رواية الوسيم واللصة البارت السابع عشر كامل للكاتبة أم عائشة
رواية الوسيم واللصة الفصل السابع عشر
سمعا طرقا على باب غرفتهما ففتح مروان الذى كان قد استيقظ قبل أدهم فوجد فهمى أمامه يرمقهما بسخافه_أمازلتما نائمين ،هيا تجهزا لديكما مهمه ..
ايقظ مروان ادهم الغارق فى نومه _ادهم اسيقظ هيا لقد بدأ الجد لا وقت للتكاسل
ادهم بنصف عين_حسنا امهلنى خمس دقائق اجهز نفسى
تجهزا وارتديا ملابسهما ووضع كل منهما سلاحه فى مكانه الخاص عند خصره وذهبا لوسيم كما طلب منهما فهمى
___
كان يجلس بجوار المكتبه يمسك فى يده كتابا يقرأه ويبدو أنه كان مستغرقا فى قراءته لدرجه ان مروان اضطر ان يُعلى صوت الطرق على الباب كى يسمعه وسيم
انتبه لطرق الباب فقام بخلع عيوناته وذهب لفتح الباب
وسيم_الحارسان الجديدان ،مرحبا بكما
ادهم بجديه_اهلا بك سيد وسيم ،لدينا أوامر من سيد صدقى ان نصطحبك لابتياع ملابس تخص الحفل فالزوار سيبدأون فى القدوم قريبا جدا ولابد ان تكون على اتم الاستعداد
وسيم _حسنا سأوافيكم خلال دقائق
____
انتبهت بكل حواسها الى ذلك المكبل المغطى الرأس الذى يجرونه معهم ،تفآجأت بهم يضعونه فى زنزانتها
فهبت واقفه والقلق ينهش منها وقالت_ماذا هناك ،،من هذا ؟
لكن لم يجيبها أحد وأكملا تقييد ذلك المغطى بالسلاسل معلقين يديه فى الهواء بفعل السلاسل
اقتربت منهم ندى بوجل فهى تستطيع ان تمشى بحريه رغم قيد يديها _تكلما من هذا ولماذا جئتموه الى هنا
ضحك ضحكته السمجه المعهوده عنه وهو يدخل الى الزنزانه وقال وهو ينظر الى ملامح وجهها القلقه قلبها ينبأها ان هذا المغطى وجهه احد تعرفه _سأخبرك من هو ،اذا ما قلتِ لى أين الشعار
وقع قلبها باسفل قدمها وعلمت ان الامر خطير فقالت بارتباك _قلت لك ليس معى
صدقى _لكنك تعرفين مكانه اليس كذلك
حاولت استجماع شجاعتها _لا ،لا اعرف مكانه
جاء فهمى وقال _سيدى لقد ابعدنا وسيم والحارسان عن القصر كما طلبت ،اى اوامر اخرى
صدقى _احسنت يا فهمى ،اذهب وتابع عملك هيا ،لدي عمل مهم هنا لانجزه
فهمى_امرك سيدى
نظر صدقى الى ندى وقال_ماذا كنا نقول ،تذكرت ،ألن تقولى اين الشعار
رمقته ندى بحدة ولم ترد
فاقترب صدقى من الشاب المغطى ونزع غطاء رأسه الامر الذى جعل ندى تشهق بفزع _سفيااان
نظر سفيان الى ندى بقلق _ندى أنتى بخير ،ماذا فعلوا بكِ
اقتربت ندى منه_أنا بخير لا تقلق ،لماذا جاءو بك الى هنا ،ثم وجهت حديثها بحدة الى صدقى _لماذا احضرت سفيان الى هنا
صدقى _اريد شعارى
ندى _إنه شعارى أنا وانت تعلم هذا
صدقى _حسنا اريد شعارك اين هو
ندى _لا اعلم
اقترب صدقى من سفيان وامسكه من شعره ليرفع وجهه اليه رامقا ندى بحدة _قل انت اين الشعار
لم يرد عليه سفيان فقوبل مقابل صمته بلكمه فى وجهه ،مما جعل ندى تصرخ الما وكأنها هى من تلقت اللكمه وليس سفيان _انت ماذا تفعل ،اتركه وشأنه
صرخ فيهم صدقى _تكلما هيا اين الشعار صبرى بدأ ينفذ
لم يتكلم ايا منهم ،مما جعل صدقى يستشيط غضبا واشار للحارس بعينيه فأحضر كرباجاً وامسكه فى يده استعدادا لجلد سفيان
ندى بخوف وقلبها يرتجف _ماذا ستفعل ،اياااك ان تفعلها
ليقابلها ببسمته السمجه ويقف خلف سفيان ويبدا فى جلدة بالسوط الذى معه _تكملى اين الشعار
كانت ندى تبكى مع كل جلدة تصيب جسد سفيان الذى اظهر قوة تحمل عاليه قالت بصوت باكى_ارجوك يكفى ،دعه وشأنه ،حديثك معى أنا
ابتعد صدقى عن سفيان وشبك ذراعيه واقترب منها فابتلعت هى ريقها فى خوف _ماذا!!! ستقولين اين الشعار ؟ ام ستتلقى الضرب بدلا منه ؟
اشار سفيان لندى بعينيه الا تفعل فقالت وهى تنظر لسفيان بحزن عما اصابه _بل سأتلقى الضرب بدلا عنه ،ارجوك دعوه يذهب
نطق سفيان وسط الامه وهو ينظر لها بتحذير _ ندى لا،ماذا تقولين ثم وجه حديثه الى صدقى _لا تسمع لها اضربى انا اذا كنت تريد ذلك
ندى بشجاعه _لا انا مستعدة فقط دعه يذهب
مما جعل صدقى يضحك عاليا وبطريقه مستفزة _يالا هذه التضحية التى ستُودى بحياتكما ،انتما ساذجان حقا
سفيان بحده_اسمع ،لن تخيفنا بسوطك هذا افعل ما شئت فلن نقول لك اين الشعار
صدقى وهو يرفع احد حاجبيه_مم يالا شجاعتك
اقترب منه وبدأ يضربه بقسوة اكتر من زى قبل وهو يقول _ارنى شجاعتك تلك الان
تحمل سفيان الى اقصى درجه لكن الالم اشتد عليه فخرج صياحه رغما عنه
الامر الذى جعل ندى تقول بحرقه _ارجوك اتركه يكفى ،سيموت فى يدك
صدقى لاستفزازها_يبدو انكِ لا تهتمين لامره والا لشفعت لك صرخاته تلك وافصحتِ عن مكان الشعار
وبدأ بجلد سفيان مرة اخرى الامر الذى لم تتحمله فقالت ببكاء مرير _يكفى سأخبرك مكانه ،اتركه ارجوك
ابتسم لها صدقى _هكذا تعجبيننى ،هيا قولى اين هو
سفيان بضعف_لا ،لا تقولى
ندى ببكاء _اعتذر سفيان انا السبب فيما حدث لك ،لن اتحمل رؤيتك كهذا أكثر
سفيان_دعكِ منى ،سأتحمل ،لكن لا تفصحى عن مكان الشعار انه املك الوحيد لا تضيعيه ارجوكِ
صدقى_هيا قولى ام تريدين أن اُكمل ما بدأته مع هذا العنيد قالها وهو يقترب من سفيان الذى رفع رأسه لصدقى قائلا بحدة _فلتفعلها لست خائفا منك ،يمكننى تحمل اى شىء من اجل الزعيمة حتى لو كانت حياتى ثمنا فسأقدمها لها بصدر رحب
لتقول ندى بضعف_لا سفيان ،يكفى الى هذا الحد ،لقد سئمت من ذلك الشعار ،كان سببا فى فقد والدى ولن انتظر حتى يتعرض احد منكم للخطر بسببه ،سأخبره اين هو
سفيان_ اتظنين انه سيتركنا وشأننا اذا ما اخبرناه بمكان الشعار ،لا لن يفعل انه مجرم لا قلب له بمجرد ان يحصل على ما يريد ستخلص منا دون تردد
افترشت ندى الارض وقالت ببكاء_ماذا علىّ ان افعل لقد تعبت سفيان ،تعبت جدا
اصاب صدقى الضجر وقال وهو يأمر حراسه بأخذ سفيان بعيدا _ممم يبدو انها لن تتكلم ،خذوه بعيدا وتخلصوا منه
قامت ندى فزعه _لااا ،انتظر سأخبرك مكانه لكن عدنى انك ستدعه وشأنه ولن تمسه هو ولا احد ممن بالمقر بسوء
صدقى بمكر_اعدك انى لن افعل بهم شيئا ،و سأدعه يرحل بسلام
استجمعت ندى شجاعتها وكادت ان تقول ،حتى صرخ بها سفيان _لااا يا ندى ،لا تقولى انتِ تعرضين حياتك وحياة الجميع للخطر هكذا
ندى بجمود_ليس لدى خيار اخر سفيان هو وعدنى انه سيدعك وشانك
صدقى مؤكدا كلامها_اجل سأتركه يرحل بأمان
سفيان برجاء وبكاء هذه المره عندما لاحظ اصرار ندى _لا يا ندى ترتكبين خطئاً فادحا
تحدثت ندى واخبرته عن مكان الشعار وطريقه الدخول للغرفه السريه ،الامر الذى جعل صدقى يبتسم بخبث ويقول_احسنتِ
امر حراسه ب الذهاب الى المكان الذى قالت عليه وقال وهو يغادر _ساتركه هنا حالما نتحقق من صدق كلامك وتركهم وغادر
اقتربت ندى من سفيان ترى جروحه وهى تقول _انت بخير سفيان ؟ اعتذر عن كل هذا
لكن سفيان نظر لها بأسف _لمَ اخبرته ندى ،كنت مستعدا لتحمل اى شىء من اجلك
ندى ببكاء_يكفى سفيان انا لست مستعدة لفقدكم يكفى ما فقدته ،لا تزيد وجعى اكثر ارجوك
صمت سفيان عندما وجدها تبكى بضعف وقلة حيلة هكذا ،تألم فوق آلامه اضعاف من اجلها فليس بيده اى شىء يفعله من اجلها
____
كادا يركبان مع وسيم بداخل سيارته فمال ادهم الى مروان قائلا بخفوت_اعتقد انهم يبعدوننا عن القصر لسبب ما
مروان_اجل اظن ذلك ،لذا سأكتشف ما هو بنفسى
ادهم_ماذا ستفعل
مروان_ سترى بنفسك
اوهم "مروان" الحراس أنه ركب مع وسيم السيارة وتخفى من دون ان يلحظه أحد يبحث عن شيئا غريبا فوجد صدقى يخرج من مكان باسفل القصر
مروان وهو يحك ذقنه_غريبه ماذا يفعل هناك
فنزل الى اسفل حيث القبو وبمهارة فائقه فى التخفى والاختباء فهكذا دُرب
فلاحظ وجود شاب وفتاة مقيدين بالسلاسل فتعجب _لم َ يُبقى صدقى هذين هنا ،علم ان صدقى يحاول اخفاء شىء ما وعليه اكتشافه
لم يكن الوقت مناسب للدخول ومعرفه هويه من بالزنزانه لذا قرر الرجوع والعوده فى وقت لاحق من الليل
خرج وانتظر ادهم بالخارج حتى عادا محملين بالحقائب
ادهم بحماس_مروان فاتك الكثير ،هناك اشياء جيدة اظنها ستعجب ديما وحنين جدا
لكن مروان كان ينظر لوسيم بغموض ،فهو ظنه يعلم بأمر السجينين
وموافق على ذلك
تكلم وسيم بتردد_ءانتما معتادين على الحراسه هنا دائما
مروان_هذه اول مرة نأتى فيها الى هذه االبلدة
وسيم_هذا يعنى انكما لا تعلمان عمى صدقى من قبل
ادهم_نحن نتعرف عليكم لاول مرة
وسيم للخروج من الموضوع _اذا احكا لى عن طبيعه عملكمت بءلدتكما
قص له ادهم اشياء وهميه فطبيعة عملهما ليست الحراسه كما يظنها وسيم
بدى ظاهرا للعيان ان وسيم يريد قول شيئا لهم لكنه متردد وقرر الذهاب الى غرفه بجحه انه سيقيس ما اشتراه من ملابس
___
لمح ادهم طاولة للعب تنس الطاولة بالحديقه ،لذا قال لمروان_ما رايك ،نلعب
فهم مروان ان ادهم يحاول ايحاء الجميع انه ليس مهتما بأمر الحراسه فرمق صديقه بغموض فهمه الاخر وهو يقول_اكيد
اقتربا من الطاولة الخشبيه ومسك كل منهما المضرب الخاص باللعب وباشرا اللعب وهما يتهامسان حول ما وجده مروان
___
احضر رجال صدقى الشعار من المكان التى وصفته ندى ،فأمسكه صدقى يقلبه بعنايه يتأكد من انه الاصلى ومن ثم ابتسم بدهاء فقال _لابد ان اعود للقبو الان ،راقب لى الطريق جيدا وخاصه هذان الحارسان الجديدان
فهمى وهو ينظر من الشرفه المطله على الحديقه ويستد بكلتا يديه على السور_لا تقلق سيدى ،فهما يبدوان انهما منهمكان فى اللعب ،انظر
نظر صدقى الى حيث يشير فهمى فقال بخبث_هذه فرصتى
وانطلق عائدا للقبو حيث تسليته
نزل اليهما ،كانا صامتين وكأن على رؤسهم الطير كل منهما خائف على الاخر ويحمل هم ما سوف يحدث للاخر
دخل اليهم وقال بتسليه_واخيرا استعدت شعارى وقربه من وجه ندى التى كانت ترمقه بكره وبغض شديدين
ندى بحدة_لقد حصلت على ما تريد ،هيا اطلق سراحه
صدقى_انتِ تحلمين ،سفيان هذا سيبقى عندى لبعض الوقت
ابتسم له سفيان بسخريه_فهو كان على يقين انه لن يُطلق سراحه بهذه السهولة
ندى بانفعال_ماذا تعنى انت وعدتنى ان تسرحه حالما تحصل على الشعار
صدقى وهو يحاول وضع يده على راس ندى_انتى ساذجه جدا مثل وسيم تماما ،عاطفتكم هى المحرك وليس هذا واشار الى رأسها ،مما جعلها تبعد رأسها قبل ان يلمسها بيديه الحقيرة هذه _
يا حراس خذوه بعيدا عن هنا هيا
لتصرخ به _لا ،سفياااان ،اين ستأخذوه يا لك من حقير يا صدقى ،لعنك الله ،حاولت منعهم من اخذه لكن السلاسل بيدها منعتها من ذلك
سفيان بصوت مسموع وحزين _استودعى الله يا زعيمة ،ارجو ان تكونى بخير ،لا تقلقى لابد وان هنالك مخرج باذن الله عليكِ بتكثيف الدعاء
جلست ندى على الارض بقهر شديد وبكاء وهى تشيع سفيان بنظراتها وهى لا تعلم الى اين سيأخذونه
صدقى بضحكة انتصار_تسلينى رؤية الناس وهو يواجهون مصيرهم البائس
لم تشعر ندى بالمكان ولا الزمان فقط احست انها بعالم أخر مظلم وحدها عالم ملىء بالاشواك والعقبات والصعاب عالم يجرها نحو الهاويه جرا وهى ضعيفه مسلوبة الارادة
نظرت الى صدقى بغل وكره نظرات تتمنى لو تترجم لفعل فتقلته وقالت بصوت يملاءه الالم والوجع والقوة والتحدى فى نفس الوقت_اقسم لو خرجت من هنا لسوف تكون نهايتك على يدى هاتين
رمقها ابتسامة ساخرة وهو يغادر_هذا ان خرجتى من هُنا
_____
مازالا يلعبان او يوهمان الرائى اليهم انهما كذلك
مروان وهو ينظر حوله _هناك حركه غريبه تحدث هنا
ادهم _اسمع عليك انت تذهب الى القبو وتتعرف هويه الشخصين بالاسفل فى اسرع وقت
مروان_اجل سأذهب ليلا وانت ستقوم بتغطيتى
____
كان وسيم يجلس وينظر لصورة ما باشتياق عجيب
الى ان دخل صدقى اليه محاولا رسم ابتسامة على شفتيه_ابن اخى الغالى ،كيف حالك
وسيم بابتسامة_اهلا بك عمى ،اشتقت اليك
صدقى _قل لى هيا هل ابتعت ما يناسبك من ملابس؟
وسيم _اجل عمى فعلت ،شكرا لك
صدقى _جيد جدا،فى الغد سيأتى ضيوف الى هنا للتعرف عليك ،اريدك ان تكون فى ابهى صورة
وسيم_سأكون مستعدا ،ولكن من هم هؤلاء الضيوف
صدقى بدهاء_رجال اعمال مهمون سياتون ليتعرفوا على وريث العائلة
ابتسم وسيم_فهمت ،،عمى هل لى ان أسألك سؤالا
صدقى _طبعا اسأل بنى
وسيم وهو ينظر فى عينى صدقى_ما هو اسم والدى
صدقى بهدوء_أمين وامك كانت جميلة النساء زينب
صعق وسيم وبدى متفآجئا واشار الى صورة فى يده تجمع اخين معا ووضع اصبعه على احدهم _اهذا هو ؟
صدقى بكره اخفاءه جيدا لصاحب الصورة_اجل هذا هو اخى امين والدك فليرحمه الله
وسيم_آمين
صدقى _هيا دعنا نتناول طعامنا معا
ابتسم وسيم _حسنا عمى سأبدل ملابسى والحق بك
بمجرد ان غادر صدقى حتى جلس وسيم وامسك الصورة فى يده
وتنهد بحيرة _
من منهما والدى الحقيقى ،ندى تقول ان أمين هو والدها
ترى هل هى كاذبة حقا ؟!!
___
فى الليل والجميع نيام عدا الحرس الذين يحيطون القصر ،تسلل ادهم ومروان خفيه نحو القبو ،وقف ادهم بالخارج يتفقد المكان ويأمن الطريق لمروان الذى خطّ للداخل بسلاسه ودون ان يشعر به ذلك الحارس النائم على كرسيه الخشبى
بهدوء ضربه على رأسه ليسبب له اغماءه خفيفه وقال وهو يسحب المفاتيح المعلقه فى جيبه _نوما هنيئا
كانت تجلس تناجى ربها على ارضيه الغرفه وملابسها التى غرقت بدموعها التى لم تجف منذ اخذهم لسفيان
رفعت يدها الى اعلى تدعوه بتضرع
" يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا فعّالًا لما تريد، اسألك بعِزك الذي لا يُرام، ومُلكك الذي لا يُضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك، أن تكفينا ما أهَمنا من أمر الدنيا والآخرة"
ففوجئت بمن يفتح بابها ويدخل بهدوء،ابتلعت ريقها ودب الرعب فى اوصالها من ذا الذى يدخل لها فى ذلك الوقت ،قامت من مكانها ونظرت بخوف لذلك الذى دخل لتوه واغلق الباب خلفه ،جال ببصره المكان فلم يجد الشاب الذى كان معها ووجدها تبتعد برعب منه وهى تقول بمحاولة التماسك _من انت وماذا تفعل هنا ؟
حاول مروان ان يبث الطمانينه فيها فاشار اليها_ اهدئى اخفضى صوتك لم آتى لاذيتك
قالت بخوف وهى تنظر للباب المغلق _ماذا تريد منى ،ارجوكم دعونى وشأنى اخذتم الشعار وكفا
كان قد اغلق الباب ظنا منه ان الشاب ما زال معها ،
فذهب وفتح الباب وهو يقول _اين الاخر الذى كان معك
قالت بحرقه وبكاء _الا تعلم اين ،لقد اخذتموه بعيدا بعدما اشبعتموه ضربا ،لكم من الله ما تستحقون ،هيا اخرج من هنا
مروان_ارجوكِ اهدئى ،انا اريد ان اعرف منك كل شىء ولم انتِ هنا
ندى بغيظ_اسأل سيدك ذلك المجرم المخادع
مروان_ هو ليس سيدى ،جئت الى هنا فى مهمه حراسه الحفل ولا علاقه لى بما يحدث هنا
ندى _حسنا ولم جئت الى هنا ؟
مروان _اظنك بحاجه الى المساعدة ،اليس كذلك ؟
ندى بضيق_ومن انت لتساعدنى مجرد حارس غبى يتلقى الاوامر وينفذها دون تردد
زفر مروان بضيق_قلت لكِ لست من حراس القصر ،مهمتى هى حراسه حفل التتويج وحالما ينتهى سارحل من هنا ،ولكن اظن أن شىء غريبا يحدث هنا ،هل ستخبرينى ما عندك ،ام اذهب من حيث جئت
ترددت فى الحديث معه واخباره بالحقيقه نظرت اليه فوجدته يتجه حقا للخارج فقالت_وكيف اثق بك واتاكد انك لست منهم
مروان بجديه_تماما كما اثق انكِ ضحيه هنا وان هناك الاعيب كثيرة تحدث فى القصر
هدأت ندى وأحست أن الله ارسل لها هذا الشخص لانقاذها فلربما يستطيع
لاحظ صمتها وانها تفكر حقا فى كلامه فاردف قائلا_كما انك لن تخسرى شيئا اذا ما قصصتى لى ما عندك ،ففى جميع الأحوال انتِ سجينه هنا ولا مفر من ذلك
ايقنت ندى حقيقه الامر ،هى لن تخسر شيئا باخباره ربما يكون هو طوق النجاه لها وان الله قد استجاب لدعواتها
تنهدت واخبرته بكل شىء منذ البدايه ،كان هادئا ساكنا يستمع لها دون مقاطعه او أن يَظهر على وجهه اى تعابير الى أن انهت حديثها باخذهم سفيان بعيدا ولا تعلم مكانه
لاحظت صمته الطويل وعدم تعقيبه على قصتها ،فقالت بخيبه امل_يبدو انك لا تصدقنى ،لابأس فالجميع لا يصدق ايضا
توجهت الى حيث القطعه الخشبيه التى تتخذها سريرها ومقعدها وجلست عليها بحزن وقالت_ارجوك اخرج واغلق الباب خلفك
مروان بجديه_ فى عملى لست ممن يطلقون الاحكام دون تبين وتحقيق،سانظر فى امرك وان كنتِ فعلا صادقه تاكدى انى سأخرجكِ من هنا سالمه وسأسلمك شعارك بنفسى
تنهدت بفرح _احقا تستطيع
مروان بابتسامة خفيفه فهو يشعر بصدق حديثها وطيبتها على عكس احساسه تجاه ذلك المدعو صدقى_اجل استطيع ،استاذنكِ سأغادر قبل أن يُكشف امرى
وقفت تقول قبل أن يرحل _من انت
مروان _أنا الحارس الجديد هنا
ندى_لا انت لست حارسا ابدا ،اخبرنى حقيقتك
مروان_الحقيقه سنعرفها جميعا لاحقا عندما أعثر عليها وداعا
خرج مروان وغلق الباب خلفه واعاد الرجل الى كرسيه بهدوء ووضع مفاتحه مكانها وتوجه خارجا حيث ينتظره ادهم
ادهم بضيق_لم تأخرت كل هذا كدنا أن نُكشف ،اضطررت الى اصابة حارسين بالاغماء كانا سيكشفان امرنا
مروان _هيا لنعد وساخبرك بكل ما عرفته
__
جلست مكانها بارتياح،لا تدرى احساسها يخبرها أن الامور ستكون على ما يرام بمساعدة ذاك الغريب
__
عادا الى غرفتهما وقص مروان كل ما سمعه من ندى على مسامع ادهم
ادهم وهو يحك شعره_ممم اظن هذا يفسر هذا الكم الهائل من الحراس هنا ،وايضا لرفضه وجودنا فى بادىء الامر هو يخشى أن نكشفه
مروان_اظنك اخترت أن تصدقها
ادهم _لا اظنها كاذبه ،كل المؤشرات هنا تدل على صدق حديثها
مروان_مازال الوقت مبكر لقول هذا ،مازلنا بحاجه الى جمع المزيد من الادلة
ادهم وهو ينظر للفراغ_وسيم هل تعتقده له يد فيما يفعله صدقى
مروان_مم لا ادرى ،اظنه شاب طيب
ادهم_وربما يكون خبيثا كصدقى يُخفى أكثر مما يُظهِر
مروان _لذا اقول لك نحتاج المزيد لنعرفه
ادهم _حسنا دعنا نرتح قليلا وفى الغد نكمل البحث
__
فى الصباح وخاصه وقت الظهيرة
تأنق وسيم فى بذلته الرماديه اللون ،بدا وسيما للغايه فلاول مرة يرتدى من هذا النوع من الملابس،خرج من غرفته استعدادا لمقابلة الضيوف التى ستاتى بعد قليل وكان برفقته كل من ادهم ومروان كحراسه الشخصيين
تضايق صدقى من ملاصقتهم له هو لا يريدهم أن يكونوا بالجوار اثناء حضور الضيوف المنتظرين ،لذا قرر ارسالهم الى الباحة الخلفيه للقصر
صدقى_انتما الإثنان ،القصر من الجهه الخلفيه ليس به حراسه_اذهبا لهناك حالا
نظر ادهم الى مروان وقال_اوامرك سيدى
وسيم _ عمى اريد ابقاءهم معى هنا هما حارسى الشخصيين
صدقى _لك ذلك بنى ولكن سيذهبان الى الباحه الخلفيه مؤقتا فقط حتى يعود الحراس من مهمتهما
ذهب مروان وادهم الى حيث امرهم صدقى فقال ادهم _الم تلحظ شيئا غريبا؟
مروان_اجل هو لا يريدنا أن نتواجد اثناء حضور ضيوفه
ادهم _ليس هذا ما كنت اقصده
مروان _لم افهم ماذا هناك
ادهم وهو يفكر فى شىء ما_مساعده الشخصى الذى لا يفارقه ،ليس معه الان ،واظن أن هذا الوقت يستدعى وجوده الى جوار سيده اثناء استقباله لضيوفه
مروان_ما الذى تريد ان تقوله
كاد ادهم أن ينطق حتى وجد سيارة غريبه تجرى بسرعه رهيبه مبتعدة عن القصر فقال ادهم _الجواب هناك ،فى تلك السيارة التى بدون فرامل
رفع مروان حاجبيه وقال بصدمه_معقول هذا
بسرعه البرق كان ادهم ومروان قد ركبت سيارة ما كانت مركونه بجوار السور وانطلقا خلف تلك السيارة التى تمشى بسرعه جنونيه
__
وصل الضيوف اخيرا وسط كميه هائله من الحراس الخاص بهم ،تم استقبالهم بطريقه مميزة وبدى صدقى يتحدث معهم باسلوب غريب لم يعهده وسيم عليه يوما بدا كالخادم وليس السيد اثناء وجودهم
كما أن وسيم بدا غير مرتاحا لهؤلاء الضيوف وأحس بالضجر من صحبتهم ،لذا استأذن عمه بالانصراف فاذن له
مال احد هؤلاء الضيوف الى صدقى وقال باعين تشع ظلاما_هل نفذت الامر ؟
صدقى بنفس النظرة التى تشعر انها جحيم_اجل هو فى طريقه الى الموت الان
_اسمع لا اريد اخطاء بعد الان ،وامحى كل أثر قد يوقعك فى المشاكل
_حاضر سيدى ،لا تقلق خطتنا تسير على النحو المخطط له تماما
يتبع الفصل الثامن عشر والاخير اضغط هنا
تعليقات
إرسال تعليق