رواية شمس الحياة الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم روان سلامة
رواية شمس الحياة الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم روان سلامة
وما بين حب وحب
أحبكِ أنتِ...
وما بين واحدة ودعتني...وواحدة سوف تأتي...
أفتش عنكِ...هنا...وهناك...
كأن الزمان الوحيد زمانك أنت
كـأن جميع الوعود تصب بعينيكِ أنتِ...
فكيف أفسر هذا الشعور الذي يعتريني...
صباح مساء...
وكيف تمرين ببالي مثل الحمامة...
حين أكون بحضرة أحلى النساء...
استغل فاروق انشغال الجميع بناردين وذهب مسرعا خارج المنزل.
نهض يوسف وهو يحمل ناردين بين ذراعيه ودموعه تنهمر على خديه، وضعها في سيارته ثم قادها بسرعة جنونية لكي يصل إلى المشفى بأسرع وقت، وكأنه يحاول التهام الدقائق والثواني تحت إطارات سيارته، وتبعه الجميع كل منهم بسيارته.
وصل يوسف إلى المشفى وحملها وهو يصرخ بهم لينقلوها إلى غرفة العمليات وأصر على حضور العملية.
حاولت أسيل منعه قائلة:
_يا دكتور يوسف مينفعش اللي حضرتك بتعمله ده، مينفعش تدخل عملية مراتك.
قال يوسف بإصرار وهو يدخل:
_وأنا قلت هدخل ومش هسيبها جوا لوحدها.
كان ينتظر الجميع خارج غرفة العمليات والحزن يكسو وجوههم، كانت تقف روجين ممسكة بأيدي نديم بقوة وكأنها تخشى فقدانه قائلة له:
نديم هي إن شاء الله هتبقى كويسة وهتقوم بالسلامة.
قال نديم بضعف وعيناه ممتلئة بالدموع:
_لو ناردين حصلها حاجة أنا مش هسامح نفسي طول حياتي يا روجين.
احتضنته روجين بحنان وهي تدعو من داخلها أن تشفى ناردين.
كان يجلس سليمان على كرسي أمام غرفة العمليات ولأول مرة يظهر ضعفه وخوفه أمام أحفاده فهذه المرة الطعنة جاءت له من ابنه فلم يقدر على تحمل كل هذه الآلام والصدمات.
بعد قرابة الثلاث ساعات خرج الجميع من غرفة العمليات وكان يتبعهم يوسف وهو يدفع السرير الذي تنام فوقه ناردين ممسكا بيدها ويظهر على وجهه الإرهاق و الحزن.
ذهب نديم إليه مسرعا قائلا بقلق:
_يوسف ناردين كويسة صح؟
أجابه يوسف بوهن:
_هتبقى كويسة يا نديم.
قالت أسيل بهدوء:
_العملية كانت ناجحة جدا بس أول 24 ساعة مهمين عشان نطمن على وضعها ونطمن ان مفيش آثار جانبية.
قال نديم متسائلا بقلق:
_وإيه هي الآثار الجانبية اللي ممكن تحصل؟.
أجابته أسيل بهدوء:
_لما تفوق هقدر أوضح الوضع أحسن بلاش كلام دلوقتي المهم تدعولها.
****
كان يوسف يجلس على كرسي مجاورا لسريرها قائلا: _ناردين أنا عارف أن إنتي هتقومي ومش هتسيبيني لوحدي...ناردين أنا آسف، أنا مش عارف أنا هبص في عينك إزاي تاني بعد اللي هو عمله ده، أنا عارف أن إنتي كل ما هتشوفيني هتفتكري أن أنا ابن الراجل اللي قتل أهلك بس فوقي عشان خاطري ولو طلبتي أن أنا أبعد هبعد بس المهم أكون مطمن عليكي وعارف أن إنتي كويسة.
*****
كانت نور تجلس بجانب إياد وهي ممسكة بيده فقال لها بحنان:
_نور تعالي أوصلك البيت ارتاحي مينفعش تفضلي قاعدة كده.
أردفت بإصرار:
_لأ يا إياد أنا عايزة أفضل جنبك مش همشي وأسيبك كده.
قال برجاء:
_نور عشان خاطري يلا وأنا لو حصل حاجة هكلمك.
نهضت وذهبت معه بقلة حيلة لكي يوصلها إلى المنزل.
في جانب آخر كانت تقف صبا بجانب وِقَّاص مستندة بظهرها على الحائط.
قال لها وِقَّاص بوهن:
_صبا روحي إنتي متفضليش قاعدة هنا.
قالت بإصرار:
_لأ يا وِقَّاص أنا عايزة أكون جنبك وبعدين عايزة أطمن على ناردين.
_يا حبيبتي روحي وأنا لو حصل حاجة هتصل أعرفك.
قالت وهي تحتضنه:
_وِقَّاص أنا عايزة أفضل جنبك على طول.
_وأنا كمان عايز أفضل جنبك على طول يا صبا بس أهلك هيقلقوا عليكي تعالي أوصلك وأنا هتصل بيكي لو حصل أي حاجة.
وافقت على مضض قائلة:
_ماشي يا وِقَّاص.
****
كانت روجين تنتظر بجانب نديم أمام غرفة ناردين فسألته قائلة:
_نديم أنت كنت عارف كل حاجة من قبل كده صح؟.
أجابها بجمود قائلا:
_آه يا روجين كنت عارف.
أردفت متسائلة بنبرة يطغي بها الهدوء:
_نديم أنت ليه مقلتليش؟ الفترة دي مكانتش كافية أن أنت تثق فيا؟.
هتف نديم بعصبية وصوت عال:
_روجين ده مش وقته خالص، وأنا بصراحة كده مش فايق للعب العيال اللي إنتي عيزاه ده، وهقولها للمرة المليون يا روجين نديم المنزلاوي مبيثقش في حد.
امتلأت مقلتاها بالدموع قائلة له بصدمة:
_أنا بقيت بعمل لعب عيال يا نديم وأنت مبتثقش فيا صح؟.
أجابها بذات الضيق:
_آه واتفضلي روحي البيت يلا وأنا هستنى ناردين تفوق.
ابتعدت عنه ودموعها تنهمر على خديها، ثم ذهبت وجلست بزاوية وحدها.
*********
كانت نارفين تجلس بجانب زياد وهي تتثاءب، فقال لها زياد مشيرا إلى كتفه:
_لو تعبانة ممكن تنامي، أنا مش فاهم أصلا ليه أصريتي متروحيش!
قالت وهي تضع رأسها على كتفه:
_عايزة أطمن على ناردين الأول.
_ما أنا قلتلك هكلمك و....
قبل أن ينهي جملته وجدها تغط في سبات عميق فظهرت بسمة صغيرة على محياه.
********
بعد مرور أربعة وعشرون ساعة:
كان يوسف يجلس بتوتر وهو ينتظر استيقاظ ناردين فسأل أسيل بقلق:
_هي مبتفوقش ليه ال 24 ساعة عدو خلاص؟.
قالت أسيل محاولة طمأنته:
_يا دكتور دي مش أول حالة تقعد أكتر من الفترة المتوقعة عشان تفوق.
_بس دي مش حالة دي مراتي.
قال يزيد بهدوء:
_متقلقش يا يوسف هي هتفوق وتبقى كويسة إن شاء الله.
بعد قليل من الوقت كان يوسف يجلس بجانبها ممسكا يدها فشعر بأناملها تتحرك بوهن ووجدها تحاول فتح عينيها بضعف ولكن نور الغرفة أزعجها، ففتحتها وأغلقتها بضع مرات إلى أن اعتادت على الضوء، ثم رأت يوسف بجانبها ويظهر على وجهه علامات القلق فسألته بوهن قائلة:
_يوسف أنا فين؟.
قال والدموع تملأ مقلتيه:
_ناردين إنتي كويسة حاسة بحاجة؟.
أردفت متألمة:
_يوسف أنا ضهري واجعني أوي.
أردف بأسى:
_عشان العملية بس متقلقيش أنا هديكي مسكن دلوقتي وهتبقي كويسة المهم أن إنتي فقتي.
نهض مقبلا جبينها بحنو قائلا:
_أنا هعرفهم إنك ففتي وراجعلك تاني متتحركيش عشان الجرح.
خرج يوسف إلى الخارج مسرعا قائلا والبسمة تعلو وجهه:
_ناردين فاقت.
دخل الجميع إلى الغرفة مسرعين ليطمئنوا عليها وأمسك نديم يدها بحنان قائلا:
_حمدلله على سلامتك الحمد لله أنإأنتي بقيتي كويسة.
أكمل بتوعد قائلا:
_قسما بالله لأجبلك حقك يا ناردين ومش هسيبه يروح في الأرض.
نظرت هي إلى يوسف فرأت علامات الحزن والأسى تظهر على وجهه، فقالت بإنهاك:
_نديم أنا مش عايزاك تعمل حاجة المهم أن إحنا كلنا نبقى كويسين وبس.
هتف بحنق:
_يعني إيه يا ناردين؟ ما هو مش عشان إنتي بتحبي يوسف يبقى ده معناه أن أنا هسيب حقك يروح في الأرض.
أمسكت يد يوسف بوهن وطبعت قبلة حانية فوقها قائلة:
_نديم أنا مفيش حاجة تفرق معايا غير يوسف وبس وأنا عايزة أعيش معاه وإحنا مبسوطين من غير صراعات ولا حروب.
أردف إياد هامسا لنديم:
_نديم اهدى مش وقته هتلاقي أصلا يوسف دلوقتي في 100 فكرة وفكرة بتدور في راسه وبيلوم نفسه مش وقت الكلام ده.
أومأ برأسه على مضض وبعد قرابة النصف ساعة طرقت أسيل الباب ودخلت ويعلو وجهها بسمة صغيرة قائلة:
_ممكن بقى يا جماعة تخرجوا برا عشان نعمل شوية فحوصات روتينية ونطمن.
خرج الجميع إلى الخارج وقال لها يوسف بإصرار:
_أنا مش هخرج، أنا مش هسيبها لوحدها هنا.
أردفت أسيل ببسمة:
_على فكرة جوزك من امبارح بيستغل أن هو صاحب المستشفى دي، دخل العملية والمفروض أن ده ممنوع وفضل قاعد هنا طول الليل وده برضه ممنوع وبيحضر الفحص كمان.
ابتسمت ناردين بوهن وضغطت بخفة على يده قائلة لأسيل:
_يوسف يعمل اللي هو عايزه براحته.
ابتسمت أسيل مردفة بمزاح:
_طبعا مين يشهد للعروسة.
كانت تمسك أسيل بشيء صغير بيدها من الأدوات الطبية وأخذت تصدم به قدم ناردين بخفة قائلة لها:
_حاسة بحاجة؟.
أومأت ناردين برأسها قائلة:
__آه.
فعلت المثل بقدمها الأخرى ثم سألتها قائلة:
_وهنا حاسة؟.
_آه.
أردفت أسيل ببسمة:
_كده كل حاجة تمام إحنا بس هنعمل أشعة عشان نطمن.
بعدما أنهت أسيل الفحص خرجت إلى الخارج متوجهة نحو مكتبها.
ذهب نديم ليقف بجانب روجين قائلا:
_مروحتيش البيت ليه؟.
أجابته بجمود:
_ملكش دعوة بيا يا نديم لو سمحت.
_روجين أنا كنت متعصب ومش....
قاطعته باستنكار:
_طبعا حجة نديم المنزلاوي جاهزة صح؟ هتقولي أصل أنا كنت متعصب ومش عارف أنا قلت كده إزاي ومطلوب أن أنا أسامحك زي الهبلة صح؟ معلش بقى أنا مضطرة أبوظلك الخطة بتاعتك.
ذهبت مبتعدة عنه فور إنهائها لجملتها، توجه إياد نحوه قائلا:
_في إيه أنتو متخانقين ولا إيه؟
أجابه بغضب:
_آه متخانقين عشان أنا غبي، مش عارف قلتلها كده إزاي أصلا.
_عملت إيه؟.
_قلتلها أن اللي هي بتعمله لعب عيال و أن أنا مبثقش فيها مع أن هي أكتر واحدة أنا بثق فيها يا إياد، هي الوحيدة اللي وثقت فيها وعرفتها كل حاجة من الأول.
_اتفضل بقى وريني هتصلح اللي هببته ده إزاي.
_مش عارف يا إياد لما أطمن بس على ناردين وهحاول أصالحها.
********
بعد مرور أسبوع:
كان يوسف يجلس بجانب ناردين بالمشفى طوال الوقت خلال هذا الاسبوع و لم يبتعد عنها بأي لحظة وكان يذهب الجميع يوميا ليطمئنوا على حالتها وأخيرا تحسنت حالة ناردين وصارت مستقرة وسيتم إخراجها اليوم من المشفى.
قالت ليوسف بسخرية:
_يوسف تفتكر الكبدة هي السبب؟.
أجابها مازحا:
_يا بنتي أنا باكل منها بقالي عشر سنين مش هي لأ أكيد في سبب تاني.
كانت تنحني لكي ترتدي حذاءها فأجلسها هو برفق على الكرسي وانحنى هو ليلبسه لها بقدميها قائلا:
_يا بنتي هو أنا قاعد معاكي هنا عشان مطرود من البيت مثلا ما أنا قاعد عشان أساعدك.
قاطع نديم حديثهما بدخوله هو وروجين ومعهم إياد قائلا:
_يلا الإجراءات خلصت خلاص.
أردفت ناردين:
_مكانش ليه لزوم تيجوا يوسف كان هيروحني.
قالت روجين باستهزاء:
_لأ أصل نديم المنزلاوي مبيثقش في حد.
همس له اياد قائلا:
_هي لسه؟!
أجابه بحنق:
_آه عملت اللالي عشان أصالحها ومفيش فايدة بقالها كده أسبوع بترمي كلام من تحت.
أردف إياد بشماتة:
_أحسن عشان تفكر قبل ما تتكلم.
أسند يوسف ناردين بحنو وأركبها السيارة ثم توجه الجميع إلى المنزل، وعندما وصلوا وجدت ناردين الجميع بانتظارها فقالت لهم ببسمة:
_يا جماعة مكانش ليه لزوم والله أنا بقيت كويسة خلاص وبعدين أنا متجوزة جراح يعني مش أي حاجة.
أردفت نور بهمس وهي تحتضنها:
_لأ ومش أي جراح ده بيفهم في الرومانسية كمان، ده إنتي بهدلتي الواد في المستشفى بقاله أسبوع.
أردفت ناردين بابتسامة:
_مش لازم أدلع واخد فرصتي بقى يا بنتي.
*******
كان كريم يجلس قبالة الطبيبة ثريا ويظهر عليه علامات الإنهاك والتوتر قالت له بهدوء:
_أنا عارفة انها فترة صعبة عشان دي خطوة الانسحاب بس تعرف أن أنت أكتر مريض أنا شفته عنده إرادة وكمان أنت اللي خدت القرار أن أنت تتعالج لوحدك أنت مش متخيل ده شيء صعب إزاي.
أردف بعتاب لذاته:
_بالعكس أنا ضعيف، أنا خدته متأخر أوي يمكن لو خدته بدرى عن كده كنت بقيت أحسن.
_كريم ممكن تعرفني إيه اللي خلاك تاخد قرار زي ده ويبقى عندك إرادة أن أنت تتحسن؟
أجابها وهو يشعر بتخدر أطرافه إثر ابتعاده عن المخدرات:
_خفت...خفت أموت وأقابل ربنا وأنا مدمن لأن وقتها مكانش هيبقى قدامي فرصة أصلح بيها أي حاجة وكنت عايز أعوض نارفين عن كل حاجة شافتها، كنت حابب لما ماما تخف تلاقيني قدامها كريم ابنها بتاع زمان مش كريم المدمن.
ابتسمت لتردف بصدق:
_تعرف أن دي حاجة كبيرة أوي أن أنت تفكر في غيرك.
_تعرفي أن أنا لولا كلام إياد ونور كان ممكن متعالجش طول حياتي، يمكن أنا بتعالج دلوقتي بفضل نور وإياد، يمكن لو نور مقالتليش أن أنا لو فضلت ضعيف مفيش حد هيلومني دلوقتي وكل الناس هتقف جنبي بس بعد كام سنة كل واحد هيتشغل في حياته ومفيش حد هيبقى فاضي أن هو يسندني عشان أقوم وفي الآخر أنا اللي هخسر.... وإياد...إياد فكرني بربنا فكرني بخوفي لو وقفت قدام ربنا وأنا مدمن...أنا هفضل فاكر الكلام اللي هما قالوه ده طول عمري ومش هنسى فضلهم في تغييري للأحسن.
قالت متسائلة:
_كريم أنت متأكد أن مفيش أي مشاعر ناحية نور.
ابتسم ليجيبها بصدق:
_نور تبقى أختي، صاحبتي بس مينفعش تكون أكتر من كده يمكن هي أكتر واحدة فهماني وأنا كمان فاهمها وبعدين إياد بيحبها يمكن هي خايفة تقرب منه عشان مش بتثق في نفسها بس هو هيرجعلها ثقتها في نفسها تاني عشان هو بيحبها بجد، هي بالنسبة لي أنا أخت مش أكتر.
قالت وهي تنهض بنفس البسمة الهادئة التي لا تفارق ثغرها:
_إحنا وقتنا خلص النهاردة بس أنا عايزاك تعتبرني صاحبتك زي نور ولما تحس أن أنت عاوز تتكلم مع حد قول للمرضة وهي هتكلمني حتى لو الوقت متأخر.
*****
كان نديم يجلس على الأريكة وهو ينظر إلى روجين الجالسة أمامه على السرير قائلا:
_يا روجين بقى خلاص أنا آسف والله مكانش قصدي حرام عليكي بقى أنا بتحايل عليكي بقالي أسبوع.
اقتربت منه بعينين ممتلئتين بالدموع قائلة:
_تستاهل يا نديم عشان أنت جرحتني ووجعتني بجد.
أردف وهو يمسك يدها ليضعها على قلبه لتشعر بدقاته:
_أنا آسف والله ما هعمل كده تاني، مش سامعة قلبي هيموت عليكي إزاي.
قالت متسائلة وهي تنظر بداخل عينيه:
_نديم أنا عايزة أعرف أنا أبقى إيه بالنسبالك.
أجابها وهو ينظر لها بعشق صادق:
_أنت الحياة وأنا على قيدك أنت.
احتضنته هي بشدة قائلة:
_نديم لو فكرت تزعلني تاني مش هسامحك أبدا.
_خلاص بقى ده إنتي طلع قلبك أسود أوي...أنا بحبك.
_وأنا كمان بحبك أوي.
******
كان فاروق يجلس مع آدم بمنزله واضعا صور لجميع أفراد العائلة أمامه، ثم قال لآدم بشرود:
_أنا عارف مين اللي قال كل حاجة وكشفني.
سأل آدم بتوتر حاول إخفاءه:
_مين يا فاروق باشا؟.
_صباح.
سأله آدم بتعجب:
_مين صباح دي؟!.
تجاهل فاروق سؤاله محدثا نفسه:
_أكيد هي اللي قالت كل حاجة محدش كان عارف اللي بيني أنا ومحمد غيرها هي ومراته وزهرة وهما ماتوا مفيش غيرها هي اللي لسه عايشة، أنا لازم أعرف مكانها بسرعة.
*******
كانت ناردين تنام بين أحضان يوسف.
قالت له قاطعة الصمت بصوتها العذب:
_يوسف إحنا لازم نتكلم مش هينفع نهرب من بعض كتير كده.
نهض معتدلا بجلسته قائلا بامتعاض:
_هتكلم أقول إيه يا ناردين هقولك أبويا هو السبب في...
اعتدلت في جلوسها ووضعت يدها على فمه لتسكته وعيناها ممتلئتان بالدموع قائلة:
_يوسف أنت ملاكش ذنب في كل ده أنا بحبك ومش عايزاك تلوم نفسك على حاجة أنت مش سبب فيها.
_بس ده أبويا يا ناردين و...
قاطعته قائلة وهي تضع يده فوق قلبها:
_أنا قلبي حبك أنت يا يوسف واختارك وأنا مش عايزة أخسرك.
احتضنها برفق قائلا:
_وأنا قلبي حبك زي ما يكون اسمك كان مكتوب جوايا من أول يوم جيت فيه الدنيا ومستحيل أي واحدة تانية تدخل قلبي.
*******
سمعت نور صوت رنين هاتفها فأجابت فور أن رأت اسم إياد على شاشة الهاتف.
_نور إنتي وحشتيني.
هتف بها إياد فور إجابتها على الهاتف.
قالت بخجل:
_وأنت كمان وحشتني أوي.
أكملت بمزاح قائلة في محاولة لمداراة خجلها:
_على فكرة بقى الكلمة اللي قلتها في البيت من أسبوع دي مش محسوبة أنا عايزة ورد بقى ومفاجآت وكده.
تساءل متصنعا الجهل:
_كلمة إيه؟.
_إياد أنت هتستهبل مش فاكر يعني.
أجابها بخبث:
_بصراحة فاكر بس عايز أسمعها منك إنتي.
أردفت بخجل محبب إليه:
_إياد بطل بقى.
قال متصنعا الحزن:
_يعني إنتي مبتحبينيش يا نور؟
أردفت بارتباك ممتزج بالخجل:
_إياد أنا...أنا بحبك.
أغلقت الهاتف مسرعة لتهدئ من خفقات قلبها المتسارعة، فقال هو لنفسه:
_دي بتحبني ولا لأ يعني؟ بقى في واحدة تقول لواحد بحبك وبعدين تقفل في وشه التليفون!.
هتف وِقَّاص بسخرية:
_آه هي العيلة دي كده اتعود بقى أنا ياما اتقفل في وشي تليفونات والله.
_أنت طلعت منين يا ابني؟
_لأ أنا هنا من أول ما كنت بتستهبل وبتقول كلمة إيه وبعدين أنا أخوك متبقاش أفوش يعني.
أردف إياد وهو يضربه بخفة على كتفه:
_لأ والله، طب أنا هوريك بقى.
ابتعد عنه وِقَّاص سريعا قائلا:
_هدي نفسك يا فان دام هو الواحد ميعرفش يهزر معاك أبدا.
أجابه إياد بسخرية:
_لأ أصل أنا قفوش.
_أوي بصراحة.
هتف بها وِقَّاص وهو يدخل إلى غرفته مسرعا مغلقا الباب عليه.
******
سمع كريم طرقات على باب غرفته ولكن لم يدخل أحد فذهب ليفتح الباب، وجد ظرفا باللون الأبيض موضوعا على الأرض وعندما فتحه وجد بداخله مخدرات ووجد ورقة يكتب بها "أنا عارف أنت تعبان قد إيه من غيرها وأنا ميهونش عليا أسيب صاحبي كده فقلت أجيبلك أي حاجة تساعدك" كان يمسك كريم بالمخدرات بين يديه وهو يشعر أنه بحاجة إليها فهو يشعر بالدوار ويشعر بتخدر في أطراف جسده.
******
استيقظت ناردين من نومها ولم تجد يوسف بجانبها ولكنها وجدته يضع لها وردة بيضاء ورسالة ففتحتها بأيد مرتعشة وأخذت تقرأ ما خطه بداخلها "ناردين أنا عايزك تعرفي أن أنا بحبك أوي، بس أنا لازم أبعد يا ناردين مكانش ينفع أكمل معاكي لأنك كل ما هتبصي جوا عينيا هتشوفي أن أنا ابن الراجل اللي قتل عيلتك وأنا مش عايزك تشوفيني كده، مش عايز بعد ما كنت حبيبك وجوزك أتحول لإنسان بتكرهيه، أنا هبعد عشان تفضلي فكراني زي ما أنا، يوسف جوزك اللي بيحبك مش ابن قاتل عيلتك، أنا هبعد وأنا مطمن أن إنتي جنبك ناس بتحبك وبتخاف عليكي وعارف أن نديم هياخد باله منك كويس،
أنا بس عايزك تفضلي عارفة أن أنا حبيتك بجد وبعدت عنك عشان أنا بحبك...بعدت بس قلبي لسه معاكي يا ناردين.
(لم أتعمد أن أحبك ولكن حبك تعمدني)".
__________________________________________
يتبع الفصل التالي اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية "رواية شمس الحياة"اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق