رواية ست الحسن الفصل السابع بقلم نعمة حسن
رواية ست الحسن الفصل السابع بقلم نعمة حسن
ما إن قرأ الإهداء المكتوب علي ظهر الكتاب حتي صاح صارخا بإسمها: حسناااااااااااااء
هرولت إليه مسرعه: إيه في إيه؟!
_مشيرا إلي الكتاب:إيه ده؟!
فور أن رأت الكتاب بيده فهمت ما يقصده فقالت ده كتاب "نادين" بنت عمتي جابتهولي وانا هناك ف إسكندريه.
_اممممم.. و الكلام اللي مكتوب علي ضهر الكتاب ده لبنت عمتك بردو؟!
أجابت بتلعثم و أحرف متقطعه: كلام إيه؟ أنا معرفش.
_أعرفك أنا و ماله؟!
أمسك بشعرها حتي شعرت بأن يده تكاد تقتلعه: حسناء لا تبتغي حليا إذا برزت.. فإن ربها بالحسن حلاها.. يسلاااااام
ثم أكمل بهدوء شديد أخافها: قامت تمشي فليت الله صيرني "ثم صفعها صفعه نزفت علي إثرها الدماء من انفها و فمها و أكمل: ذاك التراب الذي مسته رجلاها. ثم صفعها صفعة أخري فصرخت به: لا ي فادي بلاش ضرب و النبي وحيات بنتك بلاش ضرب.. أنا هفهمك إستني.
_بلاش ضرب؟! أومال عايزة إيه؟! هاااا؟! انتي بتعملي كده لييييييه؟! كل ما أصفالك تقلبيني عليكي ليه انتي الظاهر كده مبقيتيش تمشي غير بالضرب و قلة الادب.. مين ده؟! إنطقي بدل ما أموتك ف إيدي مين اللي كاتبلك الكلام ده؟!
=ولا حد صدقني الكتاب مش بتاعي أساسا و ده شعر عادي.. ممكن خطيبها كاتبهولها ولا حاجه. أبوس ايدك سيبني ي فادي،،" صبا"بتتفرج علينا.
_انتي يبت انتي مفكراني مختوم علي قفايا.. مين اللي كاتبلك الكلام ده و بيقوللك منقذك الأول و الأخير؟! مش هتردي هااا.. طيب أنا عايزك بقا باعلي صووتك الحلو ده تصرخي و تندهي علي منقذك الأول و الأخير ييجي ينجدك مني.
ثم خلع حزام بنطاله و انهال عليها بالضرب و في المقابل هي لم تصرخ.. لم تعد تتألم.. لم تعد تشعر.. استقبلت هي كل ضرباته المسدده إليها بهدووووء تام..
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
استيقظ من نومه فزِعا يلهث كمن يسابق الرياح: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. ياارب لا ياارب لا وحيات حبيبك النبي ميكونش مسها بسوء ياارب.
انقباض قلبه يخبره أنها الآن ليست علي ما يرام.. انها إبنة قلبه و يشعر بها.. و يشعر الآن انها تتألم.. و من الممكن انها تبكي.
تمتم في نفسه قائلا: أعمل ايه دلوجتي بس؟! أطمن عليها كيف؟!
لتقطع شروده دخول زوجته قائله: مالك ي عمده؟! متاخد كده ليه ووشك اصفر، انت في إيه شاغل بالك الايام دي؟!
_أمي صاحيه ولا نايمه ي رشيده؟!
علمت أنه لا يريد الجواب فأجابته: صاحيه و بتسأل عليك.. بجالك أسبوع من ساعة سفرية اسكندريه و انت حالك مش ولا بد و بجيت متخرجش ولا حتي بتشوفها ولا تطل عليها.
_هروح أشوفها.
ذهب إلي غرفة والدته و طرق الباب ثم دخل و جلس بجانبها ثم تحدث مباشرةً: راحت مني ي اماا.. بعد ما جولت خلاص الدنيا عطتلي وش و ضحكتلي.. جامت لطماني بعزم ما فيها و جالتلي فوج ي حزين الحب ده مش للي زيك. انسابت دموعه علي خديه دون صوت فمسحتها هي بأناملها التي نال منها الزمن و قالت: نصيب ي حبيبي.. ربنا رايد كده هنجول له ليه؟! ارضي ي ولدي و استعوض ربنا عشان يعوض عليك.
_مش عايز ي أماا.. مش عايز عوض.. انا عايزها هي.. انا مضحكتش من جلبي غير جصادها ي اما.. مفتكرتش إن في صدري جلب زي بجية الناس غير جصادها.. انا كنت جاعد جدامها كيف المسحور.. مش عارف أنزل عنيا من عليها.. عايز أخبيها ف جلبي.. عايز أجفل عنيا عليها و محدش يشوفها غيري.. يريتني ما كنت جابلتها يومها. علي الأجل كانت حلم حلو و بتصبر بيه.
=هون علي نفسك ي حبة عيني.. مجدر و مكتوب ي ولدي.. و لعله خير..
_الحمدلله علي كل حال.
=بس انت مجولتليش ايه حصل خلاك عالحال ده؟!
_جابلتها صدفه في إسكندريه و طلعت متجوزه و معاها بنت.
=لا حول ولاقوة الابالله.. و عملت اي ي ولدي.
_هعمل إيه ياماا. جولتلها روحي لجوزك و بيتك
=راجل من ضهر راجل ي عمده.. ربنا يريح جلبك ي نضري.
_ادعيلي يااما و ادعيلها ربنا يسلم عمرها و يحفظها ألا أنا جلبي مجبوض مش عارف ليه.
=من. عنيا ي نضري هدعيلكو انتو الاتنين.
_بالإذن انا يااماا هخرج اشرب سيجاره كده ألا الصداع بينهش ف دماغي.
=روح يبني ربنا يتوب عليك منها و يريح بالك.
تركها ثم خرج إلي شرفة البيت التي تطل علي حديقة صغيره خلفيه للمنزل ثم افترش الأرض كعادته و اشعل سيجار كان ينفث بها غضبه ووجعه و ألمه و اشتياقه أيضا.. أخرج. هاتفه ثم فتح صورتها مع هشام الجخ ثم قام بقص صورة هشام الجخ بجانبها فأصبحت الصورة لا تحتوي إلا عليها فقط.. قام بتكبيرها و ظل يحدق بها.. يشكو إليها.. يحدثها: وحشتيني ي ست الناس.. وحشتني عنيكي دي اللي كنت شايف فيها الليل و سماه.. ي تري بخير ولا لا.. فكراني ولا لا.. قطع شروده وصول رساله علي" ماسنجر" ففتحها "حسناء انا ببعتلك واتس قافله واتس ليه و رقمك مقفول ليه طمنيني عليكي"
اعتدل في جلسته مشدوها: اي اللي بيحصل ده.. ايه جاب رسايلها عندي؟!
أتاها رساله أخري "حسناء ألف سلامة عليكي مامتك قالتلي إنك كنتي حامل و محصلش نصيب.. متزعليش ي حبيبتي ربنا يعوض عليكي.. أنا ببعتلك واتس قافله و برن عليكي مبترديش ف اول ما لقيتك فاتحه ماسنجر قولت اكلمك. طمنيني عليكي"
كان يقرأ الرساله مصدوماً.. شارداً..تائهاً.. غاضباً.
أفاق من تفكيره عندما رأي رسالتها إلي "nadin mostafa:"'نادين أنا ف شارع الكورنيش علي كافتيريا اسمها ست الحسن"
تمتم في نفسه قائلا: اااااه صح.. نست تجفل حسابها يوم ما فتحت ماسنجر من عندي و كلمت قريبتها.. ثم وبخ نفسه: جري ايه ي داود إنت هتخيب.. مالك انت بشغل الحريم ده.
ثم مسح حسابها و بدله بحسابه ثم بحث عن حسابها علي "الفيس بوك" و ظل يتصفح آخر أخبارها.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
تجلس علي سريرها بالمستشفي شاحبة الوجه و بجانبها تجلس "صبا": مااما افتحيلي اليوتيوب اتفرج. فتحت لها اليوتيوب و أعطتها الهاتف ثم انتبهت لدخول والدها ووالدتها.
_مااما في حد بيرن عل......
قاطعتها دخول جدتها تقول: معلش ي حبيبتي متزعليش نفسك.. ربنا يعوض عليكي يبنتي.
_أنا عايزه اتطلق.
=ايه.. تطلقي ايه ي حسناء استهدي بالله وهو اللي حصلك ده ايه علاقته بالطلاق.
_اللي حصلي ده هو السبب فيه..هو اللي ضربني لحد ما نزفت و أجهضت.
ثم وجهت حديثها لوالدها:أنا قولتلك ي بابا..قولتلك كل مره برجع بحاجه مكسورة..بس المره دي مش هرجع و مش هكبر لحد..لان محدش بيخسر غيري..محدش بيتأذي غيري..محدش بيموت بالبطئ غيري..أقسم بآيات الله لو رجعتوني ليه تاني هولع ف نفسي.
=بس.. بس ايه الهبل ده..تولعي ف نفسك إيه و عبط إيه..انتي تيجي معانا يومين تريحي أعصابك و بعدها تروحي بيتك..بلاش كلام فارغ..منا يااما ضربت أمك و كانت بتستحمل عشانك..اشمعنا بقا انتي كل ما يقولك بم تسيبيه و تمشي و تقولي عايزة أتطلق؟!
_حضرتك بتقول إيه؟!و بعدين زمان كان جهل..دلوقتي مبقاش فيه الكلام ده.
=انتي اعصابك تعبانه بس ي حسناء عشان العيل نزل بس ان شاءالله تقومي بالسلامه و تجيبوا غيره.
_مين اللي قاللك اني زعلانه عشان نزل؟!ده الحسنه الوحيده اللي تشفع ل فادي إنه ضربني هو ان البيبي نزل..انا خلااص معتش يلزمني انسان زي ده و الحمدلله انه مجاش عيل تاني يربطني بيه.
يقاطعهم دخول"فادي":حمدالله علي السلامه ي حسناء
_اطلع برا يلا.
=يلاا؟!في واحده تقول لجوزها يلا؟!
_اطلع برا و الا أقسم بديني هولع ف نفسي و فيك حالا
ليقول والدها: اخرج دلوقتي معلش ي فادي يبني و احنا هنهديها و بكره ان شاءالله هتيجي معانا ترتاح يومين و بعدين تبقا تيجي تاخدها.
_لا متجيش و طلقني بدل ما اخلعك.
ليقول والدها: في ايه بس يا بنتي استهدى بالله..معلش ي فادي امشي انت دلوقتي.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كان يتصفح آخرأخبارها فوجد صديقه لها تشارك معها منشور "ألف مليون سلامه عليكي ي حسناء تقوميلنا بألف سلامه يرب..ادعولها ي جماعه بالله عليكو"
اضطرب قلبه و تبعثرت مشاعره و لم يتردد..إلتقط هاتفه ثم قام بالإتصال بهاا.
ثوان معدوده حتي فتح الخط:مااما في حد بيرن عل...
_متزعليش نفسك.. ربنا يعوض عليكي يبنتي.
_أنا عايزه اتطلق.
=ايه.. تطلقي ايه ي حسناء استهدي بالله وهو اللي حصلك ده ايه علاقته بالطلاق.
_اللي حصلي ده هو السبب فيه..هو اللي ضربني لحد ما نزفت و أجهضت.
استمع إلي حديثهم كاملا الذي قطعه دخول الممرضه:يلا ي مدام حسناء ميعاد الدوا.. فيرن هاتف الممرضه فتجيبه:وعليكم السلام..ايوة هنا المستشفى التخصصي..لا حضرتك دكتور وائل دلوقتى ف العياده بتاعته..الشكر لله..مع السلامه.
قام دون تفكير و صعد إلي غرفته أبدل ثيابه و التقط مفاتيح سيارته و بقية أغراضه و اتجه بسيارته إلي الفيوم.
- يتبع الفصل الثامن أضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية رواية ست الحسن اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق