رواية نيـرة والعابث البارت الثالث عشر بقلم زينب سمير عبر مدونة كوكب الروايات
رواية نيـرة والعابث الفصل الثالث عشر
اقترب من السقوط في الهاوية.. انقذيني "
نظر ايان لـ الذي فتح الباب والذي لم يكن سوي انس بعينان غاضبتنا، كاد يقف ويتجه له يبرحه ضربا، لكن يـد نيرة التي امسكت يداه ونظرت له بأستعطاف وتطالبه بأن يهدأ جعلته يبقي في جلسته مرغما وهو يزفر بضيق..
اقترب انس من نيرة وبيده باقة من الورود، اعطاها لها بينما يقول ببسمته المعتادة:-
_حمدلله علي سلامتك يانيرو، انا اول ما عرفت الخبر جيت علي طول
تناولت منه الباقة وهي تجيبه شاكرة:-
_ميرسي ياانس، كلك زوق، اتفضل..
اشارت له ليجلس لكن لم تجد مقعد اخر بالغرفة ليجلس عليه، فتنحت قليلا بالفراش وافسحت له مجالا و.. قبل ان تتحدث كان ايان قد فهم ما تريد فعله تلك المجنونة، فأمسك المقعد بيده فجأة وقربه من انس حتي انه كاد يصطدم بوجهه و هتف بصوت خافت بالكاد سمعته نيرة القريبة منه:-
_اتزفت اقعد هنا
كتمت ضحكتها وهي تراه يجلس هو علي الفرلش جوارها، جلس انس علي المقعد وهو يرمق الاخر بضيق ولم يغيب عنه ما حدث وما فعله ذلك العابث
مرت لحظات قليلة ساد الصمت فيها علي الجميع حتي قال ايان قاطعا ذلك الصمت:-
_هتغور امتي بقي؟
انـس:-
_نعم!
حاول ايان ان يحلي كلماته فـ:-
_قصدي هتهوينا امتي، اوف قصدي هتتكل علي الله من هنا امتي؟
تجاهل انس اسلوب ايان الوقح وقال بينما ينظر لنيرة بنظرات هيام وولة:-
_لا انا مش همشي غير لما اطمن علي نيرة
هتفت نيرة وهي تبتسم بأحراج:-
_انا بقيت كويسة اوي ياانس متشلش هم، انا عارفة ان وراك شغل فمتعطلش نفسك علشاني وانا هبقي اكلمك
تفهم من كلماتها انها تريده ان يرحل كي لا تحدث مشاكل فتنهد وهو يؤمي بحسنا، هاتفا بداخله ان العدة قاربت علي الانتهاء.. بعدها سيستطيع ان يعترض علي وجود ذلك العابث ويمنعها من التحدث معه وسيكون له كل الحق في التقرب منها و..
اخيرا غادر انس " خطيب الغلفة "
التفتت نيرة لـ ايان لتراه يضم يداه معا بقوة بينما اذناه قد احمرت.. ابتسمت وهي تري حالته تلك التي تدل علي غضبه الشديد و.. اكتشفت ان تلك هي علامات غضبه بالحقيقة في اول مرة رأي فيها انس
نعم هو لا يبدو في تلك الحالة الغاضبة الا في وجوده منذ صغره
تنهدت وهي تعود بذاكرتها الي الماضي قليلا..
منذ عدة سنوات..
عندما كانت هي وايان بالصف الرابع الابتدائي، كان ايان متغيب في يوم ما لاصابته بالزكام، وجلست هي وحيدة في المقعد الخاص بهم..
دخل معلمهم ومعه طالب بنفس عمرهم، لاول مرة يأتي لـ المدرسة، قال المعلم معرفا اياهم عليه:-
_دا يااولاد انس صبري، نقل لمدرستنا جديد ومن انهاردة بقي واحد منكم
نظر بعيناه يبحث عن مقعد شاغر، فوجد المقعد الخاص بنيرة واخر يقبع بأخر الفصل فقال وهو يشير الي الذي بجوار نيرة:-
_اقعد هنا ياانس انهاردة ولما ايان يرجع.. ابقي اقعد ورا
اؤما انس بطاعة واتجه الي المقعد.. جلس عليه والتف الي نيرة يقول ببسمة لطيفة وهو يرمقها بأعجاب طفل:-
_هاي
قلبت عيناها واردفت بقرف وهي تلف وجهها الي الناحية الاخري:-
_هاي
سرعان ما لفت رأسها الي ناحيته متابعة بشرر:-
_انت هتقعد هنا انهاردة بس علشان ايان مش موجود وعلشان دا اول يوم ليك وصعبت عليا لكن متفكرتش تقرب من الكرسي دا تاني حتي لو ايان غايب علشان مش هسمحلك.. فاهم؟
اردف بخوف:-
_فاهم
ورغم تعصبها منه، الا انها طوال اليوم ومع محاولته لـ التقرب منها، اكتشفت انه طفل هادى ولطيف وتصاحبت عليه.. فـ غيرت من تعابير وجهها المخيفة وعادت ترمقه بنظراتها الرقيقة.. اللطيفة
وبعد الدوام المدرسي توجهت الي ايان لتطمئن عليه، وبحماس طفلة راحت تحكي له عن كل ما حدث معها مع ذلك الانس والاخر يستمع بغضب حتي انتهت ورأت ملامحه متضايقة..
واخبرها انه متعب وانه سينام فرحلت وهي متعجبة من امره
ورغم انه كان سيغيب يوم اخر لانه مازال متعب، الا انها بصباح اليوم التالي وجدته يدخل الي المدرسة اول طالب وهذا علي غير عادته
وعندما دخلا الفصل، وتصرف انس بأستهبال وجلس علي مقعد ايان.. رأي ايان المظهر فاحمرت اذنيه وقبض يداه.. وهنا علمت نيرة كيف يكون ايان عندما يغضب وهذا بفضل انس
اقترب ايان من انس الذي بالكاد جلس علي المقعد وسحبه من ياقته واوقعه بعيدا عن المقعد وهو يصيح فيه:-
_دا مكاني وانا مبحبش حد يقعد في مكاني، اياك تفكر تقرب منه تاني
اؤما انس بخوف وهو يتجه الي المقعد الشاغر بالخلف ويجلس فيه.. وبعدما استراح في جلسته نادي بصوت عالي:-
_نيرة
فألتفت زوجان من العيون، احدهم خاصة بنيرة واخري خاصة بأيان الغاضب
قال انس:-
_تيجي تقعدي جنبي؟
توسعت عينا ايان بزهول وقال بينما ينهض ويتجه له:-
_انت شكلك عايز تضرب
واقترب منه لاكما اياه لاول مرة، ومن بعدها لا يمكن ان تحصي عدد المرات التي ضرب فيها ايان.. انس.. بسبب نيرة
عادت من ذكرياته التي كانت تتذكرها وتحكيها له وهي تقول ضاحكة:-
_من يومك مفتري
هتف هو بنزق:-
_وهو من يومه غلس
عادت تضحك بحنين و:-
_بس رغم كدا.. كانت احلي ايام
ايان بشفاة مزمومة:-
_بالنسبالك انتي بس، لكن بالنسبة لانس واللي ضربتهم كلهم علشانك كانت ايام سودة
نيرة ببراءة:-
_انتي اللي كنت مفتري وبتحب تضربهم
قال بصدق وهو ينظر لها بحب:-
_مكنتش بحب اشوف حد غيري قريب منك، لاني كنت متأكد انه هيحبك وانا مكنتش عايزك لا تحبي حد ولا حد يحبك علشان ميفكرش فيكي طول الوقت
قالت بضحك:-
_كنت اناني
اردف بتلقائية:-
_انا اناني في حبك بس
***
علي الظهيرة، اتت والدة نيرة وغادر ايان الي المنزل ليستريح قليلا علي وعد بالعودة ليلا.. لكن الي منزلها لانها بالاساس ستخرج في وقت العصرية..
حاولت ان تظهر اللامبالاة وكأن امر زيارتة المرتقبة لا تعنيها، لكنها كانت بداخلها تنتظر ان تمر الساعات بكل شوق..
وكأنه لم يكن جالس معها طوال الصباح وبالامس ايضا
غريبة هي.. تشتاقه حتي وهو امامها!
ليلا..
كانت جالسة في غرفتها فوجدت الباب ينفتح ويدخل هو وبيده كيسا كبيرا ملئ بحلواها المفضلة، دخلته اشبهتها بالذكري التي تذكرتها بالصباح ابتسمت له وهو يقترب منها، قفز علي الفراش وجلس جوارها كما كان يفعل صغيرا وهتف بينما يمنحها كيس الحلوي:-
_انا قولت اكيد.. اكيد انتي نفسك رايحة عليها، لانها السويت المفضلة ليكي وقت مرضك
ضحكت وهي تسحب منه الكيس.. اخرجت منه الحلوي وبدأت بتناولها بينما تقول بتلذذ:-
_طعمها حلو اوي
والتفتت له تقول بنبرة شاكرة:-
_ميرسي اوي.. فعلا كانت وحشاني
فغمز لها بعيناه و:-
_اي خدمة..
اخرج من جيب بنطاله فلاشة وقال وهو ينهض عن الفراش ويبحث عن اللاب توب الخاص بها:-
_انا جبتلك حبة افلام كرتون من بتاعت زمان انما اية تحفة.. تحبي نسمع بن تن ولا توم وجيري؟
نيرة:-
_ودي عايزة سؤال؟ توم وجيري طبعا
جاء باللاب توب وجلس بجوارها، وضع الفلاشة وبدأ بتشغيل الكرتون ثم جلسا معا يتابعوه بتلهف وشغف، مظهرهم كان يبدو في غاية اللطف وكأنهم مازالوا اطفال بالعاشرة
في وسط غمرة الفرجة، مـد يده يضعها حول كتفها ويقربها منه.. يأخذها بين احضانه، لم تحاول ان تعترض بل استنكانت في جلستها بين احضانه اكثر وهي تبتسم بارتياح.. وكأن هذا المكان هو الوطن لها
هتف وهو يميل برأسه ويقبل جبينها بينما مازالت عيناه منصوبة علي شاشة اللاب توب:-
_لو اعرف اننا لما نكبر هنضيع لحظات بحلاوة لحظات الماضي اللي عيشناها كنت دورت علي طريقة توقف لينا الزمن يانيرة
نيرة:-
_الحاضر برضوا فيه لحظات كتير حلوة.. هنحس بحلاوتها في المستقبل لما ندوق مرارة المستقبل.. في الطفولة كانت وقعة من العجلة تخلينا نعيط وننسي المتعة اللي حسينا بيها طول فترة اللعب فبالنسبة لينا كانت فترة جحيم، دلوقتي.. نسينا كل لحظة ضحكنا فيها وفرحنا وبنفتكر بس الوحش.. وبالنسبالنا لحظات السعادة هي لما نفتكر وقت اللعب بالعجلة اللي حصلت في الماضي.. في المستقبل.. وقت الحزن.. هنفتكر اللي حصل دلوقتي ومحسناش بفرحته وهنفرح بيه ساعتها ياايان.. الحياة كدا.. عجلة وبتدور
ايان وهو يشد من احتضانه لها:-
_انا عايز عجلتي كلها تدور وتلف وانتي معايا، كنتي معايا في الماضي.. كملي الحاضر وخليكي في المستقبل ارجوكي
ابتسمت وهي تؤمي بنعم بدون شعور منها، فمال يأخذ من جبينها قبلة حنون.. وقبل ان يبتعد انفتح الباب و...
يتبع...
لا بتكمل ليهم بوسة ولا حضن ولا قرب ولا ضحك.. حظهم ما شاء الله عسل
نظر ايان لـ الذي فتح الباب والذي لم يكن سوي انس بعينان غاضبتنا، كاد يقف ويتجه له يبرحه ضربا، لكن يـد نيرة التي امسكت يداه ونظرت له بأستعطاف وتطالبه بأن يهدأ جعلته يبقي في جلسته مرغما وهو يزفر بضيق..
اقترب انس من نيرة وبيده باقة من الورود، اعطاها لها بينما يقول ببسمته المعتادة:-
_حمدلله علي سلامتك يانيرو، انا اول ما عرفت الخبر جيت علي طول
تناولت منه الباقة وهي تجيبه شاكرة:-
_ميرسي ياانس، كلك زوق، اتفضل..
اشارت له ليجلس لكن لم تجد مقعد اخر بالغرفة ليجلس عليه، فتنحت قليلا بالفراش وافسحت له مجالا و.. قبل ان تتحدث كان ايان قد فهم ما تريد فعله تلك المجنونة، فأمسك المقعد بيده فجأة وقربه من انس حتي انه كاد يصطدم بوجهه و هتف بصوت خافت بالكاد سمعته نيرة القريبة منه:-
_اتزفت اقعد هنا
كتمت ضحكتها وهي تراه يجلس هو علي الفرلش جوارها، جلس انس علي المقعد وهو يرمق الاخر بضيق ولم يغيب عنه ما حدث وما فعله ذلك العابث
مرت لحظات قليلة ساد الصمت فيها علي الجميع حتي قال ايان قاطعا ذلك الصمت:-
_هتغور امتي بقي؟
انـس:-
_نعم!
حاول ايان ان يحلي كلماته فـ:-
_قصدي هتهوينا امتي، اوف قصدي هتتكل علي الله من هنا امتي؟
تجاهل انس اسلوب ايان الوقح وقال بينما ينظر لنيرة بنظرات هيام وولة:-
_لا انا مش همشي غير لما اطمن علي نيرة
هتفت نيرة وهي تبتسم بأحراج:-
_انا بقيت كويسة اوي ياانس متشلش هم، انا عارفة ان وراك شغل فمتعطلش نفسك علشاني وانا هبقي اكلمك
تفهم من كلماتها انها تريده ان يرحل كي لا تحدث مشاكل فتنهد وهو يؤمي بحسنا، هاتفا بداخله ان العدة قاربت علي الانتهاء.. بعدها سيستطيع ان يعترض علي وجود ذلك العابث ويمنعها من التحدث معه وسيكون له كل الحق في التقرب منها و..
اخيرا غادر انس " خطيب الغلفة "
التفتت نيرة لـ ايان لتراه يضم يداه معا بقوة بينما اذناه قد احمرت.. ابتسمت وهي تري حالته تلك التي تدل علي غضبه الشديد و.. اكتشفت ان تلك هي علامات غضبه بالحقيقة في اول مرة رأي فيها انس
نعم هو لا يبدو في تلك الحالة الغاضبة الا في وجوده منذ صغره
تنهدت وهي تعود بذاكرتها الي الماضي قليلا..
منذ عدة سنوات..
عندما كانت هي وايان بالصف الرابع الابتدائي، كان ايان متغيب في يوم ما لاصابته بالزكام، وجلست هي وحيدة في المقعد الخاص بهم..
دخل معلمهم ومعه طالب بنفس عمرهم، لاول مرة يأتي لـ المدرسة، قال المعلم معرفا اياهم عليه:-
_دا يااولاد انس صبري، نقل لمدرستنا جديد ومن انهاردة بقي واحد منكم
نظر بعيناه يبحث عن مقعد شاغر، فوجد المقعد الخاص بنيرة واخر يقبع بأخر الفصل فقال وهو يشير الي الذي بجوار نيرة:-
_اقعد هنا ياانس انهاردة ولما ايان يرجع.. ابقي اقعد ورا
اؤما انس بطاعة واتجه الي المقعد.. جلس عليه والتف الي نيرة يقول ببسمة لطيفة وهو يرمقها بأعجاب طفل:-
_هاي
قلبت عيناها واردفت بقرف وهي تلف وجهها الي الناحية الاخري:-
_هاي
سرعان ما لفت رأسها الي ناحيته متابعة بشرر:-
_انت هتقعد هنا انهاردة بس علشان ايان مش موجود وعلشان دا اول يوم ليك وصعبت عليا لكن متفكرتش تقرب من الكرسي دا تاني حتي لو ايان غايب علشان مش هسمحلك.. فاهم؟
اردف بخوف:-
_فاهم
ورغم تعصبها منه، الا انها طوال اليوم ومع محاولته لـ التقرب منها، اكتشفت انه طفل هادى ولطيف وتصاحبت عليه.. فـ غيرت من تعابير وجهها المخيفة وعادت ترمقه بنظراتها الرقيقة.. اللطيفة
وبعد الدوام المدرسي توجهت الي ايان لتطمئن عليه، وبحماس طفلة راحت تحكي له عن كل ما حدث معها مع ذلك الانس والاخر يستمع بغضب حتي انتهت ورأت ملامحه متضايقة..
واخبرها انه متعب وانه سينام فرحلت وهي متعجبة من امره
ورغم انه كان سيغيب يوم اخر لانه مازال متعب، الا انها بصباح اليوم التالي وجدته يدخل الي المدرسة اول طالب وهذا علي غير عادته
وعندما دخلا الفصل، وتصرف انس بأستهبال وجلس علي مقعد ايان.. رأي ايان المظهر فاحمرت اذنيه وقبض يداه.. وهنا علمت نيرة كيف يكون ايان عندما يغضب وهذا بفضل انس
اقترب ايان من انس الذي بالكاد جلس علي المقعد وسحبه من ياقته واوقعه بعيدا عن المقعد وهو يصيح فيه:-
_دا مكاني وانا مبحبش حد يقعد في مكاني، اياك تفكر تقرب منه تاني
اؤما انس بخوف وهو يتجه الي المقعد الشاغر بالخلف ويجلس فيه.. وبعدما استراح في جلسته نادي بصوت عالي:-
_نيرة
فألتفت زوجان من العيون، احدهم خاصة بنيرة واخري خاصة بأيان الغاضب
قال انس:-
_تيجي تقعدي جنبي؟
توسعت عينا ايان بزهول وقال بينما ينهض ويتجه له:-
_انت شكلك عايز تضرب
واقترب منه لاكما اياه لاول مرة، ومن بعدها لا يمكن ان تحصي عدد المرات التي ضرب فيها ايان.. انس.. بسبب نيرة
عادت من ذكرياته التي كانت تتذكرها وتحكيها له وهي تقول ضاحكة:-
_من يومك مفتري
هتف هو بنزق:-
_وهو من يومه غلس
عادت تضحك بحنين و:-
_بس رغم كدا.. كانت احلي ايام
ايان بشفاة مزمومة:-
_بالنسبالك انتي بس، لكن بالنسبة لانس واللي ضربتهم كلهم علشانك كانت ايام سودة
نيرة ببراءة:-
_انتي اللي كنت مفتري وبتحب تضربهم
قال بصدق وهو ينظر لها بحب:-
_مكنتش بحب اشوف حد غيري قريب منك، لاني كنت متأكد انه هيحبك وانا مكنتش عايزك لا تحبي حد ولا حد يحبك علشان ميفكرش فيكي طول الوقت
قالت بضحك:-
_كنت اناني
اردف بتلقائية:-
_انا اناني في حبك بس
***
علي الظهيرة، اتت والدة نيرة وغادر ايان الي المنزل ليستريح قليلا علي وعد بالعودة ليلا.. لكن الي منزلها لانها بالاساس ستخرج في وقت العصرية..
حاولت ان تظهر اللامبالاة وكأن امر زيارتة المرتقبة لا تعنيها، لكنها كانت بداخلها تنتظر ان تمر الساعات بكل شوق..
وكأنه لم يكن جالس معها طوال الصباح وبالامس ايضا
غريبة هي.. تشتاقه حتي وهو امامها!
ليلا..
كانت جالسة في غرفتها فوجدت الباب ينفتح ويدخل هو وبيده كيسا كبيرا ملئ بحلواها المفضلة، دخلته اشبهتها بالذكري التي تذكرتها بالصباح ابتسمت له وهو يقترب منها، قفز علي الفراش وجلس جوارها كما كان يفعل صغيرا وهتف بينما يمنحها كيس الحلوي:-
_انا قولت اكيد.. اكيد انتي نفسك رايحة عليها، لانها السويت المفضلة ليكي وقت مرضك
ضحكت وهي تسحب منه الكيس.. اخرجت منه الحلوي وبدأت بتناولها بينما تقول بتلذذ:-
_طعمها حلو اوي
والتفتت له تقول بنبرة شاكرة:-
_ميرسي اوي.. فعلا كانت وحشاني
فغمز لها بعيناه و:-
_اي خدمة..
اخرج من جيب بنطاله فلاشة وقال وهو ينهض عن الفراش ويبحث عن اللاب توب الخاص بها:-
_انا جبتلك حبة افلام كرتون من بتاعت زمان انما اية تحفة.. تحبي نسمع بن تن ولا توم وجيري؟
نيرة:-
_ودي عايزة سؤال؟ توم وجيري طبعا
جاء باللاب توب وجلس بجوارها، وضع الفلاشة وبدأ بتشغيل الكرتون ثم جلسا معا يتابعوه بتلهف وشغف، مظهرهم كان يبدو في غاية اللطف وكأنهم مازالوا اطفال بالعاشرة
في وسط غمرة الفرجة، مـد يده يضعها حول كتفها ويقربها منه.. يأخذها بين احضانه، لم تحاول ان تعترض بل استنكانت في جلستها بين احضانه اكثر وهي تبتسم بارتياح.. وكأن هذا المكان هو الوطن لها
هتف وهو يميل برأسه ويقبل جبينها بينما مازالت عيناه منصوبة علي شاشة اللاب توب:-
_لو اعرف اننا لما نكبر هنضيع لحظات بحلاوة لحظات الماضي اللي عيشناها كنت دورت علي طريقة توقف لينا الزمن يانيرة
نيرة:-
_الحاضر برضوا فيه لحظات كتير حلوة.. هنحس بحلاوتها في المستقبل لما ندوق مرارة المستقبل.. في الطفولة كانت وقعة من العجلة تخلينا نعيط وننسي المتعة اللي حسينا بيها طول فترة اللعب فبالنسبة لينا كانت فترة جحيم، دلوقتي.. نسينا كل لحظة ضحكنا فيها وفرحنا وبنفتكر بس الوحش.. وبالنسبالنا لحظات السعادة هي لما نفتكر وقت اللعب بالعجلة اللي حصلت في الماضي.. في المستقبل.. وقت الحزن.. هنفتكر اللي حصل دلوقتي ومحسناش بفرحته وهنفرح بيه ساعتها ياايان.. الحياة كدا.. عجلة وبتدور
ايان وهو يشد من احتضانه لها:-
_انا عايز عجلتي كلها تدور وتلف وانتي معايا، كنتي معايا في الماضي.. كملي الحاضر وخليكي في المستقبل ارجوكي
ابتسمت وهي تؤمي بنعم بدون شعور منها، فمال يأخذ من جبينها قبلة حنون.. وقبل ان يبتعد انفتح الباب و...
يتبع...
لا بتكمل ليهم بوسة ولا حضن ولا قرب ولا ضحك.. حظهم ما شاء الله عسل
يتبع الفصل الرابع عشر اضغط هنا
تعليقات
إرسال تعليق