له : وبعدين انا هتخطب قريب جدا لواحد مهم .ولو انت مبعدتش من نفسك هو هيبعدك غصب عنك .
يااااه لسوء الحظ فقد ظن عمر انها تقصده وابتسم ابتسامه الغاضب وما اقساها من ابتسامه .
حازم : يا ستى الف مبروك .المهم هتتعينى امتى ؟
فاطمه : مش شغلك .واياك تتصل تانى .
حازم :طيب مش تدينى رقم البأف كنت اتصلت قلتله مبروك عليك ..هه .طب والله محظوظ وابن محظوظه دا انا مش بشبع من صورك لحد دلوقتى .
فاطمه بتماسك : اشبع بيها .متفبركه .وورينى هتعمل ايه .
حازم : اسلوبك متغير اوى يا اسماء !!
فاطمه : اه فعلا اتغيرت وهتغير اكتر وابعد عشان مصلحتك..
اغلقت فاطمه الخط فى وجه حازم الذى قال محدثا نفسه : البت دى متغيره كده ليه ؟؟ دول مكانوش تلت شهور سبنا بعض فيهم .
اما عند فاطمه فقد دخلت من شرفة الحجره تستغفر ربها ولم تدرك ان عمر قد سمع حديثها مع حازم وظن بها ما ظنه ......
....
.........
فى الهاتف .......
سالى : والله هيموت عليها رايح جاى معاها ثم استطردت بمكر : ولا حلا شويه وهتقلها يا ماما .
ياسمين بغل : على جثتى ،عمر بتاعى انا وبس .
سالى بتسليه : بصراحه انا مش عارفه هو عاجبه فيها ايه ؟
ياسمين : انا هخليه يرجعنى بأى طريقه وفاطمه دى همحيها من قصادى خالص .سالى انتم قصادكم اد ايه فى الرحله ؟
سالى : لسه احنا فى تالت يوم ،فاضل لسه ٤ ايام .الرحله اسبوع .
ياسمين : عاوزاكى تجبيلى تقرير رسمى عنهم .فاهمه
سالى : طبعا يا مدام ياسمين انا تحت امرك .والله انا لا بتفسح ولا بهتم بنفسى خالص عشان اجبلك اخبارهم .
ياسمين بضجر ،: وانا عند وعدى لو جبتيلى كل اخبار الرحله دى ليكى منى تذكره ٣ ايام للغردقه وهتكفل بكل مصاريفك هناك .
سالى بفرحه: ربنا ميحرمنى منك ابدا .
.
..................
كان مقرر للرحله اسبوعا كاملا ومر ثلاثة ايام فقد كانت مكالمة حازم لفاطمه فى اليوم الثالث من الرحله ومر اليوم الرابع والخامس وعمر يتلاشى فاطمه تماما مما اصابها بالحزن ولكن لم تبالى ظاهريا واستمرت فى الاستمتاع بالرحله .فى اخر اليوم الخامس فوجئت فاطمه برساله على هاتفهها من عمر مفادها الاتى ..
هو الراجل اللى عاوز يشوف شعر واحده محجبه يعمل ايه ؟
نظرت فاطمه الى الرساله فى تعجب ثم قالت بصوت عالى الى حد ما : ايه الرساله الغريبه دى؟
التفتت يارا اليها قائله : فى ايه ؟
لم تكن فاطمه تحب أن تخبر يارا برسائل عمر لها لكنها اضطرت لاخبارها حيث ان يارا سمعت جملتها الاستفهاميه ..
فاطمه بتنهيده : اييه اصل عمر باعتلى رساله غريبه اوى .
يارا: بعتهالك فين ان شاء الله ؟
فاطمه بحذر: عالواتس.
يارا: وهو اصلا بيبعتلك ليه ؟ايه هنخيب يا فاطمه !!
فاطمه : عندك حق .انا مش هرد عليه عشان يفهم انى مش عاوزاه يبعت تانى .
يارا :وباعتلك ايه بأى ؟
فاطمه : كاتبلى هو الراجل لما يحب يشوف شعر وحده محجبه يعمل ايه ؟
يارا وقد اظهرت فرحا بالرساله: يا غبيه يا بطه .دا عرض جواز .
فاطمه : نعم !! اللى هو ازاى ؟
يارا: يعنى وحده محجبه مين هيشوفها غير محارمها ومنهم زوجها طبعا وهو مش من محارمك يبأى بيعرض الجواز .
فاطمه : لا لا مش حساها كده .معرفش ليه حساها حاجه غريبه ورساله وراها غرض تانى .
يارا : بصى ابعتيله رساله فيها كلمه واحده ..يتجوزها .
فاطمه : لا انا هتكسف منه .
يارا: يا بنتى هو انتوا هتتكلموا صووت .دى رساله .اجمدى كده دا عمر دا أى وحده تتمناه .
نظرت فاطمه فى تردد الى يارا ثم الى هاتفها ثم وجدت نفسها تضغط على حروف الكلمه التى اوصتها بها يارا وتبعث بها لعمر .
ضغطت فاطمه زر الارسال ثم نظرت الى يارا قائله: الله يسامحك .هوريه وشى ازاى ..
هل اختبرت كيد الرجال ومكرهم من قبل ...
كان عمر لا يشبه الكثير من رجال جيله فهو الهادئ المتزن وايضا هو لا يرضى الا بعقاب مماثل للفعل وفى عرف الحسينى الخيانه والغدر عقابهم ليس بالهين ...
فقد قرر ان يعاقب فاطمه عقاب غير هين فليس بامرأه مهما بلغت أن تخدع عمر الحسينى بل سيكون المكر عليها وليس منها ...
استقبل عمر رسالة فاطمه بهدوء وابتسم ابتسامة الغاضب وهمس محدثا نفسه :معلش يا فاطمه مكنتش احب تقعى تحت ضرسى بس انتى اللى بدأتى .ومظنش هتتحملى ..
..............
مر شهر على العوده من الاسكندريه كان عمر لا يكف عن تلميحه بالاعجاب لفاطمه وهى تستقبل كل تلميحاته بفرحه منتقصه ..
فى منزل الراوى ...
كانت تنظر لفاطمه بابتسامه : يا قلبى يا بطه .
زفرت فاطمه قائله: انا مش عارفه ايه جراله .دا لو حد غبى غباء السنين هيفهم انه معجب بيا .رايح جاى قصاد أى حد يلمحلى والنهارده توصل بيه الجرأه انه يلمحلى فى الاجتماع قصاد الكل .انا حمدت ربنا ان يوسف وعلى كانوا فى مأموريه برا الشركه .
يارا : يالهوي دا وقع عالاخر .
فاطمه : صدقينى لو قلتلك انى حسه بحاجه غريبه .حسه بقلبى مقبوض معرفش ليه
يارا : يا بنتى تفائلى خير مش كده
فاطمه : الله المستعان .
......
فى الجامعه تحديدا فى كلية الصيدله كانت اسماء قد استلمت عملها كمعيده منذ ما يقرب الاسبوعين وكانت قد تحدثت مع دكتور ادم والذى سعد جدا بوجودها معه فى نفس مكان العمل نظرا لمشاعره تجاهها
كانت أسماء تقف مع دكتور ادم هى ومجموعه ممن تم تعيينهم ..
ادم : يا جماعه المراجع دى مهمه جدا للمذاكره من ناحية انكم هتقدروا تثبتوا نفسكم قصاد الطلبه بشرح وافى وكمان هتعرفوا تذاكروا كويس للماستر .
تدخلت احد المعيدات قائله : بجد يا دكتور ادم احنا مش عارفين نشكر حضرتك ازاى.انت حد ممتاز .
ادم وهو يغض بصره : انتم اخواتى ومفيش بين الاخوات شكر .
انفض الجمع حين استجمع ادم شجاعته ونادى باسم اسماء .
ادم : دكتر اسماء.
وقفت أسماء والتفتت اليه فى تساؤل : ايوه يا دكتر .
ارتبك ادم لوهله فهو لم يسبق له التدخل فيما لا يخصه ثم قال : كنت حابب اطمن عليكى من اخر موقف كنا فيه مع بعض .
نظرت اليه اسماء وهى صامته فظن انها قد نست فاجابها : موقفك مع حازم .
لم تكن أسماء نست بالطبع ولكنها كانت قد تناست فقالت له : الحمد لله .موقف وانتهى .
ادم بود ظاهر : الحمد لله .صدقينى كده افضل كتير .حازم مينفعكيش .انت طاهره من بيت طاهر .
اغلقت اسماء عينيها بقوه وشعرت باختناق ثم قالت له : الحمد لله .
لاحظ ادم تغير تعابيير وجه اسماء فحدثها بهدوء : انا اسف لو كنت فكرتك .
اسماء: لا ابدا .انا منستش .جزاك الله خيرا عالسؤال .
تركت اسماء ادم بعد استئذانها منه وما ان بعدت حتى قال : اللهم اجعلها من نصيبى يا رب ..
يتبع الفصل الثامن اضغط هنا
تعليقات
إرسال تعليق