رواية قصر التركماني الفصل الثامن والعشرون بقلم ضحي حامد
رواية قصر التركماني الفصل الثامن والعشرون
خرج بهلول مع دكتور عبد الرحمن إلي خارج غرفة نوران ُمسبقا ً التي ترقد بها زُ مرد حاليا ً بعد أن أصرت نريمان علي
هذا
اردف بتسائل :طمنى يا دكتور
تحدث دكتور عبدالرحمن بعمليه :الحمدهلل الموضوع بسيط مش اكثر من ضغط نفسي أثر على أعصابها
ف ياريت الفتره اللى جايه ما تتعرضش الى ضغوط نفسية علشان لو الموضوع ده اتكرر يبقى الزم يتابعها دكتور
مخ تص انا عتطها قرص مهدىء ياريت تسيبوها ترتاح والصبح أن شاء هللا هتبقى كويسه
_تمام يا دكتور تقدر حضرتك تتفضل .
تحاول فوزيه أن تأخذ ابنتها السفل ولكن مراد رفض ويطلب منها أن تقيم االن مع ابنتها فى هذه الغرفه حتي تُصبح
بأفضل حال
تحدث مراد وهو يجذب يد أخيه الذي كان بدوره ال يبعد نظره عن حبيته زُ مرد وقلبه يُلمه وهو يراها بهذه الحاله :تعالى
عاوزك يا عثمان ،انا عارف انك بتحبها من زمان
تحدث عثمان ببعض الخجل :يعنى انت مش زعالن يا مراد
_الء مش زعالن ألن زمرد بتحبك فعال وهى انسانه كويسه بأخالقها وعزه نفسها وعمرنا ما شوفنا منها حاجه وحشه
ودايما كانت مهتمه بيك بس حضرتك مكنتش واخد بالك
=مراد انت عارف انك مش بس اخويا الكبير الء دا انت كل حاجه في حياتى وكل عيلتى .
_مش مهم عندى انت هتجوز مين المهم تكون سعيد وواثق من شعورك ومن قرارك اللى أخذته ...وكمان فى حاجه
محدش يعرفها اال انت
=ايه هي
_انا الي هربت نوران من القصر علشان بحبها وان شاء هللا هتجوزها ،بس الظروف الي احنا فيها دي تتعدل
.....
إلتفتت يمين ويسار للتأكد من خلو المكان حولها ودون أن يشعر أحد تسللت خارج القصر وطلبت من بهلول أن يوصلها
إلى ذاك الطريق المعتاد عند ذلك الرجل المشعوذ الذي يساعدها بأعمال السحر والشعوذة
طرقت الباب ودخلت لكنها تفاجئت من منظر سيد ال ُمريب الذي كان يفعل بعض االشياء بالنار وكان يضع كثيراً من
االلوان علي وجهه
وضعت أمامه سورة قطيفه بها ذهب
فتحها وهو يبتسم بإتساع لتظهر دروسه الذهبيه المخيفه قبل أن يتحدث بمكر :دول كتير اوى عن كل مره ،شكله طلب
صعب المره دى
_بص يا زفت انت عاوزاك تبعد عن القصر البت إللى اسمها زمرد بنت الخدامه وتعمل اى حاجه تخلى مراد يحب بنتى
ويتمني رضاها...او حتى عثمان كل حاجه هتضيع من ايدى انت واحد فاشل وانا اعتمدت عليك وشكلك هتضيعنا
=ال ال متخافيش دا انا هعمل المستحيل عشانك وعشان جنيهاتك الذهب اللى مغرقانى بيها
ابعدت نظرها بعيدا عنه وعن نظراته الخبيثة وتتحدث بتقذذ :دى اخر فرصه ليك وان ما نفذتش اللى طلبته منك هقتلك يا
حيوان
=اسبوع وهجيلك عند القصر تقابلينى في الجنينه اللى ورا عند اإلسطبل وال نخليها عند المرحوم ...هكون مجهزلك
تعويذه وعمل للبت اللى مضيقاكى ومطيره النوم من عينك
تركته وذهبت فى عجالةً من أمرها
أما هو فتحدث بخوف :ها يا بيه انا نفذت كل اللى حضرتك أمرت بيه بس متقتلنيش انا فى عرضك
أجاب االخر بحذر :ال اطمن مش هقتلك دلوقت بس ممكن اقتلك فى اى لحظه لو ما نفذتش اللى طلبته منك
_اى حاجه حضرتك تقولى عليها هعملها على طول انا خدامك يا بيه
ذهب كمال بعد أن قام بتخطيط معين مع ذاك الرجل الرجل المشعوذ ال ُملقب بسيد كى يوقع دولت ويفسد مخططاتها .
........
يرتشف قهوته بهدوء وشرع في قراءة تلك الورقه التى كتبتها له نوران ُمسبقا ً
"فالش بالك"
_القطر باقى على ميعاده نص ساعه هترتاحى مع ستك دى وال حد هناك ممكن يضايقك انا عارفك طيبه وحساسه
= اطمن يا مراد هي عايشه لوحدها وكمان بتحبنى اوى
نظر لها وابتسم بجاذبيه واردف :مش هي بس اللى بتحبك اوى
_اللى بيحبنى اوى ده سبنى فى القصر مع أنه كان عارف انى ممكن اموت
=نوران مش عاوزك تستغربي بس انا فعالً حبيتك من اول يوم بس مكنتش قادر أتأكد من شعور والدليل علي إني كنت
بحبك انا الي كتبتلك الرساله الي كان مكتوب فيها اهربي .
ضحكت بسعاده وشاركها هو بإبتسامه بسيطه واردفت :انا كنت هتجنن واعرف مين الي كاتب الجواب خصوصا ً إنه
كان بأله كاتبه وصعب اعرف مين
مسك يديها بين يديه وقبلهم قبل أن يُكمل :بس قلت يارب ما تمشى انا عارف انى انانى بس غصب عني..كنت محتار
اخليكي معايا هنا في القصر ويجرالك حاجه ،وال اسيبك تمشي واتعذب انا لحد ما فكرت انى اهربك فعال .
أغمضت عينيها بإستمتاع لحديثه ال ُمحبب لقلبها واردف هو :امسكى الورقه والقلم واكتبى العنوان بتاع جدتك
_هتعرف توصل
=أن شاء هللا هوصلك اسبوع بالكتير واكون عندك
"باك "
نهض مراد متجها إلى جدته وتحدث بإبتسامه :حبيبتى عندى ليكي خبر جميل ،بس االول الزم اخدك الڤرندا واعمل
لحضرتك تدليك واديكي العالج ..نوران موصياني عليكي
نظرت له ناريمان وابتسمت ُمردفه :انت تعرف مكان نوران صح
اومئ مراد برأسه موافقا ً علي كالمها
_تعالى يا مراد
فتحت له يديها ليرتمى مراد بحضنها وقد شعر أنه بحاجه لهذا العناق
اردفت هي بدموع :انت رجعتلى روحى متعرفش نوران دى عندي إيه دي حته منى حته من عدلى ابنى وفريده
رجعهالى يا حبيبي عاوزه اخدها فى حضنى واعوضها عن كل اللى شافته وعاشته وهى بعيد عننا
تحدث مراد بثبات :لكن يا ...annaانا خايف عليها يحصلها زى ما حصل للبنات اللى بيجوا القصر وبيتأذوا
_وهللا يا مراد انا ما عارفه الحكايه دى غريبه مش القيه ليها حل ...بس نوران قعدت اكتر من اربع شهور والحمدهلل ما
حصلش لها اى حاجه
=فعال بس بردوا سامحينى يا annaمش هقدر أرجعها القصر تانى
_يعنى ايه مش هقدر اشوفها تانى؟!
=مش قبل ما اكون مطمن انها مش هتتأذي بأي شكل من األشكال
..........
جلست ساميه مع صديقتها الوحيده فيروز بمنزلهم
وتحدثت ساميه بزعل :ايه بتقولى ايه معقول يتكتب كتابك بالسرعه دى وانا معرفش وال تقوليلي
ردت فيروز بحنق :هو ده اللى حصل زى ما بقول لك كده بس ايه بقى احمد ده طلع مفترى وصعب اوى متعرفيش هو
عمل فيا ايه دا ضربنى ....بس تصدقى بالرغم من انى زعلت اوى من اللى عمله بس حسيت احساس غريب عمرى ما
حسيته .
_ايوة بقى دخلنا علي حب جديد وال إيه
=الء مش دا قصدى دا احساس مختلف يعنى أن فى حد مهتم بتفاصيلك حد بيعملك حدود تلتزمى بيها وتقفى عندها ،بس
تفتكري هو عمل كده علشان بيغير عليا وال علشان بقيت مراته .
_بس بس كل داه دا انتى شكلك واقعه عاالخر .
ضحك الفتاتان بعد حديث ساميه
.............
جلس وشعر بألم نابع من رأسه من كثره األلم والتفكير .
يتذكر كيف نظر له والده بخذالن صحيح هو لم يتحدث ولكن نظرته كانت كافيله أن توضح كل شئ
علي عكس هاله التي ما أن دخل والدها الغرفه حتي اردفت :صحيح يا احمد انا سمعت صح انت اتجوزت ،مين ها،حلوه
،طب عرفتها منين ،طب هي فين دلوقتي
ورد احمد عليها بأنه تعبان ويريد الراحه قليالً ثم سيجاوبها علي جميع أسألتها في الحقيقه هو تهرب منها ليستطيع الجلوس
بمفرده والتفكير جيدا
تحدث مع نفسه بضيق وضرب مؤخرة رأسه بحيره :انا عملت إيه ،مش انا كنت بحب نوران وعاوز اتجوزها ..حصل
إيه ،انا اتخليت عنها ؟ ...الء انا دورت عليها لحد ما يأست ،بس لو انا كنت بحبها بجد مكنتش هييأس ،ودلوقتي نوران
رجعت ..هعمل إيه ،انا خايف ليه من المواجهه ،لما اشوفها هقولها إيه قوليلي مبروك انا اتجوزت ،هي اصال مش هيفرق
معاها إلنها مكنتش بتحبني انا بس الي كنت بحبها ،بس بردو هفضل جنبها ولو عايزه اي حاجه هجبهالها وهقف جنبها
وهساعدها ،انا الزم ابطل افكر في نوران الني ....حاسس إني بخون فيروز لما افكر في واحده تانيه وهي علي زمتي
ابتسم حين تذكر ما فعله بفيروز وهز رأسه برضى وأكمل كان الزم اربيها واعلمها االدب .
.....
_يال يا نوران اصحى كل ده نوم
=معلش يا ماما سبينى نايمه شويه
_اتعلمتى الكسل من امتى ...ستك صباح مستنياكى على الفطار مش هتاكل من غيرك
_حاضر هقوم اصلى االول وانزل أفطر معاكم
نزلت انعام إلى االسفل وتذكرت ما حدث معها ومع نوران فبعد أن حكت انعام كي شئ نظرت لها نوران بخذالن
وضعف وغضب وخليط من المشاعر المختلفه وتركتها وصعدت لغرفتها
لكنها لم تسكت وصعدت لها وظلت تبكي وهي محتضنه إياها مع كثيراً من الندم واردفت :سامحينى يا حبيبتي سامحيني يا
قلبى انتى بنتي الي ربتها وحبيتها الطمع مالنى وعماني سامحيني بس الحمدهلل انا ندمت ودعيت ربنا كتير انى اصلح
غلطتى و انك متزعليش مني
_ماما انا مش زعالنه ومسمحاكى .
=بجد يا نوران مسمحانى
_اه وهللا ومش زعالنه من اللى حصل زعالنه أن محدش سال عليه وال حد جاه زارني
=انا السبب يا حبيبتي حقك عليا طمعى وانانيتى بس اوعدك يا قلبى حصلح كل الغلط ومش هقف ضد سعادتك ابدا وانا
بنفسى اللى هجوزك ل احمد هو فعال بيحبك انا اللى عاميه ومكنتش شايفه الحب ده .
ابتسمت نوران بخجل وحرج قبل أن تتحدث :بس ...انا بحب واحد تاني
ذُهلت انعام ونظرت لها بغير تصديق لكنها اومئت برأسها وتحدثت :مش مهم يا حبيبتي ،المهم تكوني مبسوطه
فاقت من شرودها عندما دلفت نوران إلي الداخل وقبلت يد ستها وجلست جوارهم لتناول اإلفطار .
..............
يتبع الفصل التاسع والعشرون اضغط هنا
تعليقات
إرسال تعليق