Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية بنت القريه الفصل الثامن عشر بقلم ملك كريم

 رواية بنت القريه الفصل الثامن عشر بقلم ملك كريم


رواية بنت القريه الفصل الثامن عشر 


( لا تقتل الثقة بداخلى ثم تطلب منى إعادة ترميمها !؛ هذا محال فإنئ لا أحي الموتى ) 


تململت على الأريكة وتأوت من الاوجاع  فى عظامها بسبب نومها بطريقه خاطئه...فسمعت صوت المسنه بجانبها : القمر صحيت ..صباح الخير 


نهضت نور وابتسمت فى وجه العجوز : صباح النور ...حضرتك صاحيه بدري كده ليه 


ضحكت العجوز : بدري ايه بس الساعه 12 الظهر انتى اللى كسوله مش اكتر 


نور بصدمه : يالهوى انا نمت ده كله ...ثم تابعت بهدوء : طب ممكن اسأل سؤال


شويكار : اسألي برحتك طبعا 


نور : ممكن اعرف احنا فين بالظبط


شويكار بتفكير : بصي يا قمر احنا هنا فى اسكندرية 


نور : اسكندريه !! بس جدى كان بيقول هيسفرنى 


شويكار : ده برضو يعتبر سفر انا موجوده في اخر اسكندريه وكمان بعيد اوي عن المكان اللى انتوا ساكنين فيه


نور بأبتسامة متأمله : بم انى فى اسكندرية اكيد حد هيعرف مكانى مش كده 


شويكار بأسف : مع الاسف محدش هيعرف لأن محدش يعرف المكان ده خالص غير عمك ايمن وبقاله فتره كبيره مش بيجي هنا وانا  اللى  كنت بروح بس برضو بقالى فترة كبيره مش بروح فمتقلقيش محدش هيعرف مكانك 


نور بحزن : طيب ..ثم سألت العجوز عن مكان الحمام .فأجابتها وذهبت نور وتوضئت لأداء فرضها وظلت تدعو الله أن يساعدها فى محنتها


.............................................................


وعلى الجهه الأخري كان يجلس الجد نوح على اريكته فى غرفه الجلوس بيديه قهوته التى يشربها بهدوء تحت نظرات العائلة والصمت كان سيد الموقف 


قطع هذا الهدوء صوت ايمن الممزوج بغضب بسيط : لو سمحت انا عايز اعرف نور راحت فين 


اجاب الجد بكل هدوء : مش عارف 


ايمن بعصبيه : يعنى ايه مش عارف مش حضرتك أخدتها وقولت هتسفرها 


الجد نوح بهدوء : اه م انا عارف كل ده وهى بالفعل سفرت بس انا مش هقولكم راحت فين 


قالت سيلين : علفكره بقى نور مسفرتش ولسه جوه مصر 


نظر الجميع لسيلين بصدمه ماعدا الجد الذى حافظ على هدوءه ونطقت نرمين : عرفتى الكلام ده منين يا سيلين


سيلين : بعد م جدو خرج هو ونور كلمت معتز وقلتله اللى حصل كله ..وتميم راح على المطار والطياره الوحيده فى الوقت ده كانت لكندا بس نور مكنتش فيها ودور فى السجلات كلها اسمها مش موجود وكل ده دليل أن نور لسه فى مصر والوحيد اللى يعرف مكانها هو جدو 


ضحك الجد : برافو عليكم مكنتش اعرف انكم شاطرين اوي كده ..بس احب اقولكم أن دى اخر حاجه هتقدروا توصلوا ليها لأن اللى بعد كده صعب عليكم


نظر أيمن إليه : بس اللى يوصل لكل ده يقدر يوصل للبعد كده وعلشان بيحبها هيعمل المستحيل وهيوصلها وبكره تشوف 


الجد نوح : اه بيحبها !! طيب هنشوف 


وقطع الحديث صوت جرس الباب فذهبت سيلين لفتحه فكان معتز


معتز بصوت منخفض : هو جدى جوه


سيلين : اه جوه وبيتخانقوا تعال يلا نخش ليهم 


عادت سيلين إلى غرفه الجلوس ويسير معها معتز وعندما رآه الجد وقف وقال : انت جيت ليه مش قولتلك مشوفش وشك 


معتز : هروح فين يعنى هنا بيتى ومش هبات عند الناس انا  كفايه يوم واحد 


الجد بغضب : لمى تبقى بنت عمك اللى تعتبر اختك مخطوفه وجوزها ضاحك عليها وانت عارف ومتقوليش ده اسمه ايه ها فهمنى اسمه ايه 


معتز : انا عملت كده علشان مقلقش حد بناء على طلب تميم وموضوع الذاكره ده حلوه بينهم وانا اكيد مكنتش هدخل فى حياتهم الخاصه والحمد لله الموضوع عدى على خير 


الجد نوح : موضوع ايه اللى عدى على خير انت مشفتش نور كان شكلها ايه اول لمى جيبنا سيره اسلام ...وكمان أنت ترضي أن اختك رنيم ولا سيلين  جوزها يضحك عليها بالشكل ده ..هتعمل نفس اللى عملته ولا هتمسح بيه الأرض ولا علشان نور هى اللى حصل معاها كده. مفتحتش بوقك


معتز بعصبية  : انت يا جدى اللى بتقول كده ..انت اكتر واحد عارف انى اعتبرت نور اختى واكتر كمان وحبيتها زى م بحب سيلين ورنيم  ..انا مكنتش عايز ادخل فى حياتها الخاصه لان ده مش من حقى ولا من حق اى حد اصلا يدخل طول ما هى على ذمه راجل بيحبها وبيخاف عليها اكتر من عينه . انت متعرفش بيحبها اد ايه عمرك اصلا مهتتخيل ولا حد هيتخيل الحب اللى بينهم اللى باين اوي فى عينهم  ..انت مشفتش تميم حالته كانت ايه ونور مخطوفه ..تميم اللى انت عايزه يطلق نور ...طول الليل بيلف فى الشوارع على أمل أنه يلاقيها وقلب المطار عليها امبارح .وكأن روحه بتطلع منه وانت أخدتها منه بكل سهوله ومشيت  اخدت روحه ..تميم من امبارح مطلعش من أوضته ومش راضي ياكل ولا عايز حد يتكلم معاه انت بتعمل فيهم كده ليه 


الجد نوح ببرود : علشان هو ده الصح 


معتز بسخرية :  هو ده الصح ..ثم تابع بعصبية مره آخره : ازاى يعنى الصح انك تبعدهم عن بعض .انا مش فاهم تفكيرك الصراحه انت ليه بتعمل فيهم كده ..انا واثق أن نور دلوقتى حالتها أسوأ من تميم بمراحل ...من اول لمى نور دخلت حياه تميم والفرحه والسعاده والحب فى عنيه انا أول مره اشوفه كده وكنت بدعيلهم ربنا يخليهم لبعض واول مره برضو اشوف كميه الحزن والكسره فى عنيه بالشكل ده ..ازاى قدرت تفصلهم عن بعض 


تابعت سيلين : انا كلمت نور يوم لمى كنا هناك عندهم .وقالتلى اد ايه هى بتحب تميم وفضلت تتكلم معايا عنه ..انت ليه بعدتهم بالشكل ده وعايزهم ينفصلوا 


الجد نوح : علشان هو ده الصح ..مش حفيده نوح الهلالى اللى يضحك عليها بالشكل ده 


ايمن بعصبية : خلاص بقى الكلمتين دول خلصوا والحجه دى اتهرست شوف مبرر جديد بقى ..ويكون فى علمك تميم عمره مهيطلق نور وخلينا متفقين على كدا وتميم هيوصلها لو مكنش النهارده يبقى بكره وهنشوف ...وتركهم ورحل ورحلت باقى العائله خلفه وجلس الجد وحيدا فى الغرفه ليفكر فيما هو قادم 


.............................................................


جالس شارد وحيد فى غرفته يقرأ فى كتابها ويتذكر ضحكاتها التى كانت تآسر بقلبه ..وكيف جاءت هى وكسرت أسوار قلبه وإحتلته وبنت هى أسوارها الخاصه ..وها هى تتوالى طرقات الباب التى لم تتوقف منذ الصباح فكانت بسمه : تميم انت هتفضل كده قافل على نفسك من غير اكل او شرب 


أجابها صوته الهادئ : ايوه هفضل كده يا بسمه ولو سمحت سيبينى لوحدى 


تركته بسمه ونزلت الى الاسفل عند والديها وحركت راسها بأسف 


تحدثت عصمت بحزن : ايه الحال اللى وصلنا ليه ده بس ..


منير : خير يا عصمت كل ده خير  وربنا اكيد بيختبرهم مش اكتر 


بسمه : والله حرام اللى بيحصل فيهم ده والكارثة أن محدش عارف نور مكانها فين 


عصمت : اكيد الحاج نوح قال مكانها 


بسمه بحزن : كنت لسه بكلم سيلين من شويه وقالتلى أنهم كانوا بيتخانقوا مع جدهم علشان يعرفوا مكان نور بس هو مش راضي يقول لحد 


منير : هيكون وداها فين بس ...ثم نظروا إلى جانبهم رأوا تميم ينزل على درجات السلم وهو مرتدى  ملابس عباره عن بنطال جينز وتيشرت اسود اللون يبرز عضلاته فسألته والدته : رايح فين يا تميم 


تميم : هروح عند بيت نور اللى كانت ساكنه فيه 


منير : بس اعتقد الحاج نوح مش هيوديها هناك يعنى 


تميم : انا عارف أنه اكيد مش هيوديها هناك بس هسأل كده ليها قرايب بتروح ليهم واسأل هناك 


عصمت : ربنا معاك يا ابنى ويارب يرجعها بألف سلامه 


تميم : يارب يا أمى 


وتركهم ورحل متجه إلى منزلها ..


.............................................................


جلست بحديقه ذلك المنزل الجديد تنظر إلى الورود والدموع تنهمر فى عينيها ..وقاطع وحدتها مجيئ شويكار وهى تحمل بيدها طعام وجلست أمامها ووضعت الطعام على الطاوله : يلا يا جميله كولى اى حاجه انتى مأكلتيش حاجه من امبارح كده غلط على صحكتك


نور : مليش نفس اكل اى حاجه ..معلش انا اسفه 


شويكار : مفيش حاجه اسمها مليش نفس لازم تكلى


نور : بجد والله مليش نفس اكل حاجه 


شويكار : وهتفضلى ملكيش نفس لحد امتى بقى


نور : مش عارفه  .بس حاليا انا مليش نفس لحاجه 


شويكار : بتحبيه اوى كده 


نور بعدم فهم : تقصدى مين 


شويكار : اقصد اللى واحد عقلك وتفكيرك وسادد نفسك عن الأكل 


ابتسمت نور وقالت : تقصدى تميم ..جوزى اسمه تميم ...واه بحبه اوى 


شويكار بابتسامة : باين عليكى يا نور انك بتحبيه مش شايفه عيونك لمعت ازاى اول لمى ذكرت اسمه 


نور : اهو حضرتك عرفتى أنى بحبه ارجوكى رجعينى ليه 


شويكار : مش هينفع ..بس جدك قال إنه ضحك عليكى وسابك تتخطفى ومعرفش يحميكى


نور بتوضيح : والله هو عمل كده لمصلحتنا وانا مسمحاه وموضوع الخطف انا الغلطانه فيه مش هو .ثم تابعت بحزن : وجدى مش راضى يصدقنى وبيحط الذنب عليه لوحده ..بس انا كنت شريكه معاه ...وجدى عايز يطلقنى منه وانا مش موافقه على الطلاق واكيد هو مستحيل يوافق انا عارفه 


شويكار بابتسامة : متخافيش مفيش طلاق اصلا 


نور بعدم فهم : تقصدى ايه مش فاهمه


شويكار باستنكار : لا لا مفيش حاجه انا قاعده جوه لو احتجتى حاجه نادى عليا وانا هاجى أو تعالى انتى  ..ثم تركتها وحيده مره اخرى ...


.............................................................


وبعد مرور عده ساعات 


وصل تميم إلى منزل نور ونزل من سيارته وصعد اللى الاعلى وطرق باب منزلها وهو على يقين أنها ليست بالداخل ثم طرق باب المنزل المقال ففتح محروس الباب : اهلا يا استاذ تميم 


تميم : ازيك يا محروس عامل ايه 


محروس : الحمد لله انا بخير وكويس ..


تميم : الحاجه نوال موجوده 


محروس : اه موجوده اتفضل معايا وهى بتطلع لحضرتك دلوقتى


دخل تميم مع محروس الى الداخل وجلس على الأريكة وبعد عده دقائق خرجت الحاجه نوال ورحبت بتميم وجلست أيضا على الأريكة 


تميم : هى نور مجتش هنا خالص يا حاجه نوال 


الحاجه نوال : لا مجتش خالص ..بس هو انت بتسأل عليها ليه 


تميم : ظروف كده حصلت مش مهم حضرتك تعرفيها بس المهم انها دلوقتى بقت مراتى 


ابتسمت الحاجه نوال : الف مبروك يا ابنى ..انت باين عليك شب محترم والى اكدلى كده يوم الخناقه المشؤمه بس خلى بالك منها نور دى حته بلسم كده والله 


ابتسم تميم بحزن : عارف يا حاجه وحاضر هخلى بالى منها ..كنت عايز اسألك على حاجه هى ملهاش قرايب خالص 


الحاجه نوال : لا يا ابنى ملهاش حد خالص غير عيله ابوها وامها ملهاش اخوات وأبوها وامها ميتين 


تميم : طيب متعرفيش حد كانت بتروح عنده هنا ولا هنا 


الحاجه نوال : لا مكنتش بتخرج اصلا فمش بتروح عند حد 


تميم : طيب  ...ثم نهض : معلش يا حاجه تعبتك معايا واسف على الازعاج 


الحاجه نوال : ازعاج ايه يا ابنى  ولا ازعاج ولا حاجه ..والله البيت نور بالشويه الصغيرين دول 


وذهب تميم للعوده الى منزله مره أخري.  


.............................................................


كان معتز يجلس وإذا بهاتفه ينير برقم سليم 


سليم : فينك يا معتز اختفيت فاجأه كده ليه انت وتميم محدش شافكم فى الشركه النهارده خالص 


معتز بصوت حزين : مفيش يا سليم شويه ظروف كده 


سليم : صوتك ماله يا معتز ... وظروف ايه اللى حاصله عندكم مخلياك حزين بالشكل ده 


صمت معتز قليلا ثم حكى ما حدث لسليم 


سليم : كل ده حصل ..اكيد كل ده من قرنا عليهم 


معتز : قدر يا سليم قدر هنعمل ايه بقى أن شاء الله كل حاجه هتتحل وترجع زى الاول 


سليم : أن شاء الله ..اقولك على خبر يفرحك شويه 


معتز : قول 


سليم : سلمى وافق ..وان شاء الله نحدد يوم تيجى فيه أنت وأهلك علشان تتقدموا بس أعمل حسابك هنروح الصعيد علشان أهل العريس اللى بيروحوا للعروسه واحنا صعايده .


ابتسم معتز : حاضر احنا اللى هنيجى الصعيد ونروح اخر الدنيا كمان علشان خاطر عيون سلمى 


سليم : ايه يا عم انا اخوها علفكره 


معتز : وانا هبقى جوزها علفكره


سليم : لسه هتبقى ولمى تبقى ابقى اتغزل فيها برحتك ...يلا سلام انا بقى 


معتز : سلام 


.............................................................


ومر اسبوع كامل ومازال تميم يبحث عن نور فى المطار وفى منزلها القديم لعلها تأتى يوما ولكن لا جديد ....ولم يعد تميم يهتم بمظهره وكبرت ذقته وأصبح وجهه شاحب اللون من كثره الإجهاد وقله الراحه والطعام وكذلك نور لقد تحولت تماما اختفت ضحكاتها  وشحب وجهها ونقص وزنها فقد أصبحت كالزهره التى لا يهتم بها صاحبها 


ارتفعت طرقات منزل عائله الهلالى ففزع الجميع من قوتها ففتح معتز الباب : ايه يا تميم بتخبط بالشكل ده ليه 


تميم بغضب : هو فيك ...جدك فين يا معتز 


معتز : فى مكتبه 


أزاح تميم معتز ودخل اللى الداخل ووصل إلى مكتبه وفتح الباب بكل قوه وقال بصوت مرتفع : هى فين ...نور فين 


الجد نوح بغضب : انت بتعمل ايه هنا وازاى تفتح عليا الباب بالشكل ده انت اتجننت 


تميم بغضب : أه اتجننت من ساعه مأخدتها منى ....انت مفكر اللى انت بتعمله ده صح ...احب اقول بقى اللى انت بتعمله ده اكبر غلط ...وياريت تقولى نور فين 


الجد نوح : وان مقولتش هتعمل ايه 


نظر إليه تميم بغضب اكبر واقترب منه : انا خلاص مبقتش قادر استحمل اكتر من كده  ....وعامل احترام للعشره اللى بينا ..قولى فين نور بقى وريحنى انت ليه بتعمل فينا كده ...ولو انا غلط سامحنى اعتبرنى عيل وغلط بس قولى بقى هى فين 


الجد نوح : علشان تتعلم متضحكش عليها تانى 


تميم بغضب : انت لسه برضوا مقتنع بكلامك ..بقولك متضحكتش عليها ..وعملت كده لمصلحتنا ..انت ليه مصمم تبعدنا عن بعض ..لما انا ابقى تميم القاسم وبالشكل ده قدامك ما بالك نور عامله ايه دلوقتى ...ارجوك قولى هى فين وريح قلبي 


صمت الحاج نوح قليلا ونظر الي مظهره الغاضب والى ملابسه الغير مهندمه: خلاص هقولك 


تميم : ها قولى العنوان يلا 


أبلغه الحاج نوح العنوان كامل واسرع تميم إلى سيارته واتبعته عائله الهلالى بسيارتهم واتصلت سيلين على بسمه وحكت ما حدث وانطلقوا هم ايضا بسيارتهم متجهين الى نور 


وبعد مرور عده ساعات 


وصلت سياره تميم اولا إلى منزل شويكار نزل تميم من سيارته واقترب من المنزل وطرق الباب عده مرات حتى فُتح الباب وكان الفاتح ذات العيون الزرقاء وتقابلت اعيونهم معا لفتره غير مصدقه وارتفعت أصوات دقات قلوبهم التى كانت مسموعه كالطبول وضعت نور يديها على ثغرجها من الصدمه ثم .............

يتبع الفصل التاسع عشر اضغط هنا

عرض التعليقات

تعليقات