رواية ولنا فيهم حياة الفصل السادس والاخير 6 بقلم سماح نجيب
رواية ولنا فيهم حياة الفصل السادس والاخير
دلك
ماجد عنقه بيده بسبب جلوسه لوقت طويل أمام شاشة الكومبيوتر حريصاً على
الإنتهاء من ذلك البرنامج الجديد الذى يعمل عليه جاهداً برفقة رحيم
للمشاركة بمسابقة أطلقتها الدولة للإلكترونيات والبرمجيات
نظر ماجد لرحيم ممازحاً:
–الواحد قرب يحس أنه مشلول من كتر القاعدة دى يا رحيم
طالعه رحيم بابتسامة:
–رحيم مش تعبان وعايز يخلص البرنامج علشان نكسب
تمطى ماجد بذراعيه للأمام قائلاً:
–هيخلص يا سيدى بس قولى أخبار هبة إيه وباباك ومامتك إيه
رد رحيم قائلاً:
–كويسين ماجد بيحب هبة صح
حملق به ماجد من فطنته لما يشعر به تجاه شقيقته فحمحم ماجد بحرج:
–هههو يا رحيم أنا بحبكم كلكم أنت وباباك ومامتك وهبة كلكم
ربت رحيم على يد ماجد:
–ماجد يتجوز هبة أنت بتحب هبة رحيم عارف
لم يستطيع ماجد الإنكار فأردف بصراحة:
–أيوة يا رحيم أنا بحب هبة أختك بس مستنى نخلص شغلنا وبعد كده هتقدملها بس اوعى تقولها دلوقتى يا رحيم
زادت إبتسامة رحيم قائلاً:
–رحيم هيقول لهبة ماجد بيحبك
توسله ماجد قائلاً:
–رحيم أبوس إيدك متقولهاش دلوقتى وإلا هزعل منك
رد رحيم قائلا:
–خلاص مش هقول لهبة بس ماجد مش يزعل من رحيم علشان أنا بحب ماجد هو صاحبى
أقترب
ماجد منه يحتضنه بحب فهو يشعر كأن شقيقه الراحل عاد للحياة فهو يستطيع
إعطاء الحب والحنان لرحيم مثلما كان يريد أن يفعل مع شقيقه ، بعد مزاحهم
وثرثرتهم عادوا لإكمال عملهم
__________
جلست ليلى برفقة زوجها
وأولادها لتشاهد نقل مراسم تكريم الرئيس للفائزين بجائزة الدولة لمسابقة
الإلكترونيات والبرمجيات فسمعت صوت المذيع يعلن عن إسم الفائزين وهم
–رحيم رامى الدهشورى
–ماجد عبد السلام
لم تصدق ليلى أذنيها مما تسمعه لم تفيق من ذهولها إلا على تصفيق زوجها عماد بحماس قائلاً:
–والله برافو عليك يا رحيم رفعت راسنا كلنا
–معقولة الواد ده وصل للمكانة دى وكمان الرئيس بيكرمه
قالتها
ليلى ونظرت لأبنائها فليس منهم من أستطاع الوصول لنصف ذلك النجاح الذى وصل
إليه رحيم فعاودت النظر للتلفاز مرة أخرى وجدته يقف على المنصة يدلى بكلمة
إحتفالا بفوزه:
–أنا بشكر الرئيس على تكريم رحيم وبشكر بابا وماما هم
السبب فى نجاحى كتير من الناس بتشوف رحيم ولد مش طبيعى بس أنا طبيعى وربنا
خلقنى كده وقدرت أنجح وأبقى مشهور أنا درست هندسة الكومبيوتر علشان بحبها
وكمان رحيم بطل سباحة لازم الناس تدينا فرصتنا أن إحنا نعيش زيهم أحنا كمان
بنفهم وأذكياء وبنتعلم وبنحقق إنجازات كبيرة لازم يا ريس تقولهم أن أحنا
زيهم وأنهم يتعلموا يحترموا ومش يزعلونا لأن إحنا مش أقل منهم
علا
التصفيق بحرارة من الحاضرين على تلك الكلمة التى أدلى بها رحيم مختصراً بها
مشوار تحديه وكفاحه وأمله بتغير نظرة المجتمع له ولمن بمثل ظروفه
________
أطلقت
الزغاريد بصوت عالى بمنزل رامى فاليوم حفل زفاف هبة وماجد الذى حرص بعد
فوزهم بالمسابقة بالتقدم لخطبتها ليتم بعدها الزواج ،دلفت هبة بفستان
زفافها الأبيض لغرفة شقيقها رحيم فأقتربت منه باسمة تعقد له رابطة عنقه
قائلة:
–إيه القمر ده يا رحيم أنت قمور أوى يا رحيم
إبتسم رحيم قائلاً:
–وهبة بنت حلوة وهتتجوز ماجد
فرت دموعها على وجنتيها تقترب من شقيقها تحتضنه بشدة قائلة:
–حبيبى يا رحيم أنت أحسن أخ فى الدنيا دى كلها وكلنا بنحبك أنت سعادة البيت ده يا رحيم أنت نور عيونا كمان
كلما
هتفت هبة بكلمة تزداد إبتسامة رحيم إتساعاً على ما تقوله فتأبط ذراعها
تخرج برفقته من الغرفة وجد والده ووالدته وماجد ينتظروهم بالخارج
فتقدم ماجد منهم قائلاً بحنان:
–ممكن أخد هبة يا رحيم
أومأ رحيم برأسه موافقاً قائلا بجدية:
–مش تزعل هبة يا ماجد علشان رحيم مش يزعل منك رحيم بيحب هبة مبسوطة
إبتسم له ماجد قائلاً:
–حاضر يا رحيم هبة فى عينيا
تقدم رامى منهم ممازحاً:
–هو مش المفروض أنا أبو العروسة ولا إيه وأقولك أنا الكلام ده
تعالت
ضحكات الحضور وذهبوا جميعاً للقاعة التى سيقام بها حفل الزفاف ،ظلت سمية
تتأمل وجه إبنتها بسعادة وهى تراها اليوم أصبحت عروس والليلة حفل زفافها
ونظرت أيضاً لرحيم الذى يرقص برفقة والده وزوج شقيقته كأنه تخلى عن خجله
وخوفه الذى كان يرافقه دوماً من رؤية الغرباء
أقتربت أميرة منها قائلة بسعادة:
–ألف مبروك يا سمية عقبال ما تفرحى بأولادها كمان إن شاء الله
ردت سمية قائلة:
–تسلميلى
يا أميرة أنتى بجد كنتى نعم الأخت والسند كنتى دايما واقفة معايا ومصبرانى
بعد موت أبويا حتى بالرغم من إن إحنا سيبنا البلد بس كنتى دايما متواصلة
معايا ومشجعانى أن أكمل مع رحيم ربنا يديم المحبة والمودة بينا يارب
أثنت أميرة على دعوتها قائلة:
–اللهم
أمين يارب العالمين ودلوقتى بقى رحيم بس الله ما شاء الله فخر ليكم ولينا و
مسيره هييجى يوم العالم كله نظرته تتغير من ناحيتهم وهيعرفوا قد إيه هم
أمل وحياة لينا كلنا
سعدت سمية بحديث أميرة فظلن يثرثرن وقتاً طويلاً ولكنها لاحظت عدم حضور ليلى ولكنها لم تشأ السؤال عنها فهى تعلم طباعها جيداً
__________
مرت
أشهر ...لتضع هبة مولودها الأول الذى رغب زوجها فى تسميته رحيم لحبه هو
وزوجته لرحيم شقيقها ،دلف سمية هى وزوجها ورحيم الممسك بيدها
أقتربت من فراش إبنتها قائلة بسعادة:
–حمد الله على سلامتك يا حبيبتى مرة تانية باباكى جه هو ورحيم أهم
طالعت هبة شقيقها بابتسامة تشير اليه بالاقتراب :
–تعال يا رحيم شوف رحيم الصغير حلو إزاى
أقترب منها رحيم يقبل الصغير يمسد على رأسه بحنان قائلاً:
–فى رحيم إتنين ماما بقى رحيم إتنين
أفتر ثغر سمية عن إبتسامة عريضة:
–ربنا يباركلنا فى إلإتنين
أقترب رامى من ماجد يربت على كتفه بحبور:
–مبروك يا ماجد يتربى فى عزك إن شاء الله
رفع ماجد يده يربت على يد والد زوجته الموضوعة على كتفه :
–وفى عزك يا عمى إن شاء الله
ظل
رحيم يطالع الحضور وهو مازال مبتسماً كعادته فأقترب منه ماجد يمازحه
ويلاطفه مثلما أعتاد أن يفعل معه وبعد عودتهم للمنزل ذهبت سمية لغرفتها
لترى الرسائل المرسلة إليها من كثير من الأمهات الراغبات في أخذ نصائح منها
للتعامل مع أطفالهن
فتحت سمية الحاسوب وبدأت فى تصفح الرسائل لتبدأ بعد ذلك فى كتابة مقالها اليومى
يجب
أن يكون لدى كل إنسان حافز لكي يعيش، كيف يمكن للمرء أن يحيى بلا أمل، بل
وكيف يحيى وهو ينظر لنفسه كل يوم بيأس، كأنه ينتظر الموت أو أن يتخلص من
حياته، الفرق الحقيقي بين الأشخاص في الطموح، فهناك من يحبس نفسه في
إعاقته، وهناك من يعانق الحياة ويلقي بنفسه فيها، فيبلغ ما يريد.
لا
تتخلى عن حلمك لمجرد أنك ترى جزء فيك غير مكتمل، اكمل العجز بالإرادة،
وتحلى بالصبر، لا تظن أن هناك شخص مكتمل، فهناك من ينقصه العقل، وهناك من
لا يستطيع أن يفكر، فقط عليك أن تثق في نفسك، وتصنع المعجزات.
أرى في أصحاب الهمم ما لا أراه في المعافين، كأن الله أشرق قلوبهم بالحب، وأهداهم الرحمة بلا حدود.
لم تعرف قيمة الحب، إن لم تخالط أصحاب الهمم، فلديهم من الصفاء ما يكفي لتكون آمن وسعيد.
خلقنا
الله مختلفين، لنكمل بعضنا، لا لنؤذي غيرنا، وأكثر من يطبق تلك القاعدة هم
أصحاب الهمم، لم يعرفوا الكبر ولم يتلونوا كسائر البشر.
ذوي الهمم وأصحاب الإعاقات نجوم يمكن أن تضيء العالم.
كل بني ادم مسؤول عن تعمير الأرض، وصناعة حياة، فلا يوجد من لا دور له.
ذوي الهمم أشخاص يستطيعوا أن يصنعوا معجزات ويضيئوا الحياة، فهم نجوم الأرض وطاقة لا مثيل لها.
أبشر، فالله تعالى بشر الأوابين.
حظك وفير يا صاحب الهمة، في الأرض معجزة، وفي السماء سبقتك إعاقتك للجنة.
أخبروني عن العجز فأصحاب الهمم دخلوا السباقات، وحصدوا الميداليات، في السباحة وركوب الدرجات والفروسية، حقاً الحياة تروق لمن يحارب.
واحدة من أعظم قيم الحياة أن تقدس الإنسان وتقدس نفسك، وتحترم كل ما خلق الله.
يجب
على المجتمع أن يتقبل وجود ذوي الاحتياجات الخاصة ورعايتهم وإعطائهم جميع
الحقوق التي تكفل لهم العيش بكرامة والتي تمكنهم من الإندماج في المجتمع
ومحاولة الإستفادة منهم ومن قدراتهم لأن هذا الأمر سوف يعزز من ثقتهم في
أنفسهم وثقة المجتمع بهم
يهب الله سبحانه وتعالى «الأم» قوة وتحملا
وصبرا، ليس لذاتها؛ ولكن لأنها مسئولة عمن حولها من أبناء، وكأن التعب كتب
على جبينها، ويتضاعف إذا رزقت بابن ذى إعاقة، ويصبح عشرة أضعاف عندما يكون
الطفل مصابا بمتلازمة داون، فمن الأمهات من تلجأ إلى الطريق السهل فى
التربية، وتقوم بإخفاء ابنها أو ابنتها عن العيون، وتستسلم للصورة النمطية
التى تحصر أصحاب متلازمة داون في العجز وقلة الحيلة، غير مدركة عواقب ذلك..
في حين تقبل أم أخرى التحدى الصعب بكل ما أوتيت من جهد وقوة، وتتفانى من
أجل أن ترى ابنها لا ينقصه شيء، وتحاول اكتشاف مواهبه واستغلال طاقته، لا
ليثبت فقط أنه أفضل من أسوياء كثيرين، ولكن ليعيش كإنسان. لترسخ مقولة
«وراء كل بطل من ذوى الإعاقة أم عظيمة»
_________
«لشخصية الأم عامل
كبير في التعامل مع الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجه في المجتمع، فكلما
كانت شخصية مرنة لديها سعة صدر للتعامل مع الطفل بطريقة خاصة مختلفة عن
أشقائه، زاد احتواؤها للطفل ووضعته على أولى خطوات التميز والتقبل
المجتمعي، كذلك الأمهات ذوات الوعي العالي وقوة الملاحظة يستطعن ملاحظة أي
تغيرات أو انتكاسات تمر على حالة أطفالهن ويبدأن مبكراً في العلاج، كذلك
الأمهات الناجحات في تربية ذوي الاحتياجات الخاصة يتميزن بسعة الصدر
والقدرة على حل المشاكل بطرق مختلفة مع الطفل، حتى يصلن إلى الطرق الأنسب
معه، أما نظيراتهن اللواتي لا يتمتعن بالمرونة والثقافة والاستيعاب، فأكثر
عرضة للعصبية والاكتئاب والزهد في الحياة، مما ينعكس على حالة الطفل
فيتدهور صحياً وعقلياً ونفسياً.
. يجب أن تعي الأم أن وجود خلل في أي
وظيفة لدى الطفل لا يعني أنه معاق، وليس له حق في الحياة، بل يعني أنه
يحتاج إلى رعاية خاصة فقط.
على الأم أن تسعى دائماً الى وضع خطة علاج واضحة وتتابع التحسن على الطفل.
يفضل أن تبتعد الأم عن الأحاديث العائلية والاجتماعية المفعمة بالشفقة على
طفلها، لأنها تحيطها بطاقة سلبية تنعكس على أسلوب تعاملها مع الطفل، يجب
أن تستبدل ذلك بمجموعة صديقات من الأمهات اللواتي لديهن الحالة الصحية
نفسها للأطفال، فهؤلاء مجموعة دعم إيجابية تنعكس بنصائح مجربة في التعامل
مع الأطفال.
عليها أن تعتبر نفسها من الأمهات المحظوظات، لأن الله منحها هدية بناء على قدرة تحمّلها؛ ليضاعف أجرها في الدنيا
تأمل
رحيم كل تلك الميداليات والكؤوس الموضوعة بأرفف غرفته فتلك الأشياء هى
الدليل الحسى على نجاحه بتحدى ظروفه الصحية فهو نجح بعمله ونجح برياضة
يتمنى العديد ممارستها والوصول إلى تلك المكانة التى وصل إليها
أخذ دفتر صغير يخط بيده على صفحاته البيضاء قائلاً:
–أنا
من رآنى الجميع بلا فائدة مهمشاً بالحياة متناسين أن الله وهبنى نعمة لم
يهبها لهم وهى أن لا أحمل كرهاً وبغضاً لأحد وهبنى قلب أبيض لن يدنس بمظاهر
الحياة الزائفة وهبنى لسان لا ينطق كذباً ولا نفاقاً ،وهبنى أب وأم وشقيقة
كانوا خير معين فاليوم حققت مبتغاى وربما قريباً سأعثر على من ستكون شريكة
حياتى لأتزوج وأنجب أطفالاً اغرز بهم قيم الصبر والصمود
رحيم
تمت رواية كاملة عبر مدونة كوكب الروايات
الفهرس يحتوي علي جميع فصول الروية '' رواية ولنا فيهم حياة '' الرواية اضغط علي اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق