رواية نار وهدان الفصل السادس بقلم شيماء سعيد عبر كوكب الروايات للقراءة والتحميل pdf
رواية نار وهدان الفصل السادس بقلم شيماء سعيد
🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹
قد لا يفوز الشريف بالسلطة ، لكنه يفوز بالإحترام ، والإحترام يكسب القوة.
........
ياسمين بصوت حاد .......أنا صوح غازية وكومان هعشچك زي روحي بس أنا مهفرطش في شرفي واصل غير بالحلال .
فقام منصور ووجهه ينذر بالشر...كيف يعني؟
چصدك إيه ؟؟
حاولت ياسمين السيطرة على إرتجاف مقلتيها لتقول بثقة .....يعني تچوزني يا منصور ؟
ضحك منصور ضحك هستيريا قائلا بسخرية ....أچوزك أنتِ؟
ياسمين بإندهاش......ودي فيها إيه ؟
أي إتنين هيحبوا بعض صوح ، هيچوزوا .
منصور.....آه لما يكونوا في السليم ، لكن أنتِ غازية هترچصي للي يسوى واللي ميسواش ، وجسمك ظاهر للكل ، وصوح أنا عحبك بس مش لدرچة الچواز .
أنا كومان عارف نفسي من المطاريد وحياتي على كف عفريت بس معيزش چواز وخلفة وعيال أظلمهم معايا كيف ما الدنيا ظلمتني .
ويطلعوا إكده ولا هما عايشين كيف الناس في بيوتهم ولا هما ميتين مرتاحين في قبورهم .
ثم وقف منصور وقد تجمعت العبرات في عينيه وبصوت حزين مهزوز.......أنا مش إنسان زي باچي الناس .
أنا منصور اللي اسمه وحده هيخوف الناس ، لكن من چواه عامل زي الطفل اللي هيخاف من خياله ، وهنام وأنا مغمض عين ومفتح عين ، لأن الحكومة ممكن تنط في أي لحظة ، وساعتها يا چاتل يا مچتول .
فهچوز كيف بس ؟
أنا مش بتاع چواز ، ثم نظر لها نظرة ساخطة وواصل كلامه بحدة....جومي فزّي يا ياسمين ، منك لله چلبتي عليه المواچع .
ثم إلتقط الشال الذي كان يستر شعرها ونصف جسدها وألقاه لها .
وطردها قائلا....يلا غوري من إهنه وابچي شوفي واحد غيري تچوزيه .
فبكت ياسمين وحاولت التقرب منه لإرضائه مهمهمة بصوت منخفض...أنا عحبك يا منصور ، ومچدرش أستغنى عنك واصل؛ فـ ليه هتعمل فيا إكده ، ليه هتكسر چلب عشچك بچد ومش شايف فيك كل اللي هتچوله ده .
أنا مش شايفة غير إنّ چلبك طيب رغم اللي هتعمله ، وهي الظروف اللي حكمت علينا نعمل إكده .
لتدخل في نوبة بكاء حادة ثم تابعت بنحيب ....أنا كومان مكنتش حابه أكون غازية والناس تنهش في لحمي بنظراتهم وكان نفسي أكون ست عادية مستورة في بيتها وكل همها چوزها وعيالها .
لكن نصيبي إكده ، طلعت لچيت أمّي إكده ولما كبرت خلتني أنا مكانها .
فتنهد منصور وأردف بكلمات تنم على القهر....وعيزانا نچوز عشان لو خلفنا بنت تطلع برده غازية .
لا يا بنت الناس ، أنا مش هچوز ، مش هچوز .
فضربت ياسمين على صدره بكل قوتها مردفة...حرام عليك يا منصور إكده .
فأمسك منصور يدها وابتعد عنها و إلتف بظهره قائلا ...منا خابر كل عيشتي حرام .
فلم تجد ياسمين سوى أن تضع غطاء رأسها و تنصرف وهي تجر أذيال الخيبة وواقع مرير كُتب عليها أن تحياه .
وعندما عادت إلى منزلها ، رأت والدتها الحزن باديا عليها وآثار الدموع على وجنتيها .
فتنهدت قائلة بتهكم....بردك يا بت بطني روحتيله ، وشكلك نفذتي اللي في دماغك وچولتيله يچوزك .
وشكل الچواب باين من عنوانه أهو وعنيكِ أهو كيف الدم من كتر البُكى.
چولتلك أنا منصور ده مش بتاع چواز ولعبي وكل العبر فيه .
مش خابرة كيف عتحبيه وريداه هو عن باچي كل الشنبات اللي هتبوس رچليكِ ويتمنوا منك ضحكة ولا رضا ومنهم كومان اللي عرض عليكِ الچواز .
ابتلعت ياسمين ريقها بمرارة لتهتف...بزيادكِ بچا يَمه حديت .
أنا مش ناچصاكِ، وأنتِ أكتر وحدة خابره
ثم تنهدت مردفة في حزن...معشان إكده يا بتي ، مش عايزاكِ تعيش اللي أنا عشته وعايزاكِ تعيشي حياتك زين وتدوسي على چلبك ده وتدوسي برچلك على كل الرچالة الدون دول .
فهتفت بحنق ياسمين....لا منصور مش أي راچل وأنا خابره إنه عيحبني وهفضل وراه لغاية مچوزه .
شوق بنفاذ صبر .....هچول إيه ؟
ربنا يهديكِ ويكملك بعچلك يا بتي .
...........
قضى سالم الليلة مع زوجته نچية ولكنه لم يغمض له جفن وأخذ يفكر في عروسه بدور تلك الچميلة التي سحرت عينيه ويريد أن تكون بين يديه .
فإختلس النظر لزوجته نچية ، فوجدها في سبات عميق وصدرها يعلو وينخفض مصدرا صوتا عاليا .
سالم محدثا نفسه بإستهزاء ......هتنامي وهتشخري كومان .
طيب نامي يا حبيبتي ، نوم العوافي.
وأنا هسيبك هبابة وراچع ، هلعب بس شوي مع العروسة الچديدة عشان زهچان وأرچعلك يا چميل .
وببطىء شديد تسحّب من فراشه كي لا تشعر به وخطى خطواته بخفة شديدة كالسارق إلى غرفة بدور التي وجدها نائمة دافنة رأسها على رجليها .
سالم بلوعة محب وعين تكاد تقفز من جسده...يا عيني على الحلو وهو نايم .
فاقترب منه هامسا في أذنها ...متجومي يا بت ، وجت نوم ده ؟؟
ففزعت بدور من نومتها على أثر الصوت وكادت أن تصرخ ظنا منها إن آخر ولكنه كتم صوتها بإحدى يديه قائلا .....يا بت المچنونة إكتمي خالص هتفضحينا وهتيچي نچية تعكنن على اللي چابونا .
فابتسمت بدور لرؤيته واكتست الحمرة وجهها من الخجل مردفة بصوت رخيم ....متأخذنيش يا سي سالم .
كنت نايمة ومش فى وعيي وخوفت ليكون خد غريب دخل عليه .
أخذت سالم رجولة مزعومة بقوله ...ومين يچدر على دخول أوضة مرتي ، ده هيكون آخر يوم في عمره .
شعرت بدور بالسعادة وهو يطلق عليها زوجته وكأنه توجهها بتاج من الألماس ولا تعلم إنه سيكون وبال عليها
بدور.........بچد يا سي سالم أنت مبسوط عشان أتچوزتني وانا دلوك صوح بچيت مرت العمدة ؟؟
حوطها سالم بيديه ودقات قلبه تتصارع مع كل كلمة تنطقها ليهمس في أذنيها ...أيوه يا بت فرحان ومبسوط چوي چوي كومان وأنتِ مرتي على سنة الله ورسوله .
على الورچ ودلوك هيكون بالفعل .
ليبحر معها في بحر الحب ولكنه أصابه الغرق واحتبست أنفاسه حين وجد .
عين منفتحة تتسلط عليهم حمراء كأنها أعين شيطان وتطلق أيضا رصاص نار من فمها .
نچية بصوت محموم....صباحية مباركة يا عريس الهنا ، مش كنت تجولي كنت حضرت الفطير والعسل وچبتهولك لغاية عندك .
فزعت بدور عند رؤيتها ودثرت نفسها بالغطاء جيدا .
ليتدلى على زواية فم نچية بسمة ساخرة لتغمغم هازئة........والله هتكسفي يا عروسة الشوم ، وفاكرة نفسك مَرة
بحچ وحچيچي .
ثم رفعت ابهامها في وجهها قائلة بصوت تحذيري مخيف.....لازم تعرفي أنك هنا ولا حاچة .
وإنك چاية تچضي وقت لغاية ميوحصل المطلوب وهتمشي كيف البهيمة ما چيتي لبيت أبوك وملكيش حدانا أي حچ.
هو بس شوية فلوس هرميهم في وشك وأنتِ طالعة من إهنه .
وقعت كلمات نچية على بدور كالصاعقة ، فتصلب جسدها ولم تتفوه بكلمة واحدة ثم اختلست النظر إلى سالم ،لعله يخيب ظنها ويستطيع الرد على نچية أو يؤنبها على ما قالته ولكن وجدته قد قام مسرعا وارتدى ملابسه كأنها اكتشفته يفعل الخطيئة وليس مع زوجته وخرج معها كأنه لم تكن معه منذ لحظات بل كأنها سلعة قد تناساها شاريها عند البائع ولزهد ثمنها لم يكلف خاطره لإسترجعاها .
فتحطمت آمالها التي روادتها في عرض الحائط وأيقنت أنها اقتحمت معركة خاسرة والفوز سيكون دائما لتلك المتسلطة نچية .
أما سالم فتحرك أمام نچية متجها لغرفته متصببا عرقا كالفأر المبلول محاولا جمع أي كلمات في عقله ليدافع بها عن نفسه أمامها .
ثم ولج لغرفته وهي من ورائه والغيرة قد بلغت مبلغها معها ولكن تحاول السيطرة على نفسها كي لا تظهر أمامه بذلك الضعف .
عندما ولجت للغرفة أغلقت الباب وراءها بقوة فسقط قلب سالم من حدة صوت الباب وكأنه خشي على نفسه منها أن تقتله .
فالتفتت مرارا ليرى لو كان هناك شيئا حادا كالسكين مثلا ليزيله خوفا من أن تلتقطه هي فتنهي حياته .
وعندما وجدته نچية بتلك الحالة كتمت ضحكتها وحدثت نفسها .....كفاية عليه أنه خايف مني ومچدر زعلي فمش هچسى عليه كتير ، بس لزمن البت دي تعرف مچامها زين ومتتطلعش لأكتر من إكده .
ويا خوفي لو حملت صوح بالولد ، ممكن صوح يضيع كل حاجة عملتها وتعبت فيها ويضيع حچ بناتي زهرة وزينة وزينب ، لا ده يبچى يوم مولده يوم مماته .
طيب وأبوكِ والعمودية ؟؟
تتحرچ العمودية ، وبكرة زهرة تكبر وأچوزها واحد ابن ناس ويمسكها هو ،كيف ما سالم مسكها .
ثم أخذت تتغنج أمامه بخطواتها حتى اقتربت منه ولكنه كلما اقتربت تراجع للوراء .
نچية بصوت رخيم...إيه يا سالم يا چلب نچية ، هتبعد عنى ليه ؟
اتسعت عينا سالم بغير تصديق متسائلا...هل حقا تردد على مسامعه ما قالت أم إنه من الخوف يتهيأ له .
نچية...إيه مالك يا حبيبي ؟
ثم تابعت بحدة...ولا خلاص اكتفيت ومش رايد نچية حبة چلبك ؟
انعكست إمارات الصدمة على سالم وانفجرت شفتاه ناطقا بذهول....لا طبعا يا چلبي ، بس أنا كنت فاكر يعني إنك ....!
نچية بمكر......هزعل صوح ؟؟
سالم ...أيوه بس طبعا ليكِ حچ، عشان عارف كيف بتحبيني .
نچية.......مهو عشان عحبك ، هفوتها عادي عشان نخلص من الموضوع ده ، بس بعد إكده مهتدخلش عليها غير لما أذنلك أنا .
سالم ..كيف ده ؟
نچية........عشان أنا حُرمة وأعرف ميتى الست تحمل .
عبث سالم بخصلات شعره محدثا نفسه....إيه الچوازة اللي بمعاد دي ؟؟
ده اسمه حرچ دم مش چواز وملهوش عازة بس أعمل إيه ؟
مچدرش أنا على زعل نچية وأبوها اللي لحم إكتافي من خيره ، أمري لله .
أهم كلهم في اآخر مهما اتعددوا ستات مفيش فرچ بَنتهم .
.............
أصاب عبد الجواد التوتر أمام بدور التي أصابتها حُمى الّنفاس غير الدماء التي تسربت من ملابسها ولا يعلم سببها .
فما كان منه إلا أن ذهب لإبنته عائشة فأيقظها واستيقظت على صوته زوجته سامية قائلة بصوت به أثر النعاس ...يصبحك بالخير يا عبد الجواد .
هو إحنا اتأخرنا في النوم ولا إيه ؟
وأنت صاحي لحالك من بدري؟
عبد الجواد.....ما أنتِ عارفة يا سامية، إنّي عحب أصلّي الفچر وأچعد أقرى القرآن لغاية الضحى .
وبعدين أصحيكوا نفطر سوا وأروح على شغلي .
ابتسمت سامية إبتسامة عذبة لذلك الزوج التقيّ النقيّ الذي رزقها اللّه به ، ورغم أنَّ اللّه إبتلاها في نور عينيها إلا أنه أصبح النور الذي تهدي به في ظلمات أيّامها ، فدعت اللّه أن يحفظه لها ولأولادهما .
سامية وقد إعتدلت من نومتها...تقبل الله يا چلب سامية .
وچومي يا بتّي شوفي أبوكِ رايد إيه ؟
ثم تابعت بأسى ...يارتني أنا كنت أچدر زي الأول بس أعمل إيه چدر ومكتوب .
عبد الجواد متلطفا ومشفقا عليها .....ياما عملت يا أم محمد ، والمهم دلوك تكوني وسطينا وربنا لا يحرمنا منك .
دمعت عيني سامية قائلة ....ولا يحرمنا منك ويطولنا في عمرك .
عبد الجواد ........جومي يا عيشة بسرعة ومعلش يا أم محمد هناخد حاچة من خلچاتك للست التعبانة اللي برا
دي وهتنزف .
تبدلت تعابير سامية المرتخية لأخرى يظهر عليها الإندهاش وبعضا من الغيرة أيضا ......ست !
ست مين دي يا شيخ عبد الجواد وكومان هتلبسها خلچاتي؟
شعر عبد الجواد من حديث زوجته سامية بالغيرة فحدثها بقوله ......استعيذي بالله إكده يا سامية وأنا هفهمك كل حاچة بس نلحچ الست المرمية بره دي چبل ميحوصلها حاچة وربنا يسألنا عليها وكومان الحكومة .
فضربت سامية على صدرها بيديها قائلة بفزع....يا مصيبتي، هو أنت عملت إيه في الست إيه يا عبد الچواد ؟
أطلق عبد الجواد صيحة هادرة......عملت كيف يعني ؟
شكلك لسه نايمة ،كملي نوم يا سامية أنا مش فيچلك .
وتعالى يا بتى وهاتى اللى جولتلك عليه .
فتركها عبد الجواد تفرك يديها غيظا ...بچه إكده يا عبد الچواد أكمني عامية هتستغفلني.
لا أنا بچدر أشوف بچلبي كل حاچة .
لما أچوم أسمع هيچولوا إيه من ورايا؟؟
فزعت عائشة عند رؤية بدور بتلك الحالة والدم يلطخ ملابسها .....يا لهوي يا بوي ، أنت چتلتها ولا إيه ؟
فرك عبد الجواد يده بتوتر مرددا ....لا حول ولا قوة إلا بالله ، حتى البت ، عايزة تچبلي مصيبة .
ثم تابع ....لا يا بتي ، هي مش چتيلة دي عيانة .
روحي إچري يلا هاتي أي فحل بصل وشوية مية نطش في وشها عشان تفوچ .
وبعدين دخليها الحمام تسبح وتغير خلچاتها.
عائشة بإستفهام ....هي مين دي يا أبوي ؟
زفر عبد الجواد بضيق .....وبعدين معاكِ أنتِ كومان ؟؟
تروچ بس الست وبعدين نتحدت في الموضوع .
عائشة ...حاضر يا بوي ، ثم أسرعت لتحضر ما طلبه منها والداها .
وبعد أن نثر المياه على وجهها ، إستافقت بدور بفزع مرددة....إلحچوني بغرچ بغرچ .
فضحكت عائشة عليها مرددة...ليه فاكرة نفسك هتسبحي في الترعة .
جومي معايا يا ست الحمام نضّفي حالك .
فقامت بدور على استحياء بمساعدة عائشة ولكن كان جسدها يرتجف من الحمّى ، فأشفق عليها عبد الجواد قائلا.....ألف سلامة عليكِ يا ست .
بدور بخجل ....الله يسلمك وأنا صراحة مش عارفه أچول إيه غصب عنّي معلش وأنا هنضف مطرحي وبعدين هنضف المكان كله وأعمل كل اللي إنتوا عايزينه.
عبد الجواد.....المهم تمسكي صحتك الأول ولا مؤاخذة بس يعني من إيه الدم اللي على خلچاتك ده ؟؟
أنتِ مچروحة أوديكِ المستشفى ..
إحمرّ وجه بدور خجلا قائلة ....لا لا أصلوا أنا لسّه والدة .
اندهش عبد الجواد بقوله ...والدة وكيف چيتي إكده ؟
وفين ولدك ؟؟
فبكت بدور......الله يخليك متسألنيش لإن فيه موتي لو چولت حاچة ولو مش رايد أشتغل عندكم أشوف مطرح تاني.
عبد الچواد....لا خلاص مهسألش ، ربنا يتولاكِ برحمته وأدخلي يلا مع عائشة .
فولجت معها لدورة المياه وساعدتها على الإستحمام وتغيير ملابسها .
لتخرج بعدها لتجد عبد الجواد قد أعد لهم إفطارا شهيّا وناولها كوبا من اللبن المخلوط بالعسل الأبيض .
عبد الجواد......أشربي يلا كوب اللبن ده وهتبچي تمام .
تناولت بدور منه الكوب على خجل ولكن ما أن رشفت منه عدة قطرات ، باغتتها سامية بالسؤال ...
يعني كيف لسه والدة وتمشي إكده ولحالك من غير ولدك وفين چوزك ولا يمكن أنتِ عاملة عمله ، عشان كده مشوكِ.
فتركت بدور كوب اللبن من يدها لتنهمر دموعها على وجنتيها .
ليرد عبد الجواد ....استغفري ربنا يا أم محمد ودعي الخلق للخالق ، وإحنا يهمنا بس أنها تكون ست زينة وأمينة معانا .
سامية ...هي هتچعد معانا ولا إيه ؟
عبد الجواد ...أيوه عتچعد تساعد عيشة في الدوار .
وهي مش غريبة دي چريبة زعزوع واد عمي، ووصاني عليها .
فصمتت سامية لمعرفتها شخص زوجها جيدا ، فإنه لا يرفض أحدًا جاء لطلب المساعدة ، كما تعلم أخلاقه ولكن مازالت الغيرة تأكل قلبها .
فحدثت نفسها ...يا ترى هي چميلة وصوتها شكله صغير وإيه حكايتها ؟
أما بدور فاكتفت بالإبتسامة وإفترشت بنظرها الأرض خجلا من معروف ذلك الشيخ الكريم .
ثم أمر عبد الجواد ابنته بإدخالها غرفة الضيوف حتى تستريح وأعفاها من الأعمال حتى يشفيها الله .
فقامت سامية من مكانها وقد ظهرت على وجهها تعابير الغضب والغيرة فدخلت غرفتها بدون أن تنبس بكلمة واحدة .
فتبعها عبد الجواد وجلس بجانبها وأمسك بيديها ورفعها لفمه يقبلها .
فابتسمت سامية قائلة بحنو ....لسّاك يا عبدو عتحبني وشايفني حلوة كيف الأول ؟
ولا عشان عميت ومبچتش چادرة أخدم ، خلاص مبچتش أعجب وممكن تفكر تچوز عليه ؟
ولو يعني هتفكر أنا مش ممانعة ثم أحالت وجهها للجهة الأخرى وتجمّعت العبرات في عينيها .
فأعاد عبد الجواد بطرف أنامله وجهها إليه ومسح دموعها برفق ثم قبلها بين عينيها قائلا بلطف....أچوز إيه يا عبيطة أنتِ ، هو اللي يچوز مرة يچوز التانية ده يبچى مخبول ومش عاچل واصل .
فضحكت سامية فردد عبد الجواد ......تعرفي إيه اللي مصبرني على الدنيا دي ؟
سامية...إيه عاد ؟
عبد الجواد ...هو ضحكتك دي اللي بتنور أيامي .
اخترقت كلماته لها أذنيها كالسحر فاكتفت بقولها...ربي يخليك ليا ، ده أنت نور عينيا اللي راح يا عبده.
عبد الجواد.....لا شكلي إكده ، هاخد أجازة النهاردة من الشغل وأچعد چارك .
ثم همس لها، أنتِ حرّانة صوخ وأكيد عايزة تسبحي، تعالي يلا اساعدك.
فضربته على صدره سامية مردفة بخجل...وبعدين معاك يا چليل الرباية أنت ، يلا روح على شغلك يلا .
فضحك عبد الجواد ثم ودعها بقبلة أخرى واستودعها الله ثم خرج ونادى على عائشة وأوصاها بـ بدور لإنها مريضة حتى تتعافى .
......................
عودة للواقع ...
غلت الدماء في دم جلال ابن الحاج صابر الذي يحب شمس عندما علم بقرب زواجها من ذلك الكهل العجوز المتصابي .
فقرر أن يذهب إليها ويعرض عليها الهروب معه خارج البلدة ثم الزواج بعدها ، فهو لن يتحمل زواجها بغيره وسيقتله ثم يقتل نفسه إن فعلت هذا.
وبالفعل ذهب إليها وبحجارة صغيرة قذفها على نافذتها فعلمت أنه هو ، فأسرعت لفتحها .
لتنظر له بنظرة قهر وبدأت الدموع تنسال من عينيها لتهمس....خلاص يا چلال ، كل شيء چسمة ونصيب
وأبوي هيچوزني بكرة ، روح يلا وربنا يسعدك ببنت الحلال اللي هتسعدك.
چلال نافيا ...لا يمكن أچوز وحدة غيرك يا شمس ، أنتِ ليه أنا ويستحيل أسيبك تچوزي غيري ، ده أنا هچتله.
شمس وقد تملكها الخوف...لا لا هتروح في حديد ، بلاش إبعد إبعد أحسنلك يا چلال.
تعليقات
إرسال تعليق