رواية ست الحسن الفصل الرابع بقلم نعمة حسن
رواية ست الحسن الفصل الرابع بقلم نعمة حسن
انتهي واليوم و عاد هو إلي المنزل، ما إن دلف المنزل حتي هرول إلي غرفة والدته دون أن يطرق الباب: ونوووس
_أنت جيت يا ريحة المسك يا أسمر !!
=ياااه ي أما أديلك زمان مجولتليش كده.
_و إنت كمان ليك زمن مجولتليش ي ونوس، و طالما جولتها تبجي فرحان!
=فرحان بس؟! جولي الفرحه مش سيعاني، طااااير من الفرحه. انا لازم اصلي ركعتين شكر لله.
_ربنا يزيدك ي نضري، بس مش تجولي إيه جري كده خلاك فرحان و تفرحني معاك؟!
ليقول ببشاشه'شوفتها ي أماا.
_هي مين دي ي حبيبي؟!
=حبة الجلب.
_أيوة أيوة منتا جولتلي الصبح جبل ما تنزل.
=لا ي أما شوفتها بجد، حجيجه كده زي منا شايفك دلوجتي.
_هو إنت كنت نعسان بره ي حبة عيني تلجي النوم غلبك كمنك صاحي بدري.
ليقول ضاحكا: ي أما مكنتش بحلم، كنت صاحي وواعي و فايج.... و يقص عليها ما حدث طول اليوم... فقالت: و إنت ناوي علي ايه ي نضري؟!
_هنزل الفيوم و أطلبها من أهلها.
=و هي الفيوم دي جوضه و صاله يبني دي بلد كبيره و إنت متعرفش عنها حاجه. و بعدين إفرض متجوزه ولا مخطوبه و لا بتحب واحد تاني حتي، هتعمل إيه؟!
ليقول حانقاً: جواز إيه و خطوبة إيه يا أما.. لا لا مفيش كلام زي كده أنا بصيت ف إيديها الاتنين فاضيين و بعدين دي شكلها صغير لسه و ده اللي شايل همه إنها متوافجش عشان فرج السن يعني، و بعدين إنتي بتحبطيني ليه دلوجتي و بتحب و مبتحبش.
=لا ي نضري بعد الشر عنك من الاحباط، ربنا يعمل اللي فيه الخير، بس مراتك ي داود هتجوللها إيه؟!
_مراتي مالهاا؟! هي مش مراتي جبلت بالاتفاج ده من الأول؟! و اتجوزتها و هي عارفه إني مبحبهاش و وافجت.
=بس أيامها كنتوا لسه صغيرين ي ولدي و هي جبلت دلوجتي يمكن متجبلش و تلاجيها نست الاتفاج أصلا!
_سيبيها لله ي أما.. أنا طالع بكره ع إسكندريه أشتري شغل و إن شاءلله لما ارجع ابجا اشوف هعمل ايه.. يلا تصبحي علي خير. قام و قبل يديها ثم تركها و خرج للخارج، افترش الأرض و أسند رأسه إلي شجرة و أخرج هاتفه ثم فتح صورتها مع هشام الجخ و قام بتكبير الصورة حتي راي ابتسامتها، عيناها، شفتاها، سمع صوت ضحكتها الذي أسر قلبه.. إلي هذا الحد و لم يحتمل، أغلق الهاتف و أغمض عينيه يتذكر كل تفاصيلها التي حفظها عن ظهر قلب.
"إنت منقذي الأول و الأخير" قالتها و هي تنظر داخل عينيه نظرة كان بها أثر الكهرباء علي حواسه و جميع جوارحه.
_طب انتي مش هتبطلي تزاوليني عاد؟! اديلك شهور و ايام بشوفك و مبتجوليش غير الكلمتين دول..
شعر هو بيد توكزه فقال: مش هصحي ي رشيده، مهو مش كل مره هجوللك سيبيني نايم!!
=انا "صلاح" ي عمدة،، إيه اللي منيمك هنا؟!!
فتح عينيه ثم نظر إلي محدثه و قال: هو إحنا إمتا دلوجتي ي عم صلاح؟!
_الفجر أذن من ربع ساعة أهو.
=طيب جهز لي كشف بالبضاعه الناجصه عشان انا طالع اسكندريه أجيب شغل و هجيب النواجص معايا بالمره.
_تحت أمرك ي عمده، تروح وترجع بالسلامة ان شاء الله.
قام و توضا و صلي الفجر و بدل ثيابه و استعد للخروج فاوقفه صوت زوجته قائله: رايح فين يا عمده عالصبح كده؟! و مرجعتش الليله اللي فاتت دي ليه؟!
=و انتي يعني بيفرج معاكي رجعت ولا مرجعتش ي رشيده؟!
_معلش راحت عليا نومه.
=نوم العوافي.. أنا رايح إسكندريه أشتري شغل.، هتعوزي حاجه اجيبهالك وانا راجع؟!
_بسمع إن هدوم آسكندريه حلوة جووي، ابجا هاتلي معاك حاجات مشخلعه كده و كلها ترتر.
=ترتر؟!! و ماله ي رشيده نجيب ترتر اللي تؤمري بيه.
_ميؤمرش عليك ظاالم ي عمده، مع السلامه.
خرج و استعد ثم انطلق بسيارته نحو الإسكندرية...
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
_ألو.. أيوة ي خالي.. لا احنا خلاص داخلين ع إسكندريه أهو.. أيوة ماهو المسافه بين أسوان و إسكندريه كبيره عشان كده إتأخرنا و كمان علي ما اتجمعنا و اتحركنا و كده.. أيوة أصل الموبايل بتاعها فصل شحن من اول اليوم يعتبر.. لا هي معاك أهي. "خدي ي حسناء خالي عايز يكلمك"
=أيوة ي بابا.. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. كانت رحله جميله والله ولا أروع.. إن شاءلله.. ماما كويسه؟!.. الله يسلمها.. ماشي مع السلامه.
أعطت إبنة عمتها الهاتف و ظلت تحدق في الكتاب الموضوع بين يديها، تقرأ كلماته مراراً و تكراراً، تشعر أن تلك الكلمات كُتِبَت لهدفٍ ماا، وراءها سر لا تستطيع هي تفسيره.
افاقت من شرودها علي صوت ابن عمتها: يلا ي حسناء انتي و صِبا عشان نازلين.
نزلوا جميعا ثم ذهبوا إلي بيت عمتها فاستقبلتهم بحفاوة بالغه و ترحيب جم: حمدلله علي السلامه ي حبايبي، يرب تكونوا اتبسطتوا.
"مريم" بتهكم: اتبسطنا أه، كان نفسنا والله ي طنط نتبسط بس بنت أخوكي بقا ضربت لنا اليوم.
ليقاطعها "محمد" مستهجنإ: جري ايه ي مريم، هو انتي مش قادرة تصبري لما نلقط نفسنا حتي؟!! مستعجله علي النقار و حرق الدم.
_لا مش قادره، و انت عارف اني كنت مستنيه اليوم ده عشان اتبسط و ألف أسوان كلها مش ألف ورا بنت خالك السنيوره عشان معندهاش عقل ولا بتعرف تتصرف دي بقت عيشه تقرف.
وقفت حسناء تتابع ما يحدث بأعين دامعه و قلب دامٍ، لم تقوي علي المجادله فهي تعلم ان "مريم" لا تحبها و غير راضيه عن بقاءها معهم، اخذت حقيبتها و "صِبا" ثم دخلت إلي الغرفه و أبدلتا ثيابهما ثم دخلت إلي الفراش،كانت مرهقه جسدياً و نفسياً،تشعر أن طاقتها أُستنزفت كليا فأغمضت عينيها تجاهد ألا تبكي ثم غطت في سبات عميق.
_متخافيش.. مش انتي دايما تجولي اني منقذك الاول و الاخير؟! أنا مش هأذيكي متخافيش.. هاتي ايدك و سلميها لله و امشي معايا.
ابتسمت له ابتسامه مهزوزة ثم مدت له يدها فالتقطها بين كف يديه العريض ثم مشا بها، سرعان ما اختفت ابتسامتها و تبدلت ملامحها إلي أخري و قالت: إنت جايبني هنا ليه، الطريق ده كله شوك، انا رجليا اتجرحت.
_لا ي ست الناس دنا فارشلك الارض ورد والله ازاي يجرحك؟! هاتي ايدك بس و مشي معايا متخافيش.
نظرت له بثقه تكاد تكون معدومه و لكنها ناولته يدها مرة أخري لتتفاجئ بآخر شخص كانت تود أن تراه فتنظر له بفزع و رعب قائله: فاادي؟؟!! إنت جايبني عنده ليه؟!! مشيني من هنا عشان خاطري. و النبي أبوس إيدك متسيبنيش ليه
- يتبع الفصل الخامس اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية رواية ست الحسن اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق