رواية عشقت كفيفة الفصل الثامن والعشرون
تقولينَ أنّكِ في خيرِ حالٍ ولكنّ روحكِ تبدو حزينهْ
ظلام دامس هو ما يحيطها استيقظت منذ لحظات وكل ما تراه هو الظلام، الظلام الذى يحيطها ولا مفر منه 3 سنوات وهو يحيطها، هى تعلم انه قدرها ان تعيش بهذا الظلام وتؤمن بقضاء الله عز وجل لكن نفسها البشريه تحزن على حالها لما لا تعيش حياتها كباقي الفتيات؟ لما كل شئ تحتاج إلى مساعده حتى تكمله؟ لما ابسط امور حياتها لا تستطيع أن تقوم بها وحدها؟ لما تلك الذكريات التى تداهمها؟ كانت تظن انها قد نستها وتعايشت معها لكن من الواضح انها أضعف من ان تتقبلها، فكرة ان تنجو هى وحدها من ذلك الحادث الأليم...
يا الله لما الان تتذكر؟ هل لانه سألها عن سبب الحادث؟ ام لسبب اخر؟
هى لا تعلم ولا تدرى كيف تفكر تشعر وكأنها بلا قرار تسير رغم هواء الجميع أين قرارتها؟ أين ارتدتها؟
"يا سارة كيف تفكرين اخوكى لم يفعل اى شئ إلا عندما قبلتى وهو الذى كان مستعدا بأن يقف امام الجميع من أجلك ومن اجل سمعتك، اذا لماذا تلك الهواجس والأفكار ؟"
هذا ما حدثت به نفسها وهى تتصارع داخليا قلبها يؤلمها وبشده ولا تستطيع أن تتحدث، بالاصح مع من تتحدث لا يوجد أحد معها، هل تتحدث مع امير؟ هى بغير متألفه معه الى الان لم تعتاد عليه إذا كيف تخبره بما تشعر به؟!
هى فقط تبكى بصمت فى وسط ظلمتها التى تحيطها لا تعلم اهى بنهار ام ليل فالاثنبن واحدا بالنسبه لها نفس العتمه، لكنها تسمع صوت تنفسه بجانبها ويبدو انه مستغرق فى ثبات عميق، تريد ان تنهض وتتحرك لا تريد ان تستلقى فوق الفراش هكذا لكنها لا تستطيع تخشى من ان تصطدم بأى شئ هى لا تحفظ المكان هنا لا تريد ان تسقط كما سقطت من قبل فى الفندق الذى قضت به ليله زفافها مع ذلك الغافى بجانبها..
تريد ان تعود إلى غرفتها مع اخويها تستيقظ على صوت مشاجرات مالك وملك تلك المجنونه الصغيره حقا قد اشتاقت اليهما...
ليخرجها من تفكيرها وشرودها هو حركته اذا هو على وشك الاستيقاظ لتغمض عينيها فى محاولة منها للنوم لا تريد ان يسألها عن سبب بكاؤها و انهيارها عندما سألها عن سبب كونها كفيفه وهى لن تقدر ان تخبره او تتحدث تشع وكأن لسانها قد عقد لتمثل النوم .
بينما هو بدأ فى التحرك يفتح عينيه بخفوت يريد أبعاد النعاس عنه، ليعتدل بمكانه يستند برأسه على ظهر الفراش ينظر بجانبه الى تلك التى تعطيه ظهرها، لا يعلم متى او كيف قد غفى فهو اخر ما يتذكره عندما كان يراقبها عندما غفت بين ذراعيه ووضعها فوق الفراش وكانت الاسئلة تداهم عقله، ليحرك رأسه بالنفى ينهض من مكانه متجها نحو غرفة الحمام الملحقه بالجناح، ما ان شعرت به قد نهض من فوق الفراش زفرت الهواء براحه لكنها مازالت مستلقيه بمكانها ظنا منها انه يقف بقربها.
لتمر عدة دقائق
يخرج امير من الحمام واضعا منشفه حول عنقه يجفف بها شعره، ليلقى بنظره فوق الفراش يجدها مازالت كما هى مستلقية، ليبدأ شعور بالقلق داخله كونها غافيه منذ زمن طويل ليقترب منها هامسا بخفوت وصوت هادئ وهو يملس فوق شعرها
=سارة... سارة ... اصحى يلا ... سارة
لتمثل سارة الاستيقاظ وتعتدل فى الفراش بمساعدته، لتردف قائلة بخفوت
=خلاص صحيت، بس هو احنا امتى دلوقتى؟
امير وهو يتجه ليسحب هاتفه الذى فوق الطاولة
=مش عارف ثوانى كدا
لينظر الى هاتفه يكمل حديثه قائلا باستغراب
=ايه دا الساعه 10 الصبح احنا من امبارح العصر نايمين ليه كل دا؟
لتقول سارة بفزع
=يا نهار ابيض انا مصلتش حاجة من امبارح ربنا يسامحنى
ليردف امير مهدئا اياها وهو يقترب يقف بجانبها
=اهدى بس عشان متتعبيش قومى اتوفى ونصلى جماعه
لتومأ هى برأسها له قائلة بخجل حزين
=اسفه بس ينفع توديني التواليت عش........
وقبل ان تكمل جملتها كان قد إزاح الغطاء عنها حاملا أيها بين ذراعيه بخفه قائلا بمرح حتى يخفف عنها توترها وحزنها الواضح رغم محاولتها لاخفائه
=مفيش اسف بينا انتِ مراتى وبعدين لما بشيلك ادينى بعمل رياضه
لم تجيبه بل اكتفت بابتسامه بسيطة وهى تتنهد تستند برأسها على كتفه، لينزلها هو برفق فوق أرضية الحمام وعندما لاحظ شرودها وكأنها تاركه نفسها بين ذراعيه مستسلمه تماما، بدأ هو فى مساعدتها بالاستحمام بينما هى كانت نيران من الآلام داخل قلبها لكنها بالفعل لا تقدر على فعل اى شئ لذلك تركت له نفسها.
بعد مرور بعض الوقت
كان امير يقف امام سجادة الصلاه وبجانبه من الخلف تقف سارة مرتديه اسدالها الأبيض لتبدو به كالملاك الرقيق ليبدأ امير بالتكبير ويقومون بأداء فريضة الصلاة بكل خشوع
وبعد انتهائهم من الصلاة يجلسون بمكانهم يختمون الصلاه لينتبه امير الى صوت شهقات بكاء منخفضة يستمع اليها وهى تناجى ربها ناسيه لوجوده
=يارب انت وحدك اللى عالم بحالي وعالم بضعف وقلة حيلتي، انا الحمدلله راضيه بقضائك بس قونى عشان اتحمل الضلمه اللى محاوطنى نور قلبى بأيمانك، يارب مش عاوزة اكون تقيلة على حد، يارب يسر حالى وحال اخواتى وحال جوزى واجعله زوج صالح ليا، يارب لو ليه خير فيا قربهوله ولو شر ابعدوا عنه، يارب انت وحدك اللى عالم اللى فى قلبى من تعب وكسرة نفس ريح بالى وريح قلبى، انا راضيه انى ابقى كفيفة بس تعبت والله تعبت الحمدلله
انهت حديثها مع خالقها ببكاء تنهار له القلوب كلامات بسيطه من شخص ضعيف يناجى ربه لكن معناها كبيره
ليتأثر امير بدموعها وضعفها الواضح ليقترب منها ساحبا اياها بين ذراعيه يضمها بقوة لتنفجر هى اكثر بالبكاء وهى تتمسك به من ملابسه تتحدث بكلمات متلعثمه قائلة ببكاء
=والله يا امير مش قصدى حاجة انا راضيه بقضاء ربنا الحمدلله بس تعبت من ان كل حاجة عاوزة اللى يساعدنى فيها ... انا مش عاوزه اكون تقيلة على حد ولا حد يزهق منى هو ربنا عارف انى راضيه بقضاءه مش كدا يا امير
ليشعر امير بقبضة تعتصر فؤاده وهو يراها بهذا الضعف ويسمع تلعثمها بالحديث وهى تشكو اليه ما تشعر به لأول مرة يشعر بهذا الالم بقلبه ولا يعلم كيف يهون عنها ليردف قائلا بحنان وهو يربت فوق ظهرها بحنان
=اششش خلاص مفيش حاجة للعياط دا كله ربنا عارف انك مؤمنه وراضيه بقضائه وان شاء الله هيعوضك خير بس اصبري، ان الله مع الصابرين، بس بلاش عياط عياطك كدا بيوجع ف قلبى
لتشهق هى بين ذراعيه قبل ان تبتعد عنه تمسح دموعها كالاطفال
=انا اسفه بس من ساعة ما صحيت وانا بحاول ابقى كويسه بس مش قادره
ليسحبها امير مرة اخرى فى عناق
=خلاص طيب بلاش عياط ايه اللى حصل لكل دا، لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، طب انا قولت حاجة جرحتك او زعلتك منى
لتنفى هى برأسها وهى تدفنها فى جوف عنقه تقول ببكاء
=امير مش عارفه ابطل عياط الحقنى
ليشعر امير بالقلق تجاهها ليحملها بخفه يتجه بها نحو الحمام وهى تتشبث به بقوة ومازالت تبكى لينزلها برفق محيطا خصرها بيد واليد الاخرى يملأها بالماء من ثم يمررها على وجهها ليقوم عدة مرات بهذا العمل من ثم يخرج بها يجلسها فوق الفراش ليتجه بعدها نحو البارد الصغير الموجود بالجناح آتيًا بزجاجة من الماء ليجعلها ترتشف منه، ليسألها بعد ذلك
=هديتى؟
لتتنهد هى بهدوء قائلة بخفوت وصوت مبحوح من اثر شهقات بكائها
=الحمدلله احسن
ليجلس بجانبها ساحبا يدها البارده بين كفيه الدافئتين قائلا بنبرة حنونه
=مالك يا سارة فى ايه لكل دا؟ ايه اللى حصل؟
لتتنهد هى قائلة بصدق ونفس نبرتها الضعيفه
=مش عارفه بس الاحساس بالعجز والضعف وحش اوى لما صحيت قبلك حسيت ان اول مرة اكون فى ضلمة كدا حسيت بضعف رهيب.....
عندما بدأت بالبكاء مرة آخرى سحبها من يدها يحيطها بين ذراعيه قائلا بحنان
=بس خلاص مفيش حاجة من اللى بتقوليها دى حقيقيه لا انتِ عاجزة ولا انتِ ضعيفه انتِ أقوى من كدا بكتير النور مش نور العين اللى بنشوفها النور هو نور القلب، خلاص بقى مش عاوز اشوف دموعك تانى ولا هعيط معاكى ها
انهى كلامه بمرح مفتعل حتى يهدأ من روعها واخيرا قد فخم ما تشعر به رغم عدم توضيحها فى الحديث ليتذكر سؤاله لها بالأمس عندما سألها عن كونها كفيفة وان تستيقظ قبله كل هذا فى وقت واحد ليبدأ قلبها وعقلها فى الوساوس فهى رغم إيمانها ورضاها بقضاء الله الا ان النفس البشريه تغلبنا احيانا لا بل كثيرا بالتفكير والهواجس وهذا اكثر ما يؤلم الروح
كشخصً يمتلك شخصيتين احداهما عاطفيه الى حد البكاء واخرى عقلانيه لدرجه ان يسخر من حزنه، كشخصً يمتلك من الهدؤ ليتصف بالرزانه واخرى عصبيه لحد الجنون، شخصً ينسى حزنه ليبتسم، فيذكر خيبته ويحزن، يحاربني الف تناقض اعيشه في اليوم .
كل يوم أقتنع أكثر أن الصديق يأتي كهِبة إلهية، لم أبذل مجهودًا عظيمًا لأحصل على قلب يحبني بهذا القدر
كانت تسير بثقة كعادتها رأسها المرفوع وابتسامتها الرقيقه تزين ثغرها الان قد انهت محاضرتها الأولى لليوم ستنتظر المحاضرة الثانية بالكافيه الموجود بالجامعه مع صديقاتها فتون، لتجلس بجانبها تنفخ الهواء بضجر وتتحدث قائلة بسخط وضيق
=انا كان مالى ومال الطب انا كان اخرى رياض اطفال واروح العب هشج بشج مع العيال، فتووون انا مش بكلمك
لتنتبه فتون اليها بعد ان كانت مندمجه بقراءة احدى الملازم
=فى ايه يا ملك هو انتِ بعد كل محاضرة لازم الاسطوانه الحمضانه دى مفيش جديد ما انتِ عارفه ان الطب مرمطه جاية دلوقتى تتفاجأى بيه
لتردف ملك قائلة ببكاء مصطنع
=ما تيجى تضربيني احسن يا فتون بدل ما تواسينى فى زنقة اللى انا فيها دى الله يسامحك
لم تستمع فتون الى حديث الاخرى فقد لفت انتباها ذلك الفتى الاسمر الذى سحرها منذ ان رأته اول مرة لتتابع خطواته بعينيها تراه وهو يتجه الى طاولة قريبه منهما يعبث بهاتفه قليلا لتهيم هى بوسامته وكل شئ به يجذبها اليه، لتنتبه اليها ملك والى شرودها لتلتفت تنظر الى ما تنظر اليه الاخرى لتلاحظ شرودها بحازم زميل مروان ففتون قد اخبرتها مسبقا انها معجبه بحازم لكن لا تستطيع الاقتراب او الاعتراف او على الاقل لفت انتباهه له
لتبتسم ملك بخبث قائلة
=الا معرفتيش يا تونه
لتنتبه فتون اليها قائله بتيه
=بتقولى ايه يا ملك؟
لتمثل ملك ملامح الجديه وهى تردف قائلة بجديه غير معتادة منها
=اصل من كام يوم كدا مروان قالى ان حازم صاحبه بيدور على عروسه وعاوز واحده تكون بنت ناس ومحترمه ......
لتقاطعها فتون قائلة بلهفة
=ايه دا بجد هو عاوز يتجوز بس ازاى دا لسه متخرجش، مش مهم طب هو عنده مواصفات معينه طب قولتى ليه ايه؟ انطقى يا ملك فى ايه ساكته ليه يا زفته؟
لم تتحمل ملك اكثر من ذلك تنفجر ضاحكه على شكل صديقتها وهى بغير صابرة ان تعطى لها فرصه للرد على اسألتها لتشعر فتون بالغيظ تلقى عليها علبه المناديل الورقيه لتتفادها ملك وبسهوله
=خلاص يا رمضان بهزر وبعدين انا هكلم مروان امتى انتِ كمان اصل لقيتك مسهمه فى الواد
لتردف فتون قائلة بغيظ
=تعرفى انك رخمه وبعدين مروان مين دا اللى انتِ مش بتكلميه دا انتم مش راحمين بعض من مكالمات لنظرات دا طبعا غير الواتساب
لتشاور لها ملك بالصمت وهى تلتفت حولها ترى ان كان قد استمع احد الى ما قد قالته تلك الغبيه من وجهة نظرها
=بس يخرب عقلك ايه هتفضحينى وبعدين نظرات ايه اللى بتتكلمى عنها انا بقالى يومين مشفتهوش اصلا
لتغمز فتون بعينها تردف قائله بخبث وهى تضع كف يدها تحت ذقنها وتنظر بترقب الى ملك التى قد توترت وخجلت من الحديث
=بت هو اخوكى عارف انك بتكلمى مروان واتساب أو مكالمات .
لتجيبها ملك قائلة بحدة ونبرة صوت منخفضة لكنها مخيفه =قسما بالله يا فتون لو ما لميتى لسانك مش هيحصلك كويس، وبعدين مكالمات ايه و واتساب ايه اللى ماسكه فيهم مروان معهوش رقمى اصلا
لتفتح فتون عينها على وسعهما تقول بصدمه حقيقية
=يا نهار الوان بقى القمر دا لسه ماخدش رقمك وانا اللى فكراه bad boy ومقطع السمكه وديلها
لتمط ملك شفتيها كالاطفال ولم تجيب على صديقتها بل اكتفت بالنظر بعيدا الى اللاشئ، هى بالفعل اصبحت تفكر بمروان كثيرا وخاصة فى اليومين الماضيين حيث انه مختفى عن الانظار بهما ولا تعرف اى اخبار عنه، وبنفس الوقت تلاحظ نظرات عدى لها فى الخفاء هى ليست بساذجه حتى لا تلاحظها او ان تفهم معنى تلك النظرات لكنها غير مباليه به، وايضا تحاول عدم الاهتمام او التفكير بمروان فكل ما يشغل بالها هو دراستها وان تصبح من أفضل الاطباء هذا هو حلمها وتسعى اليه حتى تصله، لتحرك رأسها بالنفى محرجه ذاتها من ذلك التفكير تنظر الى ساعة يدها تنتبه الى ان الوقت المتبقي على محاضرتها هو 5 دقائق لتنهض مستأذنه من فتون بهدوء غريب عكس ما كانت عليه منذ لحظات لتردف فتون قائلة باستغراب وهى تنظر فى اثرها
=ايه اللى قلب البت دى ما كانت كويسه من شويه اكيد برج الجوزاء
=بتكلمى نفسك ياقمر
من رقتها ورقة أُنوثتِها وجمالِها تجعلُك تظنُ أنهُ
لم يُخلق أحداً سِواها .
كانت تقف بالمطبخ تقوم بإعداد وجبة الفطور لهما فعندما استيقظا كانت ملك قد خرجت من المنزل وذهبت الى جامعتها ولم يتبقى غيرهما بالمنزل هو بالأصل فى أغلب الأوقات لا يتواجد غيرهم فملك دائما بالجامعه او بغرفتها تدرس، ومالك بعطلة لانه عريس وهى ايضا بعطلة، لتبتسم بخفه ما ان جاء بخاطرها لقب "عريس" و "عروسه" تتسأل ها هى الان تعيش معنى الكلمه ام لا ؟ لا تعلم لكنها سعيدة معه تريد ان تقضى كامل حياتها معه هكذا فقط يكفيها ان تنظر اليه وتتأمله هكذ، تتذكر ذلك الحلم الذى رأته الليله الماضية كم كاز جميل تمنيت لو بإمكانها ان تحدثه عنه لكن ليس الآن بالوقت المناسب ستخبره به
لتنتبه الى صوت اقدامه تقترب منه تسمع حديثه بالهاتف وهو يقول
=لا خلاص تعالوا على هنا الاول بس متقولهاش حاجة
ليصمت قليلا يستمع الى الطرف الاخر، بينما تولين تركت ما بيدها تستمع وتنظر اليه باهتمام وفضول تريد ان تعرف مع من يتحدث وعن من، لتسمعه يقول بعد صمت استمر للحظات
=لا لا محدش يعرف ان هكلم تولين اقولها دلوقتى
تراه يتنفس بعمق وهذا معناه ان الشخص الذى يحدثه من الجه الاخرى قد استنزف صبره
=يابنى ما قولت تعالى على عندى وهاتها معاك بس متقولش ليها حاجة وانا هشوف لو عرفت اخلى سارة تيجى عشان يبقى كلنا مع بعض ونفهم هنعمل ايه
ليصمت للمرة الثالثه ثم يردف قائلا
=خلاص تمام يبقى اتفقنا بعد بكرا نتقابل بس انت تيجى على عندى عالطول وأهم حاجة مراد ميعرفش ولا حتى منى فاهم يا الياس
ليستمع الى الياس من الجه الاخرى، من ثم يجيب قائلا بهدوء وجديه
=يبقى اتفقنا يلا سلام
ليغلق الخط من بعد جملته ينظر الى تولين يراها تنظر اليه بترقب وفضول ليردف قائلا بضحكه بسيطة
=هحكيلك واحنا بناكل
لتردف قائلة وهى تناوله الاطباق كى يضعها فوق طاولة المطبخ التى خلفه
=انت مش ملاحظ ان كل ما تيجى تحكيلي حاجة تكون بتاكل
ليردف مالك بضحك =حظك بقى، فى اطباق تانيه ولا كدا بس
لتنظر تولين الى الطاولة والأطباء تقول بلهفه
=لو عاوز فى مربى وقشطة ولنشن استنى هجيب
ليمسك مالك بكفها يعيدها للجلوس مرة اخرى
=اقعدي يا حبيبي دا انا تخنت قد وزنى مرة ونص فى الاسبوعين اللى فاتو، انا بسأل بس عشان لو فيه حاجة اجيبها
لتردف هى قائلة بضيق طفولى
=تخنت ايه بس با مالك انت مش شايف نفسك دا انت عضلات بس كل ومتخفش مش هتطخن
ليردف مالك بمرح
=ما انا لو طخنت العضلات هتروح وتبقى مرات ابو كرش
لتضحك تولين وهى تتخيله بدهون
=هتبقى قمر فى كلا الحالتين
مالك بمرح وهى يضع لقمه من الجبن بفمه
=لا بعد اذنك انا متجوز ومراتى بتغير عليا ومش حمل معاكسات
لتضحك تولين على تعبير وجهه وحديثه المرح معها، تفتح فمها له عندما يقرب بعض اللقمات من فمها ويطعمها كابنته، لتردف هى قائله بتذكر
=شوفت نستنى ازاى يلا احكيلى
لتردف هو قائلا بضيق مصطنع
=مش بتنسى ابدا
لتحرك رأسها بالنفى بطفوليه وابتسامه جميلة تزين ثغرها الذى يشبه الكريز.
ليكمل حديثه قائلا بجديه
=ديما بنت خالتى هتيجى بعد بكرا عندنا هى والياس
لتضيق هى ما بين حاجبيها تحاول تذكر الاسم او ان كان قد اخبرها بهما عندما كان يحكى لها عن عائلته لتشهق بفزع وهى تقول بصدمه
=بنت خالتك اللى ملك كانت عاوزه تجوزهالك؟
رحمَ الله رجلاً تحمل تقلبات إمرأته النفسية ، فصبرَ و هوّن و قَدر
يتبع الفصل التاسع والعشرون اضغط هنا
الفهرس يحتوي علي جميع فصول الرواية كامله"رواية عشقت كفيفة" اضغط علي اسم الروايه
تعليقات
إرسال تعليق