رواية ست الحسن الفصل العاشر بقلم نعمة حسن
رواية ست الحسن الفصل العاشر بقلم نعمة حسن
عادت أدراجها إلي الفيوم تحت أنظار العاشق المتيم الذي يتتبعهم بسيارته.. ست ساعات متواصله و هي تتنقل من مواصلة إلي أخري وهو يسير خلفها تحسباً لأي ظرف قد يحدث و حتي يطمئن علي سلامتهم في المقام الأول..
مع آذان المغرب وطئت قدماها أرض منزلها.. ما إن دخلت إلي البيت حتي استقبلها والدها صافعاً إياهاا صفعه أطلقت شياطينها.. لم تبكي.. لم تنتحب.. لم تتألم.. فقط انفجرت.
قالت بصوت عالي نسبياً: ليه؟! بتضربني ليه؟؟
_عشان عيارك فلت و معدش حد مالي عينك. كنتي فين ي محترمه طول اليوم و قافله تليفونك؟!
=أيوة معدش حد مالي عيني.. عارف ليه؟! لأن مفيش حد خايف عليا و بيدور علي مصلحتي.. إنت أب إنت؟!
ده انا شوفت حنيه من الناس الغريبه مشوفتهاش فيك
ثم انتابتها حاله من الهياج العصبي و اللاوعي فقالت صارخه: هو انا مش بنتك؟! لاقيني ع باب جامع؟! بنت حراام؟!
فيباغتها بصفعه أقوي من ذي قبل: انتي بت قليلة الادب و ليه حق فادي يولع فيكي مش بس يضربك.
_فاادي؟! فادي ده ف الاخره هيبقا حطب جهنم من اللي بيعمله فيا.. فادي مش مصدق ان الحمل اللي نزل ده كان منه.. شوفت سكوتك ليه وصله لفين؟!
انقبض قلبه للحظه فأدار وجهه عنها ثم اكمل: انتي اللي بتخليه يشك فيكي بسبب تصرفاتك.. مع اني غلبت اقولك فادي ده عاوزه معامله خاصه.. ده دماغه بايظه.. ده ضعيف.. ده و ده و ده.. و انتي بتعملي عكس اللي بقوله.. يبقي تستحملي نتيجة أفعالك.
_حسبي الله ونعم الوكيل.. ف كل حد ظلمني سواء إنت أو هو.. أنا مبقاش يفرق معايا خلاص.. لما انت المفروض أبويا اللي متطيقش عليا الهوا سايبني لكلب زي فادي يبيع و يشتري فيا.. هيبقالي مين بعد كده؟!
=يبنتي افهمي.. الواحده ملهاش غير بيت جوزها مهما كان.. وانتي مش خاليه ده انتي معاكي بنت يعني محتاجه أبوها أكتر منك.
_ده لو أب سوي.. محترم.. ملتزم، إنما هتحتاج أب بالمنظر ده تعمل بيه ايه؟!
جلس والدها في قلة حيله و تنهد بتعب فإنفطر قلبها لرؤيته هكذا فجلست بجانبه و أجهشت بالبكاء قائله: وحياة حبيبك النبي ي بابا مترجعنيش ليه.
_ي حسناء مينفعش.. عايزة تطلقي؟!.. تبقي مطلقه؟! و كل واحد يقول عليكي كلمه شكل؟! طب مفكرتيش ف بنتك هيبقا منظرها إيه و امها متطلقه.. ارجعي لجوزك يبنتي و عيشي.. يوم حلو و يوم مر و العمر بيعدي.
ادركت أن. الحديث معه لن يجدي نفعـاً فقالت: عندك حق ي بابا.. العمر بيعدي فعلاً.. طيب انا هرجع لفادي بس علي شرط.
_إيه هو؟!
=تلم الرجاله اللي كانوا ف قعدة الصلح هنا ال المرة ال فاتت و تخلي فادي يجيبهم و ييجي بكرة.
_و الرجاله هتيجي تاني تعمل ايه.. ماحنا هنشد عليه شويه و خلاص.
=لا معلش خليهم ييجوا عشان يضمنوه.. عشان يبقا الكلام قدامهم ولو حصل حاجه تانيه هما اللي يطلقوني منه.. ده شرطي الوحيد.
_مااشي ي حسناء هعمللك اللي انتي عيزاه.. ربنا يهديكي يبنتي.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد أن اطمئن علي عودتهم إلي الفيوم أخذ طريقه عائدا إلي أسوان.. أتاه اتصال من زوجته: السلام عليكم
_أيوة ي عمده و عليكم السلام.. انت فين؟!
=في حاجه ي رشيده؟!
_كنت بشوف اتأخرت ليه ده انت خارج من بدري!!
=علي الطريج اهو ي رشيده.. سلام
أيوة إنت فين يعني؟!
فصرخ بها قائلا: روحي نامى ي رشيده و عدي ليلتك.. جولتلك ع الطريج و جاي.. لما اجي ابجي كملي تحجيج براحتك.
أغلق الخط و أوقف سيارته يلتقط أنفاسه و يهدئ من روعه ثم أمسك هاتفه و قام بالاتصال بها فوجد الهاتف مغلق..دخل إلي "واتساب" و أرسل لها'''أتمني متكونيش زعلانه مني و تفهمي موقفي صح و تعرفي إني عملت كده من خوفي عليكي لأني مرضالكيش الغلط.. لو احتاجتي اي حاجه كلميني ولو طلبتي عنيا مش هأخرهم عنك.. ربنا يكتبلك اللي فيه الخير و يروق بالك ي ست الناس'''
أرسل لها الرساله فلم تصلها.. فعلم انها أغلقت هاتفها عن عمد.. ادار محرك السياره و أكمل طريقه نحو أسوان.
♕♕♕♕♕♕♕♕
مستلقيه علي فراشها.. فارده ذراعيها كمن يستسلم للموت.. تنظر إلي نقطه وهميه.. عقلها شارد.. قلبها مضطرب.. حواسها متوقفه عن العمل.. منطفئه.. حزينه.. باكيه.. يائسه.. تتردد في أذناها كلمة والدها"العمر بيعدي".. تحدث نفسها: طب لو العمر بيعدي المفروض أسيبه يعدي بالشكل ده؟! ولا عشان العمر بيعدي أعيشه صح؟؟
تقفز صورة "المنقذ الأسمر" في مخيلتها فجأه فتغمض عيناها تتذكره و تبتسم لا إراديا.
"ي ست الناس" قالتها تتذوقها مرات و مرات.
تتذكر لهفته، خوفه، حنانه و هتمامه البالغ بها.
اوقات بيجي الصح ف الوقت الغلط
و القلب زي السهم لو شد و فلت
و بصراحة الدنيا بتغيرنا براحة
و مبين شعور بالزنب و الراحة و كله اختلط
بقي عادي ناس يختاروا صح و يتأذوا
و الحب مش محكوم بحاجة تميزه
مش اي احساس بالسعاده بتقبل
ولا اي وعد نخده سهل يتقبل
و بصراحة الدنيا بتغيرنا براحة
و مبين شعور بالزنب و الراحة و كله اختلط
مسحت عبراتها التي أهدتها إلي سبيل الخلاص ثم قامت و توضات و صلت ثم ذهبت إلي الفراش بجانب ابنتها ثم احتضنتها و نامت بسلااام.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
وصل إلي منزله فصعد مباشرة إلي غرفته فوجد زوجته انتهت من الصلاه لتوها فقبل رأسها و قال:متزعليش ي رشيده اني زعجت فيكي أنا كنت مضايج.
_حالك متبدل ليه يبن عمي؟!
=اجعدي رشيده عاوز أتكلم معاكي.
_يبجا آن الأوان ي عمده.
=غصب عني ي رشيده..مكنتش حاسبلها حساب..جولت خلاص انا عايش و مرتاح معاكي و راضي والله..بس جلبي طب غصب عني.
_هي اللي كنت بتحلم بيها كل ليله..صح؟!
=هي.
_هتتجوزها آمتا؟!
=مبينلهاش جواز..هي متجوزه و معاها بت و حياتها صعبه.
هبت واقفه تضرب صدرها بيدها قائله:يا مررري و هتطلجها من جوزها ي عمده..هتخرب بيتها عشان تتجوزها انت؟؟دي اخرتها.
كلما هم أن يتكلم قاطعته حتي ضربها خلف رأسها قائلا بحنق:الله ياخدك ي شيخه اصبري..هو أنا ممكن أعمل كده؟! ليه متعرفينيش يااك؟!
_اومال هتعمل ايه؟!
=العمل عمل ربنا ي رشيده مفيش بإيدي حاجه أعملها.
_و بتجولي ليه ي عمده؟؟
=عشان مبجاش بستغفلك و بتصرف من ورا ضهرك..ثم أمسك يدها و قبلها ثم قال:أنا عايزك تعرفي إنه لو مكانش الموضوع غصب عني أقسم بالله مكنتش فكرت في حد غيرك أبداً..انتي عمرك ما جصرتي معايا ي رشيده..و انا صارحتك عشان عارف أنك فهماني لأنك بت عمي من جبل ما تكوني مراتي..في نفسك حاجه ي رشيده عاوزه تجوليها؟!
_متجلجش ي عمده..أنا منكرش إني بحبك و مكنتش أتمني إن جلبك يكون مع غيري لكن كمان أنا مش ناسيه اتفاجنا من 15سنه.
Flash Back
رشيده:أنا عارفه انك مبتحبنيش يبن عمي..بس عارفه كمان انك مفيش في حياتك حد..وافج ي داود..مش يمكن مع العشره تحبني؟!.. ولو معرفتش تحبني اوعدك ان يوم ما جلبك يطب أنا اللي هجوزهالك..
داود:انتي تستاهلي حد يحبك و يشيلك ف عينيه ي رشيده انا مفيش جواتي حاجه ليكي..هظلمك يبت الناس.
رشيده:لا والله..عمرك ما هتظلمني انا متأكده..انت اللي زيك ميعرفش يظلم..انا عارفه انك هتشيلني ف عنيك حتي لو محبتنيش..يكفيني اني اعيش جمبك وخلاص..و بكررها تاني..يوم ما جلبك يطب أنا اللي هجوزهالك.
come back
قال بإمتنان:مش عارف اجولك ايه ي رشيده..ربنا يريح جلبك زي منتي ريحتي جلبي..
_ربنا يجمع شملكو ي داود انت تستاهل كل خير.
=و يجبر بخاطرك ي بنت الأصول..هجوم أنام الا أنا مجتول نوم.
_نوم العوافي يااخويا.
تركها و خرج و لم يلتفت خلفه..هو يعلم أنها تحبه و بشده..لكنه ليس له من الأمر بشئ..إن قلبه هو المسئول الوحيد..وهو لم يكن أبدا ذلك المخادع..لقد فعل الصواب بإخباره إياها... أما هي فبمجرد خروجه من الغرفه حتي انفجرت في البكاء..كانت تعلم أن ذلك اليوم آت لا محاله..و لكنها كانت تأمل أن يكتفي بهاا..
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في منزل والدها يجلس عدد كبير من كبار الرجاال بالإضافةإلى ذلك الفادي الذي يجلس مختالاً فخوراً
الحج حكم:تمام ي فاادي؟!الكلام اللي بنقوله ده يتنفذ..مراتك هترجع معاك و تبدأوا صفحه جديده مع بعض..مش عايزين نسمع عنكو تاني.
فادي ببراءه مصطنعه:طبعاا ي عم "حكم"من غير ما تقولوا والله أنا ناوي أعاملها معامله مشافتهاش قبل كده.
تخرج مسرعه كسرعة البرق تلفت انتباههم جميعا..تحمل سكيناً تصوبه نحو قلبها..حاله من الهرج و المرج قاطعتها هي صارخه بهم:خلوه يطلقني دلوقتي حالا و الا هموت نفسي و اجيبلكوا مصيبه.
الخوف و الذعر أخذ منهم مأخذه..حاول كلا منهم ان يثنيها عن فعلتها لكنها كانت تعلم أنها إذا لم تستغل الفرصه فلا سبيل للنجاه بعد الآن.
_بقولكوا خلوه يطلقني دلوقتي حالا..ثم وجهت حديثها إليه"طلقني ي فادي أحسنلك"
الحج حكم:اهدي بس يبنتي و سيبي السكينه اللي ف ايدك دي..و نتكلم بالعقل.
قالت صارخه:نتكلم نقول إييييه..بقالي سنين بتكلم كان إيه اللي حصل؟!..اعتبرني زي بنتك ي حج حكم و خليه يطلقني.
ليقول فادي باستهزاء: منا ممكن أرمي عليكي اليمين دلوقتي و اردك لما اخرج من هنا.
لتقول حسناء:أنت صح..حد يطلب مأذون.
حاول والدها أن ينزع السكين من يدها فابتعدت عنه صارخه:متقربلييييش...محدش يقربلي..أقسم بآيات الله لو ما طلقني دلوقتى لأكون مموته نفسي..أنا جبت أخري و هنفذ صدقووني.
الحج حكم:اطلب "ابراهيم" الفقي المأذون ي" علي"
فادي بغضب:مأذون إيه و زفت إيه يعم "حكم"أنا مش هطلق ولو علي جثتي.
لتقاطعهم"حسناء"صارخه:لا علي جثتي أنا ي فادي..و
فاجئتهم هي بقطع شرايين يدها.
صراااخ و عويل و نحيب و حالة فوضي عارمه و أنفاس تكاد تؤخذ بصعوبه بالغه..
_لو مطلقتنيش هدب السكينه دي ف بطني و أخلص
الجميع:طلقها ي فاادي..ارمي اليمين يبني.
حسناء بوهن:هاتوا مأذون حالا و يطلقنا..
والدها:هيطلقك ي حسناء والله هخليه يطلقك بس بينا عالمستشفي الاول.
_أنا مش رايحه ف حته الا أما يطلقني.ي اخرج من هنا عالمستشفي ي علي قبري..هاتوا مأذون دلوقتي حالا.
الحج حكم:بسرعه ي"علي"إنزل نادي علي عمك إبراهيم المأذون و هاته و تعالي..بسرررعه..خلاص ي حسناء هيطلقك والله بس نروح المستشفي الاول يخيطولك الجرح انتي دمك بيتصفي.
_سيبه يتصفي..مهو كان كل مره بيضربني دمي بيتصفي و محدش عمل حاجه..اشمعنا دلوقتي؟!
بعد دقائق معدوده حضر"المأذون"برفقة" علي "
_السلام عليكم..ايه ده في ايه..لا حول و لا قوة الابالله..الحقوها ي جماعه دي هتموت.
حسناء بتعب واضح:خليك ف حالك ي شيخنا و شوف شغلك.
_طيب روحي المستشفى الاول يوقفوا النزيف ده.
=مش خارجه من هنا غير لما تطلقوني.
فادي بغلظه:شاهد ي شيخنا..بتجبرني أطلقهاا..ده حتي يبقا طلاق باطل.
ليقول المأذون:و هي لما توصل لمرحلة انها تنتحر عشان تتطلق منها..يبقا حرام عليك انك تغصبها تفضل علي ذمتك.
تشعر بأن الأرض تميد بهاا..دوران أصابها..قدماها ترتعش..رؤيتها تشوش.
المأذون:عايز وثيقة الزواج و بطااقة الرقم القومي للزوج و بطاقتين من الشهود.
ليقول والدها:هنا وثيقة الزواج هجيبها حالا..
علي مضض و تحت ضغط أخرج فادي بطاقته..
أخرج الحج حكم و الحج عامر بطاقتهما..
فقال المأذون:طبعا انا في الظروف العاديه لازم أعرض الصلح علي الطرفين بس ف الحاله دي القرار واضح..لذا وجب أن تكونوا قد اتفقتوا علي تسوية الحقوق بينكما..سواء بالاتفاق علي ما تأخذه الزوجه من مال و ما تتنازل عنه بالنسبه لحقوقها من مؤخر الصداق و نفقة المتعه و نفقة العده.
حسناء و قد بلغ منها التعب مبلغه:ااااخللللص...انا هبريه من كل حاجه..مش عايزة منه حاجه بس خلصني..
المأذون:اذن اتفضلي ي مدام و اتفضل ي استاذ فادي عشان توقعوا علي اشهاد الطلاق..
دلوقتي ي مدام حسناء هتقولي:أبرأت زوجى من نفقة عدتي ومتعتى ومؤخر صداقي وحقوقي الشرعية وأسألك الطلاق على ذلك"و هو هيرد و يقول "وانتى طالق منى على ذلك" فتكون الزوجة بذلك أسقطت جميع حقوقهاا كاملةً......
حسناء:أبرأت زوجى من نفقة عدتي ومتعتى ومؤخر صداقي وحقوقي الشرعية وأسألك الطلاق على ذلك" فادي: وانتى طالق منى على ذلك"
كانت تود ان تعيش تلك اللحظه السعيده بكل تفاصيلها..تفرح بخلاصها..لكن قلبها لم يحتمل تلك الانفعالات العديده علي الأغلب.ف أعلن اعتراضه متوقفا
- يتبع الفصل الحادي عشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية رواية ست الحسن اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق