رواية ست الحسن الفصل السادس بقلم نعمة حسن
رواية ست الحسن الفصل السادس بقلم نعمة حسن
يرن هاتفها فجأه فتجد المتصل والدها فتجيبه:أيوة ي بابا..عمتي اللي قالتلك..لا مش راجعه..ولا راجعه الفيوم..هو اي اللي مستخبيه دي؟!..و الناس تسأل ليه اصلا ما يسيبوني ف حالي..اللي يسألك قوللهم بتكشف علي بنتها و راجعه..يخبط دماغه ف أقرب حيطه انا مش راجعاله..أه مش راجعه الا أما يطلقني.
التفت إليها مصدووم!! شعر بأن سكين قد غرس بقلبه.. لأول مره في حياته يجاهد ألا يبكي.. دموعه محتبسه بمحجريه تقاوم ألا تنهار الآن.. جميع حواسه توقفت عن العمل.. لا يسمع سوي دقات قلبه المتضاربه.. حتي هي لم يعد يستمع لما تقوله.
أكملت ببكاء أودي بحياته: ي بابا انت كل مرة بتقوللي ارجعي و اخر مره.. و كل مره برجع بحاجه مكسورة فيا، مره دراعي و مره رجلي، بس المرادي اللي اتكسر ملوش علاج، أنا تعبت و قرفت و جبت أخري.. أيوة مصممه و مش هرجع و خليه يطلقني.. ع اساس اني عبيطه يعني؟! باباااااا يلا سلام دلوقتي معلش.
أنهت المكالمه ثم أغلقت الهاتف.. زفرت زفره قويه أخرجت بها كل الطاقه السلبيه الكامنه بها ثم التفتت إلي الشارد بجانبها: ألا صحيح انت جاي اسكندريه لي.....
_لما انتي متجوزه سايبه بيتك و جايه هنا ليه؟!
=في شوية مشاكل بينا وانا هتطلق منه.
_ايوة لسه هتطلجي.. يعني حاليا انتي علي ذمة راجل.
=هه بس متقولش راجل.
_ان شالله يكون إي.. ده ميبررش الغلط اللي انتي عملتيه.
قالت بنبره مغايرة تماما: بقولك ايه ي عم العمده انت.. أبوس ايدك انا فيا اللي مش ف حد.. و انت اساسا متعرفش عني حاجه عشان تكلمني كده..فلتقل خيراً او لتصمت.. آمين؟؟!
=أنا من اول ما شوفتك عرفت إن لسانك زالف.. و أكيد انتي سبب اللي بيجرالك.. مهو في مثل بيجول "لسانك حصانك إن صونته صانك" لكن هتصونيه ازاي انتي؟! مينفعش.
_بقولك اي بلا حصانك بلا حمارك.. أديني سيباهالك ارمح فيها براحتك.
=بتجولي اييييييه انتي؟! و بعدين ماشيه علي فين؟!
_ف ستين داهيه انت مالك؟! يلا ي صبا.
=استني عندك هنا.. هو انتي مش واجفه جصاد راجل ولا اي؟! و بعدين هتروحي فين ي سنيورة؟! عند الناس اللي يجبلوا العمي ولا يجبلوكي؟! ولا هتنامي ف الشارع.
إلي هذا الحد و لم تحتمل.. إنفجرت في البكاء فـ رق قلبه و رأف بحالها: متبكيش ي ست الناس.. عشان خاطر ربنا متبكيش.. انتي عايزة ايه دلوجتي؟!
_أرتاح.. نفسي أرتاح و أخلص من اللي أنا فيه.. محدش حاسس بيا ولا حد عارف انا بيحصللي ايه مع البني ادم ده اللي محسوب عليا راجل.. و يوم ما يبقا عندي اراده و أصمم علي قرار كلهم يعجزوني.
=بس انتي كده بتعالجي الغلط بغلط اكبر.. عايزة تتطلجي روحي عند اهلك و هما يتصرفوا معاه، إنما متسيبيش البيت و تسيبي بيت ابوكي كمان و جايه هنا بلد غريبه متعرفيش فيها غير ناس هما مش عايزين يعرفوكي اصلا.
نظرت له نظرة يملؤها الانكسار يقسم أنه لن ينساها أبد ما حيا فقال: أنا هجوللك اللي يمليه عليا ضميري ي بنت الناس، ارجعي لجوزك.. "كانت ستتحدث و لكنه قاطعها" اسمعيني للآخر و خدي كلامي كنصيحه من حد اكبر منك بكتير.. اعتبريني اخوكي يستي.. انتي كده مبتصلحيش.. بالعكس.. انتي بتخربي علي نفسك و بتركبي نفسك و ابوكي غلط كبير.. ارجعي ي يبنت الناس و انوي تعيشي حياه جديده و تعالي علي نفسك عشان خاطر بنتك تتربي بين ابوها و امها و استحملي.. و احتسبي صبرك ده عند الله و ادعيه دايما يكتبلك اللي فيه الخير و يرضيكي بيه.
كانت تستمع له و شلالات عينيها لا تتوقف.. كلماته تلك جعلتها تتمني ان تكون في كنف رجل مثله.. تخشي الرجوع و لكنها أيضا لا تمتلك رفاهية الإختيار.
يلا ي ست الناس اتكلي علي الله ربنا يسلم طريجكوا.. متتردديش يلا و سيبيها لله هو عليه تدبير الأمور.. استسمحك بس لما توصلي بالسلامه تبعتيلي رساله تطمنيني. و بعدها امسحي تليفوني من عندك خالص.
ظلت تنظر له نظرات خاويه.. لم يستطع هو سبر أغوارها.. لم تستطع التفوه بما يعج به صدرها.. حملت حقيبتها و أخذت ابنتها ثم تركته و غادرت.
ظل ينظر في أثرها و قلبه يبكي ألماً علي ضياع حبة قلبه _يااااارب، انا راضي يرب بكل اللي بيحصل معايا، بس المرادي ضهري انحني ياارب.. دنا كنت جولت هي العوض.. عليك العوض و منك العوض ياارب.
••••••••••••••••••••••••••••••••••••
و لأن رأيه صحيح أخذت به حتي ولو كان عن عدم اقتناع
غادرت الإسكندرية و عادت إلي الفيوم حيث بيت والدها ما إن دخلت حتي انتفض الجالسون جميعا يتهافتون عليها فقال والدها: كده ي حسناء تبهدلينا معاكي البهدله دي؟!
_معلش ي بابا.. ان شاء الله مهيبقاش في بهدله من هنا و رايح.
=قصدك ايه ي حبيبة بابا؟!
_هرجع لفادي بابا.. أهو ترتاحوا من تعب الأعصاب اللي معيشاكوا فيه بسببي.
=متقوليش كده ي حسناء.. ربنا يهدي سرك يبنتي و يعمر بيكي.. معلش ي حسناء تعالي علي نفسك عشان خاطر بنتك يبنتي.. نصيبك كده.
_الحمدلله ي بابا.. هو فادي قاللك هييجي امتا؟!
=كان بيقول جاي بكره بس أنا هديلو خبر انك رجعتي عشان ييجي النهارده.
_هه اللي تشوفه ي بابا.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
فادي: أوعدك ي عمي إن دي آخر مره والله.. بعد كده لو لا قدر الله حصل مشكله هرد علي حضرتك الاول.
والدها: يريت ي فادي.. و خد بالك حسناء علي اخرها منك يعني مش هتفوتلك هفوه بعد كده. فــ لم نفسك كده و عيش.
فادي: حاضر ي عمي ان شاء الله مش هتسمع عننا تاني.
والدها: طب يلا قوم راضي مراتك و خدها و روحوا.
ذهب ليسترضيها قائلا: أوعدك ي حسناء اني مش هعمل اي حاجه تضايق......
قاطعته بضحكه سمجه قائله: أه و ماله.. حصل خير ي فادي.. يلا شيل صبا.
:: ♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡::
عاد هو إلي بيته يجر أذيال الخيبه.. يؤنب نفسه لأنه فرّط فيها.. لكنه أبداً لا يرضي لها غير الصواب حتي لو كان الحل في بعدها عنه. دخل مباشرةً إلي غرفته ثم بدل ثيابه و دخل إلي فراشه.. وضع يده فوق عينيه و ويده الأخري وضعها موضع قلبه ثم بكي!! بكي و لأول مره يبكي في حياته فظل يردد"قل إنما أشكو بثي و حزني إلي الله" ثم قام و توضأ و صلي ركعتين و استسلم للنوم.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
مرت الأيام رتيبه هادئه تكاد تكون ممله، استقرت فيها حياة "حسناء" إلي حد ما فزوجها يغدقها بكل ما أوتي من حب و حنان يحاول تعويضها عن ما مضي.
فادي: بقولك إيه ي حسناء هاتي الورق اللي معاكي بتاع التحاليل عشان أوديه للدكتور.
_لسه النتيجه بتاع التحليل مكانتش بانت. تذ
=طيب هاتي رقم المعمل أما نكلمهم يبعتولنا التحاليل ع الواتس.
_الكارت بتاعهم ف شنطتي السودا روح خده انت علي مااخلص اللي ف ايدي
ذهب و التقط حقيبتها ثم فتحها و أخرج الكارت ثم أخرج الكتاب و فتحه و ما إن قرأ الإهداء المكتوب علي ظهر الكتاب حتي صاح صارخا بإسمها.
حَسْناء لا تَبْتَغي حلياً إذا بَـرَزَت
ْ لأَنَّ خالِقَها بالحُسْـنِ حَـلاّهـا
قامَتْ تَمَشّى فَلَيتَ اللهُ صَيَّرَنـي
ذاكَ التُرابَ الذي مَسَّتْهُ رِجْلاها
"منقذك الأول و الأخير
- يتبع الفصل السابع اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية رواية ست الحسن اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق