Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية بنت القرية الفصل الخامس عشر بقلم ملك كريم

 رواية بنت القرية الفصل الخامس عشر بقلم ملك كريم


رواية بنت القرية الفصل الخامس عشر 


يا قمراً فوق رأسه تاجُ يخجل من حسنِ لونه العاجُ إذا تَمَشَّى يكاد يجذبه رِدفٌ له كالكَثِيب رَجْراجُ كأنما في جيوبه قمر وفي السروايل منه أمواجُ إن كنتَ عني مُمَتَّعاً بغنىً فإنّ فقري إليك محتاج


اشرقت شمسنا من جديد لتراقب ما يحدث تحت اشعتها لتخترق خيوطها إلى داخل غرفه العشاق النائمين ...

لتتملل نور على فراشها ونظرت جانبها لتجد تميم ليس بجانبها فتفزع وتنظر حولها لتجده يجلس على الأريكة يقرأ كتاب وأمامه طعام الفطور لتقول نور بصوت مهزوز : انت هنا ...


ترك تميم كتابه ونظر إليها وابتسامه صافيه تزين ثغره واردف بهدوء : انا هنا يا نور 


تنهدت نور براحه وابتسمت : صباح الخير ...انا افتكرتك مشيت وسبتنى 


نهض واتجه نحوها وجلس بجانبها : مش انا قولت مش هسيبك ..ليه الخوف ده بقى 


نور بهدوء : معلش خوفت شويه مش اكتر ..المهم الفطار هنا ليه هو احنا مش هنفطر معاهم تحت 


حرك رأسه رافضا : لا هنفطر هنا ثم تابع بحزن مصطنع : ولا مش عايزه تفطري معايا 


نور ببراءة : لا والله انا مش قصدى كده انا خوفت يزعلوا أننا مش هتفطر معاهم ...


تميم : متخافيش مش هيزعلوا يلا قومى اغسلى وشك كده علشان تفوقى وصلى وانا هستناكى 


حركت رأسها بالموافقة ونهضت سريعا ..وعاد تميم مره آخرى للقراءه ...


وبعد مرور نصف ساعه جلست نور بجانب تميم وتناولوا طعام الفطور سويا 


تحدث تميم : تحبى ننزل نقعد معاهم تحت شويه ..امبارح كانوا قلقانين عليكى فعلشان يتطمنوا 


نور : اه طبعا يلا ننزل ...


ونهضوا معا للخروج من الغرفه وأثناء خروجهما مد تميم يديه لنور لتمسك به : هاتى ايدك يا نوري 


نظرت له نور بخجل ولم ترفع يدها له


كرر تميم بهدوء : هانى ايدك يا حبيبتى 


مدت نور يديها بهدوء له .وامسكها نور وضغط عليها وقال : من اللحظه دى ايدك مش هتفارق ايدى يا نور ..ثم ذهبوا اللى الاسفل ولكن لم يكن هناك احد سوى بسمه ..وعندما رآها تميم جالسه وحيده تلعب على هاتفها  تحدث : بسمه انتى قاعده لوحدك ليه كده 


بسمه : مفيش كنت مستنيه رساله من واحده صاحبتي علشان هنروح مشوار كده وبابا وماما خرجوا ..ثم نظرت الى نور : عامله ايه دلوقتى يا نور 


نور بابتسامه : الحمد لله يا بسمه انا كويسه ..


بسمه : تميم كان هيموت من الخوف عليكي امبارح يا نور ..بس الحمد لله عدت على خير 


تميم : غيري الموضوع ده بقى الحمد لله نور بقت كويسه 


نور  : روحتى المشوار اللى لفينا  انا وانتى المول كله علشان نجيب لبس مناسب


بسمه بضحك : انتى متتكلميش خالص انتى تعبتى من اول لفه مكنتش اعرف انك بسكوته كده ..المهم يا ستى لا أجلته النهاردة ..ثم تابعت بزعل مصطنع : ولو انتى مهتمه هتشوفينى دلوقتى لابسه الهدوم اللى اشتريناها 


نور بضحك : والله مأخدتش بالي خالص معلش حقك عليا هاخد بالى المره الجايه 


تحدث تميم : وبعدين هى هتاخد بالها منك ليه اصلا ..هى تهتم بجوزها وبس


بسمه بضحك : بقى كده يعنى تهتم بيك انت بس ...ما هى امبارح مرضتش تروح لحد فينا وفضلت فى حضنك عايز ايه تانى 


ظهرت علامات الدهشه والخجل الشديد على وجه نور وتحول وجهها للأحمر وتحدث بصوت متقطع : انتى بتقولى ايه يا بسمه ...انا أكيد معملتش كده 


ضحك تميم عليها : لا عملتى كده يا روحى ..انتى مكنتيش بتتكلمى خالص وفضلت فى حضنى طول الطريق ولمى رجعنا مرضتيش تروحي ماما أو بسمه وفضلتى فى حضنى برضوا 


ضحكت بسمه : مش قادره هموت من الضحك ...انتى بجد مش فاكره ..لا لا انا هقوم امشي قبل ميحصلى حاجه من كتر الضحك ده ..وذهبت بسمه 


ونهضت نور بخجل شديد واسرعت بالذهاب إلى غرفتها 


ضحك تميم بصوت مرتفع عليها وذهب خلفها ودلف اللى الغرفه وجدها تجلس على الأريكة ومازال وجهها محمر خجلا ....اقترب  وجلس بجانبها وأمسك يدها فسحبتها سريعا 


تميم بهدوء : كل ده علشان الكلام اللى قلته بسمه 


نور بخجل : انت شوفت دى كانت بتقول ...انتى ثم صمتت ووضعت رأسها بين قدميها 


فضحك تميم ورفع وجهها إليه : يا بنتى انتى مراتى يعنى محدش ليه عندنا حاجه ...وايه يعنى المشكله لمى تحضنينى مش فاهم 


نور : عارفه بس انا اتكسفت اوى وكمان لمى قالت مرضتش اروح معاها هى وطنط عصمت ...انا ازاى مش فاكره حاجه 


تميم بهدوء : يمكن مثلا لانك كنتى مخطوفه وتعبانه ومكنتيش مركزه فى اى حاجه بمعنى اصح مكنتيش فى وعيك ...وثانيا مفيش اى مشكله لمى تحضنينى قدامهم انا جوازك وهمى أهلى وبقوا اهلك يعنى مفيش داعى للكسوف دا كله ... تصدقى شكلك حلو وانتى مكسوفه كده بفكر اصورك والله


نظرت نور : تميم 


تميم بحب : عيونه 

وقطع الحديث صوت رنين هاتف تميم باسم معتز فقال : ده ابن عمك الرخم .


نور : طب رد عليه 


فتح تميم  الخط وشغل الاسبيكر  وتحدث معتز بصوت مرتفع : انت فين يا استاذ تميم وسايب الشغل على كتافى هنا ..


تميم : ايه يا عم ...فى ايه انا انسان مريض ونظر إلى نور ...وتابع .وقاعد مع مراته دخلك ايه 


معتز بغيظ :  لا كنت مريض قبل منعرف انك كنت بتشتغلنا يا حلو ..إنما دلوقتى تيجي الشركه علشان المشروع قدامك نص ساعه وتكون عندى يا تميم وألا هاجى اخدك ...واعتذر لنور وقولها انى هاجى اشوفها بليل ..


تحدثت نور بضحك : اعتذارك مقبول يا معتز وهستناك بليل 


معتز : انت فاتح الاسبيكر يا تميم ..ربنا ينتقم منك ..كده تفضحنى قدام بنت عمى ..ماشي هردهالك ..قوم يلا نص ساعه وتكون عندى ... واغلق الهاتف 


تميم بضحك : شوفتى ابن عملك وكلامه ...


نور : كان بيهزر معاك مكنش يقصد حاجه ...ثم تابعت بجديه : هو انت هتروح بجد 


تميم : انتى سمعتى المكالمه وكمان المشروع فعلا مهم فلازم اروح لو مرحتش معتز هخرب الدنيا 


نور بتوتر : انت كنت هتسبنى لوحدي ...ثم  تذكرت الحادثه وبدأت فى البكاء : انا هبقى لوحدي تانى ...مينفعش لا لا ....هيجي هنا ..و و لا لا مش هينفع اتخطف تانى ..تميم الراجل ده هيعمل فيا حاجات وحشه تانى ...


تفاجئ تميم من رده فعلها هذه واقترب منها واحتضنها : حبيبتى متخافيش معاكى محدش هيعملك حاجه او حتى يلمس شعره منك ..اهدي يا نور متعيطيش 


نور ببكاء : انت بتقول انك هتروح الشركه والبيت فاضى مفيهوش حد مين بقى  هيحمينى منه لو جه ... انا مش هعرف احمى نفسى ...انا خايفه يا تميم ..خايفه اوي 


امسك تميم وجهها : حبيبتى خلاص هو مستحيل يجي هنا او حتى يقربلك متخافيش ...ومين قال انى هسيبك لوحدك 


نور : يعنى ايه مش فاهمه 


تميم : يعنى هاخدك معايا الشركه ..هتبقى معايا وتغيري جو ..ايه رأيك


نور : ماشي هروح معاك بس مش هتسبنى خالص اتفقنا 


ابتسم تميم : اتفقنا ...قومى البسي بقى علشان منلقاش ابن عمك جه لحد هنا 


ضحكت نور فنظر إليها : ربنا يخليكي ليا واشوفك بتضحكى كده علطول 


خجلت نور وقالت : ويخليك ليا 


.............................................................


فى منزل عائلة الهلالى 


جلس الجد نوح فى غرفه الجلوس وكان ايمن يجلس بجانبه وسيلين فى الجهه المقابله لهما .


تحدث الجد : انا مش مستريح يا ولاد 


ايمن باستغراب : ليه يا بابا حصل ايه 


الجد نوح بقلق : مش عارف حاسس ان الزفت اللى اسمه اسلام هيعمل حاجه فى نور ..وتليفونها مغلق ومعتز طول النهار امبارح كان مختفى وراجع بليل وسألته قال إنه كان مع واحد صحبه وبعد كده راح عند تميم وكلمت منير كان صوته غريب ولمى أسأل اى حد نور أخبارها ايه يقولى نايمه ..انا قلقان عليها 


سيلين بهدوء : ممكن تكون قلقان زياده بس ..وازاى اصلا اسلام هيوصل لنور وهى مش بتخرج من البيت ..ومستحيل يدخلها البيت من جوا 


الجد نوح : مش عارف يا سيلين ..انا قلقان وخلاص 


ايمن : خلاص يا بابا هنروح النهارده هناك وان شاء الله نور كويسه محصلش معاها حاجه 


الجد نوح : يارب يا ايمن كل ده يكون أوهام فى دماغى 


.............................................................


وصلت سيارة تميم و نور إلى الشركة نزل تميم من السياره ومد يديه لنور لمساعدتها على النزول ثم دلفا معا يد بيد وعلامات الدهشه ترتسم على وجوه العاملين بالشركه ويتهامسون بينهم ( من تلك الفتاه يا ترى ؟؟ ولماذا تمسك بيد مديرهم هكذا ؟؟ ) 


وصل تميم إلى مكتبه ومعه نور 


نور : هى الشركه دى بتاعتك يا تميم 


ابتسم تميم : اه بتاعتى انا معتز ولينا فروع كتير فى أنحاء مصر كلها 


نور : اممم وبتشتغلوا ايه بقى 


تميم : بصي بقى احنا بنصمم وبنفذها  يعنى مثلا بنصمم مول ونبنيه وبيبقى بأسمنا وبنتفق مع ممولين للمشروع بنسب معينه ..وكل مره ممولين مختلفين على حسب المشروع وهكذا 


نور : شغلكوا حلو اوي علفكره 


تميم بضحك : بس متعب اوي على فكره ...ثم تابع  .انتى اشتغلتى قبل كده 


نور : لا بس تقدر تقول اه 


تميم بعدم فهم : انتى بتقولى ايه مش فاهم 


نور بضحك : يعنى انا كنت دائما الاولى على دفعتى ..ف اتعينت معيده فى الكليه ..كنت بصحى الصبح بدري اروح الكليه وكان عندي طلاب وامتحانات وتصحيح وما إلى ذلك ..ده يعتبر شغل برضو ولا ايه 


تميم : يعتبر شغل طبعا  ... بس ليه سبتى الشغل فى الكليه بتاعتك 


تحدثت نور بحزن : بعد وفاه ماما بفتره صغيره بابا تعب جدا كنت مضطره اسيب الكليه علشان اكون جنبه ...بس مع الاسف اتوفى وقتها كنت وحيده بشكل بس الحمد لله الولاد الصغيرين عندنا فى البلد كانوا بيحبونى وانت بحبهم واهل البلد كذلك كانت حياتى بسيطه جدا بس بابا قبل وفاته قالى انى ليا عيله كبيره اوى ولو حصله حاجه اروح اعيش معاهم علشان مكنش لوحدي ..بعد وفاه بابا جدى نوح جالى وطلب منى اعيش معاهم بس انا رفضت وقتها وقولتله انا بحب حياتى ومش مستعده اروح معاك ..سابنى شويه وجه تانى بس أصر وانا اضطربت اوافق وجيت فعلا اعيش  معاه ...والباقى بقى انت عارفه 


تميم بحزن : هو مامتك كانت تعبانه برضوا ولا ماتت موته طبيعيه 


نور بحزن : ماما ماتت موته طبيعيه بس ماتت وهى صغيره إنما بابا كان مريض قلب كان طبيعي جدا بس بعد وفاه ماما تعب جدا واتوفى ....ثم تابعت بأبتسامة : بابا وماما كان بينهم قصه حب كبيره اوى بابا حارب عيلته علشان يتحوزها أتخلى عن كل حاجه علشانها وبدأوا حياتهم مع بعض من الاول ...وبعد فتره ربنا رزقهم بيا انا وبابا صمم يسمينى نور علشان كان دائما يقولى انتى نوري انا اللى نور عليا حياتى ....ثم ضحكت وتابعت : ماما كانت بتغير منى لما بابا يقولى كده وتفضل تقوله اه خلاص نستنى ولقيت حبيبه جديده بس بابا يقولها انتى الحب الاول والاخير إنما هى حته منك علشان كده بحبها وكان يغمزلى بس مع الاسف ماما مخلفتش بعدى تانى ...هى دى كل الحكايه 


ابتسم تميم واقترب منها وضمها إلى حضنه 


حاولت نور أبعاده ولكنها لم تستطع 

تميم : نور متحاوليش انت مش هسيبك واوعى تبعدى عنى مهما حصل اتفقنا


نور : اتفقنا ..ثم ابتعدت عنه ..وقالت : انت استحليتها كل شويه تاخدنى فى حضنك وانا يتكسف ووشي بيقلب طماطم وانت بتتريق عليا 


تميم بضحك : الصراحه انا بحبك لمى بتتكسفى كده وبتقلبى طماطم بيبقى شكلك مسخره 


وأثناء حديثهم دلف معتز إلى الغرفه : انت هنا يا تميم وسايبنى لوحدي اعمل فيك ايه طيب ..ثم نظر إلى نور : هو انتى كمان هنا 


نور : اه هنا عندك مانع ولا اروح 


معتز : لا خليكي طبعا الشركه شركتك ثم وجهه نظره الى تميم : وانت يلا تعال سليم مستنينا فى غرفه الاجتماعات  هيجي مهندس من الموقع وشويه ممولين علشان المول الجديد يلا بسرعه 


تميم : حاضر روح وانا جاى وراك 


معتز : طيب هروح بس متتأخرش ...وخرج من المكتب


نظر تميم إلى نور وعلامات التوتر على وجهها : حبيبتى هروح شويه صغيرين وهرجع تانى ومتخافيش انا هبعد حد يقعد معاكى علشان متبقيش لوحدك 


نور بضيق : حاضر روح انت علشان معطلكش ومتجبش حد اقفل عليا باب المكتب وانا هفضل هنا بس متتأخرش عليا 


تميم ابتسم : حاضر مش هتأخر هخلص بسرعه لو عوزتى اى حاجه التليفون ده ممكن تتصلي بيه عليا اكتبى ١١ هيرن عليا هناك اتفقنا 


نور : اتفقنا ..


وخرج تميم من الغرفه واغلق الباب على نور ثم اتجه الى غرفه الاجتماعات وكان الجميع بانتظاره ظل الإجتماع مستمر حوالى ساعه إلا ربع وبعد انتهاء الاجتماع نهض تميم للخروج ولكن أوقفه سليم : مالك مستعجل كده يا تميم 


تميم : اصل سايب مراتى لوحدها فوق وهى خايفه وكده 


سليم بصدمه : انت اتجوزت امتى ...وازاى معرفش 


تميم : الموضوع حصل بسرعه شويه تقريبا محدش يعرف 


سليم : اممم طيب مش هتعرفنا مين بقى اللى خطفت قلبك علشان تتجوزها بالسرعه دى 


معتز : اللى خطفت قلبه تبقى بنت عمى 


سليم باستغراب : هو انت عندك عم اصلا علشان يبقى عندك بنت عم 


معتز : لا دى حكايه طويله هبقى افهمك بعدين وذهبوا جميعا إلى مكتب 


نهضت نور بفرحه : تميم انت جيت 


تميم : ايوه جيت ومعايا ضيوف كمان 


نور باستغراب : ضيوف مين 


دلف سليم : انا ابقى الضيوف دول ...ثم تحدث بصدمه : ايه ده الانسه نور !!!!!!! 


يتبع الفصل السادس عشر اضغط هنا 

reaction:

تعليقات